ليس لدي صديق مقرب! نصائح لمن ليس له صديق
ربما كان من السهل عليك تكوين الأصدقاء عندما كنت أصغر سناً، فكل ما كان عليك فعله هو الذهاب إلى الملعب أو الجلوس في الصف الدراسي والتحدث مع الأطفال الآخرين، حيث كانت الأمور أكثر بساطة في ذلك الوقت، وقد أردنا جميعاً الاستمتاع، لكننا نعلم حقيقة واحدة في الحياة (يتضاءل عدد أصدقائك بشكل كبير مع تقدمك في العمر)، حيث تصبح الحياة أكثر تعقيداً عندما نصبح بالغين.. لدينا مسئوليات عمل وعائلة وغيرها، لكن يصبح لديك مشكلة إذا لم يكن في حياتك أي أصدقاء على الإطلاق.. وهذا ما سنتحدث عنه في مقالنا.
كيف تستطيع العثور على الأصدقاء؟
حياتك الاجتماعية غير موجودة، وليس لديك أصدقاء.. ربما تظن أن ذلك جيد! لديك عائلة بحيث لا تمتلك أي وقت للأصدقاء، لكن هذا لا ينبغي أن يكون حالك، فكل شخص يستحق أن يكون لديه صديق أو اثنين على الأقل، وهذا دليلنا لمساعدتك في العثور على أصدقاء في أقرب وقت ممكن:
- البحث عن الأشخاص الذين لديهم نفس الهوايات والاهتمامات: تذكر المثل القديم: "الطيور على أشكالها تقع".. بمعنى أن الأشخاص الذين لديهم نفس الاهتمامات سوف يقضون وقتاً مع بعضهم البعض، فما الذي تستمتع به؟ ربما تحب القراءة أو الجري... بغض النظر عن اهتمامك، سيكون هناك دائماً شخص لديه نفس الاهتمام، مهما كنت شخصاً فريداً، فسوف تدرك أن هناك أشخاص مثلك، ربما لا يعيشون في منطقتك أو يعملون في شركتك، كما أن هناك أشخاص في مكان ما يحبون القيام بنفس الأشياء معك، أين يمكنك أن تجد أصدقاء؟
أسهل طريقة هي الإنترنت، لذا اتبع إحدى هذه الخطوات:
1- اذهب إلى فيسبوك (Facebook) أو انستغرام (Instagram) أو تويتر (Twitter).
2- تصفح موقع غوغل في كلمات بحث تتطابق مع هواياتك واهتماماتك.
3- هناك العديد من المنتديات على الإنترنت، كل ما عليك فعله هو البحث عنها.
ستجد أصدقاء وستحب قضاء بعض الوقت معهم.. وإذا تمكنت أخيراً من الالتقاء بصديق الإنترنت في العالم الحقيقي.. هذا رائع! أما إذا لم تتمكن من مقابلتهم شخصياً فهذا شيء جيد أيضاً، لأن الصداقة ربما لا تتحدد بالقرب المادي من الأصدقاء، كما أن الأصدقاء الذين تكونهم عبر الإنترنت هم حقيقيون مثل: الذين قابلتهم لأول مرة في الحياة الحقيقية.
- ابحث عن النوعية بدلاً من الكمية: في بعض الأحيان تكون المشكلة في العثور على أصدقاء هي حول كيفية الاحتفاظ بهم، على سبيل المثال موقع (Facebook) تخيل أن لديك 5000 صديق، (هذا هو الحد الأقصى لكل حساب)؛ ولم يعد بإمكانك إضافة المزيد من الأصدقاء، يجب أن تكون سعيداً، أليس كذلك؟ ما نتحدث عنه هنا هو عكس ذلك في حالة "ليس لدي أصدقاء"، ومن هذا الرقم وحده، يبدو أنك تتمتع بشعبية كبيرة عبر الإنترنت، لكن بعد ذلك تدرك أنه؛ يكفيك فقط عدد قليل من الناس تتفاعل معهم في الواقع، لأنه لا يعني وجود الآلاف من الأصدقاء في شبكتك الاجتماعية أو دائرتك الاجتماعية بالضرورة؛ أنك عثرت على أصدقاء حقيقيين، حيث أنه أمر محزن أن تكون جزء من الحشد ومع ذلك تشعر بالوحدة! وعلى الرغم أنه من المهم أن تجد أصدقاء، لكن يجب عليك التأكد من أنك عثرت على الأشخاص المناسبين، ونصيحة لا تحاول إرضاء الجميع، بدلاً من ذلك... ركز على الأشخاص الطيبين في حياتك، واقض المزيد من الوقت مع من تربطك بهم روابط ذات معنى؛ هؤلاء هم الناس الذين سوف تلتزم بها حتى النهاية، بعد كل شيء.. صديق واحد جيد هو أفضل من وجود مائة من الأصدقاء المزيفين (الافتراضيين)، الذين تربطهم معك مصلحة ما، أو مجرد عدد على مواقع التواصل الاجتماعي.
