كيف أربي ابني ليصبح رجلاً؟
تعد تربية الأطفال الذكور من أصعب المهمات التي قد تواجه الآباء على الإطلاق، فالذكور يمتلكون طباعاً خاصة وحادة ويجب اتباع أساليب مميزة من أجل الوصول إلى الطريقة المثالية لتنشئتهم، فبالنهاية نحن نربي أطفالنا الذكور اليوم لكي يصبحوا رجال المستقبل. ما الذي يجب ان نعرفه عن تنشئة الأطفال الذكور؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
ما الذي يجب أن تعرفه عن الصبيان لتنشئتهم بشكل ناجح؟
من الضروري للغاية أن نفهم طريقة تفكير الأطفال الذكور لكي نكون قادرين على اختيار أساليب التربية المناسبة لهم؛ فالصبيان بشكل عام يمتلكون بعض الخصائص التربوية الخاصة بهم، ولذلك علينا أن ندرك هذه الخصائص لكي ننشئهم بالشكل الصحيح. سنتناول في هذه الفقرة بعض الحقائق الهامة عن الأطفال الذكور والتي ربما قد غفلنا عنها سابقاً، فتابعوها معنا[1].
- قادرين على الاستفادة من التجارب
قد يستغرب البعض هذه الحقيقة، إلا أن الأطفال الذكور قادرين على الاستفادة من التجارب الحياتية والإرشادات التي يقدمها لهم الأهل أكثر من الإناث. كما أن الأطفال الذكور يميلون إلى القيام بتجاربهم الخاصة من أجل الاستكشاف والتعلم، لذلك يجب عليك أن تبقي عينك على الابن أكثر من الابنة من أجل إبقائه آمناً من المخاطر التي قد يعرض نفسه لها.
- لا تقلق من كرهه للمدرسة
بالتأكيد جميع أعزاءنا القراء يعرفون أنه يوجد فرق بين أدمغة الإناث وأدمغة الذكور، ولكن ما هي هذه الاختلافات؟ تميل الفتيات في سنواتهن الخمسة الأولى إلى تطوير مهارات اللغة والتعلم والمهارات الاجتماعية، في حين أن الذكور يبدؤون بتنمية مهارات الحركة والقوة البدنية، لذلك من الطبيعي للغاية أن يرفض طفلك التعلم في الفترة الأولى من حياته.
- التأثر الكبير بالمحيط
إن الخطوة الرئيسية لفهم الأطفال الذكور هي تقبل فكرة أنهم يتأثرون للغاية بأقوال الأصدقاء وأفعال العائلة؛ لذلك –ومع مرور الوقت- لا تستغرب من تدخين طفلك للسجائر إن كنت من الأشخاص المدخنين؛ وبمجرد إدراكك التام لهذه الخاصية عند الذكور، ستعرف الطريق المثالي لتنشئة الصبيان.
- مصدر تعلمهم بصريّ!
تتعدد أنواع الذكاءات عند الإنسان، ومن المهم للغاية عزيزي القارئ أن تعرف أن الأطفال الذكور يتعلمون بشكل بصري، أي أنهم يحصلون على المعلومة عندما يشاهدونها. على سبيل المثال، عندما يرى طفلك عازف على الغيتار ويشاهد طريقة عزفه فإنه سيكون قادر على تعلم طريقة العزف بسرعة كبيرة؛ أما عندما تجلب له الكتب الإرشادية والتعليمية فإنه سيواجه مشاكل كبيرة أثناء تعلمه العزف على هذه الآلة.
- إبراز القوة الجسدية
يميل الأطفال الذكور إلى إبراز قوتهم الجسدية أمام الآخرين من أفراد العائلة أو الأصدقاء أو حتى الفتيات، مما يعني أن ابنك قد يدخل في شجار في المدرسة أو أثناء اللعب مع الأصدقاء، ويجب عليك أن تتقبل هذا الأمر ولا تقابله بالعنف الزائد أو الغضب أو غيره من الأساليب القمعية، بل حاول أن توضح له أضرار العنف.
- قد يحتاج طفلك بعض الوقت الخاص به
إن الأطفال كالبالغين تماماً، يحتاجون بعض الوقت الخاص بهم الخالي من أي نوع من المقاطعات من أجل التفكير وإراحة عقولهم. وعلينا أن نفهم أن الذكور بحاجة إلى هذا الأمر أكثر من الإناث بشكل كبير. لا تقلق إن رأيت طفلك وحيداً على سريره، فهذا لا يعني بأنه مصاب بالاكتئاب، بل ربما يفكر ببعض الأمور التي تشغل باله قليلاً.
