تغيير نمط وروتين الحياة للأفضل
نبدأ عملية تغيير حياتنا بالاختيار.. وكما قال وليم شكسبير: "الخطأ ليس في حظوظنا، بل في أنفسنا"، لقد أوجدنا ظروفنا الحالية من خلال خيارات وقرارات ماضية، ونحن أصحاب القدرة والمسؤولية؛ لاتخاذ خيارات أفضل ابتداءً من اليوم، لذا دعنا نتحدث من خلال هذا المقال حول تغيير نمط وروتين حياتك.. سعياً لتحقيق الأفضل مهنياً وشخصياً.
أريد أن أغير حياتي نحو الأفضل
إذا كنت لا تحب مجرى حياتك على هذا الشكل.. إذاً غيرها فأنت لست شجرة! وتقول خبيرة تطوير الذات على موقع حلوها الدكتورة سناء عبده، في معرض إجابتها حول رغبة سيدة في تغيير حياتها نحو الأفضل: "يا سيدتي هناك الكثير لتفعليه ولا يحتاج لكثير من الأموال، مثل البدء بتعلّم لغة أجنبية على الانترنت، حيث هناك الكثير من المواقع لتعليم اللغات أو غيرها، حاولي جهدك وستجدين أن الوقت يمرّ بسرعة وأنت تتعلمين، كما ستطورين نفسك وتستمتعين بمتابعة الأفلام وغيرها، والأمر الأخر.. هناك عدد كبير من الدراسات، التي يمكن إنجازها والدورات التي تُقدم على شبكة الانترنت، يمكنك دون أن تغادري بيتك؛ تصفحها ومنها ستعرفين رغبتك وتكتشفين شغفك حول تخصص ما، أما الهوايات فهي تعني ما تحبين أن تفعليه كالطبخ مثلا أو صنع الحلوى أو الرسم أو تنسيق البيت والأعمال اليدوية، ما عليك إلا أن تراقبي نفسك وتسجلي ملاحظات بالأمور التي تحبين فعلها، ولأي نصيحة نحن بالخدمة.. أرسلي لي رسالة وأنا مستعدة لتقديم المساعدة، فالموقع لكم ولمساعدتكم"، ونتعمق في كلام الدكتورة سناء أكثر، من خلال الحديث عن أسس وعوامل تغيير الحياة نحو الأفضل [1]:
- الحديث الذاتي اليومي: نظراً لأن التحدث مع النفس آلية مهمة للتحكم بعواطفك، وهو أولى عوامل تطوير الذات، كما أن الحديث الإيجابي مع النفس هو ما يقود للتغيير نحو الأفضل، وجعل نفسك سعيد.
- الثقة بالنفس وترسيخ الاعتقاد بأنك قادر على تحقيق أي شيء تريده: من عوامل النجاح المهمة والإنجاز في المهام المختلفة، هو الاعتقاد بأنك قادر على تحقيق أي شيء تريده إذا كان لديك الشغف والرغبة الشديدة في ذلك، لأنه سلاحك السرّي للمواصلة والمتابعة من جديد حتى بعد الفشل.
- القدوة من أهم أسس تطوير الذات والتغيير نحو الأفضل: كل منّا بحاجة إلى مثَل أعلى وقدوة في حياته لتحقيق النجاح الذي يصبو إليه، ففي لحظات الفشل والإحباط ستتذكر الشخصية التي تتمثل منها، وكيف استطاعت التغلب على الظروف الصعبة لتحقيق أهدافها، وأنت تعلّم أهمية القدوة خاصة لدى الطفل، إذا أراد تحقيق شيء مميز، ويمكننا القول أنك في لحظات الأطفال ستبدو طفلاً حائراً.. ليس كذلك؟
- القدرة على التخيّل الإبداعي: نحتاج إلى خيال واسع في ظل ظروف الحياة الطاحنة، وطالما أنت قادر على الحلم ولديك الرغبة في تحقيقه كهدف كبير في حياتك؛ لا بد أن تعتمد خيالك الإبداعي أولاً، مما يعني تزويد حياتك بالشغف للتغيير نحو الأفضل.
- سخّر حياتك لهدف: بتحويل رغباتك الشخصية إلى أهداف، ولا بد أن تكون واضحة وتتمتع بأرضية قوية، وإلا بقيت في رأسك فقط.
- حدد الهدف وابدأ فوراً: بالعمل فوراً ودون إبطاء لتحقيق الهدف بعد التخطيط له، فالكسل مثلاً يطفئ نار حماسك، وقد يتحول الهدف إلى أمر سلبي وعبئ إضافي على حياتك.
