تربية الأطفال في غياب الأب وهل تقوم الأم بدور الأب!
يمكن اعتبار تربية الأطفال من أصعب التحديات التي قد تواجه الأهل بالتأكيد، لكن المهمة الأصعب هي تربية الأطفال في غياب أحد الزوجين. في هذا المقال قررنا أن نسلّط الضوءء على ظاهرة مهمّة للغاية وهي تربية الأمهات للأطفال في ظل غياب الزوج. سنتعرف معاً في هذا المقال على أهم المشكلات التي قد تواجه الأم في غياب زوجها، بالإضافة إلى أهم النصائح التي تساعد الأمهات في تربية أطفالهن الذكور، بالإضافة إلى طرق التعامل مع الأطفال الذكور. تابعوا معنا هذا المقال لعلّه يساعدكم على تحقيق هدفكم في تربية الأطفال.
ما هي المشاكل التي قد تتعرض لها الأمهات في ظل غياب أزواجهنّ؟
يوجد العديد من المشاكل التي قد تواجه الأمهات في حال غياب أزواجهنّ، لكن بالتأكيد القدر الأكبر من المشاكل يتعلّق بتربية الأطفال بدون أي مساعدة. في هذه الفقرة سنتعرف على المشاكل التي تتعرض لها الأمهات في ظل غياب الزوج بشكل عام:
- العامل مع كميّة كبيرة من المشاعر: من المعروف أن النساء يملكن قدراً أكبر من المشاعر مقارنةً بالرجال، ففي بداية الانفصال، أو في الفترة التي تلي وفاة الزوج، ستشعر الزوجة بأنها وحيدة وستصيبها نوبات من الحزن والاكتئاب وغيرها من المشاعر القاسية. لذلك يعتبر التعامل مع هذه المشاعر والتأقلم مع الوضع الجديد أصعب في حالة النساء.
- نقص الدعم: إن لم يكن لديك أي دعم، ستكون الأمور أكثر صعوبة. في مجتمعاتنا العربية وعلى الرغم من التطور الكبير الذي يشهده العالم، تعتبر النساء مسؤولات عن الأطفال والمنزل أكثر من الرجال، لذلك نلاحظ كمية هائلة من النساء اللواتي يفضلن أو يتم إجبارهن على ترك الوظيفة والعمل من أجل تقديم كل ما هو ممكن للمنزل والأطفال. وعند انفصال الزوجين أو موت الزوج، ستعاني النساء بالتأكيد من نقص في الموارد التي تحتاجها لاستكمال تربية أطفالهن.
- البحث عن وظيفة: بشكل لاحق للمشكلة السابقة سيأتي الوقت الذي يتوجب على النساء البحث عن عمل مناسب لهنّ بحيث يؤمّن لهنّ المال الكافي لتربية أطفالهن، وبنفس الوقت يسمح لهن بأن يبقين مع أطفالهن وقتاً كافياً. هذا الأمر للأسف صعب التحقيق جداً، لأن النساء بالتأكيد ستقف أمام خيارين إما وقت طويل في العمل للحصول على المال الكافي، أو البقاء في حاجة للمال على الرغم من العمل الذي يقمن به بسبب دوامهن بوقت جزئي.
- عدم الحصول على إعالة الطفل: يحصل الرجال على مبلغ من المال مضمّن براتبهم الشهري كنوع من الإعالة من أجل الصرف على الأطفال، إلا أن النساء لا يحصلن على هذه الميزة في العديد من الدول العربيّة والعالمية، كما أن وفاة الزوج وعدم حصول المرأة على عمل لائق من الأسباب الرئيسية الكامنة خلف عدم تلقّي إعالات الأطفال.
- التعامل مع أب متكاسل: في حال حصلتِ على طلاق أو في حال حدوث الانفصال بينك وبين زوجك، فقد تواجهي خيارين لا ثالث لهما. إما التعامل مع رجل راق يمكنك الاعتماد عليه في العناية بالأطفال عندما يكونون معه، ووفي تقديم المال اللازم لتربية الأطفال؛ أو قد تتعاملين مع رجل كسول لا يمكن الاعتماد عليه ولا يقوم بأي من واجباته الأبويّة. إن الحالة الثانية هي الأكثر شيوعاً وهي واحدة من أهم المشاكل التي تتعرض لها الأمهات.
طرق التعامل مع الابنة في ظل غياب الزوج؟
إن طرق التربية وأساليبها من أكثر الأمور تعقيداً على الإطلاق، ومن الضروري أن نفهم الفرق بين طرق تربية الأطفال الذكور وطرق تربية الإناث. في هذه الفقرة سنتعرف معاً على أهم النصائح التي تساعد الأم على تربية بناتها في حال غياب زوجها.
- العثور على شخص قادر على تعويض منزلة والدها قدر الإمكان: تحتاج الفتيات بشكل عام إلى شخصية ذكورية إيجابية في حياتهن، وعندما يكون الأب غائب بشكل دائم أو مؤقّت، قد تحتاج الأمهات إلى البحث عن رجل قادر على أن يكون القدوة للبنات كالجدّ أو العمّ أو الخال. ويجب أن تشعر البنات بالراحة والأمان بوجوده.
