اغتراب الزوج ومشاكل العلاقة مع الزوج المسافر

مشكلة العلاقة الزوجية مع زوج مغترب.. كيف يمكنكِ المحافظة على علاقتك مع زوجك المسافر؟ وهل تسبب وسائل التواصل الحديثة مع الزوج المغترب الكآبة؟ وماهي أبرز مشاكل زوجات المغتربين وكيف يمكن تجاوزها؟
اغتراب الزوج ومشاكل العلاقة مع الزوج المسافر
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يطول اغتراب الزوج عن عائلته لسنوات طويلة في بعض الأحيان، مما ينتج عنه فجوة في العلاقة الزوجية قد تقود إلى طلب الزوجة الطلاق، فحالات الفتور والبعد التي تشتت الزوجين عن بعضهما البعض، هي أولى نتائج اغتراب الزوج، على الرغم من استفادة هذه العلاقة من وسائل التواصل الحديثة، إلا أن العلاقة عبر الشاشة قد تقود إلى الاكتئاب! في هذا المقال نناقش بعض الأمور المتعلقة باغتراب الزوج، عندما يتحول الموضوع إلى مشكلة تستدعي الحل.

اغتراب الزوج ترافقه الكآبة والوحدة لدى الطرفين!
ربما يكون اغتراب الزوج من أصعب الأمور التي تمرّ بها العلاقة الزوجية، وقد تصبح مشكلة حقيقية عندما لا تستطيع التغلب على مشاعر الاكتئاب والوحدة، التي تؤثر على حياتك اليومية بطريقة سلبية، لأن الاكتئاب المرافق للعلاقة الزوجية بعيدة المسافة.. أمر واقع وخطير جداً، كما تؤثر وسائل التواصل والاتصال الحديثة ولا سيما الموبايل؛ على نوعية العلاقة وثقة وتعاطف الشريكين مع بعضهما البعض أيضاً، فكيف تتعامل مع اكتئاب العلاقة بعيدة المسافة؟ سنقدم لك هذه النصائح:

  • التحدث حول ذلك: فإذا كنتي تعانين من اكتئاب بسبب علاقة زواج بعيدة المسافة، فإن أول شخص يجب أن تتحدثي إليه هو الشريك، ثم الأهل والأصدقاء المقربين، كما يمكنك التحدث إلى المتخصصين المهنيين.
  • النشاط الاجتماعي: الانخراط في حياة أصدقائك والمشاركة في المناسبات الاجتماعية؛ أمر مهم في الوقت الحالي، وحتى لو كنت لا تشعرين بأهمية ذلك، لأن مكافحة الاكتئاب يمكن أن تبدأ من مجرد التحدث إلى صديق أو قريب عبر الهاتف أو عبر الرسائل النصية.
  • وضع أهداف واقعية والعمل على تحقيقها: تحديد الأهداف ومحاولة تحقيقها قد يساعدك على التركيز بعيداً عن مشاعرك السلبية.
  • تحسين صحتك النفسية والعقلية: وذلك من خلال القراءة والتأمل وتدريب الدماغ من خلال النشاطات الفكرية.
  • تحسين اللياقة البدنية: حيث أثبتت العديد من الأبحاث أهمية ممارسة التمارين الرياضية في تحسين الصحة النفسية والعقلية.
  • التخطيط لروتين نوم صحي: لأن النوم أول ما يتأثر لديك في حال العيش بعيداً عن شريك الحياة، بسبب اختلاف التوقيت، واضطرارك لانتظاره حتى ينهي عمله لتتمكني من التحدث إليه.
  • تناول الطعام الصحي: بما فيها الفيتامينات والمعادن والأوميجا 3 وغيرها، وفي نفس الوقت محاولة تقليل استهلاك القهوة والمنبهات، والامتناع عن الكحول والسجائر والسكر العالي والأطعمة المصنعة. 
  • الامتنان: لأن الشعور بالامتنان لكل الأشياء الجيدة في حياتك يقلل من القلق والتوتر والإجهاد الذي يقود لاضطراب الكآبة.
animate

