تأثير ديكور المنزل على حالتنا النفسية
يعتبر ديكور المنزل من الأمور المهمة التي يجب علينا أن نهتم بها، فهي أداة مثيرة للاهتمام قادرة على التأثير على مزاجنا بكل بساطة؛ حتّى أنها أصبحت علم وقسم من أقسام الجامعات في العديد من دول العالم. سنتعرف في هذا المقال على تأثير ديكور المنزل على حالتنا النفسية، وكيف يمكن أن نجعل من هذا الديكور وسيلة لزيادة سعادتنا،. تابعوا معنا هذا المقال لتعرفوا أكثر عن هذا الموضوع.
محتويات المقال:
- تأثير ديكور المنزل على حالتنا النفسية
- إضاءة المنزل وعلاقتها بالراحة النفسية
- ما تأثير ديكور المنزل على اللاوعي؟
- هل تلعب الألوان دوراً في تحسين شعورنا الداخلي؟
- أثاث المنزل وعلاقته بسعادتك الشخصية
- المصادر والمراجع
تأثير ديكور المنزل على حالتنا النفسية
هل يؤثر أثاث المنزل على ما نشعر به؟.... قد يعتقد العديد من الأشخاص أن ديكور المنزل وأثاثه لا يؤثرون علينا أو على ما نشعر به، إلا أن هذه المعلومة خاطئة للغاية، فقد أثبتت الدراسات أن التنسيق الداخلي للمنزل قادر على تغيير المزاج بل والتحكم بما نشعر به من أحاسيس مثل السعادة أو الاكتئاب أو الحزن أو الرومانسية[1]؛ لذلك ربما يتوجب عليك أن تفكر في إعادة تصميم منزلك إن كنت لا تشعر بالسعادة الكافية أثناء تواجدك فيه.
كيف يتأثر مزاجنا بأثاث المنزل؟
إن الإنسان يتأثر بكل شيء حوله، ومن الممكن أن يتغير مزاجه عدة مرات خلال ساعات قليلة بسبب كثرة الأمور القادرة على القيام بمثل هذا الأمر؛ يعتبر ديكور المنزل أحد الوسائل القادرة على تغيير مزاجنا؛ فكيف يحدث هذا؟ سنتعرف في هذه الفقرة على طريقة تأثير التنسيق الداخلي للمنزل على راحتنا النفسية.
نعلم جميعاً أن العودة إلى المنزل تعني الراحة، ولكن هل تعلمون أن هذه الراحة ليست جسدية فقط، بل إنها نفسية أيضاً[2]! لنفرض أنك تفضل اللون الأزرق لأنه يذكرك بالسماء الصافية والمحيط الجميل، كم سيكون جميل أن تعود إلى منزلك بعد يوم مرهق في العمل لتريح ناظرك بألوان منزلك المشتقة من الأزرق؟ هذا بالضبط ما يجعل العودة إلى المنزل مريحة نفسياً.
للأسف كانت بعض المفاهيم الخاطئة تسيطر علينا فيما سبق، فقد كان يُعتقد أن منظر الطبيعة الخلابة أو الألوان المريحة للنظر تضعف من إنتاجية الفرد وتسبب ضياع الوقت، لأن الشخص سيقضي وقته في التحديق بالأشياء الجميلة بدلاً من العمل؛ إلا أنه تبين أن هذه المعلومة خاطئة تماماً، فالمناظر الجميلة والطبيعة الخلابة والألوان المفضلة تزيد من فعالية الإنسان ونشاطه وإنتاجيته في المنزل أو العمل.
إذاً خلاصة قولنا أن أثاث المنزل وألوانه وديكوره قادرين على تغيير ما نشعر به وإضفاء الراحة والطمأنينة إلى داخلنا إن كنا قد صممنا منزلنا بالطريقة التي نحبها.
إضاءة المنزل وعلاقتها بالراحة النفسية
هل تذكر طريقة التحقيق في الأفلام البوليسية؟ جميعنا شاهدنا أحد هذه الأفلام ولاحظنا كيف يتم تسليط الضوء القوي على رأس المتهم. هل تعتقد أن مثل هذه الإضاءة مناسبة لمنزلك؟ أنا أيضاً لا أعتقد بأنها ستعجبك أو تعجب ضيوفك. هناك طريقة مهمة وبسيطة للحفاظ على إضاءة مريحة في المنزل؛ حاول أن يكون الضوء خفيف ومنتشر في أنحاء المنزل ليعطيك إحساساً بالراحة الداخلية، على عكس الإضاءة التي تكون قوية للغاية ومركزة في مكان واحد أو قسم معين من المنزل. كما ننصحك باستخدام الإضاءة القريبة من ضوء الشمس، أي لا تستعمل الأضوية البيضاء أو الصفراء فقط، بل اجعلها مزيجاً من الاثنين بحيث تعطيك ضوء ملون قريب من ضوء الشمس.
