دور الأم في تربية الأبناء ونصائح لتطوير مهارات الأمومة
يحتاج الإنسان بشكل عام إلى الكثير من الحنان في حياته لكي يتمكن من العيش بسلام وحب، ومن أفضل من الأم في تقديم هذا الحنان؟ تعتبر الأم الحضن الدافئ الذي يجمع الأطفال مهما كبروا ومهما تقدموا في العمر، إلا أنه للأسف بعض الأمهات يواجهن القليل من الصعوبات أثناء تنشئة الأبناء وخاصة فيما يتعلق برابط الأمومة والأطفال. في هذا المقال سنتعرف على كيفية تقوية علاقتك بأطفالك، بالإضافة إلى بعض الطرق التي تحسن من أساليبك التربوية لتصبحي أماً أفضل في نظر أطفالك؛ تابعوا معنا هذا المقال لتتعرفوا أكثر على هذا الموضوع.
ما هو دورك في تنشئة أبناءك؟
يوجد العديد من الأدوار التي تقوم بها الأم أثناء تربية أبنائها، ولذلك من الضروري أن نتعرف على هذه الأدوار المهمة جداً في حياة الأطفال وخاصة في سنواتهم الأولى. نتمنى أن نقدم لكم نظرة عامة جيدة عن دور الأم التربوي في هذه الفقرة، فتابعوها معنا. [1]
- الأم كحاضنة: ما الذي نعنيه بهذه الكلمة الغريبة؟ في الحقيقة، تعتبر الأمهات أكثر تعاطفاً مع الأبناء، ولهذا السبب يلجأ الأطفال إليها أولاً عند تعرضهم لأي مشكلة؛ كما أنها تسمعهم دائماً وتنتبه إلى أي تغيير جسدي أو عاطفي يطرأ على الأطفال. لذلك يمكننا القول أن الأم هي أول شخص يحتضن الأطفال ويشعرهم باهتمامه الفائق.
- الأم مرساة الأمان: يتعرف الطفل على رائحة أمه منذ الساعات الأولى من ولادته، ومنذ تلك اللحظة وإلى الأبد سيشعر الطفل بالأمان في كل مرة يشم رائحة أمه أو ينظر إلى وجهها. ومن هذا المبدأ عزيزتي القارئة عليكِ أن تعلمي أن طفلك سيلجأ إليك عندما يشعر بالخوف سواء كان خائفاً من البرق في ليلة ممطرة أو خائفاً من فيلم رعب شاهده في الليلة السابقة أو أي شيء آخر على الإطلاق.
- الصديق الأول للأطفال: تستطيع الأم بكل سهولة فهم أطفالها من خلال قراءة لغتهم الجسدية أو إيماءاتهم أو حتى تصرفاتهم مع الآخرين؛ ولأنها مستمعة جيدة كأنثى وقادرة على الكلام مع أطفالها بشكل بسيط بدون أن تخيفهم أو تشعرهم بالتهديد، ستكون أكثر قرباً لأطفالها من والدهم وستشعرهم بأنها صديقتهم بكل حب وحنان.
- الأم مربية عظيمة: هناك العديد من الأساليب التربوية التي يعتقد الآباء أنها مضيعة للوقت، إلا أن الأمهات أكثر تفهماً لهذه الأساليب، على سبيل المثال يمكن للأم أن تغني وترقص مع أطفالها أكثر من الأب مما يساعد الأطفال على التقرب من الأم بسن مبكرة على عكس علاقتهم مع الآباء التي تتأخر بالظهور.
- الموازنة الصحيحة: يمكن للأم أن توازن بشكل صحي ومناسب بين تدليل الأطفال والصرامة، لذلك يمكننا القول أنك عزيزتنا القارئة قادرة بالفطرة على أن تدللي طفلك بالوقت المناسب وأن تكوني صارمة معه عندما يحتاج للتأديب.
ماذا تعرفين عن مفهوم الأم الجيدة؟
مجال تربية الأطفال مجال واسع ودائم التطور، ولايزال الباحثون والمختصون في هذا المجال يجدون أغرب الوسائل وأحدث الأساليب من أجل تحسين المهارات التربوية للوالدين، ولكن هل سمعتم من قبل عن مفهوم الأم الجيدة؟
في الحقيقة إنه مفهوم بسيط للغاية ولا يوجد ما هو غريب فيه، حيث تقول المحللة النفسية ميلاني كلين (Melanie Klein) أن الأم تعتبر مصدر الجمال والنقاء عند الأطفال، كما أنها محور كونهم الصغير، فهي المنقذ الأول والحب الأول والصديق الأول في حياة كل طفل، لذلك الأم لا تحتاج إلى القيام بالكثير من الأمور المعقدة لكي تكون أماً جيدة فهي بالفطرة أم مثالية للأطفال.
