عادات جيدة في شهر رمضان المبارك عليك اكتسابها
يعتبر شهر رمضان الفضيل نقطة تحوّل كبيرة في روتين حياتنا اليومية، ويتيح لنا الشهر المبارك الفرصة لتحسين حياتنا على مختلف الأصعدة، فهل نحسن استغلال هذه الفرصة بالطريقة الصحيحة؟ وما العادات الجيدة التي يجب أن نكتسبها في شهر رمضان المبارك؟.
في هذا المقال نحاول وإياكم أن نتحدث عن فضل الشهر المبارك، وأهمية اكتساب العادات الجيدة خلال رمضان الفضيل والتخلص من العادات السيئة، ونقدم لكم أهم العادات التي يجب أن نكتسبها خلال رمضان.
كما ذكرنا في المقدمة فإن شهر رمضان المبارك يغير روتين الحياة بشكل كبير، ابتداءً من روتين الطعام والعادات الغذائية وليس انتهاءً بطبيعة العلاقات الاجتماعية، وتساعدنا القيمة الدينية والرمزية لشهر رمضان المبارك على إعادة النظر بصدق في عاداتنا السيئة وسلوكنا الخاطئ.
أهمية انهيار الروتين في شهر رمضان المبارك
يعتبر إنشاء روتين منظم من الأهداف المهمة في سبيل الحصول على كفاءة الإنجازات اليومية والمهام المختلفة، لكن في الوقت نفسه يمثل انهيار الروتين هدية كبيرة في سبيل اكتشاف الكثير من العادات الجديدة وإصلاح الكثير من المشاكل والتخلص من العادات السيئة.
وفي حالة روتين الفوضى أي عدم وجود نظام واضح في الحياة فإن شهر رمضان المبارك يلعب دور المنظِّم للعادات المختلفة، ويمنحنا فرصة استعادة التوازن وإنشاء روتين جديد يتناسب مع العادات الجيدة التي نطمح إلى اكتسبها والعادات السيئة التي نرغب بالتخلص منها.
ومن أهم العادات الغذائية الجيدة التي يجب أن نكتسبها خلال شهر رمضان المبارك
- ضبط مواعيد الطعام بعد الإفطار: يجب أن نتعلم كيف نضبط مواعيد تناول الطعام، فإذا كنا قادرين على الصيام لساعات طويلة في رمضان لا بد أن يكون ذلك ملهماً في تنظيم أوقات تناول الطعام بعد رمضان.
- التركيز على الطعام الصحي: يجب أن نتعلم من شهر رمضان المبارك الاهتمام بنوعية الأطعمة التي تمنحنا ما نحتاجه من الطاقة والعناصر الغذائية المختلفة أكثر من اهتمامنا بكمية الطعام التي نحصل عليها.
- تجربة إنقاص الوزن: إذا كنا نعاني من زيادة الوزن فقد يكون شهر رمضان فرصة جيدة للالتزام بنظام غذائي جيد وصحي يساعدنا في خسارة الوزن.
- تجنب الإسراف بالأكل: إن قدرتنا على مقاومة الرغبة بتناول الطعام في شهر رمضان الكريم، واختبارنا لآليات مقاومة الجوع والعطش، ومقاومة الشراهة والإسراف بالطعام عند الإفطار، كل ذلك سيكون ملهماً في تنظيم العادات الغذائية خلال شهر رمضان المبارك وبعده.
يعاني معظمنا من مشاكل حقيقية في ضبط عدد وكمية الوجبات ونوعية الأطعمة التي نتناولها كل يوم، ومن خلال المواظبة على الصيام في شهر رمضان المبارك وتحديد عدد الوجبات وأوقاتها نتمكَّن من اكتشاف قدرتنا على تنظيم طعامنا من حيث المواعيد والكميات والنوعية.
كما يمكن استغلال شهر رمضان الكريم لفقدان الوزن الزائد من خلال تنظيم حمية الصيام، وإدخال تعديلات بسيطة على هذه الحمية بعد الشهر الفضيل للاستمرار بها والحصول على فوائدها
إضافة إلى أهمية إعادة النظر في العادات الغذائية خلال الشهر الفضيل؛ يعتبر شهر رمضان الكريم إلى جانب عيدي الفطر والأضحى من أهم الفرص لتطوير العلاقات الاجتماعية وإعادة بناء العلاقات المنهارة، وذلك من خلال:
- التقرب من العائلة: اكتشاف قيمة اجتماع العائلة على سفرة الطعام وخلال الأنشطة الترفيهية بعد الإفطار، ما يجعلنا نفكر بتحويل روتين الاجتماع على الطعام والمشاركة في الأنشطة الترفيهية المختلفة إلى روتين دائم، خاصة في ظل انهماك الأفراد بأجهزتهم المحمولة والشاشات الالكترونية.
- تعزيز التواصل الاجتماعي: تعزيز التواصل والتعاون بين الأهل والجيران خلال رمضان، ومحاولة الحفاظ على هذا السلوك بعد الشهر الفضيل.
- استغلال الفرصة للمصالحة: الاعتذار وإصلاح العلاقات المتأزمة والتراجع عن الأخطاء خلال الشهر الفضيل.