- الإيمان بضرورة النجاح: وهو من أهم عوامل تغيير الحياة نحو الأفضل، فطالما تأخذ بجميع الوسائل والأدوات.. سيبقى نجاحك رهيناً بثقتك أنك ستنجح وبقوة اليقين التي تسهم في ذلك.
- اكتساب العلوم والمعارف والخبرات: التعلم المستمر من أسس وعوامل التغيير نحو الأفضل في الحياة أيضاً، لأنك ستدرك أهمية وقتك وتقدّر نقاط قوتك، كما تكتشف نقاط ضعفك للعمل على تقويتها أو تحويلها لصالحك.
التغيير نحو الأفضل في الحياة.. يبدأ مع الاختيار
من المؤكد أن كل عوامل وأسس التغيير في حياتك نحو الأفضل؛ تستند إليك أولاً... تمتلك قوة الموقف وهذا الموقف يحدد الاختيار، بالتالي تجدد خياراتك النتائج، فكل ما أنت عليه وكل ما يمكن أن تكونه، متروك لك لاتخاذ القرار من خلال موقفك وخياراتك، يقول مدرب مهارات الحياة على موقع حلوها الكاتب ماهر سلامة، في رده على سؤال حول صعوبة اتخاذ القرارات: "سيدي يظهر أنك لا تعرف ماذا تريد؟ وهنا تكون القرارات مزاجية، ولعل من أهم ميزات ذكائنا العاطفي والعقلي هو قدرتنا على التحكم في مزاجنا، هذا لن يتم إلا بالسيطرة على انفعال عواطفنا، وهناك طريقين للخروج من هذه الأزمة، أولها رسم مسار لحياتنا، من خلال أهداف محددة نتوق للوصول اليها، ومعرفة ما هو المهم وما هو الاْهم، هنا نضبط عواطفنا من الانفعال، لاْن هناك شيء يشغلنا أهم من هذا الانفعال، الذي يقود الى المزاجية، بحيث نتمكن من اتخاذ قراراتنا بناء على أهداف نسعى لتحقيقها، حتى لو لم تدرك أهدافك بشكل جلي؛ ضع حتى أهدافاً متصورة ومع الخبرة تبدأ بتشذيبها وبلورتها بشكل أفضل، هنا يصبح اتخاذ القرار أسهل.. وحتى لو أخطأنا به، بالتالي بناء على وضوح أهدافنا سيصبح من السهل تطويرها وتعديلها"، ويمكن أن تحدد ما الذي تريده في الإجابة على الأسئلة التالية، التي تشكل خطوات نحو تغيير الحياة نحو الأفضل [2]:
- تحديد الهدف.. ماذا أريد: من الضروري أن تحدد أهدافك تحديداً صحيحاً مبنياً على علم ودراسة، من خلال تدوينها وتخطيطها ثم السعي إلى تحقيقها، كذلك من المهم أن تكون واضحاً ومحدداً وقادراً على تبرير كل سلوك أو تصرف تفعله أو تتجنبه، وألا تنساق مع الآخرين دون إرادة وقناعة.
- وصفة النجاح.. كيف أحقق ما أريد: فهناك عناصر لأي وصفة نجاح تختارها في حياتك، وإن لم تكن على دراية بالوصفة التي تناسب حياتك وتغيرها نحو الأفضل؛ يمكنك أن تتابع قصص نجاح الكثيرين، لتستطيع كتابة قصة نجاحك الخاصة أيضاً.
- تحديد الخطة.. كيف أبدأ في تحقيق ما أريد: وهو الوسيلة التي ستحقق عبرها أهدافك، لأن التغير في الحياة يبدأ بخطوة وهذه تأتي من خيار تقوم به، عليك أن تختار في أي وجهة ستسير، والأمر كله بين يديك.
اتخاذ الخيارات الصحيحة في الحياة
الحياة ليست سهلة.. والمهم هو اتخاذ الخيارات الصحيحة، لأن مستقبلك سوف يشكرك.. إليك خمسة أشياء يجب أن تتذكرها أثناء سعيك لاتخاذ قرار أو الإقبال على خيار ما [3]:
- ابدأ مع التفكير بالنتيجة: افعل ذلك دوماً، ولا تتعامل مع حياتك وخياراتك مثل تعاملك مع أوراق الحظ واليانصيب! فكر في تبعات أي خيار مقبل، وحاول أن تتخيل نتيجة أي قرار ستتخذه.
