فوائد تربية حيوان أليف للأطفال في البيت وسلبياتها
تعتبر تربية الحيوانات الأليفة من أكثر الأمور التي تثير الجدل عندما يتعلق الموضوع بتربيتها في المنازل. ومن أبرز نقاط الاختلاف هي رغبة الأولاد في تربية هذه المخلوقات اللطيفة وامتناع والديهم عن الأمر لأسباب مادّية أو بسبب بعض الأمور التي تتعلق بالنظافة. بنفس الوقت قد يكون الوالدين من محبي الحيوانات الأليفة إلا أن الأطفال لديهم خوف من الحيوانات بشكل عام مما يصعّب الموضوع. بشكل عام يمكننا القول أن تربية الحيوانات الأليفة في المنزل تمتلك العديد من الإيجابيّات والسلبيّات، وقد قررنا في هذا المقال أن نناقش معاً جميع إيجابيات هذه الفكرة وجميع سلبياتها. إن كنت تفكّر في تربية كلب أو قطّة في منزلك، تابع معنا هذا المقال لعلّه يساعدك في اتّخاذ القرار الصحيح.
إيجابيات تربية الحيوان الأليف في المنزل
لطالما اعتبر الإنسان أن أوفى أصدقاءه هو الكلب، ولطالما تمت تربية الكلاب كحيوانات أليفة صديقة للبشر؛ إلا أن هذا الأمر تعدّى فكرة أن الكلب صديق الإنسان، فقد تبيّن أن تربية الحيوانات الأليفة مهمّة للغاية، وفي هذه الفقرة سنتعرف على فوائد تربية الحيوانات الأليفة للأطفال.
- الحيوانات الأليفة تعطي حباً غير مشروط: تقدم الحيوانات الأليفة للأطفال حبّاً غير مشروط، حيث أنها لا تحكم على الأطفال ولا تؤنبهم، كما أن الأطفال الذين لا يمتلكون إخوة أو أخوات قد يعوضوا بعض من مشاعر الأخوة المفقودة في حال وجود حيوان أليف يربونه ويتكلمون معه، لا تقلق من الحيوان الأليف فربما يكون صديق طفلك المفضّل.
- يعلم الطفل تفريغ المشاعر: يمكن للحيوان الأليف أن يعلم الطفل أنه لا يتعين عليه إخراج غضبه أو خوفه على الآخرين. بعض الأطفال قد يصابون بالإرباك بسبب عدم وجود مكان آمن ليعبّروا به عن أنفسهم وعن مشاعرهم، إلا أن وجود حيوان أليف بالقرب منهم يساعدهم على تفريغ مشاعرهم عن طريق التكلم مع الحيوان الأليف وإخباره بكل ما يشعرون به.
- الحيوان الأليف يعلّم التعاطف: إن تربية حيوان أليف تساعد الطفل على الشعور بالآخرين والتعاطف معهم، حيث أن الطفل سيبدأ بالتساؤل عما إذا كان حيوانه الأليف جائع أو يشعر بالبرد أو مريض، كما سيبحث عن أي طريقة لتأمين ما يحتاجه ومساعدته للشعور بالراحة. هذا سينعكس بالمستقبل على مشاعر الطفل وتعاطفه مع الآخرين.
- الحيوان الأليف يعلّم الطفل المسؤولية: يمكن للأطفال كسب الثقة من خلال تحمّل مسؤولية رعاية الحيوان الأليف. ويمكن للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات إدارة المهام البسيطة مثل ملء الماء للحيوان. وكلما كبر الطفل تزيد مسؤولياته. في نهاية المطاف، سيتعلم الطفل ضرورة وكيفية تحمّل المسؤوليات عندما يكبر.
- كيف يساعد الحيوان الأليف طفلك على تعلم اللغة؟: من المحتمل أنك رأيت بعض الأطفال الذين يتكلمون مع حيواناتهم الأليفة، كم لطيف هذا الأمر! في الحقيقة ما تعتقد أنه مجرد أمر لطيف، هو أمر مهم للغاية، لأنه يساعد الطفل على التكلم بحريّة وطلاقة، ويساعده على تنمية مهاراته اللغوية ومهارات النطق عنده. ببساطة يمكن للحيوان أن يكون دافعاً لكي يتحدّث طفلك أكثر.
