كيفية اختيار الملابس المناسبة للأطفال
يشكل موضوع اختيار ملابس الطفل بالنسبة للأم موقفاً يجعلها في حيرة من أمرها لا تدري كيف تتصرف ومن أين تبدأ في الاختيار، فجميع الأمهات تقريباً عندما تقترب من وضع مولودها خاصة المولود الأول لها تسارع لشراء ملابسه قبل أن يولد، وعند ذهابها لتسوق هذه الملابس تفاجئ بكمية الخيارات والأنواع والأشكال والألوان المختلفة من ملابس الأطفال التي تبدو أن لا حصر لها فتقع في الحيرة ولا تعرف كيف يجب أن تتصرف ويمكن أن تحاول استشارة والدتها أو صديقاتها أو شقيقاتها مِمّن مروا بهذه التجربة قبلها، وهنا سوف نحاول توضيح سبب هذه الحيرة ووضع بعض المعايير التي تساعد الأم في اختيار ملابس أطفالها بمختلف مراحلهم العمرية.
عادة ما يكون السبب في حيرة الأم وكثرة خياراتها في ألبسة أطفالها، هو وجود أصناف كثيرة من هذه الملابس وأنواع مختلفة بناء على مجموعة من العوامل كمرحلة الطفل العمرية أو طبيعية استخدام هذه الملابس بالإضافة للاختلاف في التفضيلات والأذواق بين الأطفال أو حتى بين الكبار وهم يختارون لأطفالهم، فمن أنواع ملابس الأطفال مثلاً:
- الملابس الرسمية: فبعض ألبسة الأطفال تعتبر خاصة لنشاطات معينة مثل الملابس المخصصة للنوادي الرياضية أو السباحة، هذا بالإضافة لملابس المدرسة، وكلها تقع تحت بند الألبسة الرسمية المرتبطة بنشاطات خاصة ولا يمكن ارتدائها إلا في هذه النشاطات.
- ملابس الرضع: فالأطفال الرضع لهم أيضاً ما يخصهم في نوعية الملابس، والتي غالباً ما يجب أن تكون مريحة وسهلة في الارتداء والخلع، ولها ألوان فاتحة لسهولة ملاحظة أي أجسام غريبة عليها كالأوساخ والحشرات، بالإضافة لعدم احتوائها على أي أشياء خطيرة مثل السحابات والأزرار المعدنية.
- الملابس المنزلية: وهي تلك الملابس التي يرتديها الطفل في حياته الطبيعية اليومية داخل المنزل والتي يجب أن يكون لها معايير خاصة في اختيارها، مثل تأمين راحة الطفل وحرية حركته، والألوان المريحة له، أكثر من معايير الجمال والموضة الأناقة
- الملابس المخصصة للخروج والزيارات: وفي هذا النوع تختلف المعايير حيث أن هذه الملابس يجب أن تكون مريحة للطفل، ولكنها يفضل أن تكون ذات ألوان معينة وأشكال مرتبطة بالأناقة والموضة التي تبدي الطفل بشكل جذاب وجميل أمام الآخرين.
- ملابس المناسبات: بعض الثقافات تفرض أنواع معينة من اللباس على الأطفال في مناسباتها الخاصة كالأعياد والاحتفالات الخاصة بهذه الثقافة مثل المناسبات الدينية أو الأفراح الخاصة، بالإضافة لمناسبات أخرى في المدرسة أو النادي.
- ملابس المراهقين: في مرحلة المراهقة تختلف نوعية الملابس اختلافات جوهرية من حيث أشكالها وألوانها وأذواق المراهقين فيها وسماحهم لتدخل ذويهم فيما يخص لباسهم، ويمكن اعتبار مرحلة المراهقة منفردة بهذا الخصوص فهي لا تشبه أنواع ملابس الأطفال ولا الكبار.
- الملابس التجارية: وهي الأكثر انتشاراً وأكثر تأثيراً في خيارات الأطفال كونها مصنوعة خصيصاً لتناسب أذواقهم وتحاكي أفكارهم ورغباتهم وثقافتهم أيضاً، كالملابس التي عليها طبعات ورسمات لشخصيات الرسوم المتحركة وألعاب الفيديو، ويجدر الذكر أن هذه الملابس ليس بالضرورة أن تحقق معايير الجودة المطلوبة.
