لماذا لا يجب أن تهتم بآراء الآخرين؟
المشكلة هي أن الناس يتوقون للاهتمام، كفرد من مليارات البشر.. تريد أن تعرف أنك مهم، وترى الحب الذي يحصل عليه بعض الأشخاص (الأشخاص الذين يضيفون قيمة) وتريد المجد والحب أيضاً، لكن من أجل الحصول على هذا الحب والاهتمام، يتعين عليك تقديم شيء ذي قيمة وهذا ما لا يعرفه الكثيرون، لكن من الضروري أن نفهم أيضاً، أنه بغض النظر عن سبب رغبة شخص ما في أن يكون مهماً؛ يجب أن يعرف أنه قد لا يحقق أبداً ما يريده في الحياة، إذا لم يتمكن من قبول وضع حياته الحالي.
الأسباب التي تثبت أن رأي الآخرين غير مهم بالنسبة لك
يجب على من يرغب عيش حياة صادقة ومرضية؛ تجنب أي إغراءات من الثرثرة الاجتماعية، لأن الاهتمام بما يراه الآخرون فيك هو ضربة لسعادتك! وإليك هذه الأسباب التي ستدفعك لعدم الاهتمام برأي الآخرين:
1- لا أحد يعرفك مثل ما تعرف نفسك: يمكن للناس أن يكونوا متعجرفين في حقيقة أنهم يميلون إلى الحكم على شخص ما خلال أول ثانية من لقائه، نحن جميعاً نعمم ونشكل الافتراضات وننشئ رأياً حول الناس من اللحظات الأولى للتفاعل معهم، وغالباً ما يكون هذا حكم غير دقيق.. الحقيقة هي أنه على الرغم من الآراء السريعة التي يكوّنها الناس حولك، فلا أحد يعرفك كما تفعل أنت، حيث تعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك، ونعم يمكن للآخرين أن يحكموا بسرعة، لكن هل تصوراتهم عنك دقيقة بشكل مطلق؟ هذا أمر غير محتمل فلا تهتم بهم، كما أن "أصعب شيء في الحياة هو أن تعرف نفسك".. كما قال أرسطو.
2- لا أحد يحب أن يشعر بالسوء حول نفسه: كلنا نحب أن نشعر بالثقة وأننا لا نفتقر إلى شيء في حياتنا، ونظراً لأنه يصعب على الأشخاص في كثير من الأحيان مواجهة مشكلاتهم الشخصية وجهاً لوجه بشكل مباشر، يحب الناس رؤية الآخرين أقل راحة منهم؛ كوسيلة للشعور بالأمان تجاه أنفسهم، فغالباً ما يُسقط الأشخاص الذين يشكلون آراء سلبية بسهولة؛ حالات عدم الأمان لديهم.. على الآخرين، كوسيلة للتغلب على مشكلاتهم وحالة حياتهم الحقيقية.
3- كأنك تمشي فوق البيض: هل تريد أن تعيش حياة من القلق؟ وهل تعيش وفق آراء الآخرين في كل مرة تسمع فيها ملاحظة سلبية أو مهينة عن نفسك؟ إذا قمت بذلك.. ستكون أنت الذي يدوسه الجميع، بسبب خوفك من الإساءة.
4- آراء الآخرين لن تفيد: لا يهتم الأشخاص الناجحون.. بما يفكر فيه الآخرون، لماذا؟ بسبب وجود أشخاص فظيعين حولنا، ومن أجل تحقيق شيء في حياتك؛ يتعين عليك أن تجعل بعضهم غاضباً! وإذا وجدت في طريقك إلى النجاح؛ أن الجميع متفقون معك تماماً.. من المحتمل أنك تفعل ما تفعله بشكل خاطئ!
5- ببساطة ليس لديك الوقت: النجاح يعني أن تصبح النسخة الأقوى والأكثر فعالية من نفسك، ومن أجل تحقيق النجاح؛ يجب أن تبني حياتك على نقاط قوتك وتقلل من نقاط ضعفك أو تحاول الاستفادة منها، لكن كيف يمكنك أن تتوقع فعل ذلك، إذا كنت مشغولاً للغاية في إضاعة وقتك للتفكير في آراء الآخرين؟ لذا وإذا كنت تريد أن تكون ناجحاً؛ ركز على تطوير نفسك وليس تطوير أفكار الآخرين حولك، فأن تكون نفسك في عالم يحاول باستمرار أن يجعلك شيئاً آخر؛ هو أعظم إنجاز.