- تعزيز مشاعر التعاطف مع الآخرين: من فقراء ومساكين وأيتام خلال شهر رمضان الكريم، ومحاولة نقل هذا التعاطف إلى ما بعد انتهاء الشهر الفضيل.
- التعامل مع الآخرين بأخلاق المسلم: على الرغم أن العصبية في رمضان مثلاً من المشاكل الشائعة عند الكثير من الصائمين، لكن رمضان المبارك فرصة ممتازة لتعلم ضبط النفس والتعامل مع الآخرين بأخلاق المسلم التي لو تركها لبطل عنه صيامه!
- لا يوجد إنسان خالٍ من العيوب أو معصوم عن الممارسات والعادات السيئة على اختلاف الدرجة، ومهما كانت العادة السيئة التي نعاني منها ونرغب بالتخلص منها إلى الأبد؛ فلا بد أن شهر رمضان الفضيل هو الوقت الأمثل.
- في شهر رمضان المبارك ليكون صيامك صياماً حقيقياً صحيحاً لا بد أن تمتنع عن كل سلوك سيء تقوم به سواء بحق نفسك أو بحق الآخرين، وبوجود هذا الدافع المهم ستكتشف قدرتك على إصلاح عاداتك.
- إن كنت مدمناً على التدخين أو الكحوليات أو حتى المخدرات فشهر رمضان المبارك وقت مناسب لتتوقف وتتعافى من إدمانك مرة واحدة وللأبد، وفي شهر رمضان ليكون صيامك مقبولاً لا بد أن تتوقف عن الإساءة للآخرين وأن تحترم الناس وتعاملهم بالحسنى، وفي رمضان يجب أن تغض البصر وتعف نفسك عن الحرام بأشكاله وأنواعه.
- فكِّر الآن؛ هل في رمضان فقط تعفُّ نفسك عن الحرام وتقلع عن العادات السيئة؟ اجعل من رمضان فرصة للتوبة والكفِّ عن أذى النفس وأذى الآخرين، واجعل رمضان منهجاً للسنة كلها.
معظمنا يلتزم بالعبادة في شهر رمضان الكريم أكثر من الأيام العادية، وفيما نسمع الكثير من الشكوى حول عدم القدرة على الالتزام بالصلاة والعبادة نجدنا قادرين على ذلك خلال الشهر الفضيل رغبة بثواب رمضان وفضله وبركته.
في حين أن العبادة للمؤمن قوت يومه وبركة عمره، ويجب على المؤمن الالتزام بالعبادات بشكل يومي تمسكاً بالقول المأثور: اعمل لآخرتك كأنك تموت غداً.
وللمواظبة على العبادة بعد انتهاء الشهر الفضيل لا بد من التمسُّك بالصلاة والمواظبة على صيام السُّنَّة لمن كان قادراً عليه، والتمسُّك بأخلاق الشهر الفضيل على مدار العام، لنتذكَّر في كل رمضان أننا ما انقطعنا عن العبادة منذ رمضان الفائت، والله يرى عبده ويسمعه وإليه المصير.
في شهر رمضان المبارك تنشط الجمعيات الأهلية والتطوعية في تقديم المعونات المختلفة للمحتاجين، وتعتبر الأعمال التطوعية من العادات المهمة التي يجب علينا اكتسابها والحفاظ عليها، ذلك أن الأعمال التطوعية تساعدنا على:
- تقديم المعونة للآخرين وتعزيز التكافل الاجتماعي.
- إقامة علاقات مميزة ومتينة مع المجموعات والمستفيدين.
- اكتساب خبرات جديدة ومهمة لتطوير المسيرة المهنية.
- في دراسة على الفقراء الذين تحولوا إلى أصحاب ملايين تبين أن معظمهم انخرطوا في أعمال تطوعية وأدركوا قيمة العطاء.
- عندما نعتاد على العمل التطوعي لن نتمكن من التوقف عنه، لذلك يجب أن نستغل فرصة النشاطات التطوعية في رمضان لاكتساب هذه العادة الجيدة.
تحدثنا في مقال سباق عن العادات السيئة في شهر رمضان المبارك على مستوى العادات الغذائية وعادات النوم والعادات الاجتماعية وغيرها، وعندما نتحدث عن العادات الجيدة في شهر رمضان المبارك لا بد من الانتباه أن الشهر الفضيل يمنحنا فرصة ذهبية في تحسين عاداتنا المختلفة، لكن هل نجيد استغلال هذه الفرص؟.
في رمضان نحن أمام خيارين، إما أن نكتسب المزيد من العادات السيئة كالشراهة والإسراف والتبذير وكثرة الشجار أو النفاق والمرآة؛ وإما أن نكتسب المزيد من العادات الجيدة كالتعاون على البر والتقوى ومساعدة المسكين والفقير والاقتصاد بالطعام والشراب والالتزام بالعبادات، ونتخلى عن عادتنا السيئة كالتدخين والشراهة والنظر أو الخوض في أعراض الناس والغيبة وغيرها من العادات السيئة.
أخيراً... نتمنى أن يكون الشهر الفضيل خيراً وبركة على الجميع، ونتمنى أن نستطيع وإياكم التخلص من عاداتنا السيئة واكتساب العادات الجيدة من فضل شهر رمضان، والله من وراء القصد.