- حب الاندماج بالجماعة
قد تتمنى الإناث الصغيرات أن يحصلن على جميع الأضواء في الحفلة، وأن يكنّ محور الاهتمام طوال الوقت، أليس هذا صحيح؟ ولكن هل كنتم تعلمون أن الذكور يرغبون بعكس هذا الأمر تماماً؟ هذا صحيح، يحاول الذكور بشكل عام الاندماج مع المجموعة التي يقضي الوقت معها ليبدون وكأنهم جزء قديم منها، بدون أي تميز أو بروز.
من طفل إلى رجل ببضع خطوات
من منا لا يرغب بأن يصبح طفله الصغير رجلاً حازماً وقوياً في المستقبل! قد يعتقد بعض الأهالي أن مثل هذه المهمة تتعلق بالأطفال فقط وكيفية إدارتهم لحياتهم المستقبلية، إلا أنه في الحقيقة مثل هذا الأمر يتوقف بشكل كبير على بعض الأمور التي نقوم بها كأهل مثل تعليمهم بعض القيم! ما هي هذه القيم؟ تابع معنا هذه الفقرة لتتعرف عليها[2].
- المثابرة
من الضروري أن تخبر طفلك طوال الوقت عن أهمية المثابرة وضرورة اكتسابه لهذه القيمة، لأنه ستسمح له بتخطي كل الصعاب التي قد تقف في طريقه في المستقبل. وبهذه الطريقة تكون قد وجهته نحو أول خطوة على طريق تحقيقه لأحلامه.
- الثقة
تأتي أهمية هذه القيمة من ضرورتها لإنشاء الصداقات الحميمة بين الذكور، وخلق روابط متينة بينهم؛ هذا يعني أن طفلك سيجد من يقف معه في وقت الحاجة، بالإضافة إلى أنه سيكون سند للأصدقاء عند حاجتهم إليه. فما رأيك بهذه القيمة عزيزي القارئ؟
- الشجاعة
علم طفلك أهمية الشجاعة في الحياة، وأكد عليه بأن يثق بقراراته ويقف بوجه كل من يحاول زعزعة ثقته بنفسه. الشجاعة ضرورية للذكور لكي يستطيعوا أن يشقوا طريقهم في هذه الحياة الصعبة.
- التعاطف
قد يعتقد الأطفال الصغار أن التعاطف أمر أنثوي وأنه عليهم ألا يظهرون مشاعر التعاطف لأنها تعني الضعف؛ من واجبنا في هذه الحالات أن ترشد أطفالنا إلى القيم الصحيحة، وأن نخبرهم بأن التعاطف أمر رجولي ويدل على القلب الكبير والثقة بالنفس وحب الآخرين.
- الأمانة والصدق
من أصعب الأمور التي قد تواجه الصبيان هي الاعتراف بأخطائهم، لذلك يمكننا أن نخبرهم من حين إلى آخر أن الاعتراف بالخطأ فضيلة وأن هذا الأمر لا ينقص من قدر الرجل بل يعكس أخلاقه الطيبة ونيته الصافية.
أساليب تربية الصبيان المناسبة لكل عمر
نحن نعلم بالتأكيد أن أساليب تربية الأطفال تختلف من فترة إلى أخرى، ولذلك من الضروري أن نسلط الضوء على أهم النصائح الخاصة بتنشئة الذكور بما يتناسب مع أعمارهم. تابعوا معنا هذه الفقرة لتعرفوا أكثر عن الموضوع[3].
- أثناء الطفولة المبكرة
هذه المرحلة العمرية حساسة للغاية لأنها المرحلة الأولى التي يبدأ بها الأطفال بتكوين شخصياتهم ومفاهيمهم عن العالم الخارجي، لذلك حاول الابتعاد قدر الإمكان عن الصور النمطية للذكور والإناث، لكي لا تنشئ ذكراً غير قادر على التأقلم مع أساليب الحياة الصحيحة. على سبيل المثال، حاول أن تقلل من نشر مفهوم أن الأعمال المنزلية خاصة بالنساء، وأن شراء حاجيات المنزل حكراً على الذكور. واستمر على هذا المنوال. بالإضافة إلى ذلك، ننصحك عزيزي القارء أن تعلم طفلك أهمية وضع الحدود، على سبيل المثال يجب على طفلك أن يعرف أنه لا يمكنه أن يقبل أي شخص يريده أو أن يضم أي شخص يراه إلا بعد أن يطلب الإذن منه، والعكس صحيح؛ أي أنه لا يمكن لأي شخص أن يتقرب من طفلك إلا بعد موافقته على ذلك.
