كيف تسوّق نفسك في مقابلات العمل؟

كيف أنجح في مقابلة العمل؟ ما هي شروط تسويق الذات في مقابلات العمل؟ إليك نصائح التسويق للذات في مقابلة العمل وأهم ما يجب أن تهتم به في مقابلة العمل الناجحة
كيف تسوّق نفسك في مقابلات العمل؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

هل جرّبت أنت تبيع نفسك في مقابلة عمل سابقة! أن تبيع نفسك يعني أن تسوّق للقدرات التي تمتلكها كي تحصل على الوظيفة التي تحلم بها. نقابل في حياتنا العديد من الأشخاص الذين يمتلكون خبرات كبيرة، إلا أنهم لا يعرفون كيفية التحدّث عن أنفسهم في المقابلات.
لقد علّمنا أجدادنا منذ الصغر أن التواضع أمر إيجابي، لكنّك يجب أن تتركه خارج مكتب المقابلة قبل دخولك، افتخر بنفسك وبإنجازاتك ولكن بشروط، تابعوا معنا هذا المقال الذي سيشرح لكم كيفية التسويق الصحيح للذات في مقابلات العمل بشكل تفصيلي.

كيف تبني مسيرتك المهنية منذ البداية؟
تعامل مع مقابلة العمل كتحدّ تسويقي، فالمقابلة هي عبارة عن محادثة بين طرفين، انظر إلى هذه المحادثة على أنها بداية الطريق في التعرّف على المدير أو على زميل محتمل في شركتك الجديدة.  احرص على أن تبدو محبوباً وغير مكرر، ولا تنس أن المقابلة هي حجر الأساس لتحديد موقعك في عملك الجديد، لذا عليك أن تحرص على إظهار مؤهلاتك للشركة التي تحلم بالعمل بها. 
عليكم أن تقدّموا أفضل ما لديكم، وأن تعرفوا نقاط قوتكم وكيفية إيصالها للشركة بطريقة مقنعة. إذاً سنقوم الآن بالتعرف على كيفية تطبيق التسويق الناجح في مقابلات العمل من وجهة نظر مدرّبة المقابلات باميلا سكيلينغز (Pamela Skillings).

animate

الخطوة الأولى: التحليل قبل مقابلة العمل

  • يقوم المسّوق الناجح بالبحث ضمن مجال سوق العمل، لذا ينبغي عليك أولاً أن تعرف من هو جمهورك المستهدف وما الذي يبحثون عنه، أي ما هي أهداف هذه الشركة وكيف يمكنك أن تساهم في تحقيق رؤيتها؟ ثم ابحث عمّا تستطيع أنت أن تقدّمه للمنافسة في سوق العمل، أي كيف يمكن "لمنتجك" أو "مؤهلاتك" أن تحلّ مشاكل سوق العمل أو أن تحسّن من حياة العملاء.
  • عليك أن تلقي نظرة على الوصف الوظيفي للمنصب الذي ترغب بالإقدام عليه قبل الذهاب إلى المقابلة، ابحث في متطلبات هذا المنصب، وقم بعدها بالاطّلاع على ما يميز مؤهلاتك عن مؤهلات بقية المتقدمين، وتأكد من امتلاكك لجميع المواصفات التي يتطلّبها العمل. 
  • لا يقوم جميع الأشخاص بتحليل مؤهلاتهم ومواصفات المنصب الوظيفي بشكل فعّال، فمن الممكن أن تقع في هذه المشكلة خصوصاً إن كنت تبحث عن وظيفة لفترة من الوقت فيصبح هذا التحليل مملاً. ننصحك في هذه الحالة بالاتجاه إلى مدرّبي مقابلات العمل أو إلى أصحاب الخبرة، الذين يستطيعون تقديم الملاحظات الموضوعية لك حول ما يجب عليك القيام به وما يجب عليك تجنّبه.  

الخطوة الثانية: صقل النقاط التي ستغطّيها في المقابلة 
يقوم بعض الناس بالذهاب إلى مقابلات العمل دون تحضير مسبق، فيقومون بتقديم الإجابات غير الكافية أثناء المقابلة. من الأفضل أن تقوم بتجميع النقاط الأساسية التي ستغطّيها ضمن المقابلة، إلا أنك لن تتمكن من القيام بذلك دون أن تبدأ بتحليل البيانات الرئيسية التي تحدثنا عنها مسبقاً، حلّل ومن ثم ابدأ بتحديد الأمور التي تظهر نقاط قوتك ومؤهلاتك وخبراتك المهنية. 

