اهتمام المرأة بحياتها بعد الإنجاب وتوازن حياة الأم
هل تظنّين بأن قطار الراحة قد فاتك بعد إنجابك لأطفالك؟ تعتقد معظم الأمهات بأن حياتها ستتغير كلّياً بعد الإنجاب ولن يتبقّ لها أي وقت للاعتناء بنفسها. إنه أمر خاطئ حقّاً! يمتلك كل شخص فينا الحق في تخصيص بعض الوقت لنفسه ولاحتياجاته الشخصية، فمن الممكن أن يؤدي نقص الرعاية الذاتية إلى مشاكل أكبر مما نتخيّل. فمن الصعب الوصول إلى صورة الأم المثالية التي تطمحين إليها وأنت مرهقة ومتعبة طوال الوقت. عزيزتي القارئة، أنت بحاجة إلى بعض الوقت للنقاهة والراحة، تابعي معنا هذا المقال كي نقدّم لك يد العون في ذلك.
كيف تستغلين وقت فراغك الضيق في أنشطة خارجية ممتعة ومريحة؟
هل تعلمين أن اهتمامك باحتياجاتك الروحية والجسدية والنفسية والاجتماعية يؤثر بشكل كبير على تربيتك لأطفالك؟ استغلّي عزيزتي القارئة كل دقيقة من وقت فراغك مهما كان قصيراً في تعزيز راحتك وتلبية احتياجاتك جميعها، ولاسيما احتياجاتك الاجتماعية والجسدية التي تطلّب الخروج من المنزل بين الحين والآخر. تابعي معنا هذه القائمة بالأنشطة الخارجية التي ستبعث فيك الطاقة الإيجابية مجدداً[1],[2].
- ادخلي اللون الأخضر إلى حياتك
هل تبحثين عن الراحة والسكينة النفسية؟ سنقدّم لك الحل الأفضل، إنها الطبيعة! جرّبي أن تخصصي القليل من الوقت أسبوعياً كي تمشي في الحديقة أو تتنزهي في أحضان الطبيعة، وإن كنت تمتلكين حديقة صغيرة في منزلك فمجرّد الاعتناء بها سيقدّم لك دفعة كبيرة من الطاقة الإيجابية.
ننصحك عزيزتي القارئة بأن تبحثي عن رفاهيتك البدنية والعقلية في أحضان الطبيعة الخضراء، فالأمر حقاً في غاية السهولة. إن لم يكن لديك الوقت للخروج، يمكنك شراء بعض النباتات لتزيّني بها منزلك أو حتى أن تنظري إلى بعض الصور التي تحتوي مناظر طبيعية خلّابة[3]!
- لا تقطعي صلة الرحم
في ظلّ ضغوط الحياة التي تعيشها الأم ضمن روتينها اليومي مع أطفالها وزوجها، قد تبدو صلة الرحم وكأنها مجرد واجب ثقيل الظل، فمن الممكن أن تقوم الأم بالعديد من الأمور الأهم في هذا الوقت. لا تتسرعي عزيزتي القارئة، فصلة الأرحام ليست مجرد واجب وحسب، بل هي إحدى أفضل الطرق التي تقوّي علاقاتك الاجتماعية.
إن الحفاظ على علاقاتك الاجتماعية جزء لا يتجزأ من خطة اهتمامك بذاتك، فالانخراط في جو من الأنشطة الاجتماعية المليئة بالتحدث والتواصل يعزز من صحتك النفسية بشكل كبير، كما أنه يحسّن من مستوى طاقتك الإيجابية. لذا ننصحك عزيزتي القارئة أن تخرجي أكثر مع أقربائك وأصدقائك، قومي بأي نشاط يساعدك على البقاء على اتصال مع أشخاص بالغين.
