كيف يكون السفر مع الأطفال ممتعاً ومفيداً؟

ما هي فوائد السفر مع الأطفال؟ وكيف يمكن قضاء رحلة عائلية ممتعة للجميع؟ وما هي أهم التحديات التي تواجه الآباء عند اصطحاب أبنائهم في السفر؟ وكيف يتغلبون عليها؟
كيف يكون السفر مع الأطفال ممتعاً ومفيداً؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

السياحة تجربة رائعة للأطفال، وبوابة للتعلم الحقيقي والمتعة، توسع مدراكهم وتجعلهم أكثر ثقافة وانفتاحًا على العالم، وتتيح لهم رؤية مشاهد جديدة وأماكن مختلفة، وتجربة أطعمة متنوعة وأنشطة عديدة.
ومن فوائد السفر مع الأطفال تقوية الروابط الأسرية، وإتاحة الفرصة للتعارف والاستمتاع سويًا، وتكوين الذكريات الجميلة، ولكن إلى جانب هذه الفوائد يشكل السفر بالأطفال تحديًا للآباء نظرًا لمشقة السفر التي تزداد مع وجود الصغار، والمفاجآت التي تحملها الرحلة، واحتياجات الأطفال العديدة، وفي هذا المقال نقدم نصائح عملية وأفكار لسفر ممتع مع الأطفال.
 

animate

محتويات المقال (اختر للانتقال):

1- كيف يشاركك أطفالك متعة السفر؟
2- اختيار الوجهة
3- اختيار مكان الإقامة
4- تخفيف الإرهاق في الرحلة
5- أهم تحديات السفر والتغلب عليها
6- المراجع والمصادر


كيف يشاركك أطفالك متعة السفر؟

تعتمد الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لمساعدة الأطفال على قضاء وقت ممتع في الرحلة على عمرهم، فاحتياجات الأطفال تختلف بشكل كبير حسب سنهم، تأكد بداية من إجراء بحث جيد  قبل الرحلة حول الأنشطة المناسبة للطفل في وجهتك.

أهم الأنشطة للأطفال حسب المرحلة العمرية

أنشطة الأطفال الرضع
يعتبر الأطفال حديثي الولادة وحتى الثانية من العمر الأسهل في اصطحابهم في السفر من نواحٍ كثيرة، ووفقًا لرئيس ومؤسس جمعية السفر الأسري "راينر جينس"[1] فإن الأطفال في هذه السن محمولون لذا يمكن اصطحابهم إلى أي مكان وإبقائهم سعداء ما دام الجو العام مريحًا، وأمكن الحفاظ على روتينهم.
وتؤكد المحررة في في مجلة السفر عبر الإنترنت Family Vacation Critic " أماندا نوركروس" على أهمية الحفاظ على الجدول الزمني للرضيع، وتقول:" إذا كان لطفلك الرضيع جدولا للطعام أو النوم، فحاول الحفاظ عليه بقدر الإمكان في السفر، ونظم خطة اليوم وفقا له".
وتأكد من إحضار ألعاب طفلك المفضلة والأغراض التي يحبها، وعدم إبقائه مقيدًا بحامل أو في العربة طوال اليوم، وامنحه فرصة للمشي، وإذا كان لا يمشي بعد فأعطه فرصة التمدد والحركة بحرية.

الأطفال الدارجين
تزيد متعة الأطفال الدارجين في السفر لأنهم يبدون تفاعلاً مع المعالم المختلفة من حولهم، وتصبح الوجهات والأماكن المختلفة شيقة لاكتشافها، ولكن من المهم عند التخطيط للرحلة التأكد من ترك الكثير من الوقت للسماح لهم باللعب الحر، مثل السباحة أو الأرجحة، وتُعد الحدائق المحلية مثالية للأطفال الصغار، وهي فرصة أيضًا لمقابلة أولياء أمور محليين يقدمون النصح والخبرة بشأن أنشطة أخرى مناسبة لطفلك في البلدة، وإخبارك بأسماء المطاعم والأماكن المناسبة للعائلات.

