كل ما تريد معرفته عن حمية الكيتو وفوائدها
هناك الكثير من الحميات والأنظمة الغذائية التي نحاول أن نتبعها من أجل التخلص من الوزن الزائد، ولكن هل نجحنا في ذلك؟ للأسف في معظم الأحيان يكون الالتزام بالحمية الغذائية والانقطاع عن الأطعمة التي نحبها عائقاً في وجه وصولنا إلى أهدافنا. لكننا اليوم سنتعرف على رجيم الكيتو، وهو أحد أشهر الأنظمة الغذائية العالمية على الإطلاق، وقد ثبتت فعاليته وقدرته على مساعدتنا في الوصول إلى الوزن الذي نرغب به. تابع معنا هذا المقال، لكي تتعرف على كل تفاصيل هذه الحمية بدون استثناء.
ماذا تعرف عن نظام الكيتو الغذائي؟
تعتمد معظم الأنظمة الغذائية على تجنب تناول الدهون والدسم بشكل كبير، لأن هذه المواد الغذائية هي السبب الرئيسي في زيادة الوزن والإصابة بالسمنة، وبالتالي تعتمد جميع الأنظمة الغذائية على حرمانك من الأطعمة اللذيذة التي تحبها كاللحوم مثلاً! لكن ماذا لو قلنا لك أن أحد أهم الأنظمة الغذائية العالمية يعتمد على تناول الدهون بشكل خاص!
يعتمد نظام الكيتو الغذائي أو ما يعرف بحمية الكيتو على الحد من تناول الكربوهيدرات والإكثار من تناول الدهون؛ هذا يساعد جسدك في تعزيز فعاليته فيما يتعلق بحرق الدهون والحصول على الطاقة بشكل كبير، وبالتالي يمكن القول بأن هذا الرجيم يساعدك على زيادة الطاقة المتوفرة للدماغ[1].
يمكن القول أيضاً أن هذا النظام الغذائي يساعدك على تقليل نسبة السكر بالدم بشكل كبير مما يعني تقليل نسبة الأنسولين في الدم أيضاً؛ وفي نهاية المطاف ستحصل على الوزن المثالي بالإضافة إلى الكثير من الفوائد الصحية الأخرى.
ما هي الحميات المختلفة التي تعتمد على نظام الكيتو؟
إن كنت تعتقد أن حمية الكيتو مجرد حمية بسيطة تقوم على تناول بعض الأطعمة وتجاهل الأطعمة الأخرى فقط فأنت مخطئ. يوجد أكثر من نوع لحمية الكيتو، ويمتلك كل نوع من هذه الحميات مقوماته الخاصة؛ تعرف معنا في هذه الفقرة على هذه الأنواع[2].
- نظام الكيتو الغذائي القياسي
يعتبر هذا النظام، نظام منخفض الكربوهيدرات ومعتدل البروتينات وعالي الدهون؛ وتحتوي أطعمته عادة على 75% دهون و20% بروتين و5% فقط كربوهيدرات.
- نظام الكيتو الغذائي الدوري
قد يعتبر الكثير من الأشخاص أن هذا النظام هو الأفضل، فهو يعتمد على تناول الدهون لعدة أيام متواصلة، ومن ثم تعويض الكربوهيدرات التي يحتاجها الجسم؛ على سبيل المثال، يمكن لمتبعي هذا النظام الغذائي أن يتناولوا الدهون فقط لمدة 5 أيام متتالية، ومن ثم الاعتماد على الوجبات عالية الكربوهيدرات لمدة يومين متواصلين.
- نظام الكيتو الغذائي المستهدف
هذا النظام الغذائي خاص بالرياضيين أو الأشخاص الذين يذهبون يومياً إلى النادي الرياضي؛ ومن ميزات هذا النظام الغذائي أنه يسمح للأشخاص بتناول الكربوهيدرات فقط أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
- نظام الكيتو الغذائي عالي البروتينات
لا يختلف هذا النظام الغذائي عن نظام الكيتو الغذائي القياسي، فهو يقوم على الحد من تناول الكربوهيدرات بشكل كبير، ولكن تختلف نسب البروتين والدهون فيه! يجب على أطعمة هذا النظام أن تضم 60% دهون و35% بروتين و5% كربوهيدرات.
من الضروري أن نبحث عن الأنظمة الغذائية التي تقدم الكثير من الفوائد الصحية، لأن هدفنا في موقع حلوها هو تقديم كل الفائدة الممكنة لأعزاءنا القراء؛ وانطلاقاً من هذا المبدأ وبعد أن تعرفنا على نظام الكيتو الغذائي؛ سنتعرف معاً على أهم الفوائد الصحية التي تقدمها لنا حمية الكيتو.
