الشراهة في الأكل (البوليميا)
يعاني الكثير من الأشخاص من مرض البوليميا، أو ما يعرف بمشكلة أو مرض الشراهة في الأكل، فما هي أسباب الشراهة في الأكل أو الرغبة في الأكل الكثير؟ وما هي أعراض وعلاج البوليميا عند الأطفال والكبار؟ سنتطرق إلى ذلك في هذا المقال.
ما هو تعريف البوليميا؟
مرض البوليميا أو الشراهة في الأكل (مشكلة الأكل الكثير) هي حالة مرضية، يقوم من خلالها المصاب بتناول كميات كبيرة من الطعام، من دون وعي أو مراقبة. البعض لا يأبه بزيادة الوزن، بينما يعمل البعض الآخر على تقيؤ الطعام بواسطة الدواء، أو بإدخال الإصبع في الفم، وذلك خوفاً من اكتساب الوزن الزائد، لذا يعمد فور انتهائه من الطعام إلى التخلص من كل ما دخل معدته، وتتكرر هذه العملية عدة مرات في اليوم؛ لتصبح عادة يومية ثابتة، ونمط حياة.
ما هي أنواع البوليميا؟
- النوع الأول: ويؤدي بالشخص إلى الإفراط في الأكل، ومن ثم تقيؤ ما أكله خوفاً من زيادة الوزن، على الرغم من أن معظم المصابين به أوزانهم طبيعية، ولا يعانون من السمنة.
- النوع الثاني: وهي شراهة الأكل التي تصيب الأشخاص البدينين، وهي حالة شره غير طبيعية، وغالباً لا يتقيأ المريض، ولكنه يأكل بشراهة علناً، ويتلذذ بالأكل كونه مهووساً بالطعام، ولا يأبه لزيادة الوزن.
وعن إحصائيات البوليميا، تجدر الإشارة إلى أن معظم حالات البوليميا أو الشراهة في الأكل تحدث بين سن 16 و 55 سنة، وتكون في أوجها في سن 20 إلى 25 سنة، وغالباً ما تصيب النساء بشكل أكبر من الرجال، وذلك لأن المرأة عرضة للاضطرابات النفسية والجسدية أكثر من الرجل، كحالة الشراهة في الأكل قبل الدورة الشهرية والأكل الكثير عند الاكتئاب، وكذلك غالباً ما يساور المرأة هاجس البدانة وزيادة الوزن.
عند الحديث عن مرض البوليميا أو الشراهة في الأكل، علينا الوقوف على أسباب شراهة الأكل عند النساء والرجال، ومنها:
- من أهم أسباب الإفراط في الأكل الضغط النفسي والتوتر والقلق، بالإضافة إلى الدخول في حالات الاكتئاب.
- الإفراط في إفراز الغدة الدرقية.
- أمراض السكري.
- تناول بعض أنواع الأدوية الخاصة بعلاج الاكتئاب، أو المحتوية على الكورتيزون من أسباب الأكل الكثير.
- تعرض المصاب لحالة من الاضطرابات العاطفية والنفسية، تدفعه إلى تناول كميات كبيرة من الطعام، بدون الإحساس بذلك.
وثمة أعراض خاصة بمرض البوليميا، وأبرز هذه العلامات:
- تناول الطعام بشكل مستمر طوال اليوم، والتعبير عن المشاعر من خلال الأكل.
- التقيؤ الإرادي، بإدخال الأصبع في الفم، أو باستخدام بعض الأدوية لإثارة الحلق، وبالتالي الاستفراغ.
- استخدام الأدوية المسهلة، والمدرة للبول، وتناول الملينات، مما يؤدي إلى حدوث إسهال أو إمساك، وفقدان السوائل والأملاح والبوتاسيوم وغيرها، واضطرابات في نسبة العناصر المهمة في الجسم، وبالتالي التأثير على القلب والدماغ والكلى.
- يلجأ مريض البوليميا إلى استخدام الحقن الشرجية؛ لإحداث الإسهال بعد الأكل، وحدوث اضطرابات في المريء والمعدة بسبب التقيؤ، مما يتسبب في تمزق أسفل المريء والتهابه بعصارات المعدة، والتهاب الحلق والفم واللثة، وتلف مينا الأسنان.
- تعاني النساء في حالة الشراهة في الأكل من عدم انتظام الدورة الشهرية، نتيجة الضغط النفسي.
