الأخطاء الشائعة في مقابلة العمل
إن كنت قد مررت في وقت قريب بتجربة الرفض بعد مقابلة العمل الشخصية فأنت لست وحدك، هناك عشرات الأشخاص الذين يمتلكون مؤهلات مهمة ويحصلون على موافقة أوليَّة؛ لكن بعد المقابلة الشخصية يتم رفضهم!.
تعرَّف معنا إذاً إلى أسوأ الأخطاء التي يمكن أن ترتكبها في المقابلة الشخصية، وأكثر أخطاء مقابلة العمل شيوعاً، وتعرَّف أيضاً إلى الخطوط العريضة التي تساعدك في الإجابة على أسئلة المقابلة الشخصية، وكيف تتجنب الوقوع في أخطاء المقابلة الشخصية الشائعة.
يبدأ ارتكابك للأخطاء المتعلقة بالمقابلة الشخصية من اليوم الذي يسبق المقابلة فعلياً، فهناك مجموعة من التحضيرات لمقابلة العمل الشخصية التي سنتحدث عنها لاحقاً، لكن قبل ذلك لنتعرَّف معاً إلى أخطاء اليوم السابق.
- أن تقوم بأعمال أو نشاطات مرهقة في اليوم الذي يسبق المقابلة، كأن تسهر فترة طويلة ولا تحصل على قدر كافِ من النوم.
- أن تختار ثياب غير مناسبة للمقابلة، أو أن تعتبر أن اختيار الثياب أمر غير مهم.
- أن تؤجل العناية بمظهرك الخارجي حتى يوم المقابلة نفسه، وقد لا تجد ما يكفي من الوقت لحلاقة لحيتك أو شعرِك، وقد لا تجدين ما يكفي من الوقت لاختيار الحذاء المناسب.
- أن تؤجل تحضير الأوراق أو الشهادات المطلوبة حتى يوم المقابلة نفسه.
- ومن أخطاء اليوم السابق أنك قد لا تستغل الوقت في معرفة بعض المعلومات الضرورية عن الشركة أو مراجعة بعض المعلومات المتعلقة باختصاصك المهني.
هناك مجموعة من الأخطاء الشائعة في المقابلات الشخصية التي يمكن أن نطلق عليها اسم "أخطاء الوصول والانتظار"، وهي الأخطاء التي ترتكبها عند وصولك إلى المقابلة وقبل أن تبدأ المقابلة الفعلية، ويمكن أن نذكر من أخطاء الوصول والانتظار:
- أن تصل متأخراً عن الموعد إلى المقابلة الشخصية ما يجعل أصحاب العمل أكثر عدوانية وأقل رغبة في التسامح.
- أن تصل مرهقاً، يبدو عليك التعب والملل وكأنك ترغب أن تنتهي هذه المقابلة بأسرع ما يمكن.
- أن تبدأ في الحديث مع الموظفين قبل بدء المقابلة وتسألهم عن العمل وظروفه وعوائده وأصحاب العمل وغيرها من الأسئلة الفضولية.
- أن تعبث بالأثاث في المكتب أو تبدأ بتجريب الكراسي في فترة الانتظار أو تفسد شيئاً من الديكور.
- أن تخرج من مكان المقابلة لشراء شيء ما في فترة الانتظار.
إذا استطعت أن تتجنَّب أخطاء الوصول والانتظار فأنت على موعد مع مواجهة المرحلة الثانية من مقابلة العمل، وهي مرحلة البداية والترحيب، هذه المرحلة مسؤولة إلى حد بعيد عن رسم الوهلة الأولى عند من يُجري المقابلة، أخطاء بسيطة جداً لكنها قد تدفع صاحب العمل أو مسؤول الموارد البشرية لرفض توظيفك، منها مثلاً:
- أن تلقي التحية على من سيُجري المقابلة معك وأنت تجلس على الكرسي.
- أن تبادر بالمصافحة قبل صاحب العمل خاصة إذا كان من غير جنسك.
- أن تكون مرتاحاً أكثر مما ينبغي كأن تجلس على الكرسي بطريقة خاطئة وتضع رجلاً على رجل، أو تستهل الجلسة بملاحظات على الديكور أو نكتة عن العامل الذي يقدم المشروبات في الشركة، أو أن تعاتبهم على تأخرهم عنك.
- أن تكمل محادثتك الهاتفية أو تترك السماعات في أذنك.
- أن تدخل معك إلى المقابلة مشروبات أو مأكولات أو تمضغ العلكة أو تدخن.