ليس من الضروري أن يتناسب دائماً ذوق الطفل وخياراته فيما يرغب بارتدائه من ملابس مع ذوق ورغبة ذويه، بل على العكس من ذلك فكثيراً ما يحدث خلاف في هذه الناحية إلى حد قد يرفض معه الطفل تماماً ما يحاول ذويه أن يقنعوه باختياره، وهناك مجموعة من العوامل التي تسبب هذه المشكلة ومنها:
- الأطفال يتأثرون أكثر بالأشياء التجارية: فهم لا يبحثون عن النوعية أو الجودة بقدر ما يهتمون بطريقة ترويج السلعة التي يرغبون بشرائها، فمثلاً إذا كانت قطعة الملابس تحتوي على رسمات من شخصيات برامج الأطفال تعتبر أكثر إغراء للأطفال دون سن العاشرة، بينما تعد رسمات أخرى مناسبة أكثر للمراهقين كالتي تحتوي عبارات وجمل غريبة مرتبطة بثقافتهم الشخصية.
- يرى بعض الأطفال أن لهم الحق في اختيار أشيائهم الشخصية: من باب إثبات الذات أو الوجود والرغبة باهتمام الآخرين برأيه ورغباته فيما يتعلق بشؤونه الخاصة، لا يقبل الطفل في بعض الأحيان ما قد يمليه عليه ذويه من خيارات فيما يتعلق بملابسه، فهو يعتبر الطريقة التي يلبس فيها شأناً خاصاً وحرية شخصية.
- التقليد والمحاكاة: لأسباب شخصية مثل الإعجاب أو الاقتداء يرغب الطفل في بعض الأحيان في تقليد شخص ما سواء من محيطه أو من شخصيات التلفزيون والأساطير في طريقته وذوقه في الملابس التي يرتديها.
- الاختلاف الطبيعي في الأذواق: وجود الاختلاف في الأذواق والتفضيلات أمر طبيعي ولا بد منه بين البشر، سواء هذا الاختلاف كان بين كبار أو صغار أو بين ذكور أو إناث أو بين أشخاص ينتمون لبيئات ثقافية مختلفة هذا بالإضافة لبعض الأسباب الشخصية، وكل هذا يجعل فكرة عدم التطابق بين رأي الطفل وذويه في الملابس أمر طبيعي.
- أسباب أخرى نفسية: ففي بعض الأحيان يرغب الأطفال بتقليد الكبار في ملابسهم، ولهذا فهم يرفضون الملابس المخصصة للصغار التي قد تحوي أشكال وألوان ورسومات تجعلها تبدو أنها منتجة فقط للأطفال، بينما يرغب الطفل بالظهور وتقديم نفسه أمام الآخرين على أنه كبير وناضج.
كثيراً ما تقع الأم في حيرة من أمرها وهي ترى الخيارات التي تبدو أن لا نهاية لها أثناء رغبتها بشراء ملابس جديدة لطفلها، والحقيقة أن هذه الحيرة عادة ما تنتج عن عدم خبرتها ومعرفتها بالمعايير التي يمكن أن تساعدها في الوصول للخيار الأفضل والمناسب لها ولطفلها، ويمكن ذكر بعض هذه المعايير التي يجب أن تتقيد بها:
معايير صحية لانتقاء ملابس الأطفال
- ضيق واتساع الملابس: فيجب اختيار ملابس الأطفال التي تؤمن لهم الراحة في الحركة واللعب والسهولة في الارتداء والخلع، والتي تكون مناسبة أيضاً لطبيعة وحجم أجسادهم، حتى لا تزعجهم أو تعيقهم عن أداء نشاطاتهم اليومية.
- الخامة التي تصنع منها هذه الملابس: فبشرة الأطفال شديدة الحساسية، ويجب عند انتقاء ملابسهم اختيار الخامات ذات النوعية الجيدة التي غالباً ما يجب أن تحتوي على أعلى نسبة من القطن، حتى لا تتحسس أجسادهم أثناء الحركة والتعرق أو البقاء في الملابس لفترة طويلة.
- سهولة التنظيف: فاللعب والحركة الدائمة والمستمرة هي ميزة الأطفال، وهذا يجعل ملابسهم معرضة أكثر للاتساخ، لذلك يجب اختيار الملابس بحث تكون سهلة التنظيف من حيث النوعية والألوان والشكل.
- الملابس الطبية: فبعض الأطفال قد يعاني من مشاكل صحية سواء في بشرته أو اقدامه أو أي مكان في جسده، ويوجد ملابس طبية مخصصة لمثل هذه الحالات كالأحذية الطبية، وهنا يجب اختيار هذه الملابس وتفضيلها على الأخرى حتى لو لم تكن تحاكي معايير الجمال والأناقة والموضة المطلوبة.
- اختيار ملابس مناسبة للطقس: عند الذهاب لشراء ملابس للطفل يجب التركيز على طبيعية الطقس الذي سوف يأتي في الأيام المقبلة، فعند قدوم الشتاء يجب شراء الملابس التي تؤمن الدفء للطفل، وفي الصيف يجب شراء الملابس الصيفية التي تضمن حرية الحركة والتنفس وعدم الشعور بالحر.
