كيف تستفيدين من أيام الدورة الشهرية في رمضان؟
تتضايق كثير من السيدات من الدورة الشهرية في رمضان، وتشعر بمجيئها أنها انقطعت عن الأجواء الروحانية المميزة للشهر الكريم بتوقفها عن الصلاة والصوم، وبعضهن يفكر في التلاعب بميعادها وتأجيلها عن طريق تناول بعض العقاقير وبدون استشارة الطبيب مما قد يؤدي إلى خلل هرموني، أو عدم انتظامها.
محتويات المقال
1.الدورة الشهرية في رمضان
2.أفكار للعبادة في رمضان أثناء فترة الدورة الشهرية
الدورة الشهرية في رمضان
بدايةً من المهم إدراك أن الحيض والنفاس ليسا عقوبة، وإنما من الخصائص الأنثوية الفريدة التي ميز الله بها المرأة بحكمته، ولا يعني حدوثهما الابتعاد عن القيم الروحية والأجواء الإيمانية، فهي لا تقتصر على عبادات وطقوس معينة.
وبدلًا من الحزن في هذه الأيام، يمكنك أن تنظري إليها بشكل مختلف كفرصة للتجديد والراحة، وتنويع العبادة، والتقاط الأنفاس لاستعداد أفضل.
لا تقتصر العبادات على الطقوس والشعائر، فالنية الصافية وبذل الخير، وإدخال السرور على من حولك يُكسبك ثوابًا كبيرًا، كما أن التفكر والمناجاة والعبادات القلبية لها أكبر الأثر على استحضار المشاعر الإيمانية.
أفكار للعبادة في رمضان أثناء الحيض
إليك هذه الأفكار لاستغلال تلك الفترة، والاستفادة الكاملة من شهر رمضان المبارك:
- الإكثار من الذكر والدعاء: للذكر تأثير فائق في طمأنينة القلب، والشعور بالسكينة والاقتراب من الله، لذا فإن الإكثار منه في شهر رمضان، وخاصة للمرأة في أوقاتها الخاصة يشعرها باستمرار العبادة.
- الاقتران بين الذكر والشعور بالامتنان والشكر للخالق على نعمه الكثيرة، فطاقة الامتنان تزيد النعم وتباركها.
- اغتنمي هذه الأوقات لتكثيف الدعاء والشعور بلذة المناجاة، فهي من أكثر الطرق التي تشعرك بالقرب ولا تتقيد بمكان أو زمان.
- إطعام الآخرين: سواء كانت عائلتك أو الجيران أو الفقراء، استغلي هذه الأيام في إعداد وجبات طعام، يمكنك إرسالها للإفطار في المسجد القريب، أو إعداد وجبات سحور للمحتاجين والغرباء، فإطعام الطعام من أعظم القربات، وخاصة في شهر رمضان.
- التعلم والمعرفة: التفكر وإعمال العقل من الأمور التي وصى بها القرآن الكريم، والتعلم من أهم العبادات، استغلي هذه الأيام في القراءة والتعلم ومشاهدة البرامج الوثائقية التي تزيد اطلاعك وثقافتك.
- زيادة النشاط الخيري: تقديم التبرعات والصدقات، ومساعدة الأسر الفقيرة في مجتمعك من أجمل العبادات، حتى ولو بالقليل من المال، أو المساعدات العينية مثل الملابس والألعاب والأطعمة وغيرها.
- جددي النية في القيام بمهامك: كثيرًا ما تطغى على المرأة مسئوليات البيت والأطفال، وقد لا تجد متسعًا من الوقت للقيام ببعض المقترحات السابقة، مثل إطعام الآخرين، والتعلم، ولكن تجديد النية في القيام بالمهام الحياتية المعتادة كأم وزوجة يجعلها عبادات وخاصة مع أدائها بحب وصبر.
- الاستماع إلى القرآن: يمكنك قضاء وقت خاص للإنصات إلى القرآن الكريم، والاستماع بخشوع وتدبر، أو حتى أثناء القيام ببعض المهام التي لا تتطلب تركيزًا ذهنيًا.
- التزاور وإصلاح العلاقات: رمضان فرصة رائعة لإصلاح العلاقات، وإنهاء الخصومات، وزيارة الأهل والأقارب، وصلة الأصحاب، ولهذه الأعمال تأثير مباشر على الشعور بالسعادة والتخفف من الغضب، فالتسامح والتواصل الطيب مع الناس من العبادات الهامة.
- الاهتمام بالأبناء وتشجيعهم على الصلاة وأعمال الخير وحكاية القصص المفيدة لهم، وعمل مسابقات ممتعة، وإدخال البهجة عليهم.
- مساعدة الأمهات الأخريات: من الممكن الاتفاق مع الجارات والصديقات على ترتيب هذه الأوقات الخاص فيما بينهن للاهتمام بالأطفال الصغار وإعداد أنشطة مفيدة ومبهجة لهم، فيما يتاح للأمهات الأخريات الذهاب لصلاة التراويح بحرية.
- نشر الحب والنور: التعامل بحب ومساعدة الآخرين، والبحث عن طرق إسعاد من حولك من القربات التي تؤثر إيجابيًا على إيمانك، وتقوي الصلات بينك وبين الآخرين، وبدلا من حالة الضيق والملل في هذه الأيام، اجعليها فرصة لإشاعة روح المحبة وإعداد هدايا العيد للصغار والكبار.
- الاستعداد للعيد : يمكنك استغلال هذه الأيام، والطاقة المتوفرة من عدم الصيام والصلاة بقضاء متطلبات العيد، مثل شراء الملابس، وإعداد البيت، وتجهيز أو شراء الحلوى، والقيام بالترتيبات المختلفة لإسعاد أسرتك في العيد، وتفريغ بقية الأيام للعبادات.
- الاهتمام بالنفس: "إن لنفسك عليك حقًا".. فالعناية بالنفس، والاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية من الأمور الهامة التي تحافظ على الإنسان، واستقامة أمور حياته، لذا فمن المهم أن تعتني المرأة بنفسها في هذه الأيام خاصة بتناول الغذاء الصحي، والحصول على القدر الكافي من النوم، وممارسة الأنشطة التي تساعدها على الهدوء والراحة النفسية والبعد عن القلق والاكتئاب.
- مراجعة العام: يحتاج الإنسان إلى مراجعة نفسه كل فترة، وإعادة تقييم حياته، والنظر بإنصاف إلى سلوكياته، مما يحثه على شجاعة التراجع عن الأخطاء، والتخطيط الأمثل للمستقبل.
يعد شهر رمضان فرصة رائعة للمصارحة مع الذات، ومراجعة العام الفائت، ويمكن أن تستغل المرأة أيام الدورة الشهرية للجلوس في هدوء وتقييم نفسها بنفسها، والتخطيط لحياتها بشكل إيجابي بعيدًا عن الاستغراق في الندم أو مشاعر الذنب، وإنما بعزيمة على زيادة الأمور الجيدة، والتراجع عن غيرها.
وأخيرًا فإن التقرب إلى الله ليس له أشكالا محددة، وبالنية الطيبة يمكن أن تصبح الأعمال المختلفة طريقًا لطمأنينة القلب، وسمو الروح، وعلى المرأة أن تعتني بنفسها جيدًا في أيام دورتها الشهرية، وتفكر بشكل إيجابي للتغلب على المشاعر السلبية التي قد تثيرها التقلبات الهرمونية.