- اذهبي إلى التسوق
لا بد من أنك تفكّرين بالعلاقة التي تربط التسوّق براحتك النفسية والجسدية، فالتسوق عملية مرهقة خصوصاً للنساء، إلا أن هدفنا من دعوتك إلى التسوق هو أمر ماديّ بالمطلق! قد تجدين أنه من السهل أن تصرفي الكثير من المال على أطفالك، فلا بد من أنك تشترين لهم الألعاب والملابس الجديدة طوال الوقت، لكن ماذا عنك؟
هل تعلمين أنه بمجرد شرائك لقميص جديد أو مستحضر تجميلي بسيط ستشعرين بسعادة أكبر؟ ننصحك عزيزتي القارئة بأن تخصصي جزءاً من ميزانية المنزل الشهرية لنفسك، عليك أن تفعلي شيئاً لطيفاً لنفسك ولو لمرة واحدة بين الحين والآخر. تذكّري أن كل قرش تنفقيه في شرائك لشيء لك سيرفع من طاقتك الإيجابية أكثر وأكثر![4]
كيف يمكن أن تؤثر الوحدة في صحتك النفسية ومستوى سعادتك؟
يعتبر الإنسان بطبعه كائناً اجتماعياً، فلا يمكننا أن ننكر مدى سعادتنا عند الالتقاء بالأصدقاء والعائلة، إلا أننا أيضاً بحاجة ماسة إلى بعض الوقت المخصص لنا وحدنا. بعد أن قمنا بالتحدث عن الأثر الإيجابي للأنشطة الخارجية على صحتك النفسية، سنتحدث الآن عن العكس تماماً. تعرّفي معنا على أهمية الوحدة في حياة الأم وعلى فوائدها الرائعة[2],[1].
- جرّبي بعض العزلة: قد تجد العديد من الأمهات صعوبة بالغة في تخصيص بعض الوقت لنفسها، فقد تصل الحال عند بعضهن إلى دخولهن للحمام من أجل التخلص من صراخ ومشاكل الأطفال! إلا أن الحمام ليس الحل عزيزتي القارئة، عليك أن تجدي مكاناً أفضل للاسترخاء والعزلة!
ننصحك عزيزتي بأن تخصصي خمس دقائق يومياً كي تقضيها بمفردك، فنحن نعلم أنك لن تستطيعي أن تجدي وقتاً أطول في ظل وجود أطفالك في المنزل. حاولي أن تخصصي هذا الوقت أثناء قيلولة طفلك أو أثناء وجود الأب في المنزل مع الأطفال، ادخلي إلى غرفتك وقومي بقفل الباب واستمتعي بالهدوء والسكينة والعزلة لخمس دقائق على الأقل. - خذي استراحة من الأجهزة الذكية: قد لا تعني العزلة في عالمنا الحديث هذا بقاءك في غرفة مغلقة وحيدة، ففي العالم الذي نعيش فيه تشكّل الأجهزة الالكترونية الخطر الأكبر على صحتنا النفسية والجسدية. إن كنت لا تستمتعين بالعزلة المطلقة عزيزتي القارئة، يمكنك أن تجربي إطفاء هاتفك المحمول وأي جهاز ذكي تمتلكينه لبعض الوقت يومياً، وستجدين أن الأمر يبعث على الراحة حقاً.
تؤثر هذه الأجهزة الالكترونية على صحتنا الجسدية، فهي مرهقة للعينين وللرقبة واليدين والظهر أيضاً، كما أنها تستنزف وقتنا وطاقتنا بأكملها، من أجل تصفّح بعض المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أو التكلم مع بعض الأصدقاء. ندعوك عزيزتي القارئة لأن تخصصي وقتاً بعيداً عن طنين هذه الأجهزة وإزعاجها، حتّى وإن كان هذا الوقت محدوداً للغاية[5]. - دعي حواسك تعمل: تجد الأم نفسها على قدميها منذ استيقاظها وحتى وقت نومها، فهي تعمل طوال اليوم سواء في البيت لرعاية أطفالها وزوجها والاعتناء بنظافة منزلها، أو خارج البيت في وظيفتها كي تؤمن لقمة العيش لها ولأفراد أسرتها. وفي ظل هذه الضغوط الصعبة، لا تجد الأم وقتاً مخصصاً لها كي تستمتع به بكل حواسها.
لذا ننصحك جميع الأمهات اللواتي يقرأن هذا المقال بأن يخصصوا بعض الوقت لأنفسهن، ليقومن به بإشعال شمعة معطّرة أو الاستماع للموسيقى الهادئة أو شرب القليل من شاي الأعشاب. نحن ندعوك إلى تعزيز حواسك بأكملها، فلا يوجد أفضل من هذه الطريقة للاسترخاء والابتعاد عن ضجيج روتين الحياة اليومية ولو لبضع دقائق.