ما هي أكثر المشاكل الناجمة عن اغتراب الزوج؟
يضطر الكثير من الرجال المتزوجين للابتعاد عن عائلاتهم؛ بقصد تحصيل الرزق من بلد بعيد عن إقامة الزوجة والأطفال، وبالإضافة للمشكلات والظروف الصعبة التي تسببها الغربة، تؤثر بشكل مباشر على العلاقة الزوجية، بحيث يسبب ابتعاد الزوج المسافر؛ الكثير من المشاكل ومنها:

  • فتور العلاقة الزوجية: وذلك نتيجة صعوبة التواصل بين الطرفين وغالباً بسبب اختلاف التوقيت بين البلدين الذين يعيش فيهما الزوجين بشكل منفصل بسبب اغتراب الزوج، بالتالي كلما ازدادت فترة غياب الزوج، كلما أصبحت المشكلة أكثر سوءاً.
  • تفاقم المشاكل الزوجية: بطبيعة الحال هذا ما ينتج بسبب سوء التواصل، وتتطور هذه المشكلة في حال أصبح النقاش خالٍ من الصراحة والهدوء والتعبيرات الواضحة عن المشاعر لدى كل من الطرفين.
  • الشعور بالإحباط: يولد غياب الزوج مشاعر الإحباط عند الزوجة، بسبب وحدتها، بحيث تصبح بمثابة الأم والأب في وقت واحد، وتتحمل على عاتقها مسؤولية تربية الأطفال والعناية بهم لوحدها.
  • قد تتحول العلاقة الزوجية إلى مجرد رسائل نصية: فتنتج المشاكل وتتفاقم الخلافات، لمجرد أن أحد الزوجين لا يستطيع التنفيس عما يجول في نفسه، أو التعبير عن الضيق الذي يعيشه، سواء الزوج مع ظروف الاغتراب الصعبة، أو الزوجة في معاناتها اليومية مع الأطفال ومسؤوليات الأسرة.
  • قد يتجنب الزوجان إجراء محادثات صعب: لأن وقت الاتصال محدود عندما لا يعيش الشريكان معاً، فقد تتجنبين إجراء محادثات حول ما يثير قلقك، أو المشاكل أو المخاطر التي يتعرض لها الأطفال، خشية على مشاعر زوجك في بلاد الاغتراب.
  • الوحدة والعزلة: التي يعانيها الزوجان بنفس الدرجة وخاصة إذا لم يكن بينهما أطفال بعد، وهذا ما تعانيه الزوجة الوحيدة أكثر، بالإضافة إلى معاناة الزوج في الغربة، حيث يلتفت إلى عمله فقط مع صعوبة تكوين صداقات وعلاقات موثوقة في بلاد الاغتراب أحياناً.
  • فقدان الثقة بالنفس: فالافتقار إلى القرب الملموس في العلاقة، يمكن أن يجعل الشخص محبطاً لأنه يشعر بأنه غير محبوب أو غير مرغوب به حتى، خاصة إذا كان يحبذ ويقدّر الاتصال المباشر بشكل كبير.
  • علاقة الزواج البعيدة بدون الأطفال: لأن تربية الأطفال الصغار مرهقة للغاية، وهي أكثر تفاصيل العلاقة الزوجية معاناة مع اغتراب الزوج، وتفوق معاناة ومشكلات العلاقة الحميمة بين الزوجين حتى.

