أساليب الحوار مع الأطفال وأهمية التواصل الفعال

كيف تبدأ حواراً مع طفلك؟ خطوات الحوار مع الأطفال حسب العمر، تأثير الحوار الفعّال على شخصية الطفل ومستقبله، وأفضل العبارات والأسئلة لتبدأ حواراً مع طفلك
أساليب الحوار مع الأطفال وأهمية التواصل الفعال
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

هل تشعر بأن أطفالك لا يثقون بك بما يكفي ليخبروك بأسرارهم؟ هل تشعرون كأب أو أم بأنكم بعيدون عن حياة طفلكم الشخصية؟ يعود السبب في هذا الشعور إلى افتقاركم لمهارات التواصل والحوار مع أطفالكم! لا داع للقلق أعزاءنا القراء، فكما عوّدناكم في موقع حلوها، سنقوم بحل هذه المشكلة سوياً. تابعوا معنا هذا المقال كي تعرفوا أكثر عن فوائد الحوار مع الطفل، وأهم النصائح للتحاور مع الأطفال، إضافة إلى كيفية بدء الحوار مع طفلك في المراحل العمرية المختلفة.

ما هي أهمية الحوار في تربية الطفل؟
يعبّر العديد من الأهل عن حبّهم لطفلهم بشتّى الوسائل غير اللفظية، فمنهم من يجلب الهدايا لطفله ومنهم من يوفر له جوّاً من الدفء والحنان في المنزل، وعلى الرغم من أهمية هذه الطرق وفعاليتها الكبيرة إلا أنها تفتقر إلى عنصر أساسي للغاية، وهو التواصل اللفظي.
إن التواصل اللفظي مع الطفل هو وسيلة رائعة لبناء علاقة قوية ومستدامة مع طفلك، فهي طريقة تمكّنك من مشاركة أفكارك مع طفلك وتساعدك في منحه الفرصة للتعبير عن أفكاره. تابعوا معنا هذه الفوائد العديدة للحوار مع الأطفال:[1]

  1. تحسين كفاءة الطفل اللفظية: لا يوجد ما هو أفضل من التحاور مع طفلك كي تضمن له مستقبلاً باهراً في اللغات! إن التحدّث مع طفلك الصغير بانتظام يساعده على استيعاب مجموعة كبيرة من المفردات اللغوية، لأنه ببساطة سيحاول أن يقلّدك في أسلوبك الحواري قدر المستطاع. إضافة إلى ذلك، يساعد تعبير الأطفال عن آرائهم لآبائهم في تحسين وتعزيز قدراتهم الأكاديمية واستغلالها بشكل مفيد في الفصول الدراسية.
  2. محو الأمية العاطفية: نعلم جميعاً أن الأمية تعني عدم القدرة على القراءة والكتابة، لكن ما الذي نعنيه فعلاً بالأمية العاطفية؟ يعاني العديد من الأطفال من عدم القدرة على التعبير عن مشاعرهم السلبية لآبائهم وللبالغين من حولهم، وهي مشكلة في غاية الأهمية حقاً. يمكنك عزيزي القارئ أن تساعد طفلك من خلال التحاور معه كي يستطيع أن يربط عواطفه بالكلمات ليعبّر عن نفسه بوضوح.
  3. تعزيز فهمك لطفلك: إن كان أطفالك يشاركونك آمالهم وأحلامهم وخيباتهم ومخاوفهم فهنيئاً لك! سيساعدك التحاور مع طفلك حتماً في فهم طفلك واحتياجاته بشكل أفضل وأعمق. لذا نشجع جميع الأهالي الذين يفتقرون إلى وجود علاقة كهذه مع أطفالهم على خلق علاقة قوية وراسخة بينهم وبين أطفالهم كي يصبحوا أكثر اندماجاً في حياة أطفالهم.
     
animate

هل تعلم ما هي أساسيات الحوار الناجح مع الطفل؟ يجب أن تشجع أطفالك على التحدث معك كي يخبروك بما يشعرون به، كما عليك أن تمتلك القدرة على الاستماع والاستجابة بطريق فّعالة لجميع المشاكل التي قد يطرحها أطفالك. إضافة إلى ذلك، عليك أن تركّز على لغة جسدك ونبرة صوتك ونوعية كلماتك حتّى يتمكّن أطفالك من فهمك بشكل أفضل. أما العنصر الأهم في هذا الخصوص فهو إيجاد الطريقة الصحيحة للاستماع لطفلك ولجعله يستمع إليك! تابع معنا هذه النصائح كي تعرف أكثر [2].