- التخلص من الوزن الزائد
بالتأكيد أحد أهم الأسباب التي تدفعنا لاتباع نظام غذائي معين هو رغبتنا بالتخلص من الوزن الزائد؛ ولهذا السبب تعرفنا في هذا المقال على نظام الكيتو الغذائي. يساعد نظام الكيتو الغذائي على زيادة قدرة الجسم على حرق الدهون، مما يزيد من السعرات الحرارية المصروفة يومياً. وإن كنت تعتقد أن هذا النظام خاطئ بسبب كمية الدهون التي نحصل عليها، فيسعدنا أن نخبرك أن الدراسات أثبتت أن الأشخاص الذين يتبعون حميات الكيتو يفقدون الوزن بشكل أسرع من أولئك الذين يتبعون أنظمة غذائية منخفضة الدهون والدسم. [3]، [4].
ومن الأسباب التي تجعل من هذا النظام فعال فيما يخص التخلص من الوزن الزائد، هو زيادة كمية البروتينات والدهون التي نحصل عليها وتقليل كمية السكريات والكربوهيدرات في أطعمتنا.
- حمية الكيتو للمصابين بمرض السكري
يعتبر نظام الكيتو الغذائي من أهم وأفضل الأنظمة الغذائية على الإطلاق وخاصةً عندما يتعلق الأمر بمرضى السكري؛ ولكن ما السبب؟ كما تعرفنا سابقاً في هذا المقال، يعتمد نظام الكيتو الغذائي على تقليل كمية السكريات والكربوهيدرات التي يحصل عليها الجسم؛ وبالتالي سيلاحظ المصابون بمرض السكري تحسناً ملحوظاً لحالتهم الصحية في حال اعتمدوا على هذا النظام الغذائي.
وفي حال كنتم تتساءلون عن مدى فعالية هذا النظام، يسعدنا أن نخبركم أنه في إحدى الدراسات التي تضمنت 21 مشارك، استطاع 7 مرضى من الأشخاص المصابين السكري أن يستغنوا عن أدويتهم الخاصة بالمرض بشكل نهائي، عن طريق اتباع نظام الكيتو الغذائي فقط![5].
- فوائد صحية متنوعة
بالإضافة إلى الفائدتين الرئيسيتين اللتان تعرفنا عليهما أعلاه، سنتعرف الآن على بعض الفوائد الأخرى التي يجب علينا أن نفهمها في حال أردنا اتباع هذا النظام الغذائي.
o الوقاية من أمراض القلب: يمكن لنظام الكيتو الغذائي أن يحسن من صحة القلب والأوعية الدموية، بل ويمكنه أيضاً خفض ضغط الدم وموازنة مستويات الكوليسترول في الجسم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل[6].
o الوقاية من السرطان: يمكن استعمال هذا النظام الغذائي من أجل وقاية أنفسنا من الخلايا السرطانية وتقليل فرص الإصابة بهذا المرض، فقد أثبتت الدراسات أن حمية الكيتو قادرة على إبطاء نمو الخلايا السرطانية ومنعها من التكاثر[7].
o ألزهايمر: من الممكن أن تساعد حمية الكيتو في تقليل آثار مرض ألزهايمر وتقليل أعراضه وتحسين صحة المصابين العقلية[8].
o حب الشباب: يساعد تخفيض مستويات الأنسولين في الجسم الناتج عن اتباع حمية الكيتو على تحسين صحة الجلد والتخلص من آثار حب الشباب المزعجة[9].
يوجد الكثير من الفوائد الأخرى لحمية الكيتو وسوف نتناول هذه الفوائد بالتفصيل في مقالات لاحقة؛ أما الآن لننتقل معاً إلى فكرة أخرى.
ما هي الأطعمة المحظورة؟
يوجد العديد من الأطعمة التي من شأنها أن تضر بحميتنا مما سينعكس بشكل سلبي على النتائج المرجوة من هذه الحمية؛ فيما يلي قائمة بالأطعمة التي يجب علينا أن نتجنبها في حال أردنا الوصول إلى الوزن المثالي[2].
- الأطعمة السكرية: كالصودا وعصير الفاكهة والعصائر المنوعة والكعك والآيس كريم والحلوى وغيرها من الأطعمة الغنية بالسكريات.
- الحبوب أو النشويات: كالمنتجات القائمة على القمح، والأرز والمعكرونة والحبوب.
- الفاكهة: جميع أنواع الفاكهة باستثناء القليل من الفراولة من حين إلى آخر.
- البقوليات: كالفول والفاصولياء والعدس والحمص...
- الخضراوات الدرنية: كالبطاطا والجزر وغيرها من الخضراوات الدرنية.
- التوابل والصلصات: ينصح بتجنب هذه الأطعمة قدر الإمكان لأنها قد تحتوي على كمية كبيرة من السكريات.