تأكيداً على ما سبق، يقول المحلل النفسي دونالد وينيكوت (Donald Winnicott)، إن مفهوم الأم الجيدة يتلخص بأن تكوني أماً بالفطرة، فبالنهاية أنت من يقوم بتقديم الحب والحنان لأطفالك، وأنت من تقومين بحمايتهم وتحضير البيئة الحاضنة المناسبة لنشأتهم. بالإضافة إلى ما سبق، يقول دونالد أن الأم الجيدة تحاول باستمرار التأكد من امتلاك أطفالها كل ما يحتاجونه نفسياً وجسدياً، معنوياً ومادياً! لذلك عزيزاتي القراء لا داعي للقلق من كونك أماً جيدة أم لا، لأنك –وكما ذكرنا سابقاً- الأم المثالية بالفطرة. [2]
بالتأكيد ليس لدينا أدنى شك على أنك أم أكثر من رائعة عزيزتنا القارئة، إلا أننا في هذه الفقرة سنتناول بعض الطرق التي تحسن من مهاراتك الأمومية الضرورية لتنشئة أطفال تفخرين بهم. ننصحك أن تقرئي هذه الفقرة إن كنت مهتمة بمعرفة هذه الطرق؛ وبالنهاية تذكري دائماً أنك أفضل أم بالعالم ولا تشككي بنفسك على الإطلاق. [3]
- حرري نفسك من النقد الداخلي: من الضروري أن تعرفي عزيزتنا القارئة أنك قادرة على تربية أطفالك بشكل أكثر من رائع، وبأنك لا تحتاجين إلى النقد الذاتي المستمر أو مقارنة نفسك بأي أم أخرى. فمن أدرى بمصلحة أطفالك والطرق التربوية المناسبة لهم أكثر منك! بالتأكيد لا أحد، لذلك كوني واثقة من كل ما تفعلينه.
- أي شيء تقدمينه هو الأفضل لأطفالك: ربما تكلمنا كثيراً عن هذه النقطة إلا أنها ضرورية ولابد من تكرارها وتذكيرك بها؛ عليك أن تعلمي عزيزتي الأم أن كل شيء تقدمينه لأطفالك هو نعمة من الله عليهم، بالإضافة إلى أنك لا تحتاجين إلى أي نوع من الإرشادات فطفلك سيتأقلم مع أسلوبك التربوي الذي سيكون جيداً بالطبع لأنك أم بالفطرة.
- لا تبالغي بتفكيرك: إن المبالغة بالتفكير قد يؤذي نفسيتك ويؤثر على نفسية أطفالك بشكل كبير؛ على سبيل المثال، لا تقلقي عندما تقعين في ضائقة مادية ولا تستطيعي شراء ملابس جديدة لأطفالك، لأن الأبناء في المستقبل لن يتذكروا هذا الأمر، بل سيتذكرون الأوقات الجيدة التي قضوها معك والتضحيات الكبيرة التي قدمتيها لهم.
- اعتني بنفسك! لا تستغربي عزيزتي، فالأطفال يحبون أن يروا والدتهم جميلة وسعيدة وواثقة من نفسها. لا تعتقدي أن الأمومة تعني تقديم كل ما لديك للأطفال وتجاهل نفسك بالكامل، فجسدك له حق عليك أيضاً. زوري الطبيب باستمرار وتأنقي واعتني بجمالك فهذا يريحك نفسياً، وراحتك النفسية ستنعكس على نفسية أطفالك.
- الأطفال يتذكرون التفاصيل السعيدة: هل تحتاري في كل عام عندما تشترين هدية عيد ميلاد طفلك؟ عليك ألا تحتاري، فالأطفال بشكل عام لا يقدرون المال أو الهدايا الكبيرة التي تقدمينها لهم، بل سيتذكرون بشكل دائم الهدية البسيطة ذات المعنى الكبير عندك وعند طفلك. على سبيل المثال، لن تجد الفتاة هدية أثمن من الخاتم أو السوار اللذان اعتدتي على ارتدائهما في صغرك! ولن يجد طفلك هدية أجمل من ساعة قديمة خاصة بك أو بعائلتك تقدمينها له.
- التواصل هو مفتاح الأمومة الجيدة: بغض النظر عن الهدايا الثمينة والمكافآت الكثيرة والحياة الرغيدة التي تقدمينها لطفلك، سيشعر هذا الطفل بالسعادة معك أكثر عندما تتواصلين معه باستمرار، عن طريق الذهاب في نزهة معه، أو سؤاله عن الأحداث التي تجري معه في المدرسة، أو أي شكل آخر من أشكال التواصل.
