تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة
يحتاج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الكثير من المراعاة والانتباه، بالإضافة إلى العديد من الأساليب التربوية المميزة التي تمكن الأهل من تربية هؤلاء الأطفال والتعامل معهم على أكمل وجه؛ ولأن مهمتنا في موقع حلوها هي تسهيل الأمور عليكم، قررنا في هذا المقال أن نتعرف معاً على أهم الطرق التي قد تساعد بتربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى التي قد تسهل على طفلك تقبله لاحتياجه الخاص. تابع معنا هذا المقال لتعرف أكثر عن هذا الموضوع.
كيف تربي طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة؟
قد يعتقد البعض أن التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أمراً مستحيلاً، ولكن لا مستحيل مع خبراء حلوها! تقول خبيرة موقع حلوها الدكتورة هداية المتخصصة بنفسية وتربية الطفل، أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة كالمصابين بمتلازمة داون قادرين على تعلم المهارات اللازمة للحياة عن طريق تسجيلهم بالمراكز المتخصصة في هذا المجال؛ وتضيف قائلةً بأنه يوجد العديد من المراكز الخاصة بتعليم وتأهيل الأطفال المصابين بمتلازمة داون، لذلك لا داعي للقلق بهذا الخصوص.
أما فيما يتعلق بتربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة كأطفال التوحد على سبيل المثال، فتخبرنا الدكتورة هداية بضرورة الابتعاد عن العنف والامتناع عن ضربهم بشكل نهائي، فهذا لا يولد إلا نفور وكره الطفل لأهله، كما أنه قد يزيد من مشاكلهم الخاصة أيضاً!
هناك العديد من الأساليب التربوية التي قد تساعدكم أعزائي القراء على التعامل مع الأطفال إن كانوا يعانون من إعاقة ما، ولذلك ارتأينا في موقع حلوها أنه من الضروري الاطلاع على بعض أهم وأشهر هذه الأساليب؛ إن كنت تبحث عن أفضل طرق التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ننصحك بمتابعة هذه الفقرة بتمعن[1].
- تعرف أكثر على الحالة
يمكنك بدايةً أن تعرف كل ما يتعلق بحالة طفلك بشكل عام، كتاريخ هذه المشكلة وكيفية تعامل الآخرين معها، بالإضافة إلى المشاكل التي قد يتعرض لها طفلك بسبب وضعه الخاص وكيفية حلها أو تجنبها. ببساطة، يمكننا أن نخبرك أنه كلما درست حالة طفلك أكثر كلما ساعدته وساعدت نفسك على التعامل مع إعاقته بشكل أفضل وأسلس، وبدون أن تشعر طفلك أنه مختلف عن الآخرين على الإطلاق.
- أكد على استقلاليته
نحن نعلم أن أحد أكثر الأسئلة التي تراود أذهان الآباء، ما إذا كان طفلهم ذو الاحتياجات الخاصة قادر على العيش باستقلالية تامة في المستقبل أم لا؛ يمكننا أن نخبركم أعزاءنا القراء أن هذا الاستقلال –إن كنتم ترغبون به- يبدأ من المنزل! نعم هذا صحيح، لا تستغربوا هذا. إن طريقة تكلمكم وتعاملكم مع طفلكم بشكل يومي وفي الظروف الحياتية الروتينية تؤثر بشكل كبير على الأفكار والثقة التي تتولد عند الطفل؛ بمعنى آخر، في حال تركت لطفلك بعض المساحة للاستقلال داخل المنزل سيتمكن طفلك من الاستقلال بشكل تام لاحقاً إن كانت ظروفه تسمح بهذا.
- التعلم ثم التعلم!
لا يمكن أن تنجح بأي خطة ترسمها لحياة طفلك المستقبلية إن لم تساعده وتحفزه لإكمال تعليمه. قد يرغب بعض هؤلاء الأطفال بترك المدرسة أو التوقف عن التعلم لأسباب كثيرة منها الخجل من وضعهم ومنها التنمر الذي قد يتعرضون له، ولكن بكل الحالات من واجبك أن تبحث عن الأسباب التي تدفع طفلك للنفور من المدرسة والتعليم ومحاربتها بشتى الوسائل، لكي تضمن مستقبلاً لامعاً لطفلك.
- اللعب العلاجي
ما هو اللعب العلاجي؟ إن هذا النوع من اللعب يقوم على لعب الطفل مع أشخاص آخرين أو ممارسة أي نشاطات جماعية أخرى كالرسم والتلوين والاستماع إلى الموسيقى؛ يمكنك أن ترسل طفلك أيضاً إلى المعسكرات الصيفية المسلية والمخيمات الجماعية التي تعم فيها أجواء الفرح والتسلية. عليك أن تعرف عزيزي القارئ أن هذا النوع من النشاطات يعزز من ثقة طفلك من نفسه ويقلل من خجله من ظرفه الذي لا ذنب له فيه.
