هل تتأثر بسلبيات الآخرين أم تستفيد منها؟
محاولة تجنب الفشل تساعدك في كثير من الأحيان على تحقيق النجاح، وينطبق الشيء نفسه في تعاملك مع الناس من حولك (من تعتبرهم الأصدقاء تحديداً)؛ حيث تستطيع تجنب الشخص غير السعيد أو المكسور دائماً أو غير المحفِز، بالتالي ستتجنب ارتكاب نفس الأخطاء.
تعرف على أسوء ما في الآخرين
بدلاً من معرفة ما هو صالح في أشخاص آخرين، يمكنك إيلاء اهتمام دقيق بالسمات التي تمنع الناس من الوصول إلى أهدافهم، فتتجنب بالتالي محاكاة هذه الميزات لديهم، ولا تصرف طاقتك في التركيز على الصالح والجيد في عادات أصدقائك، لأنها تكون واضحة من خلال عملهم وفي نجاحهم، الذي يتحدث عن نفسه، ومجرد محاكاة وتقليد عادات الأشخاص الناجحين لا يعني أنك ستنجح أيضاً، بل علينا أن نتخلى عن طريقة التفكير التي تقول: "إذا فعلت كما يفعل الناجحون، فسأصبح بالتأكيد ناجحاً وسعيداً"، مع أنك تعلم أن طريق النجاح أكثر تعقيداً.
وفيما يلي قائمة بالأشياء التي يقوم بها الأصدقاء المغلوب على أمرهم، بحيث يمكنك تجنب هذه الأشياء، الأمر الذي ربما يجعلك أكثر نجاحاً:
- مشتتون أغلب الوقت أو دائماً: عيش الحياة في المستقبل أو الماضي، والضياع في الأفكار والقلق، إذا كنت تعرف مثل هذا الشخص الذي يشتت حياته في الرد على الرسائل أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي؛ عليك أن تفكر مالياً في رسم حدود صارمو مع هذا الصديق، أو حتى التخلي عن علاقتك معه!
- يتحدثون لمجرد الكلام فقط: "أنا أتدرب للمشاركة في منافسة"، أو "أنا أبدأ مشروعاً تجارياً".. وغيرها من العبارات التي يتحفنا بها أصدقائنا عبر الإعلان عنها بالحديث المباشر أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هل يقومون فعلاً بما يتحدثون حوله ويخططون أو يتحضرون له؟!..
كما تعلم.. فإن الحديث عن خططك يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية بدلاً من أن يكون حافزاً، وصحيح أن الأشخاص غالباً يثنون عليك لمجرد ذكر نيتك وتنهمر (اللايكات والإعجابات والتعليقات).. على منشور ألصقته على صفحتك حول ما تتحضر للقيام به، وبصورة عكسية إلى حد ما، يمكن أن يُفسد هذا "التصفيق" إرادتك لمتابعة الخطط التي حددتها! حيث وجد علماء النفس أن العقل مخادع للشعور بأن الفعل قد تم، بالتالي لأنك شعرت بهذا الرضا، فأنت أقل حماساً للقيام بالعمل الشاق الفعلي اللازم للوصول على هدفك، بطبيعة الحال لا يوجد حرج في مشاركة فرحتك، لكن حاول أن تمسك لسانك حتى تحصل على أخبار ونتائج جيدة، وليس فقط لمجرد الحديث وبنوايا طيبة. - قضاء الوقت مع الناس الخطأ: يمكن للأصدقاء الذين يحيطون بك؛ أن يشجعوك على أن تكون أفضل ما لديك، أو يمكن أن يبرزوا أسوأ ما لديك، هل لديك هدف في التمتع بصحة جيدة مثلاً؟ عليك إذا أن تتسكع مع الأشخاص الذين سيشجعونك على إجراء تلك التغييرات في حياتك، وكي يفشل هذا الهدف؛ ما عليك إلا قضاء بعض الوقت مع أولئك الذين يستمتعون بعاداتهم السيئة، بحيث يغذي الناس طاقة بعضهم البعض.
