أضرار التجسس على الزوج وخطورة تفتيش هاتف الشريك
تعود طريقة مراقبة الأزواج لبعضهم وتجسس الزوجة على زوجها أو العكس إلى ما قبل ظهور الوسائل التقنية الحديثة، بل أن بعض المجتمعات شهدت ظهور مهنة قائمة بذاتها وفيها متخصصين بمراقبة الأزواج وتتبعهم، لكن مع ظهور وسائل الاتصال الحديثة أصبح هاتف الزوج هو الصندوق الأسود الذي تسعى الزوجة لسبر أغواره وكشف أسراره.
كيف يؤثر التجسس على الزوج وتفتيش هاتفه ومراقبة رسائله أو حساباته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعية على العلاقة الزوجية؟ وهل يعتبر هذا النوع من التجسس انتهاكاً للخصوصية أم أن من حق الزوجة معرفة ما يجري حولها؟ كيف تكون ردة فعل الزوج على تفتيش هاتفه سواء كان مذنباً أم بريئاً؟ نكتشف الإجابات معاً من خلال استعراض أضرار التجسس على الأزواج وقصص واقعية عن مراقبة الزوج والتجسس على هاتفه.
في البداية لا يمكن القول أن رغبة الزوجة بمعرفة الأسرار التي يخفيها الصندوق الأسود -هاتف الزوج- رغبة غير مشروعة، لكن حتى الرغبات المشروعة قد لا تتم تلبيتها إلا بوسائل غير مشروعة، كما هو الحال مع التجسس على الزوج وتفتيش هاتفه دون علمه (اقرأ مقالنا عن عقوبة تجسس الزوجة على هاتف زوجها في بعض الدول العربية).
ودوافع الزوجة لمحاولة تفتيش هاتف الزوج قد تكون دوافع ذاتية تتعلق بشخصية الزوجة ونشأتها ومفاهيمها التي تتحكم بسلوكها، أو تكون أسباب موضوعية مرتبطة أكثر بتقلبات العلاقة الزوجية أو تأثير الآخرين أو تأثير ما تسمعه وتراه حولها من قصص الخيانة الزوجية أو سلوك الزوج المشبوه.
في الحالة الأولى يكون التجسس على الزوج جزءاً من سلوكيات الزوجة المستقرة والنابعة عن الغيرة المرضية أو حتى عن اضطرابات نفسية مميزة تحتاج للمتابعة والعلاج، ولا علاقة لها بكون الزوج مخلصاً أم لا، لذلك نجد أن سلوك تفتيش هاتف الزوج عند هذا النوع من الزوجات لا يتوقف مع عدم اكتشاف ما هو مريب، وإنما يستمر بشكل روتيني[1].
في الحالة الثانية تكون التجارب السابقة مع الزوج أو تجارب الآخرين التي تتعرف إليها الزوجة دافعاً قوياً لمراقبة الزوج والتجسس عليه، والتغيرات التي تطرأ على العلاقة الزوجية والتي قد تكون جزءاً من التطور الطبيعي للزواج؛ تدفع الزوجة أيضاً للبحث عن امرأة أخرى في حياة الزوج، تحمِّلها المسؤولية عن هذه التغيرات، وقد تكون خيانات الزوج المتكررة هي السبب الوحيد وراء رغبة الزوجة الملحَّة في اكتشاف مراسلات الزوج السرية.
الزوجات البسيطات يحاولن فقط الحصول على كلمة مرور هاتف الزوج أو كومبيوتره الشخصي، الزوجات الأكثر دهاءً يدفعن مبالغ طائلة لشراء برامج التعقب والتجسس التي يتم تثبيتها على الهاتف دون أن يتمكن صاحب الهاتف من التقاطها، وينفقن مبالغ لا يستهان بها للحصول على خدمات الهاكر واختراق الحسابات والأجهزة الخاصة بالزوج، وقد يصل الأمر إلى تثبيت كاميرات خفية في السيارة مثلاً أو تثبيت أجهزة تنصت صوتية في مكان العمل وغيرها من وسائل التجسس والمراقبة التي لا تنتهي ولا يتوقف تطورها[2].
ويمكن الحديث عن مخاطر التجسس على الزوج وتفتيش هاتفه أو اختراق حسابته على مواقع التواصل الاجتماعي كالآتي[3]:
- انتهاك الخصوصية وتأثيرها على العلاقة الزوجية: بالدرجة الأولى يعتبر انتهاك خصوصية الزوج تصرفاً خاطئاً مهما كانت دوافعه، وغالباً ما تتحول القضية من وفاء وخيانة إلى قضية حدود شخصية لكل من الشريكين وجدال حول حق الزوجة بانتهاك خصوصية الزوج، وبطبيعة الحال فإن الثقة المتبادلة بين الزوجين ستكون غائبة بشكل كامل في حال اكتشاف الزوج لتطفل الزوجة على خصوصياته واكتشاف الزوجة لأسرار الزوج التي لا يشترط أن تدل على خيانة، بل ربما تكون أسرار عمل أو أسرار شخصية من نوع آخر.