- ابحث عن الدعم
نحن نعلم كم يمكن أن تكون تربية الأطفال صعبة بشكل عام، فكيف إن كان الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة؟ للأسف عليك أن تكون قوياً لأجلك ولأجل طفلك، ولهذا السبب عليك أن تبحث عن الدعم وتطليه في حال احتجت إليه. اسأل الأشخاص المحيطين بك إن كانوا يعرفون آباءً آخرين يعيشون نفس ظروفك، وتعرف عليهم ومن ثم تعلم من خبرتهم. قد تكون هذه الطريقة أفضل طريقة للتعامل بشكل سليم مع طفلك المميز.
تعليم مهارات الحياة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
قبل أن تساعد طفلك وتهتم به لتحميه من كل ظرف أو كل مشكلة يتعرض لها لأنك قلق عليه بسبب إعاقته، ننصحك أن تعلمه كيفية اهتمامه بنفسه أولاً. للأسف يختلف أطفالنا المميزون عن الأطفال الآخرين بالكثير من الأمور، لذلك سيختلف أسلوب تعليمنا وتربيتنا لهؤلاء الأطفال، وفي هذه الفقرة سنوضح بشكل مفصل السبب الذي يدفعنا لتعليم مهارات الحياة لأطفالنا المميزين بشكل مختلف عن الأطفال العاديين[2].
- قد لا يستطيع الطفل ذو الاحتياجات الخاصة تطوير مهارة تقليد محاكاة الآخرين حتى وقت متأخر مقارنةً بأقرانه.
- قد لا يستطيع طفلك فهم اللغة المكتوبة أو المسموعة أو المقروءة حتى عمر متأخر إذا ما قارناه بأعمار بقية أقرانه.
- لا يمكنك تحفيزه عن طريق دفعه ليتشبه بطفل آخر تعجبك وتناسبك تصرفاته مثلاً.
- قد يجد هؤلاء الأطفال صعوبة كبيرة في فهم التعليمات الموجهة إليهم، وخاصة تلك التي تحوي الكثير من الخطوات المتراتبة.
- قد لا يدرك هؤلاء الأطفال التصرف الواجب قيامهم به، لعدم قدرتهم على التمييز بين التصرفات المقبولة والتصرفات المرفوضة.
- قد لا يمتلك طفلك القدرة على التركيز وتسليط كل اهتمامه على أمر ما لفترة طويلة من الزمن.
- قد يكون طفلك المميز سهل الإحباط، وحساس جداً.
طرق تعليم الطفل لمهارات الحياة
هناك بعض الطرق التي تساعد الآباء على تعليم أطفالهم ذوي الاحتياجات الخاصة بعض المهارات الأساسية التي ستساعدهم في حياتهم بكل تأكيد؛ وفي هذه الفقرة سنتعرف على الخطوات الأساسية في تعليم الأطفال مهارات الحياة[2].
- الخطوة الأولى
الخطوة الأولى في عملية تلقين طفلك المميز لمهارات الحياة هي تحليل المهام. وهي عملية تقسيم أي مهمة عامة إلى مهمات صغيرة ومتتالية بحيث لا يستصعب طفلك هذه المهمة على الإطلاق، مثلاً عملية تنظيف الأسنان تقوم على العثور على فرشاة الأسنان ومعجون الأسنان، ووضع معجون الأسنان على الفرشاة، وتنظيف الأسنان السفلية، والشطف، وتنظيف الأسنان العلوية، والشطف مرة أخرى، وتنظيف الفرشاة، ووضع جميع المعدات بشكل صحيح.
- الخطوة الثانية
إنشاء دليل مرئي يمكن لطفلك الرجوع إليه في حال استعصت عليه أي مشكلة! على سبيل المثال قم بتوثيق الأنشطة اليومية التي يجب أن يقوم طفلك بها عن طريق التقاط بعض الصور الطريفة التي من شأنها أن ترسم السعادة على وجه صغيرك، أو قم برسم وتلوين شخصيات خيالية يطبقون خطوات أي مهمة تريد من طفلك تنفيذها. بهذه الطريقة أنت تساعد طفلك على القيام بهذه المهمة، وبنفس الوقت ترسم البسمة على وجهه.
