الابتسامات والضحكات في العلاقات الاجتماعية والعاطفية
يستعمل الأشخاص الابتسامات والضحكات بشكل دائم أثناء الحديث أو التواصل مع الآخرين، ولكن في بعض الأحيان تكون الابتسامات عفوية وغير مقصودة ومع هذا يتم تفسيرها بطرق مختلفة؛ فكيف يمكننا أن نفهم القصد من الابتسامة؟ ولماذا يضحك الناس مع بعضهم البعض؟ سنجيب على جميع هذه الأسئلة ونضيف عليها أيضاً في هذا المقال، فتابعوه معنا.
علينا أن نعلم جميعاً أن الابتسامات التي نرسمها على وجوهنا تعني الكثير من الأشياء الجميلة ولكن بالتأكيد هناك معاني مشتركة في جميع الثقافات والمجتمعات فما هي هذه المعاني؟[1].
لطالما كان الابتسام دليل على الفرح والسعادة والبهجة في جميع الثقافات حتى في الفترة التي سبقت الميلاد! نعم عزيزي القارئ، هذا صحيح، الابتسام ليس حالة جديدة على الإنسان بل هو أمر طبيعي رافق الإنسان منذ نشأته، لذلك من الضروري أن تعرف أن ابتسامتك هي أمر طبيعي وفطري ويقوم به كل إنسان. كما أن الابتسامة اللطيفة قد تعكس ما تفكر به بشكل إيجابي، فيعتقد الشخص الذي يرى ابتسامتك بأنك تشعر بالراحة أو السكون أو الطمأنينة بالإضافة لمشاعر السعادة التي تحدثنا عنها أعلاه.
يقول الباحثون أن الابتسامة ضرورية من أجل تقوية العلاقات وتمتين الصداقات والتأكيد على مشاعر الحب والإعجاب، كما أنها تعكس صورة إيجابية للغاية عنك خاصةً بالنسبة للأطفال. ومن واجبنا أن نخبركم أعزاءنا القراء أن الباحثين وجدوا أن الأشخاص الذين يبتسمون أكثر هم الأشخاص الأكثر تواصلاً مع الآخرين والأكثر نجاحاً في علاقاتهم الاجتماعية والعاطفية؛ لذلك من الضروري أن تركزوا على ابتساماتكم بشكل كبير إن كنت ترغب بالتواصل مع الآخرين بشكل أفضل.
كيف تتمكن الابتسامة من تغيير حياتك العاطفية؟
قد يظن الكثير من الأشخاص أن الابتسامات والضحكات مجرد تعبير عن العواطف الداخلية وليس لهم أي تأثير على الحياة الشخصية للإنسان، إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ، فقد تبين أن الابتسام والوجه البشوش من شأنهما أن يحسنا من حياة الإنسان في الكثير من المجالات[2].
- الابتسام يزيد التواصل
نحن نعلم أعزاءنا القراء أننا جميعاً نمر ببعض الأيام السيئة التي لا نستطيع الابتسام خلالها، إلا أنه من الضروري أن نكافح ضد هذه المشاعر السلبية وأن نبق إيجابيين بشكل كبير، والسبب في كل هذا أن الابتسامة تعبر عن لطفك واحترامك للآخرين، كما أنها تساعد على إيصال فكرة أنك مستعد للتواصل وسعيد بالتعامل مع الشخص الذي تبتسم له. لذلك ننصحك بالابتسام الدائم بوجه من يعجبك من أجل إيصال هذه الرسالة اللطيفة له. - الابتسامة تخلق إحساساً جديداً
تعتبر الابتسامة أمراً جيداً في جميع الثقافات، وتعني أيضاً أنك متقبل للشخص الذي تبتسم له وتحمل له مشاعر الحب والإعجاب. لذلك من الضروري أن تبتسم أكثر في حياتك في هذه الأيام المحكومة بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الخالية من المشاعر. عليك أن تعلم عزيزي القارئ أن ما تملكه من مال أو مهارات في الحياة بشكل عام لن يفيدوك بالقدر الذي ستفيدك به الابتسامة بوجه من تحب. - استغل الابتسامة لتنظر إلى من تحب!