- التجسس لا يمنع الخيانة: سواء كان الزوج خائناً أم مخلصاً فإن التجسس عليه ومراقبة اتصالاته لا يمكن أن يكون الحل لمنع الخيانة، بل أن الزوج الخائن ينسى فعلته ويتجه إلى محاولة تعزيز أمانه الشخصي ومنع زوجته من التجسس عليه بدلاً من التفكير بالتوقف عن الخيانة والتوبة عنها.
- تبادل الأدوار: غالباً ما يقوم الزوج الخائن الذي يتم اكتشاف أمره عبر التجسس وتفتيش الهاتف بقلب الطاولة على زوجته، ويعتبر أن المشكلة التي يجب نقاشها هي التجسس عليه وتفتيش هاتفه وليس خيانته لزوجته، بذلك تتحول الزوجة من ضحية إلى جلاد.
- ماذا لو لم يكن خائناً؟!: ربما تشعر الزوجة بالانتصار عندما تكتشف خيانة زوجها من خلال التجسس عليه وتفتيش هاتفه، لكن ماذا لو لم يكن خائناً؟ ماذا إن اكتشف الزوج أنه مراقب ومنتهك الخصوصية وهو في نفس الوقت لا يقوم بما يستدعي مراقبته؟ ما مصير الثقة المتبادلة بين الزوجين في هذه الحالة؟ وكيف ستبرر الزوجة فعلتها لزوجها المخلص؟!.
- الانزلاق إلى التجسس المرضي: في حالات ليست نادرة يتحول التجسس على الزوج ومراقبته من وسيلة إلى غاية، خاصة بعد أن يبدأ الزوج -خائناً كان أم وفياً- باتخاذ احتياطاته، فتبدأ الزوجة بتحدي كسر الاحتياطات والولوج إلى الصندوق الأسود، وهكذا تبدأ لعبة القط والفأر بين الزوجين والتي لن تنتهي بطريقة جيدة غالباً.
- الانفصال والطلاق: واحد من أسباب الطلاق الشائعة هو هوس التجسس والمراقبة لدى أحد الشريكين، وهذا ما سنراه واضحاً من خلال القصص الحقيقية عن التجسس والمراقبة والتي سنعرضها في السطور القادمة.
- التعرض للابتزاز: في حالات ليست نادرة تلجأ الزوجات لطرف ثالث بهدف التجسس على الزوج واختراق حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تتعرض الزوجة في هذه الحالة إلى الابتزاز بطرق مختلفة، اقرأ مقالنا عن الابتزاز الالكتروني.
من القضايا الساخنة التي يتداولها رواد موقع حلوها هي قضية التجسس على الزوج وتفتيش هاتفه أو مراقبة حساباته الشخصية على فيسبوك أو غيرها من وسائل التواصل الحديثة، ونحن إذ نعرض لكم بعض هذه القصص الحقيقية عن التجسس في العلاقة الزوجية نحاول أن نحيط بالموضوع من خلال ردود القراء والخبراء في موقع حلوها مع الحفاظ على السرية والهوية المجهولة لأصحاب هذه القصص.
زوجي يفكر بالانفصال لأني أتجسس عليه
صديقة الموقع قامت بتفتيش هاتف زوجها بعد شهر العسل مباشرة، فوجدت رسائل قديمة تشير إلى علاقات زوجها النسائية قبل الزواج، وعندما واجهت زوجها أكد لها أن هذا ماضٍ وهو الآن ملتزم بهذا الزواج، لكن الزوجة لم تستطع كبح غيرتها على مدى سبع سنوات من الزواج، واستمرت بالتجسس على زوجها ومراقبته بدافع الشك والغيرة على الرغم أنها خلال كل تلك الفترة لم تجد ما يعزز شكوكها، هذا ما دفع الزوج أخيراً للتفكير بالانفصال.
وأجابت المدربة في موقع حلوها جينيا الصباغ: هو بكل أسف احتفظ بماضيه وكان عليه التخلص من تلك الأمور ولكن يا سيدتي أنتِ لم تشاهدي أياً من هذه الأمور إلا قبل ارتباطك به، وبعد ارتباطه بكِ لم تذكري أنه قام بشيء من تلك الأمور، وشككِ سيدتي سوف يدفعه كما ذكرتي إلى خيانتك من كثرة الضغط عليه، لذا بما أن الحقيقة التي أمامك تثبت أنه لا يخونك فعليك أن تصدقي ذلك وأن تهتمي ببيتك وبنفسك وألا تخسري زوجك"
لمتابعة ردود القراء وتفاعل مجتمع حلوها مع هذه القصة وتقديم النصيحة لصديقة الموقع عبر هذا الرابط.