- هل تعلم أن الحيوانات الأليفة مفيدة لصحّة الأطفال؟ أظهرت الدراسات أن الحيوانات الأليفة يمكن أن تساعد الأطفال في خفض ضغط الدم وتقليل التوتر والقلق، كما تساعد الأطفال الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.
هل تعتقد أن هذه الفوائد كافية لإقناعك بتربية حيوان أليف؟ إن لم نقنعك بعد، تابع معنا هذه الفوائد الإضافيّة. - الحيوانات الأليفة تساعد الأطفال على المشاركة: يمكن القول أن الأطفال يشعرون أنهم قادرين على التكلم حول بعض الأمور الخاصة بالحيوانات الأليفة مع الأطفال الآخرين. وقد تبين أن الأطفال الذين يملكون حيواناً أليفاً، يتمكنون من التأقلم مع الأطفال الآخرين بسرعة أكبر، كما يجدون أحاديث مشتركة مع أقرانهم بشكل أفضل.
- صحح معلوماتك! الحيوان الأليف يمنع الطفل من الإصابة بالحساسية وليس العكس! لطالما اعتقد الناس -وأنا من بينهم- أن الحيوانات الأليفة قد تسبب نوبات حساسيّة للأطفال ومن الممكن ان تؤثر هذه النوبات بشكل سلبي على الأطفال، إلا أن معلومتنا المؤكدة تخالفنا الرأي! تبين أن الحيوانات الأليفة تساعد الأطفال في تقوية جهازهم المناعي؛ حيث تقوم هذه الحيوانات بلعق الأطفال مما ينقل إليهم بعض البكتيريا الموجودة في أفواه الحيوانات وهذا بدوره يسمح للجهاز المناعي للطفل بتشكيل مناعة ضد العديد من أنواع الحساسية.
- بناء الروابط العائليّة: يعتبر هذا الأمر من أكثر الأمور غير المتوقعة على الإطلاق حتّى من قبل الأمهات والآبات! لكن في الحقيقة إنه أمر صحيح 100%، حيث تبيّن أن الحيوانات الأليفة قادرة على بناء الروابط الأسريّة، حيث أنّ الحيوانات الأليفة تكون غالباً محوراً للنشاطات العائليّة التي يقوم بها كل أفراد العائلة معاً، حيث أنّه قد تقوم الأسرة بأخذ الحيوان الأليف في نزهة ما على الأقدام، أو غيرها من النشاطات الأخرى التي يمكن للعائلة أن تقوم بها معاً.
هل يوجد مساوئ مترتبة على تربية الحيوان الأليف؟
كل أمر نقوم به يترتب عليه بعض الإيجابيات وبعض السلبيات فلا يوجد أمر مثالي في الحياة، وفي حين أننا تعرفنا فيما سبق على جميع إيجابيات تربية الحيوانات الأليفة، سنتعرف فيما يلي على مساوئ تربية هذه المخلوقات الجميلة. تابع معنا لتعرف أكثر عن هذا الموضوع.
- فقدانهم أمر كارثي بالنسبة للأطفال: إن الحيوانات الأليفة ترسم البسمة على وجوه أطفالنا كل يوم، إلا أن فقدان هذه المخلوقات اللطيفة لأي سبب من الأسباب قد يدمر الأطفال من الداخل ويجرحهم بشكل يصعب التعافي منه، لأنه أفضل وأقرب الأصدقاء لقلوب الأطفال. لذلك من الضروري التفكير جيّداً فيما إذا كان الأطفال قادرين على تحمل الوضع في حال إصابة حيوانهم الأليف بمكروه أم لا.