  • كيف تحسّن من تحاورك مع طفلك؟
    1. خصص وقتاً خاصاً للتحدث والاستماع إلى طفلك، يمكنك عزيزي القارئ أن تقوم بذلك أثناء الوجبات العائلية مثلاً.
    2. عوّد طفلك على التحدث معك عن الأمور اليومية العادية كي يسهل عليه الأمر عندما يريد التحدث عن مشكلة ما.
    3. كن منفتحاً في تقبّلك لجميع أنواع المشاعر التي يمر بها طفلك كالغضب والفرح والإحباط والخوف والقلق.
    4. تعرّف على لغة الجسد الخاصة بطفلك وقم بالرد على رسائل طفلك الخفية. على سبيل المثال، عندما تجد طفلك هادئاً للغاية اسأله "انت هادئ جداً اليوم، هل حدث شيء ما في المدرسة؟".
    5. ركّز على أهمية الصدق من خلال تشجعيك لطفلك على قول الحقيقة دائماً، يمكنك أن تثني عليه أو تكافئه عندما يقول الحقيقة بشكل مباشر.
  • كيف تظهر لطفلك أنك تهتم بسماع لحديثه؟
    1. أظهر اهتمامك بالأمور التي يتحدّث عنها طفلك عادة، حيث يمكنك أن تقول له "أخبرني المزيد عن مباراة كرة القدم التي لعبتها اليوم مع أصدقائك".
    2. أظهر لطفلك أنك مهتم بحديثه عن طريق تكرار ما يقوله لك، كما ننصحك بأن تنظر في عينيه أثناء التحدث معه والاستماع إليه.
    3. حاول ألا تقاطع طفلك أبداً وألا تساعده في التعبير عن مشاعره بكلماتك الخاصة حتّى وإن لم يستطع العثور على كلمات مناسبة.
    4. لا تتعجل في تقديم حل لمشكلات طفلك، فقد يرغب الطفل في بعض الأحيان في حل مشاكله بنفسه، لذا يكفي أن تقدم النصيحة عندما يطلبها طفلك منك.
  • كيف تشجّع طفلك على الاستماع إليك؟
    1. دع طفلك ينهي حديثه قبل أن تبدأ بالرد عليه ومساعدته، وبذلك تكون قد قدّمت له مثالاً حيّاً عن احترام المتحدّث.
    2. استخدم المفردات اللغوية والأفكار التي يستطيع أن يفهمها طفلك، فقد يشعر طفلك بصعوبة في الإصغاء والانتباه إليك إن قمت باستخدام بعض الكلمات التي لا يفهمها.
    3. إن أردت تقديم أي نصيحة لطفلك، احرص على أن تكون هذه النصيحة متوافقة مع عمره وقدرته الذهنية، كما عليك أن تجعل نصيحتك واضحة ومفهومة قدر الإمكان.
    4. تجنّب انتقاد طفلك ولومه على أي مشكلة تحصل معه، فإن كنت غاضباً من تصرفاته أظهر غضبك له عن طريق تمنيّك بعدم تكرار أمر كهذا.
    5. كن قدوة جيّدة لطفلك وذلك عن طريق تحدّثك معه ومع الآخرين بلباقة واحترام، وبذلك سيتعلّم طفلك أن يستمع إليك ويحترم ما تقوله.

كيف يمكنك أن تبدأ حوارك مع طفلك؟
هل جرّبت أن تبادر في فتح حديث جدّي مع طفلك؟ قد يبدو الأمر غريباً بالنسبة لبعض الأهالي، فهم يعرفون الكثير عن أطفالهم ويقدمون لهم كل الحب والرعاية التي يحتاجونها، إلا أن هذا لا يكفي! هنالك العديد من الأمور التي يمكنك أن تتحدث مع طفلك عنها كي تساعده على تطوير خصائص إيجابية رائعة كالامتنان والخيال والتعاطف والثقة. إن أردت أن تعرف أكثر عن هذا الأمر، تابع معنا هذه الأسئلة والعبارات التي تمكّنك من بدء حديث مثمر مع طفلك[3].