  1. الأسلوب الأمثل لتغطية مؤهلاتك: يميل العديد من الأشخاص إلى كتابة نص ليحفظوا ما سيقولونه ضمن المقابلة، وهو أمر خاطئ تماماً. تخيّل أن تنسى جزء من هذا النص ضمن المقابلة، ستشعر حتماً بعدم الراحة، وسيشعر الطرف الآخر في المقابلة بما يجري، إليك هذه الخطوات:
    • قم بترتيب أفكارك على شكل رؤوس أقلام، تعتبر هذه الخطوة في غاية الأهمية خصوصاً إن كنت من الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم "متواضعين" في حياتهم.  
    • إن كنت تمتلك تاريخاً من المقابلات الخجولة والمتواضعة، سيبدو لك الأمر في البداية غريباً وصعباً، لأنك غير معتاد على التحدث عن نفسك بهذا الشكل، لكن لا تقلق لأن هذه المشكلة ستزول مع الوقت والتدريب.
    • فكّر  بطريقة ترتاح من خلالها عند التحدّث عن نفسك بثقة، اختر الكلمات المناسبة لك للتعبير عن الصفات الإيجابية التي تمتلكها
    • اكتب هذه الصفات على ورقة، واقرأها مراراً وتكراراً.
  2. ما هي النقاط التي يجب عليك أن تغطيّها إذاً؟
    • اكتب كلّ الأمور التي تريد من موظف المقابلة أن يتذكرها عنك، عليك أن تكتب خمسة نقاط أساسية على الأقل، غطّي فيها مجالات خبرتك والإنجازات التي قمت بها والتعليم والتدريب والمهارات الخاصة بك.
    • إضافة إلى ذلك، عليك أن تكتب لكل من هذه النقاط إثباتاً، كمثال موجز أو بياناً عاماً تظهر فيه كيف استخدمت نقاط قوّتك في الماضي.
    • على سبيل المثال، تعتبر ميزة "العمل بجدّ" من الميزات المرغوبة لأي منصب تقريباً، لكنّك إن قلت في المقابلة أنك تعمل بجدّ لن يصدقك أحد، لأن العديد يزعمون هذا ويكذّبون. كإثبات على امتلاكك لهذه الميزة يمكنك أن تعطي مثالاً، "في منصبي السابق عملت لوقت متأخر لأتأكد من أن الرسالة الإخبارية الشهرية لعملائنا ستجهز في الوقت المحدد، وأنها تفي بمعايير الجودة العالية للشركة، كما تطوّعت لتصميم الرسالة والتأكد من خلوّها من الأخطاء، لأنه لم يكن يوجد العديد من الموظفين نتيجة تسريح العديد من العمّال." 

الخطوة الثالثة: تدرّب حتى الإتقان
يجب عليك أن تتدرّب على مقابلتك كما تتدرب على خطاب مهم، هذا ما يسمّى بالممارسة الفعّالة، تعتبر هذه الممارسة في غاية الأهمية للأشخاص المتواضعين خصوصاً. هل تتذكر رؤوس الأقلام التي كنت قد كتبتها على ورقة؟ حان الآن وقت التدرّب على سردها بصوت عال، فسيساعدك الأمر على تجربة جميع العقبات التي قد تقف في وجهك قبل أن تدخل إلى المقابلة. ستستطيع أن تعدّل المحتوى الذي كتبته إن رأيت بعض الثغرات، كما ستصبح أكثر راحة عندما تذكر الصفات الإيجابية التي تتمتع بها في المقابلة، وبالطبع ستخفف الممارسة من الضغط أثناء المقابلة.

كيف تروّج لنفسك أثناء مقابلة العمل؟
يرغب أغلب المتقدّمين إلى الشواغر بتسليط الضوء على مؤهلاتهم، إلا أنهم يواجهون عقبة كبيرة، فهم لا يستطيعون الخروج عن الأسئلة التي يطرحها مدير التوظيف، فينتهي الأمر إما بعدم قدرتهم على إبراز مؤهلاتهم أو بإظهارها بأسلوب يكسوه الغرور. جرّب هذه التقنيات التي ستساعدك في الترويج لنفسك ضمن مقابلة العمل دون مجازفة.