- يركزون دائماً على الأمور السلبية: يمكنك التركيز على الإيجابية دون التظاهر بأن الحياة تمضي بسهولة، كما يمكنك النظر بشكل واقعي إلى الظروف؛ دون الإشارة إلى السيئ في كل ما تراه، ونعلم جميعا أن الشخص الذي يشكو ويتذمر من كل شيء، يربط كل شيء بأصغر التفاصيل التي تحدث معه مثل انسكاب كوب القهوة على حذائه! على الرغم من أن قضاء يوم سيء شيء طبيعي، وكل شخص يشعر بالإزعاج مرة واحدة من حين إلى آخر، لكن إذا كنت تكره كل شيء وبشكل دائم، فأنت تعيش حياة تعيسة.
- المماطلة والتسويف: فقط إذا قمت بتأخير الأشياء؛ عليك أن تقوم بعمل أفضل مع هذا الوقت الإضافي، أو عليك إتمام ما عليك الآن وفي الوقت المحدد، أو أن تفعله بشكل أفضل لاحقاً، لأن المماطلون يتبعون سلوكاً مريباً في التسويف، وهو علامة على سوء التنظيم الذاتي، بحيث يقارن باحثون؛ المماطلة بإدمان الكحول والمخدرات!.
- عدم الإصغاء للآخرين: عندما تكون مستمعاً جيداً، يمكن أن توجهك نصائح الآخرين أو كلامهم بالعموم في الاتجاه الصحيح، وعلى المدى الطويل يساعدك ذلك؛ على الحفاظ على علاقات وثيقة وقيّمة وهذا هو رصيدك في الحياة، حيث يمكن أن تتلقى العناق من جميع أصدقائك، لكن هل كل شخص فيهم يسألك من قلبه: "كيف حالك؟" ويصغي إليك بصدق، وينصحك بمحبة؟.
- الاستسلام للكسل: عندما تفعل ذلك؛ فأنت لا تشارك بشكل كامل في حياتك، وهو أمر غير عادل لأصدقائك وعائلتك وشريكك والأشخاص الآخرين، الذين يرغبون في مشاركة الأمور الممتعة معك.
- انعدام الفضول: قديماً ربما كانت القدرة على تعلم الأشياء خارج عالمك محدودة، إن لم تكن مستحيلة، أما اليوم.. أصبح الوصول إلى المعلومات أسهل من أي وقت مضى، فأولئك الذين يقرؤون الكتب ويطرحون الأسئلة، وأولئك الذين يتبعون فضولهم؛ يتمتعون بقدر أكبر من القدرة على تصور مستقبلهم وتشكيله، لأنه من الصعب أن تحلم بما لا تعرفه جيداً.
- الجهل بمعنى اللطف والكياسة: إذا عرفت شخصاً أو صديقاً يجد صعوبة في تحديد ماهية "الشخص اللطيف"؛ من المرجح أنه شخص أحمق، عليك أن تبتعد عنه.
- الاستسلام عن المحاولة: أنت تعرف النجاح، على الرغم من ذلك، فإنه لم يأت من محاولة واحدة، بل غالباً ما يأتي بعد الفشل الأول.. مراراً وتكراراً.
أهمية إحاطة نفسك بأشخاص موثوقين
عندما تكون السمة الأساسية التي يتحلى بها أصدقائك، هي الثقة الكبيرة بالنفس، فهذا هو منبع الأهمية للتحالف مع أشخاص محبوبين أيضاً، وكأن الموضوع غريزي؛ تبحث عن أكثر الناس ثقة وتختبئ خلفهم! لأنها من أذكى الخطوات التي يمكنك اتخاذها، حيث تكتسب بعض الخصائص الشائعة، التي تتناسب مع أشخاص واثقين، بالتالي تتمكن من تعزيز ثقتك بنفسك، بالإضافة إلى اكتساب بعض السمات.. ومنها:
- إنهم مواظبون بذكاء وتعقل: يعرف الأشخاص الواثقون ما يريدونه، كما أن عندهم القدرة للاستمرار في المحاولة من أجل تحقيق ذلك، حتى عندما تتراكم الاحتمالات ضدهم، وبالطبع.. الكثير من الناس يفعلون ذلك، إلا أن ما يميز الثقة الحقيقية بالنفس، هو قدرة هذا الشخص الواثق؛ للبحث عن مشورة من أشخاص ذوي وجهات نظر مختلفة وأحياناً متناقضة، ليس ذلك فحسب.. بل يميل الأشخاص الواثقون إلى الحصول على الموارد الكافية للتصرف عندما يقدم لهم بديل يتحدى رأيهم، ليس من مبدأ الصواب أو الخطأ.. لكن إذا كانت هناك فكرة أفضل؛ يعتمدها الأشخاص الواثقون، ثم يشكرون الشخص على نصيحته.
