أسرار السعادة الزوجية
ما هو مفتاح الزواج السعيد؟ قد يكون من السهل عيش علاقة رومانسية سعيدة خلال الخطوبة والفترة الأولى من الزواج، لكن الحفاظ على ديمومة هذه السعادة الزوجية ليس بالأمر السهل إلا في حال أخذ كل طرف هذه العلاقة بجدية، وبذل مجهوداً ليجعل هذا الزواج يزدهر أكثر مع تقدم العمر بدلاً من أن ينتهي بعد أن تنطفئ شرارة الحب التي ظهرت في بداية العلاقة.
وحول هذا الموضوع، إليكم مقال عن أسرار السعادة الزوجية ومقومات الحياة الزوجية السعيدة.
كيف نحقق السعادة الزوجية؟ تحدث السعادة الزوجية عندما يتحقق الاحترام والمحبة والمودة بين الزوجين، فيسكنان إلى بعضهما البعض، ويشعران بالاستقرار الأسري والأمان العاطفي.
وهذا يعني وباختصار شديد أن كل شريك بالحياة الزوجية سيفعل ويحقق رغبات الطرف الآخر، بينما يمتنع عن فعل ما يُغضب ويُحزن الطرف الآخر، وذلك بدافع الاحترام.
عندما نتحدث عن عالم الحياة الزوجية السعيدة، فإننا نأخذ بعين الاعتبار كون العلاقة الزوجية واحدةً من أكثر العلاقات تعقيداً، وذلك بفعل الاختلافات والتغيرات التي يعيشها كل من الرجل والمرأة في هذه العلاقة المقدسة التي يتشاركان من خلالها أصغر تفاصيل حياتهما.
ولتحقيق الزواج السعيد لابد من اتباع أسرار السعادة الزوجية التالية بجدية:
- الاحترام: إذا كنتم تطمحون لعيش حياة زوجية صحية فإن أول ما يجب فعله بجدية هو أن تحترما بعضكما البعض، أن يشعر كل طرف بهذه العلاقة أنه متساوٍ مع الطرف الآخر، ويتضح التساوي والاحترام بأخذ المشاعر بعين الاعتبار، وباتخاذ القرارات معاً، إضافةً إلى التعامل بدبلوماسية مع اختلاف وجهات النظر، المبادرة بالاعتذار في حال حدوث أي إساءات أو أخطاء، وأخيراً احترام خصوصية الطرف الآخر وعدم التطفل عليه ومراقبته والتفتيش في مقتنياته.
- الثقة والأمان: إن تعامل الزوجين مع بعضهما البعض بشفافية وتشاركهما أسرار بعضهما البعض، وبوح أحدهما للآخر بما يشعر، وتشاركهما في تفاصيل الحياة، كفيل بأن يخلق الثقة والأمان، وهما من أهم الجسور المتينة في الحب والسعادة الزوجية.
ولكن لهذه الثقة ضوابط شديدة الحساسية، حيث أنها معرضة للانكسار في حال تم كشف أحد هذه الخصوصيات أمام الآخرين، بغض النظر عن الدافع، بمعنى أن ما يحدث بين الزوجين يجب أن يبقى بينهما وحسب، ويستطيعان أخذ الإذن إذا أراد أحد الزوجين التحدث للآخرين عن أمرٍ خاص من الطرف الآخر. لذا على الزوجين أن يثقا ببعضهما أكثر من أي أحد آخر، والواجب أن لا يعرضا هذه الثقة للخطر. - تقبل شريك الحياة: إن معرفة الزوجين للاختلافات بينهما وتقديرها وتقبلها من أبرز مقومات السعادة الزوجية، حيث أن هذه الخطوة تجعل كل طرف من الزوجين يعمل على إكمال النواقص والعيوب في الطرف الآخر فيأخذ كل منهما مهامه ويعيشان بحب وسلام.
- حسن الإنصات والاستماع: يُعتبر الاستماع في عالم الحياة الزوجية مفتاح الزواج السعيد، فهو طريقة مباشرة تُخبر بها شريك حياتك أنك مهتم لأمره.
وليس عليكم سوى إغلاق الملهيات الجانبية كالهاتف والتلفاز، ومن ثم التواصل البصري مع الشريك، والاستماع بجدية وتركيز، والتفاعل مع الأمر بطرح التساؤلات أو بالتعجب على سبيل المثال، حتى يظهر أن المستمع لا يشعر بالملل، مع تقديم المشورة إذا لزم الأمر. - التواصل الناجح بين الزوجين: إن أبرز ما يحكم العلاقات الزوجية السعيدة الدائمة هو نجاح الزوجين بالتواصل مع بعضهما البعض، فالتواصل يعني أن أحدكما يستطيع التحدث مع الطرف الآخر حول معتقداتهِ والتعبير عن آرائهِ بحرية، ويتمكن من قراءة لغة جسد الشريك، ويشعر بما يشعر بهِ قبل إجراء أي محادثات، ويحدث ذلك بالخبرة المكتسبة من التعامل مع بعضكما البعض.