  1. أسئلة تجعلك تعرف أكثر عن طفلك: هنالك العديد من الأسئلة التي يمكنك أن تطرحها على طفلك كي تعرف أكثر عن أحلامه وطموحاته والقيم التي يؤمن بها، ننصحك عزيزي القارئ بأن تجرّب هذه الأسئلة على الفور لأنك ستدهش من قدرة طفلك على التفكير والكلام!
    • من هو صديقك المفضل؟ ولماذا اخترت هذا الشخص بالتحديد؟
    • ما هي الصفات التي تحبّها في أصدقائك؟
    • ما هي الصفات التي ترغب بأن تتمتع بها؟
    • ما هو رأيك بالثياب التي يرتديها أصدقائك في المدرسة؟
    • ما هو أكثر المواقف التي مررت بها احراجاً؟
  2. أسئلة تمكنك من تحسين العلاقات الأسرية: من المهم جداً أن يشعر طفلك بالانتماء إلى أسرته، فالطفل الذي يشعر بأنه فرد مهم من أفراد الأسرة يمكنه أن يحقق الكثير في حياته الحالية والمستقبلية. لذا ننصحك عزيزي القارئ بأن تكون منفتحاً في استماعك لآراء طفلك وأفكاره حول العائلة مهما كانت مختلفة عن تصوراتك. إليك بعضاً من الأسئلة الرائعة!
    • ما هو الشيء الذي تحبه في عائلتنا؟
    • ما هو التقليد العائلي المفضل لديك؟
    • هل تعتقد بأن قوانين المنزل التي وضعناها عادلة؟
    • إن كان بإمكانك أن تضع قوانينك الخاصة للمنزل، فماذا ستكون؟
    • ما هي أهم صفات الأم والأب الصالحين برأيك؟
    • ما هي الأمور التي ترغب في أن نقوم بها معاً كعائلة واحدة؟
    • ما الصفات التي تحبّها في إخوتك؟
  3. أسئلة تعزز الامتنان لدى طفلك: للامتنان فوائد عديدة على صحة طفلك النفسية والعاطفية والجسدية[4]، وعلى الرغم من صعوبة تربية طفل يشعر بالامتنان في وقتنا الحالي بسبب امتلاك أطفالنا للعديد من الأمور التي كانت تعتبر صعبة المنال في الماضي، إلا أن الأمر ليس مستحيلاً! هنالك مجموعة من الأسئلة التي يمكنك طرحها على طفلك كي تثير لديه الشعور بالامتنان، تابع معنا!
    • ما هي الأشياء التي جعلتك تشعر بالامتنان اليوم؟
    • ما هي الأشياء التي تمتلكها وسعيد بوجودها إلا أنك لست حقاً بحاجتها؟
    • ما هي الأمور التي تشتكي من وجودها على الرغم من أهميتها؟ (كالذهاب إلى المدرسة على سبيل المثال).
    • ما هي الأمور التي يمكنك أن تقوم بها ولا يستطيع العديد من الأشخاص القيام بها؟

ما هي مراحل التحاور الأساسية مع الأطفال؟
يبدأ التحاور الحقيقي مع الطفل في سن مبكرة للغاية، وعلى الرغم من ذلك يعتقد العديد من الأهل أن طفلهم الصغير غير قادر على الاستيعاب والتواصل في عمر صغير. لذا سنقدّم لكم في هذه الفقرة مراحل التحاور مع الطفل منذ صغره وحتّى وصوله إلى سن المراهقة، تابعوا معنا[5].

المرحلة العمرية من 3-6 سنوات
هل جرّبت أن تسأل طفلك عن يومه في الحضانة إلا أن إجابته كانت ببساطة "لا أعرف" أو "لا شيء"؟ لا تقلق عزيزي القارئ، فالطفل في هذا السن يمكنه فهم العديد من الأمور التي تحصل من حوله إلا أنه لا يزال في مرحلة تطوير مهاراته اللغوية اللازمة للتعبير عمّا يريد أن يقوله.
إن أردت أن تحقق التواصل التربوي الأمثل مع طفلك في هذه السن المبكرة، ننصحك بأن تبدأ بطرح أسئلة مختلفة على طفلك. على سبيل المثال، لا تسأل طفلك "كيف قضيت يومك؟" بل قم بطرح أسئلة أكثر تحديداً مثل "هل ذهبت إلى حديقة المدرسة اليوم أم قمت باللعب داخل الصف؟". 