- في المدرسة الابتدائية
قد يستغرب الأطفال في هذا العمر علاقات الصداقة بين الذكور والإناث، لذلك ننصحك عزيزي القارئ بأن تقوم بتشجيع أطفالك الذكور على التقرب من صديقاتهم الإناث لأن هذا يمنع من ظهور الصفات العدوانية عند الذكور ويقلل من مشاعر الإحراج في المستقبل عند الاختلاط مع الإناث. بالإضافة إلى ما سبق، لابد لك عزيزي القارئ من أن تخبر طفلك بضرورة التعبير عن مشاعره وابتعد عن ذكر بعض العبارات مثل "الرجال لا يبكون" وما إلى ذلك، فهذا الأسلوب خاطئ للغاية لأنه يجب على كل طفل أن يعبر عن مشاعره بكل وضوح وبساطة وبالطريقة التي تعجبه لتجنب كبت هذه المشاعر التي قد تسبب له مشاكل نفسية بعد بلوغه في المستقبل.
- في المدرسة الإعدادية
من الضروري في هذه المرحلة أن يقوم الأهل بتعزيز فكرة الصداقة بين الإناث والذكور من أجل تشجيع العلاقات الصحية للجنسين، وإلا سوف يشعر الذكر بالكثير من الكبت نتيجة عدم تقربه من الفتيات على الإطلاق، مما قد يسبب مشاكل كبيرة مستقبلاً لكل من الذكور والإناث. بالإضافة إلى الفكرة السابقة، نتمنى منكم أن تؤكدوا على ضرورة احترام الذكر للأنثى، وعلى أهمية التعامل مع الإناث برقي واحترام، لأن هذا يحسن من علاقات طفلك بالإناث في المستقبل.
أما بخصوص أهم نقطة من نقاط تربية الذكور في المدرسة الثانوية، فهي ترويض سلوكياته الذكرية العدوانية؛ كما ذكرنا سابقاً، قد يشعر المراهق في بداية مراهقته بضرورة الدخول في عراكات مع أقرانه لإثبات رجولته، ليس هذا فقط بل قد يصبح حاد المزاج في المنزل ويصرخ بالجميع كمحاولة لإخباركم بأنه أصبح "رجلاً"؛ في هذه المرحلة بالذات يجب عليك تقويم سلوكه ووضع حد لهذه التصرفات لمنع تفاقمها في المستقبل.
- في المدرسة الثانوية
يعتبر هذا العمر عند الذكور عمر حرج للغاية، فقد ينساق طفلك وراء رفاق السوء والأمور الخاطئة مثل الكحول والمخدرات وما شابه، لذلك لابد من أن تكون حذراً في التعامل معه، وأن تقوم بتوعيته حول الآثار السلبية والمضار الناجمة عن هذه الأمور. بالإضافة إلى ذلك، ننصحك عزيزي القارئ بأن تبق على تواصل مع طفلك في هذا العمر، مهما ابتعد طفلك عنك. بمعنى آخر، يبدأ الطفل بهذا العمر بالاستقلال عن والديه والابتعاد عنهم وخاصةً الذكور، لذلك حاول البقاء على اتصال معه والتواجد في كل النشاطات الخاصة به.
في النهاية، تنشئة الذكور من أصعب المهمات التربوية على الإطلاق وتتطلب الكثير من الأساليب التربوية الخاصة بالصبيان، لذلك نتمنى أن يساعدكم هذا المقال في مهمتكم.
[1] مقال MICHAEL GROSE "تسع حقائق عن الأطفال الذكور ربما تكون لا تعرفها"، المنشور على موقع understandingboys.com.au، تمت المراجعة في 11/7/2019.
[2]مقال Rick Johnson "ما الذي يحتاج الصبيان لتعلمة لكي يصبحوا رجالاً جيدين"، المنشور على موقعfocusonthefamily.com ، تمت المراجعة في 11/7/2019.
[3]، مقال TAMEKIA REECE "تربية الطفل حسب العمر وفقاً للخبراء"، المنشور على موقع goodhousekeeping.com، تمت المراجعة في 11/7/2019.