الأطفال في سن المدرسة
مفتاح مشاركة الأطفال من عمر 5 سنوات فأكثر في الرحلة العائلية هو إشراكهم في التخطيط ولو بشكل صغير، فكلما منحت الأطفال في هذا السن فرصة اختيار ما يرغبون في القيام به، كلما زاد انشغالهم وتفاعلهم.
نصيحة: اسمح لأطفالك بالاختيار بين العديد من الأنشطة بدلاً من فرض أمر واحد عليهم، مثال: عند الذهاب إلى الشاطيء قد تكون تكون هناك خيارات عديدة مثل السباحة أو الغطس أو القيام برحلة صيد أو اللعب بالرمال، وفي الرحلات البرية اعرض لهم خيارات متنوعة مثيرة للاهتمام ليختاروا من بينها.
وينصح إريك ستوين، مؤسس موقع السفر العائلي عبر الإنترنت Travel Babbo باختيار المرشدين المناسبين لإبقاء الأطفال متحمسين[2]، وقراءة المراجعات عبر الإنترنت للتعرف على آراء المشاركين في هؤلاء المرشدين، ويحكي تجربته الخاصة حيث أصبح ابنه رسامًا ممتازًا بسبب وجود فنان في لندن قاد العائلة في جولة فنية حول المدينة.

المراهقون
يقول الخبراء إن أفضل طريقة لمشاركة المراهقين في الرحلة العائلية هي جعلهم يتولون مسئولية التخطيط لجزء من الرحلة، واختيار بعض المناطق التي يرغبون في رؤيتها، والسماح لهم بتولي بعض المهام.
ومن المناسب أيضًا إعطاء المراهقين فرصة لقضاء الوقت بمفردهم والتعرف وحدهم على بعض الأماكن، وطالما توافرت عناصر الأمان فقد يرغب المراهق كثيرًا في قضاء بعض الوقت بمفرده حيث يمنحه هذا الشعور بالثقة والنضج.


اختيار الوجهة

كيف تختار وجهة السفر في رحلتك العائلية؟
ينصحك خبراء السفر بألا تختار الوجهة وإنما تختار ما تريد القيام به، هل تريد الاسترخاء على الشاطئ؟، أم تريد مغامرة في الطبيعة؟، أم تبحث عن إثراء ثقافي؟، بمجرد أن تقرر كيف تريد قضاء وقتك سيسهل عليك أن تقرر أي الأماكن تختار.

نصائح لاختيار وجهة السفر:
ـ الشواطئ تناسب الأطفال في جميع الأعمار.
ـ الحدائق الترفيهية تناسب الأطفال ما بين 3 و 11 عامًا، فالأطفال أقل من ثلاث سنوات لن يستمتعوا بمعظم الأنشطة بها، والأطفال الأكبر من 11 عامًا غالبًا لا يهتمون بهذه الحدائق.
 - تُعد الرحلات البحرية خيارًا جيدًا للأطفال في سن المدرسة والمراهقين؛ لأن بإمكانهم البقاء مستقلين إلى حد ما، والانشغال بمجموعة من الأنشطة.

الحصول على جواز سفر
يحتاج جميع الأطفال – حتى الرضع- عند السفر الدولي إلى جوازات سفر، ويمكنك العثور على المعلومات التي تحتاجها بخصوص إجراءات التقديم عبر موقع وزارة الخارجية لبلدك على الإنترنت، والسؤال في مجموعات السفر على وسائل التواصل الاجتماعي.
تأكد من تواريخ انتهاء صلاحية جوازات السفر، فبعض الدول لديها قواعد صارمة حول المدة التي يجب أن يكون جواز سفرك ساريًا خلالها، وتأكد أيضًا من اللقاحات التي تحتاج إليها وأفراد أسرتك في الوجهات التي ستذهب إليها.


اختيار مكان الإقامة

فندق أم بيت؟
يتفق خبراء السفر على أن استئجار بيت هو الأفضل عند السفر مع الأطفال، وتوفر العديد من المواقع والتطبيقات وشركات السفر خيارات واسعة في جميع النطاقات السعرية، وبعض وكالات الاستئجار تركز بشكل خاص على الإيجارات المناسبة للعائلات.

إيجابيات استئجار بيت:
يعد التأجير فكرة جيدة للميزانية الأقل، لأنها تتيح الاستفادة من المطبخ لتوفير تكاليف تناول الطعام بالخارج، كما أنها مناسبة للسفر مع عائلة كبيرة حيث تعطي فرصة للانتشار والخصوصية مع وجود مساحة مشتركة للوقت العائلي، أما غرفة الفندق فتضيق خيارات الحركة والنشاط.

السلبيات:
الجانب السلبي في استئجار بيت هو تفويت وسائل الراحة والترفيه في الفندق، مثل وجود نادي للأطفال أو حمام سباحة مزود بألعاب مائية.
ويمكن الجمع بين مزايا الخيارين باختيار فندق أو منتجع به أجنحة تحتوي على مطابخ صغيرة، ويمكن العثور على العديد منها في مواقع البحث عن الفنادق.

