أنماط الأبوة وأنواع الآباء "أي نوع من الآباء أنت!"

ما هي الأنواع المختلفة لأساليب التربية؟ ما هي صفات كل نوع من أنواع الأبوة وما هي سلبيات وإيجابيات أساليب التربية المختلفة؟ وما هو النوع الذي تنتمي إليه؟
أنماط الأبوة وأنواع الآباء "أي نوع من الآباء أنت!"
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

هل تشعر بأن أطفالك يمتلكون شخصيات متقاربة من بعضها؟ إنها ليست بصدفة بل الأمر محتوم نوعاً ما! على الرغم من الاختيارات المختلفة التي يقوم أبناؤكم بها في طفولتهم ومراحلهم العمرية اللاحقة، إلا أنه لا بد من وجود روابط قوية ثابتة تربط فيما بينهم، ويعود الأمر ببساطة إلى أسلوبكم أنتم في تربية وتنمية الأطفال. سنتعرف في مقالنا هذا على العلاقة التي تربط سلوك الأطفال بأسلوب التربية، وذلك عن طريق سرد بعض أنواع الآباء وأساليبهم التربوية، تعرّف معنا في هذا المقال على النوع الذي تنتمي إليه.

هل تنتمي فئة الآباء المتسلّطين؟
هل تعتبر نفسك دكتاتورياً واستبدادياً بعض الشيء في تربيتك لأطفالك؟ هل تعتبر أن العقاب هو الحل الأول في حل المشاكل التي تواجهك مع أطفالك؟ إن كانت إجابتك على هذه الأسئلة هي نعم، فعليك أن تكمل قراءة هذه الفقرة كي تتعرف أكثر على الفئة التربوية التي تنتمي إليها، تابع معنا[1],[2],[3].

- الصفات الرئيسية للآباء المتسلطين
يتمتّع هؤلاء الآباء بصفات مشتركة واحدة تجعلهم ينتمون إلى الفئة أصحاب السلطة دون غيرها، ومن أهم هذه الصفات هي إيمانهم بأن الطفل يجب أن يراقب طوال الوقت! بشكل غريب ومتناقض، يؤمن هؤلاء الآباء بأن الطفل يجب أن تتم مراقبته طيلة الوقت، إلا أنه لا يجب أن يتم الاستماع إليه.
يؤمن الآباء المتسلطون أيضاً بأن قواعدهم في التربية هي الأفضل على الإطلاق ولا ينبغي على الأطفال معارضتها مهما حصل، حيث يرون بأن أي تساهل أو تغيير في هذه القواعد ستكون له نتائج وخيمة. إضافة إلى ذلك، يرى الآباء المتسلطون مشاعر أطفالهم على أنها أمور ثانوية لا يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار في أغلب الأحيان.
لعل أكثر الكلمات التي يستخدمها هؤلاء الآباء في حديثهم مع أطفالهم هي "لأنني قلت ذلك"! أي أنهم لا يطرحون أي مبررات أو أسباب لأي قاعدة تربوية يتبعونها، وبنفس الوقت يجب على الأطفال ألا يشكّوا أو يستاؤوا من هذه القواعد لأنها حتماً تصب في مصلحتهم حتّى وإن كانت تبدو مزعجة وظالمة[4].

- أسلوب التربية المتسلطة
يعتمد أسلوب الآباء المتسلطين التربوي على السلطة والتحكّم، فهم لا يفتحون لأطفالهم باب المشاركة في مواجهة التحدّيات أو حل المشكلات بل يضعون بعض القواعد التي يتوجب الالتزام بها وبعض العواقب الصغيرة التي سيتعرض لها الأطفال في حال رفضهم للقواعد. ومع ذلك، يمكن لبعض هؤلاء الآباء أن يتركوا مجالاً صغيراً للطفل كي يعبّر عن رأيه، إلا أن هذه الحالة نادرة للغاية. إن كنت تركّز على جعل طفلك يشعر بالأسف بعد قيامه بأي خطأ بدلاً من تأنيبه بشكل بسيط فأنت حتماً أحد أفراد هذه الفئة التربوية.