- الخطوة الثالثة
تذكر أن مهارات طفلك ستزداد مع مرور الوقت وأنه لن يحتاج دائماً إلى مساعدتك وشرحك التفصيلي لكل شيء. كن صبوراً وحنوناً ولطيفاً في التعامل مع طفلك، فما أصابه لا ذنب له به بل هو قضاء الله وقدره. تذكر أنك كل ما يملكه طفلك، وأنك المسؤول الوحيد عنه دائماً.
أفضل الألعاب للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
على الرغم من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يختلفون بعض الشيء عن الأطفال العاديين، إلا أن كلاهما يحبان اللعب والتسلية والألعاب، ومن واجبنا كأهل أن نراعي حب طفلنا للعب ولكن من الضروري أيضاً أن نستغله بطريقة إيجابية تساعد الطفل على تنمية مهاراته وتحسين مقدراته بشكل كبير. تعرفوا معنا على أفضل الألعاب التي قد يحبها طفلكم[3].
- ألعاب البناء
وهي عبارة عن ألعاب تركيبية صغيرة على شكل مكعبات تدعى "ليغو"، هناك الكثير من الأشكال والأشخاص والأماكن التي يمكن لطفلك بناؤها بواسطة هذه المكعبات، كما أن هذه الألعاب تترافق دوماً مع كتيب يشرح لطفلك طريقة التركيب المناسبة والسليمة مما يساعده على الوصول إلى هدفه بدون أي مساعدة منك.
- الألعاب المائية
قد تستغرب من هذا الخيار، إلا أن الألعاب المائية بشكل عام هي ألعاب جماعية ولا يمكن أن يلعب أي طفل بها بدون مجموعة من الأصدقاء؛ هذا يعني أنه يمكن لطفلك تعزيز صداقاته وتكوين صداقات جديدة من خلال هذه اللعبة، لذلك لا تقلق عليه، بل ساعده وقم بشراء بعض الألعاب المائية كهدية له.
- الألغاز
هناك الكثير من ألعاب الألغاز كالألغاز الرياضية مثل "سودوكو" والألعاب اللغوية مثل لعبة تشكيل الكلمات وغيرها الكثير؛ وبالإضافة إلى هذه الألعاب هناك الألغاز الصورية مثل اللوحات التركيبية، والتي تتكون من الكثير من القطع المفككة التي ما إن يتم جمعها وتركيبها بالشكل الصحيح حتى تعطيك لوحة جميلة للغاية. سيسعد طفلك بهذه الهدية كثيراً لأنه سيشاهد نتيجة تعبه ولعبه بسرعة كبيرة.
- الألعاب الحسية
هي أي لعبة تدفع الطفل إلى الاعتماد على حواسه من أجل الفوز بها، ويمكنك أن تلعب هذه الألعاب بشكل دائم مع طفلك، مثلاً لعبة الغناء أو تذوق الطعام أو تخمين الأغنية.. إلخ. تساعد هذه الألعاب طفلك على تعزيز قدرات حواسه في حال اضطر للاعتماد على إحدى الحواس أكثر من الأخرى في وقت لاحق.
- ألعاب الورق والبطاقات
مثل لعبة "مونوبولي" أو لعبة "الأونو" أو حتى ألعاب الذكاء الأخرى المعروفة كالشطرنج أو الضاما أو طاولة الزهر. أي لعبة من هذه الألعاب ستحسن من تفكير طفلك ومقدراته المعرفية، لأنها تعتمد بشكل أساسي على تشغيل الطفل لعقله والاعتماد عليه.
- التلوين
لن ننس أهم الألعاب، وهي أدوات التلوين. يساعد الرسم والتلوين طفلك على إفراغ مكنوناته بشكل لا إرادي، بالإضافة إلى أنه يسمح لطفلك بالإبداع بالقدر الذي يريده، كما يمكنك أن تميز حالته المزاجية في بعض الأوقات بالاعتماد على مراقبة الألوان التي يستعملها.
في النهاية، هناك الكثير من الأمور التي يجب علينا مراعاتها عند تربيتنا لطفل ذو احتياجات خاصة، إلا أنه يوجد الكثير من الطرق التي يمكننا اتباعها من أجل تربيته وتنشئته بشكل سليم.
[1] مقال "5 نصائح لتنشئة طفل ذو احتياجات خاصة"، المنشور في geisinger.org، تمت المراجعة في 30/8/2019.
[2] مقال "علم طفلك ذو الاحتياجات الخاصة مهارات العناية بالنفس"، المنشور في verywellfamily.com، تمت المراجعة في 30/8/2019.
[3] مقال "10 ألعاب سيحبها طفلكم ذو الاحتياجات الخاصة"، المنشور في verywellfamily.com، تمت المراجعة في 30/8/2019.