السفر أو زيارة العائلة الممتدة
لا شك أن السفر مع العائلة الكبيرة، أو زيارتهم تخلق الكثير من البهجة لدى الأطفال والكبار، وتقوي الروابط العائلية، ولكنها في الوقت ذاته قد تشكل تحديًا أمام قضاء أجازة ممتعة بسبب تعارض الجداول الزمنية، واختلاف الرغبات والأولويات وأنماط الحياة، فقط ترغب في أن يلتزم أطفالك بأوقات نومهم العادية، بينما يتسامح أفراد عائلتك مع بقاء أطفالهم مستيقظين إلى وقت متأخر في العطلات، وقد تفضل قضاء وقتك أمام المسبح طوال اليوم بينما يرغب أفراد العائلة في القيام بنشاطات عديدة.
ومن المهم لقضاء عطلة سعيدة مع العائلة الموازنة بين احتياجاتك ورغبات المجموعة، بتقسيم اليوم مثلا، أو الوصول لحلول وسط والمرونة في الاختيارات، ومن المهم عند الإقامة في منزل أحد احترام قواعد بيته.
وإذا كنت غير مرتاح في إقامتك مع العائلة، فيمكنك النزول في فندق مع الاستمتاع بالوجبات والأنشطة مع العائلة.، كما أن المناقشة المسبقة والتخطيط الجماعي للرحلة يجنب الكثير من الخلافات والضغوط.


تخفيف الإرهاق في الرحلة

رحلة مباشرة
عند السفر مع الأطفال من المهم التركيز على الراحة، فالرحلة الرخيصة التي بها توقف مؤقت تبدو أسهل بكثير على الإنترنت مما هي عليه في الحقيقة عندما تكون في المطار مع طفل صغير يصرخ، وكلما زادت مرات التوقف زاد التأخير ومتاعب السفر.

ملحوظة: إذا كنت في رحلة طويلة خاصة خلال النهار، قسمها إلى رحلتين أقصر واسمح لأطفالك بالنزول والحركة.
واجعل الرحلة أكثر راحة  لطفلك وبالتالي لك أنت أيضًا بجلب ألعابه المفضلة، أو بطانية مريحة أو دميته المحشوة، كما يمكن أن تساعده وسادة السفر على النوم بهدوء، واستشر طبيب الأطفال بخصوص المشروبات والأدوية المريحة للطفل في الرحلات الطويلة.

الأقل هو الأكثر
تنطبق النصيحة على الأطفال من جميع الأعمار، احذر من زيادة التحميل على أطفالك في الأنشطة التعليمية والثقافية، فهم لن يستمتعوا إذا كانت الرحلة بأكملها جولات في المتاحف والمواقع التاريخية، أوجد التوازن الصحيح بين التعلم والترفيه، فإذا قضيت نصف اليوم في نشاط منظم ومشاهدة للمعالم السياحية، اقض بقية اليوم في استرخاء ولعب.


أهم تحديات السفر والتغلب عليها

لن تخلو الرحلة من بعض التحديات، ولكن لا تدعها تفسد متعتك، وإليك أهم هذه التحديات وطرق التغلب عليها:

1- اضطراب النوم
التحدي:
الرحلة إلى منطقة زمنية مختلفة، وأطفالك يجدون صعوبة في النوم.
التغلب عليه: كلما كان الطفل أصغر سنًا، كان صعبًا عليه التغلب على اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، والرضع خاصة قد يستغرقوا أسابيع للتكيف مع منطقة زمنية جديدة لأن قدرتهم على مزامنة إيقاعات الساعة البيولوجية لم تتطور بالكامل.
ولكن هناك بعض الطرق للمساعدة في التأقلم مع منطقة زمنية مختلفة:
ـ إذا كنت ذاهبًا إلى منطقة تتقدم على منطقتك اجعل أطفالك يذهبون للنوم ويستيقظون قبل ساعة من وقتهم المعتاد، ومن المثالي أن تبدأ هذا الروتين الجديد قبل أسبوع من رحلتك، والعكس صحيح في المناطق المتأخرة زمنيًا عن منطقتك.
ـ إذا وصلت إلى وجهتك أثناء النهار فتأكد من حصولك و أطفالك على الكثير من الضوء الطبيعي. فالنزهة النهارية لها تأثير إيجابي كبير في ضبط النوم.
ـ إذا كان أطفالك مرهقين، فلا ترتكب خطأ إجبارهم على البقاء مستيقظين طوال اليوم على أمل أن يناموا بسلام في الليل، فالقيلولة خلال النهار لمدة 30 دقيقة إلى ساعة تساعدهم على التكيف مع منطقتهم الزمنية الجديدة.