كيف يمكنك أن تخصصي وقتاً لتدليل نفسك؟
لقد قدّمنا لك عزيزتي القارئة بعض النصائح الفعّالة التي يمكن أن تعزز صحتك النفسية وحياتك الاجتماعية وطاقتك الإيجابية، إلا أن هذه النصائح بأكملها لن تعطيك السعادة التي تحلمين بها إن لم تقومي بتدليل نفسك بعض الشيء أيضاً! قد تنسى بعض الأمهات أنها تمتلك مساحة خاصة بها بعد إنجابها للأطفال، إلا أن هذا الأمر خطير حقاً! تعرّفي معنا على أفضل الوسائل التي تتيح لك تدليل نفسك مع وجود أطفالك في المنزل.
- استمعي لبعض الموسيقا: هل تريدين حلّاً جذرياً للابتعاد عن ضجيج الحياة وصخبها؟ إنها الموسيقا بلا شك! راقبي طفلك المراهق فستجدين بأنه يهرب إلى الموسيقا في كل مرة يقرر فيها تجاهلك، تعلّمي منه فهو على حق! سواء كنت من محبي الموسيقا الهادئة الكلاسيكية أو تفضّلين الرقص على أنغام الموسيقا الشعبية، يمكنك أن تستخدمي الموسيقا كوسيلة فعّالة للهروب من ضغوط الحياة.
ننصحك عزيزتي القارئة بأن تقومي بتشغيل بعض من الأغاني المفضلة لديك أثناء قيامك بتحضير الطعام أو جلي الصحون أو حتّى أثناء إطعامك لطفلك الصغير، فهي طريقة رائعة لتعزيز حالتك المزاجية ومساعدتك على نسيان الشعور بالتعب[6]. - اهتمي أكثر بسريرك: إن حاولت أن تستحضري صورة لسريرك الآن، لا بد من أنها صورة لسرير مليء بأكوام من الملابس! إنه أمر طبيعي، فمن الصعب أن تجد الأمهات وقتاً للاعتناء بغرفتها بينما تقضي كل وقتها في ترتيب أشياء أطفالها. إلا أننا ندعوك الآن إلى أن تنظري لسريرك وغرفة نومك كملاذ للاسترخاء، لا كغرفة مليئة بالفوضى العارمة!
ننصحك عزيزتي القارئة بأن تحوّلي غرفة نومك إلى مكان يدعو للراحة والسكينة، يمكنك مثلاً أن تقومي بترتيب سريرك وشراء بعض الأغطية المريحة ذات الألوان اللطيفة، كما يمكنك أن تقومي ببعض التغييرات في ديكور الغرفة كي تصبح أكثر إيجابية وحيوية. انظري إلى سريرك على أنه المكان الذي تهربين إليه من ضجيج المنزل بهدف الراحة والاسترخاء، وحاولي أن تمضي بعضاً من وقتك في غرفتك عندما تشعرين بالتعب والتوتر. - حوّلي منزلك إلى صالون تجميل: هل تجدين أنه من الصعب أن تتركي أطفالك في المنزل كي تذهبي إلى صالون تجميل؟ لا تقلقي، يمكنك أن تحوّلي منزلك بأكمله إلى صالون تجميل حتّى مع وجود أطفالك في المنزل! ننصحك عزيزتي القارئة في البداية أن تستيقظي قبل أطفالك ببعض الوقت كي تحظي بالقليل من السكينة ولكي تستطيعي التركيز على نفسك. يمكنك أن ترتدي روباً مريحاً كالذي تلبسه النساء في صالونات التجميل والمنتجعات الصحية، وابدئي يومك بالاسترخاء في حوض الاستحمام مع بعض الموسيقى الهادئة. يمكنك أيضاً أن تعتني بنضارة وجهك وجمال شعرك وأظافرك أثناء جلوسك في حوض الاستحمام عن طريق بعض الماسكات التي تحبّينها!