- أن تحمل بيدك أو تضع على الطاولة متعلقاتك الشخصية، مثل المفاتيح أو علبة السجائر أو الهاتف النقال أو حتى القبعة أو غيرها.
- أن تبدو خائفاً جداً وقلقاً ومتوتِّراً.
على الرغم من أهمية التحضير المسبق للمقابلة الشخصية، وعلى الرغم من ضرورة الانتباه لفترة الوصول والانتظار ثم البداية والترحيب، إلا أنَّ مجريات المقابلة قد تغيّر المعادلة، فإن استطعت إنجاز المراحل السابقة بطريقة ممتازة ستتجنَّب بلا شك ترك انطباع سيء لدى صاحب العمل أو من يُجري معك المقابلة، لكن ذلك لا يكفي، يجب أن تنتبه أيضاً إلى لغة جسدك طيلة فترة المقابلة، وأن تحاول قدر الممكن السيطرة على انفعالاتك وحركاتك دون أن تظهر بمظهر المتصنِّع.
وفي هذا الصدد يمكن رصد خمسة أخطاء كبرى في لغة الجسد قد تكلِّفك خسارة وظيفة الأحلام:
- الخطأ الأول أن تكون كثير الحركة والإشارات، حاول أن تسيطر على يديك وحركاتك قدر الممكن، لكن لا تصل إلى مرحلة الخشبة!.
- الخطأ الثاني الشائع في المقابلات الشخصية أن تقطع اتصال العين مع محدِّثك، عليك أن تحافظ بشكل دائم على اتصال العين مهما كان الظرف.
- إذا كنت معتاداً على العبث بشيء ما كسلسلة أو قلم أو أي شيء آخر فيجب أن تتجنب ذلك في المقابلة الشخصية، كما يجب عليك أن تخفف قدر الممكن من اللعب بالشعر أو الأصابع.
- الخطأ الرابع على مستوى لغة الجسد أن تجلس بطريقة خاطئة، إن كنت تجلس على كرسي دوار حاول ألا تقوم بالدوران يميناً وشمالاً، ولا تجلس كأنك أنت صاحب الشركة، ولا تحني ظهرك بشكل غريب، حاول أن تجلس باعتدال وتوازن وثبات.
- الخطأ الأخير الذي يمكن أن نذكره؛ هي جملة الأخطاء المتعلقة بالصوت من حيث النبرة والمستوى، فأسوء ما يمكن أن تفعله هو خفض صوتك بحيث لا يستطيع أحد سماعه، كما يجب أن تتجنب الحديث بنبرة دعائية، كن على طبيعتك وحرر صوتك من الخوف.
الأخطاء الشائعة في المقابلة الشخصية كثيرة ومختلفة في تأثيرها، وعلى الرغم من أهمية ما ذكرناه سابقاً إلى أن الأخطاء المتعلقة بالإجابات والنقاش تصنع الفرق الأكبر، فالإجابات غير المناسبة وردات الفعل الخاطئة قد تهدم كل ما فات، وتجعل من كل هذه الإجراءات بلا قيمة.
ويمكن اختصار الأخطاء الشائعة في مقابلة العمل والمتعلقة بالنقاش والإجابات كالآتي:
- عادة ما يقرأ المسؤول عن إجراء المقابلة سيرتك الذاتية ورسالة التغطية، ويضع خطوطاً تحت العبارات التي يعتقد أنها غامضة أو تحتاج لتوضيح، لذلك تأكَّد أنَّك أنت أيضاً تعرف تماماً ما هو موجود في سيرتك الذاتية.
- تقديم الإجابات النمطية والجاهزة، فبعد وجود مواقع متخصِّصة في وضع نماذج لمقابلة العمل أصبح أصحاب العمل أكثر حذراً فيما يتعلق بالإجابات النمطية، لذلك حاول قدر الممكن أن تكون إجاباتك حقيقية ومدروسة، بحيث تكون قادراً على نقاشها إلى آخر حد.
- الثرثرة، أسوأ ما يمكن أن تفعله في مقابلة العمل هو أن تبدأ حديثاً مفتوحاً لا ينتهي، أو أن تجاوب عن السؤال أجوبة طويلة وغير ذات صلة بالسؤال نفسه.
- الانسحاب من النقاش، فعادة ما يتحول السؤال إلى نقاش متفرع عن السؤال، وإجابتك المثالية عن السؤال نفسه لا قيمة لها إن لم تكن قادراً على الدخول في النقاش، لذلك تجنَّب الانسحاب من النقاش وكأنك أديت ما عليك في الإجابة.