قد يصاب الأطفال أيضاً بالبوليميا، فنجدهم يفرطون في تناول الطعام بعمر مبكر، مما يسبب لهم مشكلة السمنة المفرطة، والتعرض لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض في وقت مبكر، كأمراض القلب ومرض السكري.
فما هي أسباب الشراهة في الأكل عند الأطفال؟
- غالباً ما يكون الأهل سبباً في العادات السيئة في الأكل، فقد تعطي الأم طفلها الإحساس بالسعادة والرضا عنه، في حالة تناوله طبق الطعام بأكمله، ومن هنا يأكل الطفل بشراهة، وفوق حاجته، لينال رضا والدته وحبها له.
- قد يدعو فقدان الطفل للعطف والحنان من والديه، إلى جذب انتباههم من خلال الطلب المستمر للطعام، وهذا سبب من أسباب دخول الطفل في حالة من الشراهة في الأكل.
- قد يكون اتباع الأنظمة غير الصحية في التغذية السبب الرئيسي لدخول الطفل في حالة من الشراهة في الأكل، وبالتالي المعاناة من مشكلة السمنة المفرطة، فعندما يرى الطفل والديه يستمتعان بالأغذية الدسمة والمقرمشات والحلويات بشكل مستمر، يصبح مفهوم السعادة لديه مرتبطاً بأكل الأغذية غير الصحية.
- معاناة الطفل من أحد الاضطرابات النفسية، يعد أحد أسباب الإفراط في الأكل عند الأطفال، فهنا يجد الطفل في الأكل متنفساً للتخلص من همومه وأحزانه ومشاكله.
وإليكِ سيدتي مجموعة نصائح لتجنب الأكل الكثير عند الأطفال:
- اتباع نظام غذائي صحي يشمل كافة أفراد الأسرة، والتقليل من السكاكر والحلويات والوجبات الدسمة.
- على الأهل أن يكونوا القدوة الصالحة لأبنائهم في الأكل، والابتعاد عن "النقرشة" في حالات التوتر والانفعال.
- على الأم أن تعوّد طفلها على الأكل بهدوء، بعيداً عن التوتر وإزعاج التلفزيون، الذي من الممكن أن يجعله يأكل كميات كبيرة فوق طاقته، بدون الإحساس بذلك.
- عدم توبيخ الطفل على أكله أمام الآخرين، فقد يكون رد فعله عنيفاً، بأكل المزيد من الطعام بهدف العناد، وبالتالي الوصول إلى السمنة المفرطة.
عادة يتم علاج الشراهة في الأكل عند الأشخاص على شقين: الغذائي والنفسي، لذا على المريض أن يلجأ إلى معالج نفسي، وأخصائي تغذية للحصول على النتيجة المرجوة.
فمن الضروري علاج مرض البوليميا من الناحية النفسية، والوقوف على الأسباب التي أدت إلى وصول المريض إلى الشراهة في الأكل.
أما من الناحية الغذائية فتوصف للمريض بعض الأدوية التي تقلل من شهيته، ويرافق ذلك نظام غذائي فعّال، يوفر لجسم المريض التغذية اللازمة ويحافظ على صحته، ولا ننسى ما للتمارين الرياضية من دور فعال في الحفاظ على الجسم والمساهمة في حل الشراهة في الأكل.
كيف أتخلص من الشراهة في الأكل؟ كيف أمنع نقسي من الأكل الكثير؟ جمعنا لك عزيزي القارئ مجموعة من النصائح للتغلب على الشراهة في الأكل:
- لا يجب أن يشعر المصاب بالذنب، فالشراهة ليست ذنباً، فلا يجب أن يُضعف ذلك من عزيمته.
- تناول كميات بسيطة من الطعام، أو وجبات خفيفة طوال اليوم، بدلاً من تناول 3 وجبات ثقيلة ودسمة.
- تجنب الدهون والأطعمة التي تحتويها، كالشيبس والسكريات والدونات بين الوجبات.
- احرص على تناول الغذاء بهدوء ومضغه جيداً.
- تجنب السكريات والكافيين والحبوب المكررة، فكلها باعثة سريعة للطاقة، ومسببة لزيادة الوزن، وزيادة الشهية، خاصة على المستوى البعيد.
- لا تنسَ أن تجعل من التمارين الرياضية عادتك الصحية.
- تجنب التدخين وتناول الكحوليات قدر المستطاع.
خلاصة القول، أن الشراهة في الأكل مرض كغيره من الأمراض، والتوصل إلى العلاج يتطلب الصبر، والالتزام بالخطوات التي ذكرناها، من أجل نتائج أفضل.