ما تأثير ديكور المنزل على اللاوعي؟
هل يمكن لديكور المنزل أن يلعب بالعقول؟؛ قد لا تلاحظ تأثير ديكور منزلك عليك، إلا أن أي شخص يزورك سيشعر بما يدفعه ديكور منزلك إلى الشعور به؛ بمعنىً آخر، يمكن لأثاث المنزل وتصميمه أن يتلاعب باللاوعي الخاص بك وبكيفية إدراكك للأشياء المحيطة بك[3]. تابع معنا عزيزي القارئ هذه الفقرة لتعرف مقصدنا بشكل أوضح.
- التلاعب بالمساحة
هل تعاني من أن منزلك صغير المساحة؟ لا تقلق من الموضوع، فقد أصبح بالإمكان جعل منزلك يبدو أكبر بكثير عن طريق بعض الخدع التي يقوم بها مصممو الديكور. هذا صحيح، يمكن لأثاث منزلك أن يجعل من منزلك الصغير يبدو وكأنه قصر! هذه الخدعة تدعى (Perception of Space) حيث يقوم مهندسو الديكور بوضع أثاث صغير الحجم ولكن ملائم لأصحاب المنزل، بالإضافة إلى وضع العديد من المرايا الكبيرة في المنزل فيبدو حينها المنزل بحجم كبير جداً.
- الراحة النفسية والطاقة الداخلية
هل سبق وشعرت براحة تامة في منزلك أو في منزل آخر؟ هل لاحظت الميزات الموجودة في هذا المنزل والتي دفعتك للشعور بالراحة؟ هناك العديد من الأمور التي تدفعك للشعور بالراحة الشديدة بل وبالنشاط الكبير؛ على سبيل المثال، يعد المنزل المطل على حديقة أو المنزل الذي يمتلك العديد من النباتات من البيوت التي تزيد الشعور بالراحة والاطمئنان والأمان؛ من الخدع الأخرى التي يمكنك أن تقوم بها لتعزيز هذا الإحساس، أن تقوم بتوجيه كافة الأرائك والكراسي باتجاه مدخل الغرفة فهذا يمنح الجالسين شعوراً بالراحة لرؤيتهم لكل ما يجري في الغرفة.
هل تلعب الألوان دوراً في تحسين شعورنا الداخلي؟
ما علاقة ألوان منزلك براحتك النفسية؟.... ليس من الغريب أن تؤثر الألوان على حياتنا وطريقة تفكيرنا والأحاسيس التي نشعر بها، ولكن مع ذلك لايزال العديد من الأشخاص يجهلون كيفية التعامل الصحيح مع هذه الألوان. علينا أن نعلم جميعاً أن الاستخدام الصحيح للألوان في منزلنا يعني المزيد من السعادة والراحة النفسية، وسنتعرف فيما يلي على تأثير الألوان الرئيسية في المنزل على مزاجنا.
- اللون الأحمر
يرمز اللون الأحمر إلى القوة والعاطفة والجاذبية، ويمكنك أن تستعمله في غرف النوم أو البيوت الكبيرة لأنه يعطي شعوراً بالحميمية والطمأنينة والدفء.
- اللون البرتقالي
يشعرك اللون البرتقالي بالنشاط والحيوية ويزيد من طاقتك ولكنه مرهق نوعاً ما للعيون، لذلك حاول ألا تكثر منه في المنزل لأنه سيشعرك بالتعب.
- اللون الأصفر
يرتبط هذا اللون بالسعادة والاسترخاء وهو لون موجود في الطبيعة بكثرة لذلك يساعدك على خلق بيئة لطيفة وسليمة في منزلك بشكل قريب من الطبيعة.
- اللون الأخضر
جميعنا نعلم أن اللون الأخضر يملك خصائصاً مهدئة ولطيفة، ويمكنك استخدامه في مدخل المنزل أو في البهو ليخلق جواً مناسباً أثناء الانتقال من الهواء الطلق إلى داخل المنزل.
- اللون الأزرق
يعتبر اللون الأزرق لوناً هادئاً، أي يضفي على منزلك طابعاً هادئاً ويشعر الموجودين في المنزل بضرورة الهدوء، يمكنك استخدامه في غرف الأطفال، أو في مناطق المنزل كالشرفات أو الحديقة الخلفية.
- اللون الأرجواني
هو لون الملوك ويعبّر عن الرقي والفخامة، مناسب جداً لغرف المعيشة وغرف الضيوف لأنه يعطي شعوراً بأن المنزل فخم للغاية.