المرحلة العمرية من 7-10 سنوات
يكره الأطفال في هذا السن الاستجواب، وهو ما يقوم به معظم الأهالي فور وصول أطفالهم من المدرسة إلى المنزل! ننصحك عزيزي القارئ بأن تمنح طفلك بعض الوقت بعد رجوعه من مدرسته، حيث يمكنك أن تقول له في هذا الوقت بعض العبارات البسيطة المحببة مثل "اشتقت إليك، دعني آخذ حقيبة ضهرك". 
ننصحك عزيزي القارئ بأن تقوم بالتواصل مع طفلك والتحدث معه خلال اليوم عندما تجد بأن الوقت يناسبك ويناسبه أيضاً، حيث يمكنك أن تطرح عليه بعض الأسئلة التي تطلّب منه إبداء رأيه، فالأطفال في هذا السن يحبون طرح آرائهم. قم بطرح أسئلة مثل "ما الذي جعلك تشعر بالسعادة في يومك المدرسي؟" أو "ما رأيك بالمعلومات التي قمت بتلقيها في المدرسة اليوم؟".

المرحلة العمرية بين 11-16 سنة
يشتكي العديد من الأهالي من غياب أطفالهم في هذه المرحلة العمرية، حيث يبدأ الطفل في هذا السن بالاستقلال عن أهله بشكل تدريجي. لكن عليك أن تنتبه عزيزي القارئ، لأن طفلك الصغير الذي أصبح أكبر وأوعى وأكثر استقلالاً لا يزال بحاجة ماسة إلى دعمك العاطفي!
ننصح جميع الأهالي الذين يمتلكون أطفالاً يمرّون بهذه المرحلة العمرية بأن يتوخّوا الحذر أثناء التحاور مع أطفالهم، فعلى الرغم من أن حلول العديد من المشاكل تبدو واضحة بالنسبة لهم إلا أنها قد تكون غير محببة بالنسبة لأطفالهم! حاولوا أعزاءنا أن تمنحوا أطفالكم مساحة من حرية التعبير والاختيار، وقوموا بتقديم النصائح لهم بحذر، والأهم من ذلك كلّه هو تعبيركم عن عواطفكم تجاههم باستمرار كأن تقولوا "أنا أحبك، وأشعر بأنك تمر ببعض الوقت السيء، عندما تكون مستعداً لإخباري سأكون بانتظارك، تذّكر أنني هنا دائماً".

في النهاية، قدّمنا لكم في مقالنا هذا العديد من المعلومات القيّمة حول آلية التحاور مع الطفل في مراحله العمرية المختلفة، شاركونا آرائكم حول هذا الموضوع في التعليقات.

  1. مقال، "أهمية التواصل مع طفلك"، المنشور في موقع kumon.co.uk، تمت المراجعة في 30/8/2019. 
  2. مقال، "التواصل الجيد مع الأطفال: نصائح"، المنشور في موقع raisingchildren.net.au، تمت المراجعة في 30/8/2019.
  3. مقال لأخصائية العلاج النفسي Amy Morin، "اثنتين وأرعين عبارة لتبدأ محادثة مع طفلك"، المنشور في موقع verywellfamily.com، تمت المراجعة في 30/8/2019.
  4. دراسة DariuszDrążkowski وLukasz D.Kaczmarek وباحثون آخرون (2017)، "فوائد الامتنان: أثر الامتنان على القرارات المالية والاستجابات الفسيولوجية والتجارب العاطفية خلال التفاعل الاجتماعي المرتبط بالثقة"، المنشور في موقع sciencedirect.com، تمت المراجعة في 30/8/2019.
  5. مقال، "الدليل العمري للتحاور مع الأطفال"، المنشور في موقع todaysparent.com، تمت المراجعة في 30/8/2019.