- أساليب المواجهة الإيجابية: من الممكن أن تطوّر الفتاة طرق حديث أو تفاعل غريبة أو خاطئة في ظل غياب والدها، يجب على الأم ألا تنهر ابنتها أو تهينها، بل على العكس، من الضروري النقاش والتفاهم والتكلم حول هذا الموضوع حتى الوصول إلى طريقة مناسبة للتفاهم مع الابنة. فبالنهاية غياب الزوج صعب على الزوجة وعلى البنات أيضاً.
- ابحثي عن المجتمع المناسب لطفلتك: في حال كنت تسكنين في مجتمع منغلق على نفسه ينظر لك ولبناتك بطريقة دونيّة بسبب غياب الزوج، عليك عندها البحث عن مكان أنسب لتعيشي أنت وبناتك به. وفي حال كانت عائلتك غير داعمة لك ولقرار الانفصال -في حال كان هذا هو السبب في غياب الأب-، عليك أن تبتعدي عن هذه العائلة قدر الإمكان لأنها ستدمّر صحّة بناتك النفسيّة.
- تعرفي على أصدقاء ابنتك وساعديها على العثور على أصدقاء أفضل إن كانت تحتاج مساعدة: قد تكوّن البنات علاقات صداقة غير صحيّة مع أشخاص سيئين بسبب غياب دور الأب في حياتها، وهنا يأتي دور الأم في التعرف على أصدقاء ابنتها ومحاولة التأكد من أنهم جيدين لابنتها. وفي حال كانت الابنة بحاجة إلى أصدقاء أفضل، يجب على الأم أن تقوم بتوضيح مفهوم الأصدقاء الجيدين والسيئين والقيام بكل ما هو ممكن لمساعدة ابنتها على تكوين صداقات أفضل.
كيف تقوم الأم بتربية ابنها بدون زوج؟
يوجد أيضاً بعض الطرق التي من الممكن أن تساعد الأم على تربية أبنائها الذكور بدون أي مساعدة من زوجها، وفي هذه الفقرة سنتعرف على أهم هذه الطرق.
- لا تتعاملي معه على أنه رجل المنزل: مهما كان طفلك قادراً على تحمّل المسؤولية، لا تجعليه مسؤولاً عن المنزل. فهذا الأمر قد يسبب الكثير من الأمور السيّئة، فقد يتكبّر الابن لأنه يقوم بكل واجبات رجل المنزل فيتجاهل كل ما تقولينه له، أو قد يسبب له شعوراً هائلاً بالضغط مما قد يدمره بدون أن تشعري بذلك.
- تكلمي عن صفات الذكور الإيجابية بشكل عفوي: لا نقصد هنا أن تقومي بإلقاء محاضرة على مسامع طفلك حول الصفات الإيجابيّة للذكور، وإنمّا مرري هذه الصفات من خلال حديثك العفوي معه بشكل يومي. هذا يعلق بذهن طفلك أكثر ويشكل في مخيلته صورة للرجل المثالي الذي يجب عليه أن يكونه يوماً ما.
- تأكّدي من حياة طفلك خارج المنزل: هناك العديد من القصص التي ترويها النساء عن الأطفال الذين يبدون مثاليين ضمن المنزل، إلا أنهم خارج المنزل عبارة عن شياطين بشكل بشر. من المهم للغاية التأكد بأن طفلك لا يصاحب أصدقاء السوء، أو أنه لا يقوم بالتدخين أو تعاطي المخدرات أو شرب الكحول خارج المنزل. إن الأمر ليس سهلاً أبداً إلا أنّه ضروري ولا مفرّ منه.
- قومي بشراء بعض الأدوات الرياضية له: إن الأطفال بشكل عام بحاجة لتفريغ طاقتهم ومشاعرهم في ظل وجود ظرف خاص يعانون منه، وفي حال كان الطفل يفتقد أباه ويحتاج إلى تفريغ مشاعره، يمكنك أن تقومي بشراء بعض الأدوات الرياضية المنزليّة التي يمكنه أن يستفيد منها لممارسة الرياضة وتفريغ القليل من مشاعره وطاقته أثناء القيام بالتمارين بشكل يومي.
- يحتاج الابن لبديل عن والده: ليس عليك أن تتزوجي أول رجل يدق بابك بالتأكيد، ما نقصده هنا أنه بإمكانك أن تقومي بدفع طفلك إلى قضاء المزيد من الوقت مع عمّه أو خاله أو حتّى جدّه، فهو بحاجة إلى الذكور في حياته بشكل مساوٍ لوجودك في حياته من أجل الوصول إلى حالة من التوازن.
- لا تتجاهلي ذكرهم لوالدهم: في حال كان الوالد متوفّي لا تقومي بتجنب ذكره أو تجنب أغراضه الموجودة في المنزل، اسمحي لنفسك ولأطفالك بالتعبير عن كل ما تشعرون به، أما في حال كان مصير زواجك هو الطلاق، حاولي ألا يكون طلاقك سبباً في تشويه صوره الأب في خيال أبنائك. مهما كان زوجك سيئاً معك سيظل والد أطفالك، وسيستمر في رؤيتهم من فترة إلى أخرى، لذلك يجب عليك أن تحافظي على صورة والد أطفالك بعيون أطفالك، من أجل التأكد من أن أطفالك لن يكرهوكي في المستقبل لأنك لم تحبّي زوجك أو لم تبقي معه أو .. إلخ.