كيف تتعامل مع شريكك المكتئب؟
يعتبر الاكتئاب من أكثر المشاكل النفسية التي تواجه البشر في مختلف أنحاء العالم، وحتّى الأزواج عرضة للإصابة بالاكتئاب. تناولنا في مقالات سابقة على موقع حلوها أسباب الاكتئاب وطرق التعامل معه والتخلص منه، بالإضافة إلى أنواع الاكتئاب المختلفة؛ لكن في هذا المقال سنتعرف معاً على كيفية التعامل مع زوجك المصاب بالاكتئاب أو زوجتك المصابة بالاكتئاب؛ تابع معنا هذا المقال لتعرف كيفية التعامل مع الشريك المكتئب.
كيف نتعامل مع الشريك المكتئب لتحسين الحياة الزوجيّة؟
إن إصابة أحد الزوجين بالاكتئاب من الممكن أن يكون محبطاً جداً للعلاقة الزوجيّة، ومن الممكن أن يشكّل عائقاً أمام استمرار هذه العلاقة. في هذا المقال سنتعرف على خطوات التعامل مع الزوج أو الزوجة المصابين بالاكتئاب من أجل ضمان استمرار الحياة الزوجيّة، فتابع معنا هذه الفقرة.
حاول البقاء بنفس الفريق
إن السبب الرئيسي لتفكك الزيجات في معظم هذه الحالات هو عدم قدرة الشريك الطبيعي على التعامل مع الشريك المكتئب، لكن يمكن تخطّي هذا الأمر من خلال قيام الشريكين بنزهة يومية، أو ذهاب الشريك الطبيعي مع الشريك المكتئب إلى الطبيب المختص ومساندته مهما استمرّت هذه المشكلة.
لا تنفجر في موجة من الغضب
يمكن أن يكون التعامل مع الشريك المكتئب أمراً صعباً ومستفزّاً ومثيراً للغضب، وخاصّةً في حال كان الاكتئاب سبب في تقصير الشريك في أحد واجباته المنزليّة أو الأسريّة. هذا لا يعطيك الحق في الصراخ بوجه شريكك المكتئب أو الانفجار غضباً أمامه، فما يحدث معه لا ذنب له فيه. يجب عليك أن تتفهّم أنه لن يستطيع إصلاح وضعه في هذه الحالة ويتوجّب عليك أن تكون معه وليس ضدّه.
ساعد شريكك على الحصول على المساعدة اللازمة
قد يمنع الاكتئاب الأشخاص من إدراك حاجتهم للمساعدة، لذلك سيكون من واجبك إقناع شريكك بالذهاب إلى المختص النفسي من أجل البحث عن طريقة لمساعدته على تجاوز أزمته. على سبيل المثال يمكنك أن تستخدم بعض الجمل مثل "أنا أحبّك، وأكره أن أراك تعاني بهذه الطريقة. الاكتئاب أمر شائع للغاية ويجب عليك ألا تخجل مما تشعر به، ولكنّ دعنا نزور المختص لنعرف كيفيّة التعامل مع الموضوع بشكل سليم".
أظهر تقبّلك لمشاعر شريكك
شجّع الشريك المكتئب على التحدّث عن مشاعره وأفكاره ولا تبدي تعجبّك المفاجئ أو صدمتك الكبيرة عندما يتكلّم عن مشاعره وأفكاره السوداويّة، قد تسمع الكثير من الكلام المزعج كالتفكير بالانتحار أو ربّما التشكيك بك، لكن تأكّد أن هذه الأفكار والمشاعر نتيجة الاكتئاب ويجب أن تتفهّم شريكك.
قم بزيارة الطبيب المختص مع شريكك
من الضروري أن تتواجد أثناء زيارة الطبيب لأنّك بالتأكيد أوّل من لاحظ التغيّرات التي طرأت على شريكك، وسيكون من المفيد أن تخبر الطبيب بملاحظاتك وآراءك وغيرها من الأمور التي قد يصعب على شريكك المكتئب أن يتكلّم عنها أو حتّى يتذكّرها. ببساطة، إن وجودك مع شريكك عند الطبيب هو جزء ضروريّ من العلاج.
