أعراض وعلاج الذئبة الحمراء

ما هي الذئبة الحمامية؟ كيف تحدث؟ ما أعراضها المميزة والوسائل المتبعة في علاج هذا المرض؟
أعراض وعلاج الذئبة الحمراء
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الذئبة الحمامية (Lupus Erythematosus) أو الذئبة الحمراء هي أحد أمراض المناعة الذاتية حيث تجتمع مجموعة من الاضطرابات الناجمة عن فرط فعالية جهاز المناعة لدى الإنسان ليهاجم الأنسجة السليمة، إما أن يتظاهر هذا المرض بأعراض جلدية معزولة بأحد أشكاله أو جلدية ضمن سياق إصابة جهازية تصيب المفاصل، الكلى، القلب، الكريات الحمر، والرئتين.
يغلب المرض عند النساء ومن المرجح أن يظهر بين سن 15 و 44 عاماً، وبسبب طبيعته المعقدة فإن البعض يطلق عليه "مرض الألف وجه".
الذئبة ليست مرضاً معدياً فلا يمكن لأي شخص نقله جنسياً أو بطريقة أخرى إلى شخص آخر، ومع ذلك يمكن في حالات نادرة أن تلد النساء المصابات بالذئبة أطفالاً مصابين وهو ما يسمى بالذئبة الولادية.
 

ما هي الأنماط التي يمكن تصنيف الذئبة الحمامية لها؟

  1. الذئبة الحمامية الجهازية (SLE): وهو الشكل الأكثر شيوعاً والأكثر عدوانية من بين أنماط الذئبة حيث يؤثر على كافة أنحاء الجسم مسبباً أعراضاً تتراوح شدتها من الخفيفة إلى الخطيرة، يأتي المرض على شكل هجمات حيث تشتد الأعراض عند بدء الهجمة بينما لا يشكو المصاب من أعراض عند زوال الهجمة (هجوع المرض)، يمكن أن تسبب الذئبة الحمامية الجهازية التهاباً في الجلد، المفاصل، الرئتين، الكليتين، الدم أو القلب، وقد تكون الأعراض مزيجاً بين إصابة أكثر من عضو.
  2. الذئبة الحمامية القرصية (DLE): يؤثر هذا النوع على الجلد فقط لذا يسمى بالذأب الجلدي أيضاً، ويتظاهر بطفح جلدي على الوجه، العنق، والفروة يستمر من عدة أيام إلى عدة سنوات وقد يتكرر، ويمكن للمناطق المصابة أن تصبح سميكة متقشرة وينتج عن الإصابة ندباً مشوهة، لا يؤثر المرض على الأعضاء الداخلية ولكن يمكن أن تتطور بعض حالات ال DLE إلى SLE.
  3. الذئبة الحمامية الدوائية (Drug-induced Lupus): يشكل 10% من مرضى الذئبة الحمامية الجهازية حيث يطور أعراضاً كرد فعل على أدوية معينة تتضمن الأدوية التي يستعملها المرضى لعلاج ارتفاع الضغط والصرع والسل، إضافةً إلى أدوية الغدة الدرقية، المضادات الحيوية، المضادات الفطرية، وموانع الحمل الفموية ومن هذه الأدوية نذكر:
    • الهيدرالازين وهو خافض ضغط.
    • بروسيناميد، والذي يستخدم لتنظيم ضربات القلب.
    • الإيزونيازيد، أحد أدوية السل (TB).
  4. الذئبة الحمامية الولادية (Neonatal Lupus):على الرغم من أن غالبية الأطفال لأمهات مصابات بالذئبة الحمامية الجهازية SLE يتمتعون بصحة جيدة إلا أن 1% من النساء مع أجسام مناعية ذاتية لها علاقة بالذئبة سوف ينجبن طفلاً مريضاً، ويظهر لدى الطفل المصاب بهذا المرض طفح جلدي غالباً على الوجه والفروة، مشاكل كبدية، نقص في عناصر الدم، وقد يحدث لدى بعضهم فقر دم، وعادة ما تذهب هذه الآفات بعد عدة أسابيع إلا أن المرض قد يسبب مشاكل قلبية يمكن أن تكون مهددة للحياة.
animate

يمكن للذئبة أن تؤثر على مختلف أنسجة الجسم وتسبب الكثير من الاختلاطات نذكر منها:

  • الكليتان: يمكن أن يصاب مريض الذئبة بالتهاب الكلية الذي يجعل من الصعب على الجسم التخلص من الفضلات والسموم بفعالية.
  • الرئتان:  يصاب البعض بالتهاب الجنب وهو التهاب  في الطبقة المبطنة لتجويف الصدر المحيط بالرئتين، يسبب ألماً صدرياً خاصة مع التنفس، قد يحدث التهاب رئة أحياناً.
  • الجهاز العصبي المركزي والدماغ: تشمل الأعراض في هذه الحالة صداع، دوخة، اكتئاب وتغيرات في السلوك، اضطرابات الذاكرة ومشاكل في الرؤية، ويمكن أن تصل للسكتة الدماغية.
  • الأوعية الدموية: تسبب الذئبة التهاباً في الأوعية الدموية أحياناً.
  • الدم: يمكن للذئبة أن تسبب فقر دم، نقصاً في تعداد الكريات البيضاء أو نقص الصفيحات الدموية مما يسبب تخثر الدم.
  • القلب: يمكن للالتهاب أن يصيب القلب مسبباً التهاب العضلة القلبية أو التهاب تامور وهو الغشاء المحيط بالقلب وهذا يؤدي بدوره إلى الألم الصدري.
  • ضعف المناعة: تكون الذئبة والأدوية المستخدمة في علاجها مضعفة للجهاز المناعي لذا يزداد احتمال الإصابة بالإنتانات عند المرضى، وتشمل الإصابات الشائعة التهاب المسالك البولية والالتهابات التنفسية.
  • موت أنسجة العظام: تحدث هذه الحالة عند نقص تدفق الدم إلى العظم فتتطور داخل العظم فراغات صغيرة قد تنتهي بانهيار العظم.

لا تقلل الذئبة من فرص المرأة في الحمل ولكن تعتبر جميع حالات الحمل لدى النساء المصابات بالذئبة عالية الخطورة حيث تزيد خطر الإجهاض، الولادة الباكرة، والانسمام الحملي.
يوصي الأطباء بتأخير الحمل حتى تتم السيطرة على المرض لستة أشهر على الأقل من أجل تقليل تلك المضاعفات.

عوامل الخطر التي تزيد من احتمال حدوث الذئبة الحمراء
يحدث مرض الذئبة الحمراء عندما يهاجم جهازك المناعي الأنسجة السليمة بدلاً من العوامل الممرضة وما زالت الآلية والأسباب الكامنة وراء ذلك مجهولة ولكن هناك بعض العوامل البيئية، الوراثية، والهرمونية التي يعتقد أنها تلعب دوراً في إحداثه نذكرها هنا:

  1. الجنس: يحدث المرض عند النساء أضعاف الذكور.
  2. العمر: غالباً ما تحدث الأعراض خلال سن الإنجاب أي في الفترة بين 15 و45 عاماً ومع ذلك في 20% من الحالات تحدث الذئبة بعد سن الخمسين.
  3. العرق: يمكن للأشخاص من أي خلفية أن يتطور لديهم ذئبة ولكنه أكثر مرتين أو ثلاث مرات في الأشخاص ذوي البشرة الملونة مقارنة بالسكان البيض وهو أيضاً أكثر شيوعاً عند النساء اللاتينيات والآسيويات.
  4. التاريخ العائلي: يزيد وجود أقارب من الدرجة الأولى أو الثانية مصابين بالذئبة من احتمال الإصابة بالمرض، كما يمكن أن يحدث بدون وجود تاريخ عائلي ولكن بالتشارك مع أمراض مناعية ذاتية أخرى في الأسرة مثل التهاب الغدة الدرقية.
  5. كذلك توجد عوامل محفزة للهجمة تتضمن ما يلي:
    • التدخين.
    •  الأدوية.
    • الإصابة الفيروسية.

ما هي الأعراض والعلامات المميزة للذئبة الحمراء؟ 
تظهر أعراض المرض خلال الهجمة بينما يكون المريض في حالة هجوع بين الهجمات حيث يعاني من أعراض قليلة أو لا يظهر لديه أي أعراض.
يكون للذئبة مجموعة كبيرة من الأعراض نذكر منها:

  • طفح جلدي خاصة على الأنف والخدين له مظهر مميز يسمى طفح الفراشة.
  • فقدان الشهية ونقص الوزن.
  • ألم وتورم المفاصل والعضلات.
  • تورم الساقين والمنطقة المحيطة بالعينين.
  • تضخم العقد اللمفاوية.
  • تعب وإرهاق.
  • قرحات فموية.
  • حساسية على الشمس.
  • ارتفاع الحرارة والصداع.
  • ألم صدري عند أخذ نفس عميق.
  • تساقط الشعر.
  • ظاهرة رينو Raynaud’s phenomenon: وهي شحوب أو ازرقاق أصابع اليدين والقدمين، تتحرض بالبرد أو الإجهاد.
  • التهاب المفاصل.