6- الثقة بالنفس ليست نابعة من أفكار الآخرين: كم مرة سمعت شخصاً واثقاً يقول إنهم يحصل على ثقته بنفسه؛ من الآراء السلبية للآخرين!؟ أراهنك.. أنك لم تسمع ذلك ولا مرة، وعادة ما يكون الأمر عكس ذلك، تأتي الثقة من إدراك عدم دقة وضوح النظرة السلبية للآخرين تجاهك ومن ثم تجاهلها، حيث يعرف الأشخاص الواثقون ما يفتقرون إليه تماماً وما يرتاحون له، كما أنهم لا يحتاجون إلى الآخرين للقيام بذلك من أجلهم.
7- أولئك الذين لا يملكون شيئاً؛ هم من ينتقد الآخرين: إن أهمية عدم انتقاد الآخرين هي السر في أن تكون ناجحاً، فعند التعامل مع الناس، تذكر أنك لا تتعامل مع أشخاص يتبنون المنطق، لكن مع أشخاص يعانون من التحامل على كل شيء، وما يحفزهم هو الفخر الفارغ والغرور.
8- إذا كنت مهتماً برأي الآخرين فستصبح كما يريدون: إذا كنت تهتم بالآراء السلبية للآخرين لفترة طويلة، فسوف ينتهي بك الأمر إلى تصديقهم، إنها حقيقة محزنة.. حيث ستتحول إلى الشخص الذي تحاول تجنبه، لأنك لا تملك الإرادة لتجاهل هذه الآراء، والسيء في الأمر أن تنخدع بنسخة خاطئة من نفسك، لذا.. تذكر أن لا أحد يعرفك كما تفعل أنت، ولا أحد يستطيع أن يجعلك تشعر بالنقص دون موافقتك.
9- سوف تصبح مثلهم: تبدأ أفكار الآخرين في السيطرة على عقولنا، وقد ينتهي بك الأمر إلى تبني عاداتهم السلبية بنفسك إذا لم تكن حريصاً، على وجه التحديد سوف تبدأ في السخرية تلقائياً وتشكيل آراء سلبية عن الآخرين في محاولة للظهور، فهل تستطيع رؤية الخطورة هنا؟ إنه تأثير رجع الصدى.
10- إنها ليست حياتهم، لذلك فهي ليست من شأنهم: يحق للأشخاص التفكير في كل ما يريدون، تماماً كما يحق لك التفكير في ما تريد، وما يعتقد الناس فيك لا يمكنه تغيير هويتك أو ما تستحقه إلا إذا سمحت لهم بذلك، في نهاية المطاف هذه هي حياتك للعيش، وأنت الشخص الوحيد الذي يحتاج إلى الموافقة على اختياراتك.
11- لا يعرفون ما هو الأفضل لك: أنت فقط تعرف ما هو الأفضل بالنسبة لك، وهذا يستلزم التعلم من اختياراتك الخاصة، إن الطريقة الوحيدة التي ستتعلم بها؛ هي من خلال اتخاذ قراراتك، وتحمل المسؤولية الكاملة عنها، بهذه الطريقة إذا فشلت.. يمكنك على الأقل التعلم منها بكل إخلاص، بدلاً من إلقاء اللوم على شخص آخر.
12- ما هو صحيح لشخص آخر قد لا يكون صحيحاً بالنسبة لك: من المهم أن ندرك أن رأي شخص ما يعتمد في الغالب على ما سيفعله، هذه وحدها هي المشكلة وما هو الأفضل لشخص آخر، يمكن أن يكون أسوأ شيء بالنسبة لك، كما أن ما يعتبره شخص ما خاطئ يمكن أن يكون كنز لشخص آخر، نحن جميعاً فريدون من نوعنا، وأنت فقط تعرف ما هو مناسب لك.
13- أنت من سيتحمل النتائج في النهاية: في الحياة ، أنت الشخص الذي سيجني عواقب قراراتك، على سبيل المثال، إذا اقترح شخص ما شراء عقار ما، لكنك لا تشعر أنه الخيار الصحيح، فأنت الوحيد الذي سيعيش العواقب، فأنت الذي يتعين عليه أن يتعايش مع حقيقة أنك لم تتبع غريزتك الداخلية في اتخاذ القرار، وعندما يعطيك الأشخاص اقتراحاتهم أو حتى يطلبون منك شيئاً ما؛ لا يوجد خطر عليهم وليس عليهم التعايش مع اختياراتك أنت.. لكنك أنت من ستفعل ذلك.