تكلّم مع أطفالك حول الموضوع
قد لا يفهم الأبناء ما يحدث مع والدهم أو والدتهم، لذلك سيكون من واجبك أن تشرح للأبناء ما يحدث بشكل يتناسب مع أعمارهم. أبعد الخوف عن قلوبهم، لأن الأبناء في كثير من الحالات هم السبب في استيقاظ الأهالي المكتئبين واستمرارهم في حياتهم.
التحلّي بالصبر أثناء فترة العلاج
قد يحاول الطبيب علاج شريكك المكتئب بعدّة طرق بدءاً من الأقل خطورة وانتهاء بالأخطر كالأدوية الكيميائيّة، لذلك يجب عليك أن تتحلّ بالصبر وعدم استعجال النتائج، فلطالما تمّ إثبات صحّة العبارة القائلة "في العجلة الندامة وفي التأني السلامة".
تذكّر أن الاكتئاب أمر عرضي
عندما يصاب شريكك بالاكتئاب ستشعر أن الأيام أطول وأن الزمن ثابت لا يتحرّك، إلا أنّه في الحقيقة كلما شعرت بهذا الأمر كل ما عليك تذكّره هو أن الاكتئاب حالة عرضيّة تمر بعد فترة من الزمن مهما طالت أو قصرت تلك الفترة.
مهما حاولت أن تساعده لتخطّي اكتئابه، سيتوجّب عليك أن تقوم ببعض الأمور التي من شأنها تحسين مزاج شريكك؛ بمعنى آخر، يمكنك أن تكون داعم لشريكك عن طريق القيام ببعض الخطوات البسيطة التي سنتعرّف عليها في هذه الفقرة.
- كن الأذن المنصتة لشريكك
لا تعتقد أن الأمر سهل على الإطلاق، ففي بعض الأحيان ستضطر إلى التكلم لساعات عن أمور لا تهمّك ولا تعنيك، لكنك مضطر للردّ عليها لأنها الطريقة الوحيدة لتشجيع شريكك المكتئب على الكلام؛ ليس عليك أن تكون موافقاً لجميع الأفكار التي يطرحها شريكك بل ناقشه وحمّسه وقم بإثارة مشاعره من خلال نقاشك المستمرّ معه.
- راعي مشاعره دائماً
لا نقصد هنا أن تظهر الشفقة على شريكك بل على العكس، أشعره دائماً أنك تعتمد عليه وأنك بحاجته، وقم بجميع التفاصيل الصغيرة التي من شأنها أن تذكّره بمقدار الحب والسعادة التي لطالما جمعت بينكما. قبّله باستمرار، اصنع له وجبته المفضّلة، أسمعه أغنيتكما المفضّلة... إلخ.
- شجّعه على القيام بالتمارين
من السهل للغاية على الشخص المصاب بالاكتئاب بأن يتوقّف عن الذهاب إلى النادي الرياضي أو زيارة أصدقاءه أو الخروج من المنزل بشكل عام. هنا يأتي دورك، يجب عليك أن تحثّه على الخروج من المنزل للهرولة مثلاً، يمكنكما أن تخرجا للهرولة سويّةً، وهذه أنسب فرصة للحديث بينكما.
- لا تسمح له بالتوقّف عن العمل
قد يتوقّف الشخص المصاب بالاكتئاب عن العمل، وقد يشعر بعدم الرغبة بالعودة له على الإطلاق. من واجبك هنا أن تمنعه بشتّى الطرق من اتّخاذ هذه الخطوة، حاول أن تخبره أنكم بحاجة لهذا العمل وأنك لا تستطيع أن تصرف على المنزل بدون مساعدته. حتّى ولو كان ما تقوله ليس صحيح، يجب عليك أن تقنعه بالاستمرار بالعمل لأن العمل يشجّعه على العودة إلى حالته الطبيعية.