سواء كانت ابتسامتك حقيقية أم مزيفة، عليك أن تعلم عزيزي القارئ أن الابتسامة التي ترسمها على وجهك تسمح لك بالنظر أكثر إلى الشخص الذي تملك مشاعراً تجاهه، وتقول الطبيبة باميلا ماكلين (Pamela McClain)، إن الابتسامة الكبيرة التي تظهر على وجهك عند التواصل بالنظرات مع الشريك تعني الكثير من المشاعر الحميمية التي سيأخذها شريكك بعين الاعتبار خاصةً بعد أن تدخل الفرح والبهجة على قلبه. - الابتسامة أثمن من الهدايا الغالية
قد يعتقد الكثير من الأشخاص أن الهدايا الثمينة هي مفتاح الدخول إلى قلب من يحبون، ولكن يؤسفنا أن نخبركم مرة أخرى أن هذا الاعتقاد خاطئ للغاية، لأن الابتسامة الدافئة والضحكة اللطيفة التي تقدمها لمن تحب أكثر صدقاً وأكثر أهمية عند الشريك. لذلك نصيحتنا الدائمة لك هي ألا تتجاهل أهمية الابتسام في أي وقت وأي ظرف. - ستتلقى المزيد من الابتسامات
عليك أن تعلم عزيزي القارئ أن الابتسامة التي تقدمها لمن تحب لن تذهب سدىً، بل سوف تحصل بالمقابل على المزيد من الابتسامات ممن تحب، مما يعني أن مشاعرك الصادقة واللطيفة سوف تكافأ بالمزيد من المشاعر الدافئة من الأشخاص الذين تحبهم وتهتم لأمرهم. - تبني الثقة مع الآخرين
الابتسامة الحقيقية تبني الثقة بين جميع الأفراد، لذلك عندما تشعر بأن الجو مشحون قليلاً أو متوتر بعض الشيء حاول الابتسام للآخرين، لأن هذه الابتسامة تعني أنك على الرغم من كل ما يحدث لاتزال تثق بالمحيطين بك وبقدرتكم على التخلص من الشحنات السالبة التي توتر الجو. تأكد عزيزي القارئ أنك لن تظهر بمظهر الساذج بل ستكون ابتسامتك نقطة إيجابية لصالحك بنظر الجميع. وتقول الطبيبة ليلي ت. غارسيا (Lily T. Garcia) أن الابتسامة الصادقة تعني التواصل المثالي.
هل ابتسامته تعني السعادة أم غيرها من المشاعر؟
يوجد العديد من الابتسامات التي يقوم بها الإنسان كتلك التي نقوم بها عند سماعنا لكلمة جميلة، أو تلك التي نرسمها على وجوهنا عندما نسمع طرفة جيدة، أو حتر تلك التي نقصد بها التعالي أو السخرية من الآخرين. لذلك من الضروري أن نعلم أنه لا تمتلك جميع الابتسامات نفس المعنى، فمعنى ابتسامتك يختلف باختلاف الظروف التي دفعتك للابتسام. تعرفوا معنا في هذه الفقرة على أنواع الابتسامات ومعانيها[3].
- الابتسامة الحقيقية
يطلق على هذه الابتسامة اسم ابتسامة دوشين وهي تلك الابتسامة التي نقوم بها عندما نكون بقمة سعادتنا، مثلاً عند نجاحنا في أحد الامتحانات الصعبة، أو عند شرائنا لشيء نحن بقمة الحاجة إليه؛ تتميز هذه الابتسامة بعرضها الكبير وبأنها تسبب ضيق العيون وبعض التجاعيد حول العينين نتيجة شد عضلات الوجه بسبب السعادة الكبيرة. - الابتسامة المزيفة
تفتقر هذه الابتسامة عزيزي القارئ إلى علامات السعادة التي تناولناها أعلاه، وتبدو بشكل واضح أنها مجرد ملاطفة غير نابعة من القلب، مثل الابتسامات التي نصطنعها عند التقاط صورة ما. ويمكن القول إن معظم الابتسامات التي تظهر أمام عدسة الكاميرا ابتسامات مزيفة. - ابتسامة عدم الراحة
هناك الكثير من المواقف التي تجبرنا على الابتسام بشكل غير مريح كمحاولة منا لكسر الحدة أو التوتر الناجمين عن بعض التصرفات أو الكلمات غير اللائقة أو غير المريحة أو ربما غير المناسبة للوضع الراهن. على سبيل المثال قد يلقي أحد الأصدقاء دعابة غير مناسبة في مكان العمل، مما يضطر زملاءه إلى الابتسام بشكل غير مريح كمحاولة لعدم إهانة صديقهم وبنفس الوقت لكي يفهموه أن مكان العمل ليس البيئة المناسبة لإطلاق الدعابات. - ابتسامة الإغواء