- الإيجابيات والسلبيات في نمط التربية المتسلط
يؤسفنا إخباركم بأن الأشخاص الذين ينتمون لهذه الفئة التربوية لا يمتلكون أي صفات إيجابية عندما يتعلّق الأمر بتربيتهم لأطفالهم، فهم يضعون توقعات عالية جداً لأطفالهم ولا يوفرون لهم الاحتياجات العاطفية والنفسية اللازمة لتحقيق هذه التوقعات! كما أنهم لا يقبلون الفشل أبداً ويقومون بمعاقبة أخطاء أطفالهم مباشرة مهما كانت صغيرة.
إن كنت تظن بأن هذا الأسلوب هو جيد بالنسبة لك، ننصحك بالتفكير قليلاً في نتائج اتباعك لهذا الأسلوب فالطاعة التي يظهرها أبناؤك لك ليست دائمة، كما سينجم عنها العديد من المشاكل مثل قلة احترام أطفالك لذاتهم وتطويرهم لبعض الصفات العدوانية والعدائية مع الوقت، والأهم من كل ذلك هو تقبّلهم للكذب مقابل التخلّص من العقاب وتجنّبه.
 

animate

ما هي الصفات التي تميّز الآباء المنتمين إلى هذه الفئة؟
هل تعتبر أن أسلوبك التربوي حازم بعض الشيء مع أطفالك؟ إذا كانت إجابتك نعم، فمن المحتمل أن تكون منتمياً إلى هذه الفئة. يتميز هذا النوع من الآباء بأنهم رسميون وحازمون مع أطفالهم، إلا أنهم في الوقت نفسه غير قاسيين ولا يعتمدون على العقاب كثيراً في تربيتهم. إن كنت تظنّ بأن حبّك لأطفالك يتطلب بعضاً من القسوة والانضباط، فننصحك بأن تكمل هذه الفقرة كي تعرف أكثر عن الفئة التي تنتمي إليها.

- الصفات الرئيسية للآباء الراشدين
يتسم الأشخاص المنتمين إلى هذه الفئة بأنهم يبذلون الكثير من الجهد والوقت في إنشائهم لعلاقة إيجابية وفعّالة مع أطفالهم، وهم بذلك يختلفون اختلافاً كبيراً عن فئة الآباء المتسلطين. إضافة إلى ذلك، يقوم هؤلاء الآباء بوضع القواعد الثابتة الخاصة بهم أثناء تربيتهم لأطفالهم، وعلى الرغم من أهمية هذه القواعد بالنسبة لهم إلا أنهم يأخذون مشاعر أطفالهم بعين الاعتبار ويشرحون لهم الأسباب الكامنة وراء هذه القواعد[5].

- أسلوب التربية الراشدة
يتشابه الآباء المنتمون إلى هذه الفئة مع الآباء المتسلطين في كونهم معتمدين للغاية على القواعد وأهميتها، إلا أن الاختلاف بينهم يكمن في أسلوب تطبيق هذه القواعد. حيث يقوم الآباء المتسلطون بعدم أخذ رأي أطفالهم بعين الاعتبار، إلا أن الآباء الراشدون يستمعون إلى آراء الأطفال  وينظرون لها على أنها صورة مباشرة لمشاعرهم، فيقومون بالوصول إلى نتيجة ترضيهم ولا تجرح مشاعر الأطفال قدر المستطاع.
يستثمر الآباء الراشدون وقتهم أثناء تربيتهم لأطفالهم في محاولة منع تشكل مشاكل أطفالهم السلوكية حتّى قبل أن تظهر علامات هذه المشاكل، حيث يقومون باستخدام استراتيجيات الانضباط الإيجابي لتعزيز السلوك الجيد لدى الأطفال عن طريق المدح والمكافأة. وفي الوقت ذاته، لا يرغب الآباء الراشدون في تطبيق العقوبات على أطفالهم، فيحاولون تجنّب العقاب حين يسمح الأمر بذلك.

- الإيجابيات والسلبيات للأبوة الراشدة
لعل أكثر النقاط الإيجابية أهمية عندما يتعلّق الأمر بالأهل الراشدين هي كونهم أكثر ديمقراطية من الأهل المتسلطين! لا بد من أنكم تظنّون بأنهم مجرد فئة تربوية صارمة شبيهة بالتي سبقتها، إلا أن الأمر خاطئ! على الرغم من التوقعات الكبيرة التي يرسمها هؤلاء الآباء لأطفالهم، إلا أنهم يوفّرون لهم كل ما يحتاجونه من دفء ودعم لتحقيق هذه التوقعات، كما أنهم لا يقسون على أطفالهم في حال فشلهم في تلبية هذه التوقعات بل يتعاملون مع الطفال برعاية وتسامح كبيرين.
 