كيف يؤثر اهتمامك بنفسك على نفسيتك وعلى أسرتك؟
قدّمنا لك عزيزتي القارئة مجموعة رائعة من النصائح التي ستساعدك حتماً في الاعتناء بنفسك في منزلك حتى مع وجود الأطفال في المنزل، إلا أن الوقت قد حان كي نتحدث عن أمر في غاية الأهمية وهو الفوائد التي ستقدّمها لك هذه النصائح؟ وهل ستعود هذه النصائح بفوائد عليك أنت وحسب أم على عائلتك كلها؟ تابعي معنا هذه الآثار الإيجابية لاهتمام الأم بنفسها كي تعرفي أكثر عن الموضوع.[7]
- ستساعدك بضع دقائق من الاهتمام بنفسك بتأمين سعادة أكبر لأطفالك، حيث سيستطيعون أن يستمّدوا الكثير من الطاقة الإيجابية من أمهم التي سيرونها مفعمة أكثر بالسعادة والعطاء والحب.
- سيوفّر لك الاعتناء بنفسك وقتاً تقومين فيه بتفريغ كل الطاقة السلبية الناجمة عن التوتر والتعب في روتينك اليومي.
- لا يوجد ما هو أفضل من الرعاية الذاتية في تعزيز مزاجك وشعورك بالاسترخاء والسكينة في ظل صخب الحياة.
- ستعزز الرعاية الذاتية وخصوصاً تلك التي تتضمن اهتمامك بجمالك ثقتك بنفسك مما سيجعل علاقتك بزوجك في أحسن حال.
- الاعتناء بنفسك، سيعلم أطفالك ضرورة الاعتناء بالذات وأخذ استراحات عند الحاجة إلى ذلك وعدم تحمل أي شيء فوق طاقتهم.
- إن قيامك بالذهاب للنادي وممارسة الرياضة والاعتناء بصحتك، سيحفز أطفالك على القيام بكل هذه الأمور لأنك القدوة الرئيسية لهم.
- الحالة النفسية التي تظهرينها للأطفال هي الحالة النفسية التي سيحاول الأطفال تبنيها، ففي حال كنت مكتئبة سيكتئب أطفالك، وفي حال كنت سعيدة فسيسعد أطفالك.
في النهاية، قدّمنا لكنّ عزيزاتنا القارئات مجموعة من النصائح التي تمكّنكم من إعادة شحن طاقتكم الإيجابية في ظل وجود أطفالكن في المنزل، كما تحدّثنا عن فوائد اعتناء الأم بنفسها وأثره على علاقتها بأطفالها.
في هذا الفيديو تتحدث الخبيرة لانا قاعتي عن رؤية جديدة لمفهوم الأمّ الأنانية وكيف يمكن أن تكون أنانية الأمّ إيجابية على الأبناء وعلى الحياة الأسرية بالعموم، يمكنكم مشاهدة الفيديو من خلال الضغط على علامة التشغيل أو من خلال النقر على هذا الرابط:
- مقال، "15 استراتيجية لاعتناء الأهل بأنفسهم"، المنشور في موقع verywellfamily.com، تمت المراجعة في 22/8/2019.
- مقال، "10 أمور يمكنك القيام بها لنفسك عند تواجد أطفالك خارج المدرسة"، المنشور في موقع verywellfamily.com، تمت المراجعة في 22/8/2019.
- دراسة Roger S. Ulrich سنة (1979)، "المناظر الطبيعية والراحة النفسية"، المنشورة في موقع tandfonline.com، تمت المراجعة في 22/8/2019.
- دراسة RonaldGoldsmith سنة (2016)، "السعادة والتسوق"، المنشورة في موقع sciencedirect.com، تمت المراجعة في 22/8/2019.
- دراسة Mats Hagberg وAnnika Härenstam وباحثون آخرون (2011)، "استخدام الهاتف المحمول والقلق واضطرابات النوم وأعراض الاكتئاب في الشباب"، المنشورة في موقع bmcpublichealth.biomedcentral.com، تمت المراجعة في 22/8/2019.
- دراسة Suvi H. Saarikallio سنة (2008)، "الموسيقا وتنظيم المزاج: تطوير النطاق الأولي"، المنشورة في موقع researchgate.net، تمت المراجعة في 22/8/2019.
- مقال "الاعتناء بنفسك: هدية لأطفالك المراهقين"، المنشور في parentandteen.com، تمت المراجعة في 22/8/2019.