المازوخية، أسبابها وعلاجها
لا بد وأنك سمعت عزيزي القارئ عن مصطلح "المازوخية" أو "الماسوشية"، وتساءلت عن أسباب وأعراض هذه الظاهرة، وعن سبل علاجها أو الحد من تطورها، وهذا ما سنخوض به في هذا المقال.
ما معنى مازوخية (ماسوشية)؟ وما هو تعريف الشخصية المازوخية؟
تُعرّف الشخصية المازوخية أو "الماسوشية" أو "الخضوعية" على أنها حالة اضطراب نفسي وجنسي، تتجسد في التلذذ بالألم الواقع على النفس أو الاضطهاد، إذ يجد الشخص المصاب بها متعة عندما يُعتدى عليه بالأذى الجسدي أوالنفسي.
وحسب مفهوم المازوخية، تسعى الشخصية المازوخية بكافة الطرق إلى التواجد في الأماكن والمواقف التي يتوفر فيها الأذى. وغالباً ما تتشكل الشخصية المازوخية نتيجة اضطهاد عنيف وقع في مرحلة الطفولة، أو نتيجة صدمة لم يستطع المصاب بها مواجهتها.
والسؤال الآن: ما هي صفات الرجل المازوخي؟ وما صفات المرأة المازوخية؟
وما الذي يميز الشخصية المازوخية (الشخصية الماسوشية) عن غيرها؟ ما هي علامات المازوخية؟ أو ما هي أعراض المازوخية؟
- قد يعمد صاحب الشخصية المازوخية إلى تناول الطعام بكميات كبيرة للشعور بالألم.
- يسعى الشخص المازوخي أو الماسوشي إلى التخلي عن أهدافها في حالة الاقتراب من تحقيقها.
- يبتعد الرجل المازوخي أو المرأة المازوخية عن العلاقات الناجحة والسعيدة، فهما بطبعهما لا يحبان السعادة.
- قد ينهي صاحب الشخصية المازوخية علاقته بأصدقائه لأسباب تافهة.
- غالباً ما يتعاطى الشخص المازوخي الكحول والمخدرات.
- يتسامح المازوخيون مع من يسيطر عليهم.
- يرفض أصحاب الشخصية المازوخية الدفاع عن أنفسهم.
- تتمسك الشخصية المازوخية بالمشاعر المؤلمة، وتسعى لانتقاد نفسها بشكل مستمر.
الاعتقاد السائد هو أن تكون المرأة مازوخية والرجل سادياً، إلا أنه في كثير من الأحيان يرغب الرجل بأن يكون مازوخياً في علاقته الجنسية، فنجده يطلب منها إيذاءه وضربه وسبّه، أثناء العلاقة الحميمة.
وفي معظم الحالات تبدأ اضطرابات المازوخية أو الخضوعية عند الرجال بالظهور في فترة الطفولة المبكرة، فتكون في بداية الأمر على شكل خيالات وتهيؤات؛ لتتطور بعد ذلك إلى مرحلة الممارسة الفعلية فيتحولون إلى رجال مازوخيين!
وتتشكل الشخصية المازوخية عند الرجل بناءً على أفكار موجودة لدى الشخص، أو لدى من حوله، نتيجة لتعرضه للاغتصاب أو التحرش أو مشاهدة الأفلام الإباحية.
وغالباً ما يلجأ الرجل المازوخي لإشباع رغبته الجنسية بطلب ممارسة الإيذاء عليه من زوجته، فنجده يطلب مثلاً تقييده بالسلاسل، أو جلده بالسوط، أو تقييده بالكرسي، وغيرها من الأمور الشاذة، بهدف الاستمتاع بالعلاقة الحميمة.
ولكن، كيف نتعامل مع الشخص المازوخي؟
- علينا بداية أن نوقن بأن المازوخية اضطراب في الشخصية، وعليه يتطلب المصاب بها العلاج النفسي والسلوكي.
- في حال كان الزوج أو الزوجة يعاني من المازوخية، يتوجب عندئذ على الطرف الآخر استشارة طبيب مختص، للمساعدة في كيفية التعامل مع مثل هذه الحالة.
- أن يقوم الشخص بتوعية الزوج المازوخي أو الشريك المازوخي شيئاً فشيئاً، ليريه سلبيات الأفكار والسلوكيات الخاطئة التي يقدم عليها، وأثرها على أسرته وعلى علاقاته الاجتماعية وسمعته، وتشجيعه على زيارة الطبيب المختص، للتحكم بمشاعره وأفكاره، لأنها تتطور لاحقاً إلى شذوذ.
- وفي حالة إصابة أحد الزوجين بالمازوخية، فعلى الطرف الآخر التستر على حالته وعدم الإفشاء بأي من أخبار سلوكه أمام الآخرين.
- إشغال الشخص المازوخي بالعديد من الأنشطة والتمارين، لإبعاده عن هذه الأفكار السلبية.
ما هو علاج المازوخية؟
يمكن تقسيم علاج المازوخية (علاج الماسوشية) إلى ثلاثة أنواع:
- النوع الأول علاج المازوخية السلوكي أو النفسي، ويكون بإشراف طبيب نفسي على طرفي العلاقة المازوخية لما لذلك من دور في تعريف الزوج المازوخي بمخاطر وسلبيات سلوكه وشخصيته على الأسرة بأكملها، وعلى علاقاته الاجتماعية.
- النوع الثاني هو علاج المازوخية المعرفي السلوكي، فعلى الطرفين المشاركين في خلق المشهد المازوخي: مؤثراً ومتأثراً، أن يحاولا ضبط نفسيتهما، والكف عن إتيان هذا السلوك.
- أما النوع الثالث لعلاج الشخصية المازوخية فهو علاج المازوخية الدوائي، والذي يجب اللجوء إليه في حالة الاكتئاب أو الانفصام، التي تصاحب المازوخية أحياناً، وتعمل الأدوية على تخفيض الهرمونات الذكورية.
ختاماً نشدد على أهمية الوقوف بجانب الزوج المازوخي أو الزوجة المازوخية، والتكتم على الأمر وعدم إفشاء أسرار الشريك، ومراجعة طبيب نفسي مختص لعلاج مشكلة المازوخية بطريقة سرية وصحيحة.