ما الذي تحمله هذه الفئة التربوية في طيّاتها؟
هل تشعر بأنك تقوم بتقديم كل ما هو ضروري وغير ضروري لطفلك في كل الأوقات؟ ننصحك بالتفكير قليلاً وقراءة هذه الفقرة لأنك غالباً تنتمي إلى هذه الفئة التربوية. لا يضع الآباء المتساهلون حدوداً لأطفالهم، بل يقومون بخلط الحب والدلال بطريقة خاطئة بعض الشيء. إضافة إلى ذلك، يعطي هؤلاء الآباء سلطة كبيرة لأطفالهم دون أن يشعرون مما قد يؤدي إلى مشاكل عديدة. تابع معنا هذه الفقرة لتتعرف أكثر على هذه الفئة [3].

- الصفات الرئيسية للآباء المتساهلين
هل تضع الكثير من القواعد في المنزل لكنك نادراً ما تقوم بتنفيذها؟ إنها إحدى الصفات التي نجدها عند جميع أفراد هذه الفئة. إضافة إلى ذلك، لا يقوم الأهل المتساهلون بمعاقبة أطفالهم أبداً، فهم يعتقدون بأن الأطفال يتعلّمون بشكل أفضل عندما لا يقوم الاهل بالتدّخل. وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب التربوي يبدو لطيفاً وصحيحاً للوهلة الأولى إلا أنه قد يتطور ويصبح خطيراً في بعض الأحيان.

- أسلوب التربية المتساهل
يتّسم هذا النوع من الأهل بالتساهل والتسامح الشديدين مع أطفالهم، فعبارتهم الشهيرة هي "الأطفال سيبقون أطفالاً" ظنّاً منهم أن أي تدخل تربوي يقومون به سيكون بلا جدوى. إضافة إلى ذلك، لا يقوم الأشخاص المنتمين إلى هذه الفئة بوضع أي عواقب لأفعال أطفالهم السيئة، إلا أنهم قد يكافئون تصرفاتهم الجيدة في بعض الأحيان. يمكننا أن نرى عزيزي القارئ بأن هؤلاء الأهل يلعبون دور الصديق مع أطفالهم بدلاً من دور الوالدين، فهم يتحدثون دوماً مع أطفالهم حول ما يواجههم من مشاكل إلا أنهم لا يقومون بدور تربوي فعّال.

- الإيجابيات والسلبيات في التربية المتساهلة
يختلف هذا النوع من الأهل عن النوعين السابقين اختلافاً كلياً، حيث كان الأهل المتسلطون والراشدون يضعون توقعات عالية لأطفالهم، لكنّ الأهل المتساهلين لا يطلبون أو يتوقعون أي شيء من أطفالهم. إن كنت ترى هذا الأمر على أنه إيجابي، فكّر أكثر! لأنه من الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى مشاكل حقيقية في ثقة الأطفال بنفسهم. وفي الوقت ذاته، يمتلك هذا الأسلوب التربوي جانباً جيداً، حيث تعتبر صحة الأطفال النفسية والعاطفية أفضل عندما يكون الأهل منتمين إلى هذه الفئة[6].
 

هل من الممكن أن تنتمي أنت إلى هذه الفئة التربوية؟
هل تشعر بأنك تهتم بنفسك وبحياتك الشخصية والمهنية أكثر مما تهتم بأطفالك؟ بكل أسف نخبركم بأن هذه الفئة من الأهالي تتسم بفقدانها لجوهر الأبوة الحقيقية، فهم أشخاص لا يهتمون إلا بأنفسهم لدرجة أنهم لا يمتلكون وقتاً لرعاية أطفالهم. ينتج عن أسلوب تربوي كهذا العديد من المشاكل، لذا ننصحك عزيزي القارئ في حال وجدت أسلوبك التربوي قريب من الأسلوب الاستقلالي أن تراجع تصرّفاتك وتحاول إيجاد المزيد من الوقت لأطفالك.

- الصفات الأساسية للآباء المستقلين
متى كانت أخر مرّة سألت فيها طفلك عن يومه المدرسي أو واجباته المنزلية؟ إن كنت لا تستطيع التذكر فأنت بحاجة إلى المساعدة! لعل أحد أهم الصفات التي تميز الأهل المستقلّين عن غيرهم هي امتلاكهم لعالمهم الخاص بعيداً عن صخب الأطفال ومشاكلهم واحتياجاتهم، فمن النادر أن تجد شخصاً ينتمي إلى هذه المجموعة مهتماً بمكان طفله أو باحتياجاته، فهم يتركون أطفالهم يلعبون طوال الوقت غير مهتمين بنتائج هذا الأمر.