- راقب نفسك
من المهم للغاية أن تسأل نفسك ما إذا كنت تقوم بالأمر الصحيح من أجل شريكك، والتأكد دائماً بأنّك تقوم بمساندته وتشجيعه على الشفاء وتقديم كل ما يحتاجه له. ومهما كانت مشاعرك إياك أن تظهر له مشاعر الانزعاج أو الحزن أو القهر، فهذا سيزيد من سوء الوضع.
مهما كانت درجة وعيك وفهمك، يجب عليك أن تتذكّر أن شريكك المكتئب يصعب عليه تقبّل كمية المشاعر الغريبة التي يشعر بها، لذلك من الضروري أن تقوم بمساعدته على تقبّل مشاعره وتفهّمها. فيا يلي سنتعرف على طريقة مساعدة الشريك المكتئب على تقبّل اكتئابه.
- افهم معنى الاكتئاب وساعد شريكك على فهمه
من الضروري أن تفهم ما هيّة الاكتئاب وتتعلّم كل ما يمكنك عنه –يمكنك الاستفادة من المعلومات الموجودة في هذا المقال- وبعد أن تتعلّم كيفيّة التعامل معه، سيتوجّب عليك أن تشرح لشريكك طبيعة الأحاسيس والمشاعر التي يختبرها، لأن الشخص الذي يعاني من الاكتئاب قد يصعب عليه فهم كمية المشاعر التي يمر بها.
- كن معه
ليست بالمعلومة الجديدة، فقد سبق وناقشنا هذه الفكرة في هذا المقال. ولكن يمكنك أيضاً أن تكرر بعض الجمل على مسمعه مثل "أخبرني ماذا يمكنني أن أفعل لمساعدتك" أو "أنت مهمّ بالنسبة لي" أو "أنا هنا من أجلك، وسنتجاوز هذا معاً".
- شجعه على العلاج
أيضاً ناقشنا هذه الفكرة سابقاً، وذلك لأن أعراض الاكتئاب قد تكون شديدة بما فيه الكفاية لإحداث مشاكل ملحوظة في الأنشطة اليوميّة للمصاب بالاكتئاب، وقد لا يدرك المصابين أنّهم بحاجة إلى العلاج مما سيجعلها مسؤوليتك الخاصة لإقناعهم بذلك.
- إنشاء بيئة منزليّة داعمة
يمكنك التركيز على المأكولات الصحيّة والتخطيط لوجبات طعام يحبّها شريكك المكتئب، كما يمكنك القيام ببعض التمارين الرياضيّة مع شريكك لأن التمارين الرياضيّة تحسّن من المزاج بشكل عام، كما أنه من الممكن أيضاً كسر الروتين اليومي الذي تعيشه مع شريكك في المنزل لتغيير الجو العام للمنزل.
يجب عليك أيضاً أن تشرك شريكك في النشاطات والمخططات الصغيرة والكبيرة، لكي يشعر بأنّه لايزال جزء فعّال في المنزل والأسرة.
- التركيز على الأهداف الصغيرة
يمكنك مساعدة شريكك من خلال التركيز على تحقيق الأهداف الصغيرة اليومية كالنهوض من السرير أو تناول وجبة الطعام أو القيام بالتمارين الرياضية، بدون أن تشغل بالك وبال شريكك المكتئب بالأمور الحياتية العامة طويلة الأمد.
في النهاية، الاكتئاب أمر طبيعي وقد يصيب أي شخص على الإطلاق، فلا داعٍ للخجل من الموضوع بل من الضروري أن نتعامل معه بأسرع وقت ممكن لتجنّب تفاقم الوضع. ومن الضروري أيضاً أن تكون السند الدائم لشريكك في وقت الحاجة وألا تتخلّى عنه لأنك أكثر شخص قادر على مساعدته في تخطّي هذه المحنة.