زوجي يخونني ويلومني على تفتيش هاتفه
في قصة صديقتنا تجسيد واقعي لتبادل الأدوار بين الجلاد والضحية نتيجة اتباع أسلوب التجسس، فهي تراقب هاتف زوجها وتفتشه باستمرار وتكتشف أنه يحادث بنات ويخونها عبر المراسلات، وكل مرة تواجهه يلومها على تفتيش هاتفه ويعتبر أن هذا ليس من حقها، وبعد مشاكل كثيرة امتنعت عن تفتيش هاتفه ومرا بظروف صعبة من الجفاء إلى أن بدأت الأمور تتحسن، فعادت إلى مراقبته وعادت المشاكل ثانية (اقرأ مقالنا عن علاج خيانات الزوج المتكررة)
كانت معظم آراء القراء تنصح صاحبة القصة بالبحث عن سبب المشكلة الحقيقي بدلاً من مراقبة زوجها لاكتشاف خيانته دون أن تفكر بسبب هذه الخيانة إن كانت فعلاً مهتمة بالبقاء معه، وقالت المدربة في موقع حلوها جينيا الصباغ: الأمر ليس سهلاً أن تكتمي ذلك بقلبك وتري خيانته ولكن المواجهة لن تنتج شيء كما ذكرتِ فأنتِ حاولتِ سابقاً، لكنك استطعت أن تعرفي أن زوجك بحاجة إلى الحب والاهتمام وأنه بحاجة لمن يستمع إليه ويواسيه؛ فهذا مفتاح استعادته، فحاولي أن تستمري بذلك فهذا سوف يساعدك على استعادته.
لقراءة الردود وتفاعل القراءة مع هذه القصة ولتقديم النصيحة لصديقة الموقع عبر هذا الرابط.
تجسست على هاتفه فاكتشفت خيانته
على الرغم من اكتشاف خيانة زوجها لها بالدليل القاطع بعد أن فتشت هاتفه وأجرت محادثة باسمه مع بائعة هوى يعرفها، لكنها لم تتمكن من البوح أنها فتشت جواله، ولما واجهته بالخيانة أنكر لأنها لا تستطيع أن تقول له ما هو دليلها!.
أجابت الأخصائية النفسية في موقع حلوها ميساء نحلاوي على مشكلة صديقتنا: انتظري حتى تهدأ النفوس وبعدها تكشفي له ما وجدت في هاتفه وتطالبيه بتفسير أفعاله، لقد أخطأ ولا بد أن يعترف بغلطته، إذا كنت لا تريدين الطلاق، أعطه فرصة أخيرة لعله ندم وأدرك أنه يعرضك ويعرض نفسه لأمراض خطيرة، ربما مر بلحظة ضعف ولا بد من التسامح لتسير الحياة العائلية، ولكن شرط أن يدرك غلطته ويعدك بعدم تكرارها والأيام كافية لإثبات صدق نيته ووعوده.
لقراءة الردود والنقاش حول هذه القضية انقر على هذا الرابط.
تعبت من مراقبة زوجي
مع بداية الزواج اكتشفت أن زوجها على علاقات كثيرة عبر فيسبوك، وبدأت مراقبته ومواجهته في حلقة مفرغة من التجسس والوعود واتخاذ الحيطة من قبل الزوج، لكن التجسس المستمر أرهق صديقتنا وأصبحت تشعر بالإهانة لأنها مضطرة لمراقبة زوجها والتجسس عليه.
أجابت الخبيرة في موقع حلوها جينيا الصباغ: سيدتي توقفي عن ملاحقته ومراقبته واجلسي معه وتحدثي معه بشكل مباشر علماً أن مشكلتك بكل أسف أصبحت مشكلة عامة فالانترنت بكل أسف يستخدم بطريقة خاطئة من الكثيرين، أما عن طريقة حواركم فهي بسبب ما تعرفينه أنتِ، في داخلك كم من الغضب وكلما تحدثتما خرج هذا الغضب على هيئة ردود أفعال باتجاهه يفسرها هو بذلك الشكل، حديثك معه وتعبيرك عما يخيفك ويدور في داخلك سيجعلك تهدئين.
لقراءة ردود الأفعال على قصة صديقة الموقع وإبداء الرأي في هذه القضية زوروا هذا الرابط.
أخيراً... ازدادت مشكلة التجسس على الأزواج شيوعاً مع تطور تقنيات التجسس وتطور أساليب الخيانة الزوجية، لكن حتى الآن لم نجد حالة واحدة وجدت في التجسس والمراقبة حلاً لمشكلة من مشاكل الحياة الزوجية، فإن كان التجسس على الزوج يثبت خيانته أو إخلاصه، قد يخلق عشرات المشاكل الأخرى التي تؤرق العلاقة الزوجية وتهدد بانهيارها حتى أكثر من الخيانة نفسها أحياناً.