- الكحول: تحتوي المشروبات الكحولية على الكثير من الكربوهيدرات، مما يعني أن احتساء الكحول سوف يهدم كل ما تبنيه في سبيل خسارتك للوزن الزائد.
ما هي الأطعمة التي يسمح بتناولها؟
على الرغم من قائمة الممنوعات الطويلة التي تعرفنا عليها في الفقرة السابقة، إلا أنه يوجد قائمة أطول بالأطعمة المسموحة في حمية الكيتو، إن كنتم ترغبون بالتعرف على هذه الأطعمة، ننصحكم بمتابعة قراءة هذه الفقرة[2].
- اللحوم: اللحوم الحمراء واللحوم البيضاء والسمك؛ بشكل عام كل أنواع اللحوم مسموحة!
- الأسماك الدهنية: كسمك السلمون والتونة بشكل خاص.
- البيض: من المهم تناول البيض يومياً بسبب محتواه الكبير من البروتينات.
- الألبان والأجبان: ونقصد هنا الزبدة والقشدة والأجبان غير المطبوخة.
- المكسرات والبذور: كالجوز واللوز والبندق وبذور الكتان وبذور الشيا وبذور اليقطين.... إلخ.
- الزيوت الصحية: وهي زيت الزيتون البكر زيت الأفوكادو وزيت جوز الهند.
- الخضار قليلة الكربوهيدرات: مثل الطماطم والبصل والفلفل الملون والخيار ... إلخ.
- التوابل: يسمح بالتوابل الصحية وخاصة الفلفل والملح والبهار المشكل.
بالإضافة إلى كل ما سبق، هناك الكثير والكثير من الأطعمة المسموحة والممنوعة وسنحاول تغطيتها جميعاً في مقالات قادمة لنا حول هذا الموضوع.
في النهاية، نتمنى أن ينال هذا الموضوع إعجابكم، وفي حال أردتم معرفة المزيد حول حمية الكيتو، أخبرونا في التعليقات لكي نجيب على جميع استفساراتكم.
[1] دراسة Westman EC وMavropoulos J وباحثين آخرين (2003)، "مراجعة نظام الكيتو الغذائي منخفض الكربوهيدرات"، المنشور في ncbi.nlm.nih.gov، تمت المراجعة في 15/8/2019.
[2] مقال أخصائي التغذية Rudy Mawer، "نظام الكيتو الغذائي: دليل الكيتو المفصل للمبتدئين"، المنشور في healthline.com، تمت المراجعة في 15/8/2019.
[3] دراسة Bonnie J. Brehm و Randy J. Seeley وباحثون آخرون (2003)، "تجربة عشوائية لمقارنة نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات واتباع نظام غذائي منخفض الدهون مقيد السعرات الحرارية على وزن الجسم وعوامل الخطر القلبية الوعائية في النساء الأصحاء"، المنشورة في academic.oup.com، تمت المراجعة في 15/8/2019.
[4] دراسة P. A. Dyson و S. Beatty و D. R. Matthews سنة (2007)، "يعتبر اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات أكثر فعالية في تقليل وزن الجسم من تناول الطعام الصحي عند كل من الأشخاص المصابين بمرض السكري وغير المصابين به"، المنشور في onlinelibrary.wiley.com، تمت المراجعة في 15/8/2019.
[5] دراسة William S Yancy Jr وMarjorie Foy وباحثون آخرون (2005)، "اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، حمية الكيتو لعلاج مرض السكري من النوع"، المنشور في nutritionandmetabolism.biomedcentral.com، تمت المراجعة في 15/8/2019.
[6] دراسة Santos FL و Esteves SS وباحثون آخرون (2012)، " المراجعة المنهجية والتحليل التلوي للتجارب السريرية لآثار الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات على عوامل الخطر القلبية الوعائية."، المنشورة في ncbi.nlm.nih.gov، تمت المراجعة في 15/8/2019.
[7] دراسة Rainer J. Klement سنة (2013)، " السعرات الحرارية أو تقييد الكربوهيدرات؟ نظام الكيتو الغذائي كخيار آخر لدعم علاج السرطان"، المنشور في theoncologist.alphamedpress.org، تمت المراجعة في 15/8/2019.
[8] دراسة Choragiewicz T و Zarnowska I وباحثون آخرون (2010)، "آثار نظام الكيتو الغذائي المضادة للاختلاج والعصبية"، المنشورة في ncbi.nlm.nih.gov، تمت المراجعة في 15/8/2019.
[9] دراسة Paoli A و Grimaldi K وباحثون آخرون (2012)، "التغذية وحب الشباب: الإمكانيات العلاجية لحمية الكيتو"، المنشورة في karger.com، تمت المراجعة في 15/8/2019.