- أشعري طفلك بأهميته: يعتبر الاهتمام المركز من الأمور التي يغفل عنها الكثير من الأشخاص، قد يعتقد العديد من الأهالي أن عدم التركيز على طفل معين ومعاملة جميع الأطفال بشكل متساوي هو الطريقة المثالية لتنشئة الأبناء، وهذا الأمر صحيح إلا أن كل طفل يحتاج إلى الشعور بأهميته قليلاً، لذلك ننصحك بأن تهتمي بكل طفل من أطفالك على حدىً من وقت إلى آخر، ولكن تذكري أن تشعري كل طفل بأهميته بدون تجاهل الآخر.
- لا تعيشي على توقعاتك السابقة! بالتأكيد كل أم تملك توقعات خاصة بطفلها ، أشقر بعيون ملونة أو طويل أو نحيل ...إلخ؛ لكن ما الذي تفعلينه في حال كان طفلك لا يطابق توقعاتك؟ تحبينه بكل تأكيد! ولا تجرحيه بالكلام عن طريق الخطأ مثل التكلم عن الصفات التي تحبينها وغير الموجودة به. نحن نعلم أنكن لن تتقصدن جرح أطفالكن ولكن وجب التنويه حول هذا الأمر لتجنب التصرفات غير المقصودة.
- لا حاجة لتكوني أماً خارقة: قد تعتقد العديد من الأمهات أنه يجب عليها أن تكون أماً خارقة للطبيعة، فتقوم بتنظيف المنزل يومياً وتوصيل الأطفال للمدرسة وتحضير الطعام والذهاب للعمل ...إلخ؛ يجب عليكِ أن توزعي المهام بينك وبين الأب لأنك في نهاية المطاف بشريّة ولا تستطيعين تحمل كل هذا الحمل وحدك. كما أن قيامك بكل هذه المسؤوليات في آن واحد سيرهقك للغاية مما قد يؤذيكِ ويؤذي أطفالك نفسياً.
- كوني حازمة عندما يتطلب الأمر ذلك: بعض الأمهات يعتقدن أن حب الأطفال وتربيتهم يحتاجون إلى الرعاية الدائمة وعدم اللجوء إلى الغضب على الإطلاق، إلا أن هذا التصرف خاطئ للغاية، فالأطفال بحاجة إلى التأنيب من فترة إلى أخرى، وتأنيبك لأطفالك ومعاقبتهم في حال قاموا بسوء لن يدفعهم إلى كرهك بل سينبههم إلى ضرورة تقويم سلوكهم السيء لكي لا تغضب منهم أمهم التي تحبهم ويحبونها.
هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعدك على تقوية علاقتك بأطفالك، ولذلك قررنا في هذه الفقرة أن نتعرف على خمسة من أهم الطرق التي تساعدك على تحسين هذه العلاقة مع أطفالك منذ أشهرهم الأولى، فتابعي معنا هذه الفقرة لتتعرفي عليهم جميعاً.
- لا بأس بالقليل من التقرب الجسدي: من الضروري أن نعرف أن أول ما يشعر طفلك بالأمان والقرب منك هو اللمس، لذلك لا بأس من القليل من التربيت على الكتف أو المسح على الرأس وبالتأكيد من الضروري أن تتواصلي معه بالنظرات أيضاً.
- استفيدي من وقت الرضاعة الطبيعية: من الممكن أن يكون طفلك نظرة مسبقة عنك ويعتبرك مصدر الدفء والحنان والأمان بمجرد النظر إلى تعابير وجهك أثناء قربه منه وخاصة في الوقت الذي ترضعين طفلك به.
- ضعي سرير طفلك الرضيع في غرفتك: يقول الخبراء بأن هذا التصرف يساعد الطفل على الشعور بالمزيد من الثقة والحب والأمان، لذلك لابأس بأن ينام طفلك في غرفة والديه حتى في سنواته الأولى.
- بكاء الطفل دليل على التواصل: يجب عليك أن تتعلمي طرق التواصل مع الرضع، فطفلك الرضيع الذي يبكي باستمرار يحاول التواصل معك وإرسال رسائل لك، لذلك لا تنزعجي من كثرة البكاء بل عليكِ أن تقلقي إن لم يبكي طفلك على الإطلاق.
- تحدثي مع طفلك وغني له: يصل الأطفال إلى فهم العلاقة مع الأم في وقت مبكر للغاية، لذلك عندما تتحدثين معهم وتغنين لهم سيكونون فكرة عن العلاقة الجميلة التي تربطهم بك.
في النهاية، لابد من التأكيد على ضرورية تقوية العلاقة بين الأم وأطفالها لضمان نمو الأطفال السليم وتنشئتهم الطيبة. في حال خطر لكم أي سؤال، لا تترددوا في التواصل مع خبراء حلوها الذين سيتواجدون دائماً لأجلكم.