  1. كن روائياً ماهراً: تتطلب معظم أسئلة المقابلات إحصائيات وأرقام محددة لا يمكن الخروج عنها، إلا أن بعض الأسئلة قد تسمح لك بالغوص في التفاصيل. قم بإعداد قصة قبل ذهابك إلى المقابلة، أظهر من خلالها مهاراتك وتكلّم فيها قليلاً عن نفسك، لكن إيّاك أن تكثر الكلام فتبدو مغروراً. يمكنك مثلاً أن تسرد قصّة إنقاذك للموقع الالكتروني الخاص بشركتك السابقة من الاختراقات، أو أن تروي مثالاً عن امتلاكك لروح الفريق وحبّك للعمل الجماعي
  2. اجعل قصتك مقنعة واحترافية: من المهم أن تحرص على أن تمتلك قصّتك ثلاثة أجزاء أساسية: المشكلة، وماذا فعلت لإصلاحها، والنتيجة.
  3. انتبه لأسلوبك في الكلام: يستطيع الأسلوب وحده أن يغير معاني الكلمات التي نقولها! بالطبع نحن ننصحك بالتحدّث عن إنجازاتك في المناصب السابقة، إلا أنه يجب عليك القيام بذلك بأسلوب مدروس ولا يحمل أي غرور. لا تجعل صوتك مرتفعاً، ولا تكن جريئاً جداً في انتقاءك لكلماتك الإيجابية، حافظ على الوسطية، لا تتواضع ولا تتكبّر.
  4. انتبه لوقفتك وجلستك: يقوم بعض الأشخاص بالانحناء قليلاً إلى جهة مدير التوظيف عندما يمدحون أنفسهم إضافةً إلى أنهم يقومون برفع صوتهم والتحدّث بنبرة عالية ومتكبّرة، كما يستخدم البعض أثناء جلوسهم في المقابلة الكثير من الإيماءات والحركات بواسطة أيديهم. يمكنك أن تقوم بالتسويق لنفسك بأسلوب أفضل، أظهر اهتمامك بما يقوله الطرف الآخر، حافظ على اتصال جيد عن طريق العينين، وتأكد من الابتسام بشكل طبيعي أثناء المقابلة، لا تتوتر لأن مدير التوظيف مدرّب على. 
  5. كن صادقاً: يعتقد بعض الناس أن الترويج والتسويق يشمل المفاخرة والتكبّر، إياك والإفراط أو التشويه للحقائق أو النفاق خلال المقابلة. إن كنت ترغب في إقناع مدير التوظيف بقدراتك، كن صريحاً فيما يتعلّق بتجاربك. أنت لست بحاجة لإضافة ما هو غير حقيقي على مؤهلاتك، لأنك إن لم تكن مؤهّلاً بما يكفي لما استدعوك للقيام بمقابلة عمل. لذا أجب على الأسئلة بدقّة، ولا تبالغ في إجاباتك لتجعل نفسك تبدو أفضل.
  6. أظهر اهتماماً بالطرف الآخر: لا تجعل نفسك محور الاهتمام الوحيد في المقابلة، أظهر بعض الاهتمام بالمهام والواجبات التي يمكنك تقديمها للشركة. احرص على تقديم معلومات تظهر أنك تستطيع تقديم القدر الأعلى من الكفاءة في المجال الذي ستعمل به، روّج لنفسك ضمن المجال الذي يمكن أن تستفيد منه الشركة. 
  7. احرص على أن يكون كلامك موجزاً: يحب المغرورون شيئين في الحياة، التحدث عن أنفسهم وسماع أنفسهم وهم يتحدّثون، لذا نجدهم يبتعدون عن الفكرة المطلوبة من السؤال المطروح ويستغلّون كل سؤال لسرد القصص عن إنجازاتهم الشخصية. قبل أن تأخذ نفساً عميقاً وتجيب عن السؤال المطروح، قم بترتيب أفكارك (يمكنك استخدام تقنية العصف الذهني)، وتوصّل إلى طريقة لتجيب بها عن السؤال بدقّة واختصار ودون تباهي.
  8. شارك نجاحك مع الآخرين: تخيّل كم سيكون من الممتع أن تقوم باستعراض انجازاتك في منصبك السابق أمام مدير التوظيف في الشركة الجديدة، لكن ماذا لو كانت هذه الإنجازات ناتجة عن العمل الجماعي؟ لا تنسب كل شيء لنفسك، شارك نجاحك مع الآخرين من فريق عملك السابق، لأن إدارة الشركة الجديدة قد ترغب في التأكد من المعلومات التي أعطيتها، لا تريدهم أن يكتشفوا أنك شخص كاذب بكل تأكيد.
  9. اعرف نقاط قوّتك وضعفك: من الأسئلة الشائعة في مقابلات العمل هي "ما هي أكبر نقاط ضعفك؟"، لا يمكنك أن تبقى صامتاً عندما يطرح هذا السؤال عليك، لذا احرص على أن تمتلك مثال أو مثالين لتقديمهما، لكن تأكد من إقناعهم بأنك تحاول تصحيح هذه الثغرات. على سبيل المثال، قل إنك كنت تجد صعوبة في الالتزام بمواعيد تسليم العمل، وأنك كنت تتأخر في بعض الأحيان، إلا أنك أصبحت أفضل بكثير فيما يتعلّق بتنظيم الوقت.

في النهاية، نتمنى أن يكون مقالنا ذو فائدة للأشخاص الذين يرغبون في التقدم على مناصب وشواغر جديدة، ونأمل أن تكون قد قدمنا لكم الصورة الشاملة حول التسويق الذاتي ضمن مقابلات العمل، شكراً لقراءتكم.