- اللون الرمادي
يضفي اللون الرمادي طابع الاسترخاء والصفاء، هو لون شائع جداً في المساحات المغلقة كالمنازل والمكاتب والحمامات.
- اللون البني
يمتلك اللون البني جذوراً في الطبيعة كاللون الأخضر تماماً، لذلك يعطيك اللون البني شعوراً بالراحة، ويمكنك استخدامه في الغرف التي تجتمع فيها العائلة.
- اللون الأسود
يستعمل اللون الأسود كدليل على القوة وكنوع من التأكيد على أنك صاحب القرار الأول والأخير في منزلك.
- اللون الأبيض
لطالما ارتبط اللون الأبيض بالسلام والنظافة والنقاء، لذلك يمكنك القول بأن أحد أكثر استعمالاته الشائعة تكمن في الحمامات.
أثاث المنزل وعلاقته بسعادتك الشخصية
هناك العديد من الأمور التي تغير من مزاجنا وأحاسيسنا الداخلية بلمح البصر، فمن الممكن أن نغضب بشكل حاد بسبب بعض الازدحام المروري على الرغم من أننا كنا سعداء منذ لحظات قليلة؛ لذلك لابد من تجهيز المنزل لكي يكون سبباً في سعادتنا الداخلية وراحتنا النفسية منذ لحظة دخولنا إليه[4]. كيف نقوم بذلك؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذه الفقرة.
1- قطعة أثاث خاصة بك
يمكنك أن تشتري ببساطة قطعة أثاث خاصة جداً بك، على سبيل المثال كرسي مريح في غرفتك تفضل الاسترخاء والجلوس عليه بمجرد وصولك إلى المنزل. هذه الراحة ستدفعك دوماً إلى الابتسام والشعور بالسعادة لوجودك في المنزل.
2- استعمل رائحة لطيفة
إن كنت تفضل رائحة معينة من روائح الأزهار أو العطور يمكنك أن تستعمل معطر آلي للمنزل لكي تستمتع بالرائحة الزكية التي ستشمها عند دخولك للمنزل بعد يوم مرهق؛ أو يمكنك استعمال الشموع المعطرة ذات الروائح الزكية، لكن ننصحك عزيزي القارئ بتوخي الحذر فأنت تريد رائحة جميلة لا حريقاُ في المنزل.
3- ضع بعض الزهور الطبيعية في الرواق
إن الزهور الطبيعية تدفعك إلى الابتسام والشعور بالراحة في كل مرة تنظر إليها، لذلك ننصحك بوضع بعض الزهور الملونة في أول مكان تراه عند دخولك للمنزل.
4- لا تتجاهل اللون الذي تحبه
كما مر معنا في هذا المقال، هناك تأثيرات كبيرة لألوان المنزل وأثاثه علينا، لذلك ننصحك بالاعتناء بانتقاء الألوان قبل تصميم المنزل داخلياً لكي تكون متأكداً بأنك ستفرح بكل ما تراه في منزلك بعد يوم مرهق في العمل.
5- زين حائط غرفتك
يمكنك أن تضع ملصقاً لمغنيك المفضل أو لوحة لرسامك المفضل، هذا سيضفي شعوراً من السعادة عليك في كل مرة تنظر إلى هذا الملصق.
6- حافظ على نظافة منزلك
إن المنزل النظيف يعني الراحة النفسية، لذلك ننصحك بالحفاظ على نظافة منزلك إن كنت تريد الحفاظ على راحتك النفسية.
في النهاية، نتمنى أن يساعدكم هذا المقال على إعادة تزيين منزلكم بشكل مناسب، وعلى التفكير بشكل إيجابي لتكون إنتاجيتكم أفضل ما يمكن في المنزل؛ شاركونا آراءكم في التعليقات في نهاية هذا المقال.
المراجع والمصادر:
[1] ليندزي ت.. غراهام وصامويل دي. غوسلينغ وكريستوفر ك. ترافيس، "سايكولوجيّة البيئات المنزليّة: دعوى للبحث في المساحة السكنية"، منشور عبر موقع www.journals.sagepub.com، تمت المراجعة في 19/5/2019.
[2] كيف يؤثر التصميم الداخلي على المزاج.، منشور في www.thechairpeople.co.uk، تمت المراجعة في 19/5/2019.
[3] تارا ماسترويني.، "كيف يؤثر التصميم الداخلي على اللاوعي الخاص بك"، منشور في www.freshome.com، تمت المراجعة في 19/5/2019.
[4] جايل غرين.، "كيف تشعر بسعادة أكبر بعشر تغييرات بسيطة بتصميم المنزل الداخلي"، منشور عبر موقع www.huffpost.com، تمت المراجعة في 19/5/2019.