- انظر إلى نفسك في المرآة: ربما يكون السبب وراء استمرارك في نبذ حظك والتذمر "ليس لدي أصدقاء!" هو أنك تحتاج إلى مواجهة نفسك لشخص ما!.. (هو أنت) لنواجه الأمر؛ ليس كل شخص سيكون كما تريده، (الشيء نفسه ينطبق عليك)، حيث يمكن أن تكتشف في شخصيتك ما هو غير مرغوب فيه من قبل الآخرين مثل أنك:
1- تواصل الحديث بشكل متواصل، ولا تمنح أي شخص آخر مساحة للتعبير عن آرائه الخاصة.
2- لن تتوقف عن الجدال حتى تحصل على الكلمة الأخيرة، حتى لو كانت مسألة غير مهمة.
3- تسأل عن اقتراحات الأصدقاء، لكنك تتبع قراراتك في النهاية دائماً.
بقدر ما ترغب في الاعتقاد بأنك ضحية، فالأمر قد يكون العكس.. ربما لديك بالفعل أفضل الناس في حياتك، لكن المشكلة أنك تفتقر إلى الوعي الذاتي؛ لترى لماذا يتركونك واحداً تلو الآخر، بالتالي إذا واصلت فقدان الأصدقاء وفشلت في العثور على أصدقاء جدد، فيجب عليك أن تنظر إلى نفسك أولاً.
- واجه أعمق وأكثر الأمور حساسية في شخصيتك: ربما لا يمكنك العثور على أصدقاء لأن هناك شيء شخصي تتجاهله، ونحن لا نتحدث عن شخصيتك وحدها، اسأل نفسك: "ليس لدي أصدقاء بسبب أي مشاكل نفسية؟" ربما كان لديك صداقة سابقة دمرت ثقتك تجاه الآخرين، أو تخشى الانفتاح على الآخرين لأنهم قد لا يحبونك! إذاً.. فمن المحتمل أن تكون لديك مشكلات تتعلق بعدم الأمان واحترام الذات، لكن ماذا يمكنك أن تفعل حيال ذلك؟ طبعاً لا تنسى أنه لا يوجد أي ضرر في طلب المساعدة، انفتح على شخص تثق به أو معالج نفسي، عندما تحتاج إلى الدعم العاطفي والاجتماعي، فما لم تواجه هذه المشكلات النفسية، ستجد صعوبة في رعاية صداقات ذات معنى، وكي أخفف عنك الصدمة التي قد تشعر بها الآن؛ ربما كنت مجرد شخص انطوائي للغاية ولا ضرر في ذلك ابداً، لأن الانطوائيين هم الأشخاص الذين يفضلون أن يكونوا وحدهم ويكونوا مع أقل عدد ممكن من الناس، وبدلاً من التركيز على ما يحدث في حياة الآخرين، يفضلون التركيز على أفكارهم ومشاعرهم، لكن ما علاقة هذا بعدم وجود أي أصدقاء؟ السبب.. إذا كان أصدقاؤك وأصدقاؤك المحتملون لا يعرفون أنك انطوائي؛ فقد يظنون أنك هادئ للغاية لذلك لا تحب أن تكون معهم، بالتالي عليك أن تدع الآخرين يعرفون ما إذا كنت شخصاً انطوائياً أو منفتح، حيث يمكن أن يؤدي سوء الفهم إلى مخاوف مألوفة، حيث تدعي "ليس لدي أصدقاء ولا أعرف لماذا".. ومرة أخرى تنتقل وتحدد نفسك من القول: "ليس لدي أصدقاء" إلى "لا يمكنني تكوين صداقات أفضل"، لذا ماذا يجب أن تفعل للحفاظ على دائرة اجتماعية جيدة؟ فقط ضع هذه الصفات الأربع في اعتبارك:
1- الصبر: ليس عليك التسرع.. وماذا إذا لم تجد أصدقاء مقربين في العمل أو في المدرسة؟ في النهاية ستجد رفاقاً رائعين في الوقت المناسب والمكان المناسب، حتى ذلك الحين.. لا تفقد الأمل فلن تكون وحدك إلى الأبد.
2- المبادرة: يجب أن تلعب دوراً إذا كنت مهتماً بالعثور على أصدقاء جدد؛ فلا يقترب الجميع من شخص آخر ويسألوه عن إمكانية صداقته، استكشف مجتمعك عبر الإنترنت، خذ فرصة وتذكر أنه ليس لديك شيء تخسره مقابل أن تكسب صداقة لا تقدر بثمن.