- تأكد من أن خيارك سيضيف إلى حياتك: معرفة النتيجة التي ترغب في تحقيقها أو النهاية التي ستصل إليها؛ تشير إلى ما هو مهم الآن، فإذا لم تكن مهمة غداً، فإنها لا تهم اليوم، بطبيعة الحال عليك تركيز طاقتك على الآن، وانظر إلى المسار الذي سيوصلك إلى التغيير والحياة الأفضل التي تريدها؛ هل اختياراتك الحالية تقربك من أهدافك وحيث تريد أن تذهب؟ وما الذي تحتاج إلى التوقف عن فعله، وأين تحتاج أهدافك إلى المراجعة، وما الذي يجب أن تستمر في فعله أو تتراجع عنه؟ و"احسب الدقائق قبل الحقائق" على حدّ تعبير والدتي.
- اختر نفسك أولاً: إن ارتداء الأقنعة لإرضاء الآخرين.. لعبة مرهقة، كما أن التظاهر بأنك شخص غير حقيقتك؛ تزوير يجعل حياتك صعبة، بالتالي أنت لا تغير شيئاً من أجل نفسك بل الآخرين وهذا الأمر يعني الخسارة، لهذا عليك اختيار صوتك أنت وحقيقتك أنت وليست الخيارات، التي يفرضها الآخرين على أنفسهم، وهذا ما يعزز قدرتك على الاختيار بحكمة في كل ما يغير حياتك نحو الأفضل ويساهم في نموك الشخصي.
- تبسيط الاختيارات: يواجه الأشخاص الذين لديهم خيارات كثيرة؛ حيرة وصعوبة في الاختيار.. وإذا لم تقم بتبسيط خياراتك، ستسبب شللاً لتفكيرك، لأن خيارات أقل تعني تحقيق نتائج أفضل، ولأنك عندما تثق بقراراتك.. لن تبحث عن معلومات إضافية، كما أن ما يحدد القرارات الإيجابية هو الخيارات الرئيسية لحياتك في مجالات رئيسية مثل: من ستفيد وما هي المبادئ التي ستعيش بها؟ وما هي العلاقات التي ستقدرها، كذلك ما ستؤمن به بخصوص ذاتك؟.
- لم يفت الأوان بعد لاتخاذ خيارات جيدة: بحيث لا يمكنك إحراز تقدم إيجابي بموقف سلبي، ولا يمكن لأحد أن يختار نيابة عنك، إلا إذا سمحت له بذلك، وأنت تعرف أن أكبر خطوة لتغيير العالم من حولك هي تغيير نفسك وما بداخلك أولاً، فلا تدع الماضي يثنيك.. وتعلّم من الخيارات السيئة والغبية والخاطئة التي اتخذتها، لأنها لا تحدد هويتك ولن تؤثر على خياراتك الحالية، والتي ستؤثر على بقية حياتك، التي عليك أن تتحكم بها من خلال:
- الإلحاح على نفسك للعمل على أهدافك وليس القلق.
- لا تخلط بين الانشغال والإنجاز في العمل.
- لا تترك المواقف الطارئة تعرقل مسارك.
- معرفة ما هو مهم وتحديد الأولويات.
- كن حذراً من السلبيين واصغِ إلى النقد الإيجابي.
الإخفاقات المتتالية تولد الحاجة إلى تغيير الحياة نحو الأفضل
تغيير الحياة نحو الأفضل؛ ليس عملية سهلة، وقد يصعب عليك تجاوز الكثير من العقبات التي تواجهها في طريقك نحو التغير، لذا.. إليك أهم الطرق التي تساعدك على تجاوز هذه العقبات:
- مارس مواهبك وطور مهاراتك.
- حدد نقاط قوتك.
- عالج مشاكلك.
- حدد أهدافك القريبة والبعيدة.
- صحح أخطائك وتعلم من تجارب الماضي.
- لا تدع أي شخص يعيق جهودك لتحقيق أحلامك.
- اقتنع أنه لا يمكنك الفوز بكل شيء.
- لا يمكنك القيام بكل شيء وحدك، وغالباً ما يتم التغيير نحو الأفضل من خلال إحاطة نفسك بأشخاص داعمين.
في النهاية.. تغيير الحياة نحو الأفضل يبدأ من رغبتك العميقة في ذلك، وكما يقول المثل الدارج: "لا يحكّ جلدك غير ظفرك"، لذا فكر في مصلحتك أولاً وقبل كل شيء؛ اعرف ما تريد بالضبط.. شاركنا رأيك حول موضوع المقال من خلال التعليقات.
- مقال تغيّر نحو الأفضل وعوامل تطوير الذات، منشور على موقع edarabia.com، تمت المراجعة في 04/09/2019
- مقال كيف تغيير حياتك نحو الأفضل في ثلاث خطوات فقط، منشور على موقع darennajah.com، تمت المراجعة في 04/09/2019
- مقال Mick Ukleja، أشياء عليك تذكرها عند اتخاذك الخيارات في الحياة ، منشور على موقع success.com، تمت المراجعة في 04/09/2019