14- تتغير أفكار الناس باستمرار: ونحن في حالة تغير مستمر، لدرجة أننا لا نستطيع حتى أن نقول إن لدينا (شخصية ثابتة)، حيث تتغير أفكار الأفراد ووجهات نظرهم بشكل منتظم، هذا يعني أنه حتى لو كان هناك شخص ما يفكر بك بشكل سيء في الوقت الحالي، فهناك فرصة جيدة لأن يفكر بطريقة مختلفة في المستقبل القريب، لذلك وفي الأساس؛ أفكار الناس ليست مهمة.
15- الحياة قصيرة جداً: لديك فقط حياة واحدة، فلماذا تقضيها في القلق بشأن آراء الآخرين؟ افعل ما تشاء وكن من تريد، لن ترى هؤلاء الأشخاص بعد موتك، ربما لن تراهم بعد عام من الآن، عش حياتك دون القلق بشأن أفكار الآخرين وآرائهم، وسوف تعيش حياتك إلى أقصى حد.
16- أنت تحصد ما تزرع: يمكن أن يصبح القلق المفرط حول ما يعتقد الآخرون فيك نبوءة تحقق ذاتها! في كثير من الأحيان ينغمس الناس في حاجتهم إلى أن يكونوا محبوبين لدرجة.. تملي عليهم بالفعل الطريقة التي يتصرفون بها، يصبح البعض مستسلمين لآراء الآخرين، وقد يؤدي السلوك الذي تستخدمه كمحاولة للتأكد من اهتمامهم وإعجابهم بك؛ إلى سلوك ينال انتقادهم السلبي وسخطهم منك!
17- لا يهتمون بقدر ما تظن: لا يفكر الناس خارج أنفسهم لوقت طويل، إنها لحقيقة محزنة ولكن بسيطة في أن الشخص العادي يرى عالمه من خلال "الأنا"، وهذا يعني أنهم يفكرون في معظم الأشياء من حيث "أنا"، وهذا يعني أنه ما لم تؤثر شخصيتك أو ما فعلته مباشرة على شخص آخر أو حياته، فمن غير المرجح أن يقضي الكثير من الوقت في التفكير فيك.
18- لا يمكن إرضاء الجميع: من المستحيل أن ترقى إلى مستوى توقعات الجميع، لا فائدة من المحاولة صدقني.
كيف تتوقف عن الاهتمام بآراء الآخرين؟
من الطبيعي أن تتأثر بما يقوله الآخرون، كما أنه من الصعوبة ويكاد يكون من المستحيل عدم الاهتمام، وتقترح متخصصة علم النفس التنموي الدكتورة مونيكا مينديس (Monica Mendes) حول كيفية التوقف عن الاهتمام بما يفكر فيه الآخرون عنك، أنك يجب ألا تقيس نفسك وفقاً لمعايير الأشخاص الآخرين، وتحتاج إلى التعرف على نفسك، والتخلي عن الكمال وما قد يفكر فيه الآخرون عنك، وبأن إحساسك بتقدير الذات مرهون بآراء الآخرين.، وإليك ما يهم وما لا يهم:
- الأكثر أهمية هو رأي الأسرة المباشرة: الزوج والأطفال، كذلك الآباء والأمهات.
- يجب أن يكون لرئيسك في العمل وأصدقائك المقربين أهمية كبيرة أيضاً، ولكن ليس بقدر أهمية الأسرة.
- يجب أن يكون رأي الزملاء والجيران أقل أهمية إلى حد ما.
- رأي معارفه لا ينبغي أن يهم كثيراً.
- يجب ألا يهم رأي الأشخاص الذين تقابلهم في الشارع أو عرضاً في حفلة ما.
في النهاية.. يمكن أن يصبح وزن تفكير الآخرين عبئاً عليك؛ يمنعك من عيش حياتك، لأن كيانك بالكامل (شخصيتك، أفكارك، أفعالك)، يتم التحكم به بواسطة معيار مثالي لما يريد الناس رؤيته، وعندما تصبح مهووساً برأي الآخر عنك فإنك تنسى رأيك، وبمجرد التخلي عن تلبية آراء الآخرين وأفكارهم حولك.. ستعرف من أنت، وهذه الحرية أشبه بالتنفس لأول مرة، ماذا تعتقد؟ شركنا رأيك..