الوسائل العلاجية المتبعة في الذئبة الحمراء
لا يوجد علاج شاف للذئبة الحمراء ولكن لا بد من اتخاذ بعض التدابير  التي تساعد في السيطرة على الأعراض، منع أو تدبير الهجمات، تقليل خطر تخريب الأعضاء بما في ذلك تغيير نمط الحياة وتناول أدوية معينة.
من الأدوية التي تستخدم في علاج الذئبة نذكر:

  1. مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDS): تساعد هذه الأدوية على تخفيف الألم والتورم في المفاصل والحمى، من هذه المجموعة نذكر الإيبوبروفين ibuprofen والنابروكسين naproxen، تستخدم هذه الأدوية لفترة قصيرة نظراً لما قد تسببه من آثار جانبية مثل نزيف المعدة والمشاكل الكلوية وزيادة خطر أمراض القلب.
  2. الأدوية المضادة للملاريا (Antimalarials): غالباً ما تكون هذه الأدوية فعالة بوجود الطفوح الجلدية، القرحات الفموية، وألم المفاصل، ونادراً ما تسبب آثاراً جانبية كاضطراب المعدة، ومشاكل عينية مثل تلف شبكية العين لذا لا بد للمرضى المعالجين بها من إجراء فحوص عينية منتظمة، وأشيع أدوية هذه المجموعة الهيدروكسي كلوروكوين hydroxychloroquine  .
  3. الستيروئيدات القشرية (Corticosteroid): توصف الكورتيكوستيروئيدات مثل الكورتيزون في علاج الذئبة خاصة عند إحداثها لمشاكل في القلب، الرئتين، الكليتين، الدماغ، أو الأوعية الدموية، ولابد من الانتباه إلى آثار هذه الأدوية الخطيرة عند استخدامها بجرعات عالية ولمدة طويلة حيث تسبب زيادة خطر العدوى، هشاشة العظام وضعف العضلات، السكري.
  4. الأدوية المثبطة للمناعة (Immunosuppressive drugs)؛ تستخدم هذه المجموعة كالأزاثيوبرين والميتوتريكسات في الحالات الشديدة  المهددة للحياة من المرض، وتملك العديد من الآثار الجانبية كزيادة خطر العدوى، الغثيان والقياء، تساقط الشعر  وارتفاع ضغط الدم.  
  5. العلاج الحيوي: من العلاجات الحديثة للذئبة التي تخفف الأعراض لدى المرضى وتعطى عن طريق الوريد، نذكر منها البيليموماب Belimumab.

على الرغم من أن الأدوية هامة جداً في ضبط المرض إلا أنه هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتباعها للتأقلم مع هذا المرض كونه مزمن حيث من الممكن أن يؤثر على نوعية حياتك وأن تعاني من حالات من الاكتئاب والقلق، من هذه الإجراءات:

  • التعرف على كل ما يخص مرضك. 
  • اطلب دعم الأصدقاء والعائلة حتى يمكن لهم مساعدتك ومعرفة ما تمر به، كما يمكنك الحصول على الدعم من المرضى الآخرين كونهم يواجهون المشاكل نفسها.
  • حاول تخصيص وقت لنفسك تمارس فيه نشاطات ممتعة كالقراءة والتأمل للتغلب على إحباطك.
  • تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس كونه يحرض الهجمة، وعند اضطرارك للخروج في يوم مشمس احرص على ارتدائك الأكمام الطويلة واستخدام واقيات الشمس.
  • مارس الرياضة وكن نشيطاً.
  • اتبع نظاماً غذائياً صحياً وتوقف عن التدخين إذا كنت مدخناً.

وفي الختام... حتى الآن لا يوجد علاج شاف لهذا المرض مع ذلك يمكن للعلاج الحالي أن يزيد من فترات الهجوع مع التنبيه إلى أهمية النصائح التي ذكرناها سابقاً للتعايش مع الذئبة، ونأمل في أن نتمكن مستقبلاً من التعرف على المرض في مراحل باكرة حتى نتجنب حصول مضاعفاته.