- لا يضغطون جدول أولوياتهم: تدفعهم الثقة الحقيقية؛ للتعرف على وجهات نظر الأشخاص من حولهم وأفكارهم ومشاعرهم، فلديهم قناعة تقول: "أستطيع أن أتعلم من الجميع"، مع الاعتقاد بأن كل شخص لديه ما يقدمه في أي موضوع، لذا انتبه عندما تكون بين أصدقائك في المرة القادمة؛ من الذي يوجه المحادثة وكيف؟ من يسأل أكثر الأسئلة عقلانية؟ ومن يصغي أكثر مما يتحدث؟ بحيث لا يحتاج الأشخاص الواثقون إلى التحكم أو توجيه المحادثة، إذ يعرفون أجندة ألوياتهم، لكنهم يريدون معرفة المزيد عنك!.
- الأشخاص الواثقون يتقنون التواصل: وهو محط ثقة لدى الناس، كما أنهم يعرفون أهدافهم ويفعلون ما في وسعهم لمساعدة الآخرين على تحقيق أهدافهم، حيث يبحث الأشخاص الواثقون بشكل فطري عن كيفية إضافة قيمة إلى دائرتهم وتوسيعها في كل فرصة تُسنح لهم.
- يهتمون لنجاحك: لا تستغرب عندما يسألك شخص واثق بنفسه حول تقدم عملك على مشروع؛ كنت أخبرته عنه في مرة سابقة، إذ يتابع الأشخاص الواثقون تقدم الأشخاص في حياتهم، حيث يستمعون بانتباه ويتعرفون على ما هو مهم للآخرين ثم يتابعونه، وهكذا بكل بساطة هي طريقتهم الفعالة لإنشاء رصيد من علاقات تدوم طويلاً، وليس فقط إبداء الانطباعات الأولى.
- تعبيراتهم اللفظية وغير اللفظية واحدة: عند قضاءك بعض الوقت مع أشخاص واثقين، لن ترى فقط أنهم مهتمون ولطفاء، بل ستشعر بذلك من خلال الطريقة التي يعبرون بها في لغة أجسادهم وتواصلهم مباشرة مع العين عندما يتحدثون أو يصغون، إنهم يتكئون في جلستهم عندما يشعرون بأن هناك شيئاً ما يعني الكثير بالنسبة لك، وقد يربتون على كتفك عندما يشعرون بأنك مزعوج وبالطبع إذا كانت علاقتك معهم متينة، وهذا التطابق بين ما يقال بصوت عالٍ وما يتم توصيله دون كلمات أمر بالغ الأهمية لبناء الثقة [4].
- لا يبحثون عن استحسان وموافقة من الآخرين: لا يهتمون بتسليط الأضواء عليهم، لذا ينجحون في العمل ضمن فريق من الواثقين الآخرين أيضاً، ويحبون تسليط الضوء على أشخاص لم ينتبه أحد إليهم، حيث يعلمون أن الاحتفاء بالنجاح الجماعي، أهم بكثير من النجاحات الفردية.
- يحتفلون بنجاحات الآخرين: إذا كنت تعرف ما تريد وأنت في طريقك لتحقيق ذلك، فما الذي يمنعك من أن تكون سعيداً لشخص؛ ناضل بقوة لتحقيق أحد أهدافه؟! حيث يُسعد الأشخاص الواثقون برؤية نجاح الآخرين المقربين منهم والاحتفال معهم، كما يدركون أهمية دعم الآخرين أيضاً، ويتذكرون كيف تم دعمهم من قِبل أشخاص آخرين.. في الأوقات الصعبة واللحظات المهمة من حياتهم.
في النهاية.. لدينا جميعاً بعض العيوب، لكن المفتاح هو عدم السماح لها بفرض شكل حياتنا، ومن خلال أصدقائك؛ تتعلم الكثير من الإيجابيات، كما يمكن أن تؤثر سلبياتهم على حياتك، لكن في حال كنت شخصاً واثقاً، فأنت ستعتني بنفسك وتكون لديك القدرة للعناية بأشخاص آخرين.. شاركنا رأيك من خلال التعليقات على هذا المقال.