- إعطاء الأولوية للشريك: بالطبع لستم بحاجة لجعل الشريك محور الحياة الرئيسية، لكن كلا الزوجين يرغبان بأن يكونا الأولوية في حياة بعضهما البعض، ولهذا قررا الارتباط معاً منذ البداية، فإذا أردت أن تكون أحد أهم أولويات شريك حياتك، ليس عليك سوى أن تبادر بفعل ذلك أولاً.
- تطوير رابط الحياة الزوجية: ويكون ذلك بتخطي العقبات التي تواجه الزوجين بإيجابية، والاستفادة من الخبرة المكتسبة من المرور بهذه العقبات، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة عدم الوقوف عليها وتذكرها مستقبلاً، فأخطاء الماضي تبقى في الماضي.
وبدلاً من تذكير الطرف الآخر بالإخفاقات الماضية، لابد من تعزيز السلوك الإيجابي لديه، والاستمتاع بالوقت الحالي، مع اليقين بأن تذكر الماضي لن يغير شيئاً سوى أنه يحرك مشاعراً دفينة ممتلئة بالحزن والأذى.
- كلمة "أحبك": لابد من قول كلمة "أنا أحبك" مرة واحدة يومياً بشرط ألا تكون بتعجل كأن تقولوها أنتم تغادرون المنزل، بل يجب بذل القليل من الجهد بالنظر لعيون بعضكما البعض وقول هذه الكلمة ذات المفعول السحري مرة واحدةً يومياً على الأقل.
- التواصل الجسدي الصباحي: ونعني بذلك أن تبدآ يومكما بالعناق أو بقبلات دافئة بسيطة وما إلى ذلك، فهذا من شأنه أن يجعلكما تشعران بالمحبة تجاه بعضكما أكثر خلال اليوم، مما سيثير العاطفة في علاقتكما الزوجية ويجعلها أكثر حميمية.
- خصصا وقتاً لبعضكما البعض: فمن المعروف بأنه كلما مر وقت أطول على زواجكما فسترتبطان بالكثير من الالتزامات التي ستحد من وقتكما الخاص، لذلك خصصا موعداً أسبوعياً خاصاً بكما وحدكما وحسب، بعيداً عن الأصدقاء والعائلة.
- الحياة الجنسية السعيدة: حافظا على استمرار حياتكما الجنسية بشكل صحي، وعليكما أن تكونا صادقين مع بعضكما البعض لتستكشفا ما تريدان وما لا تريدان، وهذا سيساعد زواجكما على أن يزدهر أكثر.
- الامتنان والتقدير: عبرا عن تقديركما لبعضكما البعض، التقدير يكون حتى للأمور البسيطة كغسل الأطباق، وترتيب المنزل.
- قدما الهدايا: إن الهدايا المفاجئة التي تأتي بلا سبب تجلب معها الكثير من الفرح والحب، ولا يجب أن تكون الهدايا باهظة الثمن، فقطعة من الشوكولاتة كفيلة بأن تدخل الفرحة إلى قلب الشريك، يكفي فقط أنك فكرت بهِ وجلبت له شيئاً.
- تشاركا في المهام الأسبوعية: فمثلاً إذا كانت الزوجة تعيش أسبوعاً مكتظاً بالمهام أو تشعر بالتعب والمرض، فلا بأس بأن تتحمل أيها الزوج ما تستطيع تحمله كأن تطهو الطعام، وبالعكس إذا كان الزوج يواجه أموراً كثيرةً فلتساعده الزوجة بما تستطيع القيام بهِ، فأنتما شريكان في هذه الحياة وهذا التصرف يبرهن على الأمر.
وختاماً، فإن أسرار السعادة الزوجية ليست مجرد نصائح وحسب بل هي أسلوب حياة كفيل بأن يضع سعادتكما على طريق النور، فلا تترددا باتباعها.
إليكم مجموعة كتب عن الحب والسعادة الزوجية والحياة الزوجية الناجحة، وعن أساسات وأسرار البيت السعيد وأدب الحياة الزوجية:
- كتاب ألف باء السعادة الزوجية، محمد حسان
- كتاب كيف تسعدين زوجك وتحافظين عليه، رمضان حافظ
- كتاب في الحب والحياة للدكتور مصطفى محمود
- كتاب كيف تحصل على الحب الذي تريده (دليل الأزواج)، هارفيل هندريكس
- كتاب موسوعة الزواج الإسلامي السعيد، محمود المصري
- كتاب تحفة العروس، محمود مهدي الإستانبولي
- كتاب ألف طريقة للسعادة الزوجية، بثينة العراقي
- كتاب أدب الحياة الزوجية، خالد العك
- التفاهم في الحياة الزوجية، مأمون مبيض
- كتاب البيت السعيد، خولة القزويني
- كتاب المشاكل الزوجية، فوائدها وفن احتوائها، جاسم المطوع
- كتاب السعادة الزوجية، محمود الصباغ
- كتاب موسوعة الثقافة الجنسية، صاموئيل حبيب
- كتاب للكبار فقط أسئلة وأجوبة، هبة قطب