بالتأكيد جميعنا يعرف هذه الابتسامة وقام بتجربتها في أحد الأيام، هذه الابتسامة اللطيفة المهذبة الراقية هدفها الوحيد هو لفت نظر الشخص الذي يعجبنا. لذلك، نلاحظ أن معظم الأشخاص الذين يقومون بالابتسام بهذه الطريقة، يبتسمون لشخص من الجنس الآخر. - الابتسامة الساخرة
يمكن القول بشكل عام إن هذه الابتسامة تكون مرافقة لنظرة التكبر أو الازدراء أو بشكل واضح "السخرية". يقوم بعض الأشخاص بهذه الابتسامة كنوع من التكبر والتعالي على الآخرين، أو من أجل السخرية من قول أو إنجاز الشخص الذي يتلقّى الابتسامة. حاول عزيزي القارئ أن تخفف من هذه الابتسامة لأنها تجرح مشاعر الآخرين بشكل كبير. - الابتسامة الضيقة
يتم تمديد الشفاه بخط مستقيم مع التأكد من إخفاء الأسنان وعدم المباعدة بين الشفتين، قد تعني هذه الابتسامة أن الشخص المبتسم ليس أهلاً للثقة من اللقاء الأول، أو أن لديه سراً لا يفصح عنه على الإطلاق. - الابتسامة الواسعة
تكون هذه الابتسامة شديدة العرض وواسعة بشكل كبير، كما يباعد الشخص المبتسم بين شفتيه لتظهر الأسنان، وتدل هذه الابتسامة على السعادة الشديدة. - الابتسامة الطفولية
تشبه هذه الابتسامة، الابتسامة الضيقة؛ إلا أنها تترافق مع ميلان الرأس وانحنائه بشكل طفيف مع اللعب بالأصابع. تجعل هذه الابتسامة صاحبها طفولياً بعض الشيء، وتستعملها الإناث أكثر من الرجال بمعظم الحالات.
لماذا يضحك الأشخاص من حولنا؟
يعتقد الكثير من الأشخاص أن الضحك مع الآخرين يعني أن الشخص الضاحك يمتلك الكثير من المشاعر الجياشة تجاه الآخرين، إلا أن هذا التفكير غير صائب بشكل كلي؛ على الرغم من أن مشاركة زملائكم بالعمل للضحكات معكم قد تعني أنهم يملكون مشاعراً تجاهكم، إلا أنها قد تعني الكثير من الأمور الأخرى أيضاً. (5)
- الانجذاب، في حال كان الشخص كثير الضحك معك فإنه على الأغلب معجب بك، لأن الشخص الذي يضحك مع شخص من الجنس الآخر بشكل كبير يكون يحاول أن يلفت نظره بأي شكل.
- التوتر، هل تعلمون أن بعض الأشخاص لا يعرفون كيفية إيصال مشاعر التوتر التي يملكونها إلا عن طريق الضحك! لذلك قبل أن تتسرع بالحكم على الآخرين فكر بالظروف التي يمر بها هذا الشخص فربما كل ما في الأمر أنه متوتر بعض الشيء.
- قبول الخضوع لسلطتك، هناك الكثير من الحالات التي تشرح هذه الحالة، على سبيل المثال ضحك التلاميذ لأي كلمة يقولها أستاذهم، أو ضحك الموظفين على دعابات مديرهم مهما كانت سخيفة؛ هذه الضحكات ليست إلا دليل على الخضوع.
- ربما الشخص ضحوك وحسب! قد يكون كل ما في الأمر أن هذا الشخص سعيد ويحب الفرح والمرح والضحك الكثير. لذلك نعيد ونكرر عزيزي القارئ ضرورة عدم التسرع بالحكم على الأشخاص من حولك.
- ربما أنت ظريف جدا! هل فكرت بهذا الاحتمال من قبل؟ قد تكون من الأشخاص الظريفين الذين يسببون المرح ويدخلون البهجة إلى قلوب الآخرين مما يدفعهم إلى الضحك.
في النهاية، تحمل الابتسامات والضحكات في طياتها الكثير من المعاني، لذلك نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم المساعدة التي تبحثون عنها في تفسير هذه المعاني.