3- الصدق: لا تخف من الانفتاح على الآخرين، فهذه هي الطريقة الوحيدة لفهمك بشكل أفضل، أخبرهم عن هواياتك واهتماماتك ونوع الصداقة التي تتوقعها، اسمح للآخرين أن يسألوك عن نفسك أيضاً، فأن تكون أميناً وصادقاً.. يعني أن يكون لديك اتصال أعمق مع الآخرين.
4- الامتنان والاتصال: أخيراً وليس بأقل أهمية؛ تعلّم أن تتفهم الناس في حياتك، لا تأخذهم على الإطلاق كأمر مسلّم به، واسمح لأصدقائك بمعرفة مدى أهميتهم في حياتك، وإذا تعرفت على صديق جديد؛ قدمه إلى أصدقائك الآخرين، ودعهم يشكلون رابطة، بهذه الطريقة لا توجد لديك لحظات محرجة؛ عندما تريد التسكع معهم جميعاً أو مع أحدهم.
كيف تكون سعيداً عندما لا يكون لديك أصدقاء؟
الروابط الاجتماعية تجعل الحياة أكثر إرضاء، لكن الأمر لا يتطلب صداقات لتعيش حياة سعيدة، تعلم كيف تكون سعيداً بدون أصدقاء بالخطوات والطرق التالية:
- يجب أن تشعر بالرضا عن نفسك بصرف النظر عن هوية أصدقائك أو كم لديك منهم، تعلم أن تكون سعيداً بدلاً من حاجتك الآخرين للقيام بذلك.
- ابدأ في إضافة بعض الأنشطة إلى حياتك اليومية، حيث يمكن أن تساعدك الرعاية الذاتية المنتظمة على الشعور بصحة عاطفية، بالتالي لن تضطر إلى الاعتماد على الآخرين لجعلك تشعر بالرضا عن نفسك.
- ابحث عن طرق يمكنك من خلالها دعم صحتك وعافيتك بشكل أفضل، مثل تحديد نظامك الغذائي، أو ممارسة الرياضة أكثر من مرة، أو محاربة التوتر، أو النوم الكافي كل ليلة.
- الامتنان هو ممارسة رائعة لمساعدتك في التركيز على إيجابيات حياتك بدلاً من الأخطاء التي حدثت، حيث ستشعر بالسعادة والرضا عن الحياة.
- افعل ما تحب.. لأن سر حياة سعيدة هو قضاء أيامك في فعل ما تحب، لذلك فكر في طرق يمكنك من خلالها إضافة ما تحبه إلى حياتك اليومية.
- تحدى نفسك.. يميل بعض الأشخاص إلى الابتعاد عن الأشياء الصعبة، لكن التحديات تساعدنا على النمو والاستمتاع بالحياة، ألقِ نظرة على حياتك وابحث عن طرق صغيرة لتنشيط ذلك.
- تحفيز نفسك بأهداف قوية.. تساعد على منحك شعوراً بوضوح الاتجاه في حياتك، وتحفزك على الاستمرار إلى الأمام، بالإضافة إلى ذلك بمجرد تحقيق هذه الأهداف؛ ستشعر بمزيد من الإنجاز والثقة بالنفس.
- استمر في التعلم.. ابق مشغولا وانخرط في الحياة من خلال العمل كالمبتدئين في كل ما تفعله، تعلم لغة جديدة أو اقرأ كتاباً، يمكنك من خلاله تعلم شيء جديد.
- إذا كان لديك إخوة وأخوات، إذاً لديك مرشحين محتملين للصداقة، لقد عرفك هؤلاء الأشخاص طوال حياتك، كما أنكم تفهمون بعضكم كثيراً.
- قضاء وقت ممتع مع والديك؛ لا يزال بإمكانك إقامة علاقات صحية مع أشخاص آخرين في حياتك خاصة والديك، بحيث يمكنك مشاركة هواية والتعبير عن مشاعرك لهم، وقضاء وقت ممتع معهم.
- العمل التطوعي هو وسيلة رائعة لتقديم الدعم وإقامة روابط اجتماعية جديدة مع أشخاص في منطقتك، قد لا تقوم بالضرورة بتطوير صداقة مع هؤلاء الناس، لكن قضاء بعض الوقت معهم قد يساعدك على الخروج من الوحدة.
في النهاية.. لم تنتهِ الحياة لأنه لا أصدقاء لديك.. انظر جيداً حولك لا بد أن يكون هناك أشخاص يعتبرون أنفسهم أصدقائك؛ على الرغم من تجاهلك لهم، كما يمكنك أن تكون سعيداً مع عدد قليل أو بعدم وجود أصدقاء أبداً في حياتك، لأنك ستعثر عليهم عاجلاً أو آجلاً.