معايير مادية في اختيار ملابس الطفل
- الأسعار والوضع المادي للأهل: فعند إقبال الأهل على شراء ملابس للأطفال يجب أن يضعوا باعتبارهم المبلغ الذي يمكنهم إنفاقه لتحديد النوعية التي يجب شرائها أو الكمية والأسواق التي تناسب أوضاعهم والجدير بالذكر أنه يجب تفضيل النوعية ذات الجودة العالية على الكمية، فالغاية أولاً هي الحفاظ على صحة الطفل وراحته.
- نمو الطفل بشكل سريع: الأطفال ينمون ويكبرون بشكل سريع وبوقت قصير وخاصة في السنين الأولى من حياتهم وما يناسبهم اليوم من حيث الحجم مثلاً قد لا يناسبهم بعد عدة أشهر، ولذلك يجب الانتباه إلى كمية الملابس التي يجب شرائها والفترة المتوقع منه استخدامها خلالها.
- بعض الملابس تعتبر مناسبة لمختلف مراحل النمو: وهذا النوع من الملابس يجب الحفاظ عليها وتخزينها بطريقة صحية تضمن سلامتها لإمكانية استخدامها في وقت لاحق.
- عدد الأطفال في الأسرة: حيث أن العديد من الأسر تلجأ لترك ملابس الطفل بعد أن يكبر لشقيقه الأصغر منه في السن، وفي هذه الحالة يجب اختيار الملابس ذات النوعية الجيدة لتتمكن هذه الأسر من حفظها وإعادة استخدامها مع الطفل الجديد.
معايير شكلية
- الأحجام المناسبة من حيث الشكل: بعض الأمهات يرغبن بشراء ملابس أكبر قياساً من حجم الطفل وذلك لإتاحة استخدامها لفترة أطول بعد أن ينمو ويكبر جسمه، ويجب عدم المبالغة في هذه المسألة إلى الدرجة التي يصبح شكلها غير مناسب للطفل، وتؤثر على أناقته وترتيبه.
- الأناقة والموضة: لا يجب أن يبدو الطفل بمظهر غريب عن أقرانه ويرتدي ملابس لا تناسب سنه ولا عصره، فمع الحفاظ على المعايير المادية والنوعية الأخرى، يجب أن تكون ملابس الأطفال أنيقة وتحاكي الموضة الشائعة.
- رغبات الطفل: كما سبق الذكر فإن الأطفال لهم أذواقهم الخاصة ورغباتهم في الملابس التي سوف يرتدونها، ويجب عدم حرمان الطفل من هذه الرغبة ولكن بنفس الوقت يجب أقناعه بالملابس ذات الجودة الأفضل والتي سوف تبديه بظهر أفضل.
- الألوان المناسبة لطبيعة استخدام هذه الملابس: فبحسب طبيعة المكان والمناسبة التي سوف يرتدي فيها الطفل هذه الملابس يجب اختيار الألوان والأشكال، حيث أن الملابس المناسبة للعب في الشارع مثلاً غير تلك التي يجب أن يخرج فيها للزيارات والمناسبات.
- جنس الطفل: فبالإضافة للعوامل المتعددة التي تجعل أذواق الأطفال مختلفة فيما بينهم من حيث الملابس التي يرغبون بارتدائها، هناك أيضاً العامل أو المعيار الجنسي، فما يناسب الذكور مختلف عن ما يناسب الإناث من حيث الألوان والأشكال والرسمات.
- مرحلة الطفل العمرية: فالطفل ابن السنة مثلاً لا يهتم كثيراً بملابسه وإنما يقع الاختيار على عاتق الأهل بشكل كلي، ولكن بعد أن يتعلم الكلام والمشي ويفهم الإطراء ومعايير الشكل والموضة يصبح لديه رغباته الخاصة في اختيار الملابس التي سوف يرتديها، وفي مرحلة دخول المدرسة يأتي اختلاف آخر، وفي مرحلة بداية النضوج والمراهقة هناك أيضاً معايير وعوامل خاصة تحدد رغباته وخياراته.
لملابس الطفل تأثيراً على حالته النفسية وراحته الجسدية وصورته أمام الآخرين، ولذلك يجب العناية بهذه الملابس واختيارها وفق معايير عدة تضمن تحقيق أفضل راحة للطفل وأجمل صورة له، ومن هنا يقع الأهل في حيرة عندما يذهبون لاختيار ملابس أطفالهم، وفي هذه الدراسة حاولنا توضيح أسباب وقوع الأهل في هذه الحيرة وما هي المعايير التي يجب التقيد فيها للتخلص من حيرتهم والحصول على أفضل ملابس لطفلهم في الوقت نفسه.