- يحتاجون الكثير من الوقت للرعاية: في حال كنت من أصحاب الأعمال التي تحتاج دوام طويل، وفي حال كان طفلك أصغر من أن يقوم بتربية الحيوان الأليف لوحده، هذا سيكون عائق كبير أمام تربيتك للحيوان الأليف. هذه المخلوقات تحتاج إلى الكثير من الوقت والرعاية والانتباه مثل الأطفال تماماً، أي أنك ستربي طفلان وليس طفلاً واحداً! طفلك هو الأول وحيوانك الأليف هو الثاني.
- من الصعب تركه وحده في المنزل: لا يمكن ترك الحيوانات الأليفة لفترات طويلة في المنزل بدون إشراف، وإن كان لابد من هذا الأمر السيّئ، سيتوجّب عليك أن تقوم بترك كمية كافية من المياه والطعام وتجهيز المأوى المناسب لحيوانك الأليف طوال فترة غيابك، ويمكننا أن نقول لك بأن تحضّر نفسك لرؤية أثاث المنزل ممزّق، لأننا لا نستطيع أن نضمن ماذا سيفعل حيوانك الأليف بالمنزل عند ملله.
- التنظيف ونظافة الحيوان الشخصية: إن تربية الحيوان الأليف من الممكن أن تكون فوضويّة قليلاً، حيث أن الحيوانات الأليفة تحتاج إلى الاهتمام الدائم، فهي غير قادرة على تنظيف نفسها ولا على تنظيف مخلّفاتها بنفسها. لذلك يجب عليك أن تقوم بالعناية بهذين الأمرين بشكل ممتاز لضمان عدم إصابة طفلك أو حيوانك الأليف بأي مرض.
- تحتاج إلى الكثير من الصبر: قد تكون تربية الحيوانات الأليفة بما فيها الكلاب موتّرة للغاية، حيث أنها قد تثير أعصابك باستمرار عن طريق النباح الدائم أو الاستيقاظ ليلاً بسبب رغبتها بتناول الطعام أو حتّى اللعب، ففي النهاية من منا يرغب بأن يستيقظ بعد منتصف الليل للاعتناء بحيوانه الأليف! كما يمكن للحيوانات الأليفة أن تمزق ثيابك أو أحذيتك في حال لم تتم تربيتها بشكل جيد منذ البداية!
- من الممكن أن تكون خطيرة في بعض الأحيان: حتّى الحيوانات الأليفة ذات المظهر اللطيف قد تكون مؤذية في لحظات معيّنة، وغالباً عن غير قصد! ففي حال طالت أظافر أو أنياب حيوانك الأليف ورغب باللعب معك قد يقوم بخدشك أو جرحك عن غير قصد، وقد تتسبب هذه الخدوش بحالات التهابية ذات قابلية للتفاقم إلى حالات خطيرة في حال عدم الانتباه لها منذ البداية.
- مكلفة للغاية: قد يكون شراء حيوان أليف مكلفاً للغاية، خاصة في حال تربيتك لنوع أصيل من الحيوانات الأليفة، لأن هذه الأنواع تكون غالية الثمن جداً. كما أن الحيوانات الأليفة تحتاج إلى الحصول على الطعام والشراب والمأوى والمعاينات الطبية واللقاحات وغيرها من الأمور التي تحتاج إلى دفع المال مقابلها.
في النهاية... يعتبر الحيوان الأليف صديق للإنسان بل ومن أوفى أصدقاء الإنسان خاصةً إن كان كلب. وبالتأكيد، فإن تربيته تقدّم العديد من الفوائد والسيئات التي يجب دراستها بشكل جيّد والتفكير فيها بهدوء والمقارنة فيما بينها، للتأكد من أننا نقوم باتّخاذ الخيار الصحيح. بالنسبة لي أنا، فقد وجدت أن فوائد تربية الحيوانات الأليفة على حياة الأطفال أكثر وأهم من مخاطر تربية الحيوان الأليف، لذلك لن أتردد في تربية حيوان أليف في منزلي. لكن ماذا عنك؟ أخبرنا برأيك في التعليقات أسفل هذا المقال.