2- المرض 
التحدي:
مرض الأطفال أثناء السفر.
التغلب عليه: لا تسافر أبدًا بدون مجموعة الإسعافات الأولية، وفي أي مكان تذهب إليه تعرف على المستشفى الأقرب لمكان إقامتك، واحفظ رقم الطوارئ في أي بلد أجنبي تسافر إليه.

3- الأكل 
التحدي:
أطفالك يبالغون في تناول الطعام غير الصحي، أو يصعب إرضاؤهم ولا يريدون تجربة أطعمة جديدة.
التغلب عليه: ـ من الطبيعي أن تكون أقل حزمًا فيما يتعلق بالطعام أثناء الرحلات، وأن تسمح لأطفالك بتناول المثلجات أو السكريات أكثر من المعتاد، ولكن اجعل هذه الزيادة في إطار معقول، وواجه زيادة الإقبال على الوجبات السريعة بتوفير أخرى صحية مثل المكسرات والجبن والفواكه.
ـ إذا لم يحب أطفالك طعام البلد الذي ذهبتم إليه، فلا تجبرهم على تناوله، واختر مطعمًا يقدم طبقًا واحدًا يأكله أطفالك، وجرب أنت أطباقًا جديدة فهذا سيجعلهم أكثر انفتاحًا ورغبة في التجربة، وقد يستغرق الأطفال بعض الوقت للتأقلم مع المكان الجديد، وبعدها سيكونون أكثر مرونة في تناول الطعام.

4ـ تعلقهم بالهواتف والأجهزة اللوحية
التحدي:
كل ما يريد أطفالك فعله أثناء الرحلة هو قضاء الوقت على الهواتف أو الأجهزة اللوحية.
التغلب عليه: ـ ضع قواعد واضحة حول وقت الشاشات في العطلة قبل الذهاب للرحلة، ودع أطفالك يعرفون كم من الوقت يُسمح لهم بقضائه يوميًا في استخدامها.
ـ كن قدوة لأبنائك، فإذا أردت أن يستمتعوا برحلتهم دون الإسراف في استخدام التكنولوجيا، فلا تمسك بهاتفك طول الوقت، أو تضيع الرحلة في تصفح الإنترنت بدون حاجة حقيقية.
ـ قبل الرحلة نزل التطبيقات والألعاب والخرائط المرتبطة بوجهة سفرك.
ـ تأكد من معرفة رسوم استخدام الإنترنت في وجهتك، حتى لا تفاجئ بفاتورة ضخمة.

5ـ تفضيل المراهق السفر مع أصدقائه
التحدي:
ابنك المراهق يفضل السفر مع أصدقائه على الرحلة العائلية.
التغلب عليه: الحل الشائع لهذا التحدي هو السماح له باصطحاب أحد أصدقائه في الرحلة، أو القيام برحلة مع أسر أخرى وأصدقاء لديهم أبناء في نفس السن.
ـ اختيار وجهة يُفضلها المراهق سيعمل على إبقائه متحمسًا.

6ـ أطفالك يستمتعون ولكنك لا تستمتع!
التحدي:
الاهتمام بأمور الأطفال في الأجازة العائلية استنفذ طاقتك، وتشعر بأنك تؤدي مهامًا ولا تستمتع.
التغلب عليه: غالبًا ما يحتاج الآباء في الرحلات العائلية إلى أجازة من العطلة!

يمكنك الحصول على وقت خاص ومميز بعيدًا عن إدارة أمور أطفالك عبر الأفكار الآتية:
ـ استأجر جليسة أطفال محلية في إحدى الليالي واستمتع بعشاء رومانسي مع زوجتك، ويمكن الاستعانة بالخدمات الفندقية حتى ولو لم تكن مقيمًا بها لتوفير جليسة مناسبة.
ـ ابحث عن وكالات رعاية الأطفال في وجهتك قبل السفر، وحدد الجليسة مسبقًا واجعل طفلك يتعرف عليها من خلال محادثات فيديو قبل الرحلة.
ـ استعن بنوادي الأطفال التابعة للفنادق أو المراكز الموثوقة، حيث يمكنك ترك الطفل لساعات في اللعب والحصول على وقت خاص للاسترخاء أو التسوق.
ـ إذا كنت مسافرًا مع أسرة أخرى أو صديق لديه أطفال فيمكن تبادل رعاية الأطفال بينكما.

وختامًا، فإن السفر مع الأطفال ممتع ومطلوب ولكنه يحتاج لإعداد جيد، ومشاركة فعالة، وتحضير مسبق.


المراجع والمصادر:

[1] مقال.بعنوان كيف تسافر مع الأطفال؟ منشور في موقع The New York Times، تمت المراجعة في 11/6/2019
[2] موقع السفر العائلي. travelbabbo.com