- أسلوب التربية المستقلة
تشترك الفئات التربوية الثلاثة التي تكلّمنا عنها سابقاً في هذا المقال بشيء واحد على الأقل، وهو اهتمام الأهل بأطفالهم، سواء كان هذا الاهتمام متمثلاً بقسوة أو بلطف شديد، إلا أن هذه الفئة مختلفة تماماً عن الفئات الأخرى حيث نرى الأهل غير مكترثين لما يحدث في حياة أطفالهم ولا يبذلون أي جهد أو طاقة لتلبية احتياجات طفلهم الأساسية. وبكل تأكيد، لا يمكن أن يمر هذا الأسلوب التربوي دون عواقب وخيمة، فهو يحمل في طياته العديد من المشاكل التي يمكن أن تؤذي الأطفال وعلاقتهم بذويهم[7].

- السلبيات والإيجابيات التربية الاستقلالية
ينقسم الأشخاص المنتمون إلى هذه الفئة التربوية إلى قسمين أساسيين، فمنهم من يتعمّد الإهمال ومنهم من يقوم بالاستقلال عن أطفاله دون قصد. قد يعود السبب في اهمال الأهل لأطفالهم إلى بعض المشاكل النفسية أو العقلية أو العاطفية التي يتعرّض لها الأهل، حيث يصبح هؤلاء الأهل غير قادرين على تلبية احتياجاتهم واحتياجات أطفالهم في آن واحد مهما سعوا إلى التوازن. أما على الجانب الآخر يوجد بعض الأهالي الذين لا يعانون من أي مشاكل إلا أنهم ببساطة مهملين ويفتقرون إلى المعرفة التي تساعد في تربية الطفل. مع الأسف، تعتبر نتائج هذا الأسلوب وخيمة مهما اختلفت أسبابه، حيث من الممكن أن يعاني الأطفال من مشاكل في احترامهم لذاتهم إضافة إلى بعض المشاكل الأكاديمية في المدرسة.

في النهاية، تحدّثنا في هذا المقال عن الأساليب التربوية التي يستخدمها الأهل في تربية أطفالهم، كما ذكرنا لكم صفات الآباء المختلفة لها وسلبيات وإيجابيات كل الأنظمة التربوية. 
 

[1] مقال، "4 أنواع للأساليب التربوية وتأثيرها على الأطفال"، المنشور في موقع verywellfamily.com، تمت المراجعة في 18/8/2019.
[2] مقال "لماذا تعتبر الأساليب التربوية مهمة في تربية الأطفال؟"، المنشور في موقع verywellfamily.com، تمت المراجعة في 18/8/2019.
[3] مقال للدكتور Gerald Schoenewolf، "عشرة أنواع للآباء وتأثيرهم"، المنشور في موقع psychcentral.com، تمت المراجعة في 18/8/2019.
[4] دراسة Bi X و Yang Y وباحثون آخرون (2018)، "أساليب الأبوة والأمومة والعلاقات بين الوالدين والمراهقين: الأدوار الوسيطة للاستقلال السلوكي والسلطة الأبوية"، المنشورة في موقع ncbi.nlm.nih.gov، تمت المراجعة في 18/8/2019.
[5] دراسة David Huh وJennifer Tristan وباحثون آخرون (2006)، "هل سلوك المشكلة يعني أبوة وأمومة ناقصة؟ دراسة مستقبلية للفتيات المراهقات"، المنشورة في موقع ncbi.nlm.nih.gov، تمت المراجعة في 18/8/2019.
[6] دراسة Loredana R.Diaconu-Gherasim سنة (2016)، "إدراك أنماط الأبوة والأمومة والإنجاز الأكاديمي: الدور الوسيط لتوجهات الأهداف"، المنشورة في موقع sciencedirect.com، تمت المراجعة في 18/8/2019.
[7] دراسة Gentina Elodie وL. J. Shrum وباحثون آخرون (2018)، "نموذج تكاملي لتأثير دعم الوالدين والأقران على معتقدات المستهلك الأخلاقية: الدور الوسيط المتمثل في احترام الذات، والسلطة، والمادية"، المنشورة في موقع researchgate.net، تمت المراجعة في 18/8/2019.