- الوقوع في الفخ، هناك مجموعة من الحيل التي يتَّبعها أصحاب العمل بمثابة فخ لك، كن حذراً دائماً من الفخ، قد يكون الفخ استدراجك للحديث عن حياتك الخاصة، أو استدراجك للحديث عن التفاصيل المالية، أو استدراجك للحديث عن سلبيات عملك السابق....إلخ.
- التوتر والتسرع، أحياناً قد تبدو الأسئلة مستفزة، مفاجئة، غريبة، في هذه الحالة تحديداً حاول أن تكون هادئاً بعيداً عن التوتر.
- تبادل الأدوار، من الأزمات التي قد تمرّ بها أثناء المقابلة الشخصية هو لحظة تبادل الأدوار، حيث يطلب منك صاحب العمل أن تطرح أنت استفساراتك وأسئلتك، تأكد أن تكون جاهزاً لهذه اللحظة.
- يمكنك أيضاً قراءة هذا المقال عن الأخطاء الشائعة في النقاش والمغالطات المنطقية لتعرف أكثر عن الأمور التي قد تحوِّل النقاش إلى شجار.
من البديهي أن مجرَّد معرفة مجموعة الأخطاء الشائعة التي قد ترتكبها في المقابلة الشخصية سيوفِّر عليك الكثير من الحرج في مقابلة العمل، لذلك ننصحك بالاحتفاظ بالملاحظات التي ذكرناها سابقاً والتي تعتبر مفاتيح مهمة لفهم مراحل مقابلة العمل، كما نقدِّم لك مجموعة من النصائح الذهبية التي تؤهلك لمقابلة عمل ناجحة.
1- تأكد أنَّك مستعد جيداً للمقابلة الشخصية، اقرأ جيداً عن الشركة وتاريخها ونشاطها، لكن لا تستعرض معرفتك هذه إلا إذا اقتضت الحاجة، جهِّز كل ما يتعلق بمظهرك الخارجي، وجهِّز البيانات أو الأوراق التي قد تكون ضرورية، وأهم ما يمكن أن تفعله هو أن تحصل على قدر كافٍ من النوم والاسترخاء.
2- حاول أن تصل إلى مكان المقابلة الشخصيَّة قبل الموعد بقليل، حاول أن تحصل على فرصة للاستراحة من الطريق، تأكد أنك تهدئ نفسك وتسترخي قبل أن تبدأ المقابلة.
3- تخلى عن التصورات النمطية عن مقابلات العمل، فمقابلات العمل الشخصية قد تكون أطول أو أقصر مما تتوقع، أصعب أو أسهل مما تعتقد، ربما يكون من سيجري المقابلة أقل خبرة مما تعتقد، أو أكثر دهاءً مما تتمنى، لذلك تأكد أنك تدخل إلى المقابلة وسلاحك الرئيسي هو المرونة والتعامل مع الأمر الواقع بعيداً عن التصورات المسبقة.
4- إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من الرفض في المقابلات الشخصية بشكل مستمر فلا بد أن تحاول استرجاع المقابلات التي أجريتها سابقاً وأن تفكر بشكل موضوعي بالأشياء التي قد تكون ذات أثر على فرصك، ربما كل ما في الأمر أنك لا تختار الثياب المناسبة، أو أنك تهتم بشكل ملفت ومزعج بالأمور المادية أو المتعلقة بالمهام المحدَّدة، وربما تبالغ في عرض نقاط ضعفك على حساب نقاط القوة، حاول أن تراجع التجارب السابقة وتستفيد منها.
5- لا تجعل الاحتمالات الأسوأ تسيطر عليك وحاول أن تسيطر على الأفكار السلبية، لكن في نفس الوقت لا تكن متفائلاً حد السذاجة، حاول أن ترتب أفكارك بشكل جيد وأن تكون مستعداً للنتائج مهما كنت.
أخيراً... لا تعتبر المقابلات الشخصية للتوظيف طريقة حديثة، لكنها في العصر الحديث أخذت شكلاً أكثر تنظيماً مما كانت عليه في السابق، ومهما كان الأمر فإن معرفة الأخطاء الشائعة في المقابلات الشخصية أهم بكثير من معرفة الأسئلة أو حفظ الأجوبة، يمكنك دائماً مشاركة مجتمع حلوها بتجاربك أو استفساراتك، كما يمكنك الحصول على استشارة تخصصية من خلال خدمة ألو حلوها.