كيف يمكنك أن تتواصلي مع زوجك المغترب وتحافظي على العلاقة الزوجية؟
يزداد عدد الأزواج المضطرين للعيش بعيداً عن بعضهم، فالرجال يختارون الاغتراب أو يُجبرون عليه بهدف تأمين العيش الكريم لعائلاتهم، فكيف يمكن المحافظة على علاقة زوجية، في ظل اغتراب الزوج وعلاقات الزواج بعيدة المسافة؟ وقد لاحظتُ من خلال مراجعة بعض المقالات المنشورة باللغة العربية والإنكليزية على شبكة الانترنت؛ وضع الجهد الأكبر على الزوجة في المحافظة على علاقة زوجية صحية مع زوج مغترب! وهذه هي أبرز النصائح المقترحة:

  1. التواصل بشكل يومي: من ميزات هذا العصر وجود الكثير من خيارات الاتصال التي تقرّب المسافات وتكسر الجليد، حاولي استغلال وسائل التواصل الحديثة للتواصل مع زوجكِ بشكل يومي:
    • التواصل عبر الواتس اب في بداية اليوم ونهايته؛ بعبارات رقيقة وحماسية فيها شوق ومحبة.
    • التواصل عبر برامج الفيديو مثل سكايب مما يحقق تواصلاً مرئياً ووفقاً للوقت، الذي يختاره الزوج.
    • تحدثي إليه بشكل دائم، ولا تنتظري مبادرة الزوج للاتصال هاتفياً بك، عليك أن تتصلي به وتبدي الاهتمام بأموره أولاً! 
    • إرسال خطاب بريدي (رسالة مكتوبة بخط اليد) إلى الزوج.
    • شاركي زوجك بتفاصيل حياتك اليومية وتعاملك مع الأطفال، وما يجري من تفاصيل من المهم له معرفتها.
    • إرسال الرسائل النصية الرومانسية عبر الموبايل، حتى لا يعتاد الزوج على البعد والفتور العاطفي من قبلك.
  2. التواصل الروحي: من خلال التواصل بينكما برقة وعذوبة، وعلى الزوجة مراعاة زوجها في أوقاته العصيبة ومعاناته في الغربة، بمحاولة تخفيف ضغوط الحياة عليه، كذلك مشاركته اللحظات والمناسبات العزيزة حتى يشعر باستمرار قربه من عائلته.
  3. تسجيل اللحظات الهامة: بإرسال مقاطع من الفيديو للحظات والأوقات في حياتك مع الأولاد والأهل، بما فيها اللحظات السعيدة والأحداث المهمة، نظراً لدور هذه الخطوة في تخفيف آلام غربته وجعله يشعر بوجوده معك والى جانب أولاده.
  4. التخلي عن التوقعات: حان الوقت لنسيان قواعد الزواج القديمة والقلق أن حياتك وزواجك تتناسب مع قالب معين أم لا، وقد يكون من النادر أن ترقى توقعاتك إلى الواقعية، حتى لو كنت وزوجك تعيشان تحت سقف واحد؛ فما بالك وزوجك مسافر وبعيد ومغترب اليوم!
  5. الإخلاص للعلاقة الزوجية: وهذا يقع على عاتق الزوجين معاً، فمن المهم أن تظلا مخلصين على الرغم من بعد المسافة، وناقشا الحدود وأي مواقف قد تجعل أحدكما يشعر بعدم الارتياح، طالما كان الصدق هو أساس علاقتكما، فلا يوجد سبب لعدم قدرتكما على الولاء والإخلاص لبعضكما البعض، وكثيراً ما تنتج مشاكل بسبب عدم الولاء في العلاقة، أو بسبب محاولة الزوجين إيجاد حل ما في استمرار علاقتهما الحميمة مثلاً عبر الانترنت، ففي معرض إجابتها حول سؤال عن رفض زوجة العلاقة الحميمة عبر الانترنت مع زوجها المغترب.
    تقول الأخصائية النفسية لدى موقع حلوها ميساء نحلاوي: "لا شك أن ما يطلبه زوجك منك؛ ليس أمراً سهلاً ناهيك عن خطر اختراق حديثكما وما إلى ذلك، أخبريه صراحة سبب رفضك وخوفك وحياءك، ابحثي معه عن حلول، هل بالإمكان أن تسافري إليه أو أن يعود إلى بلده ويبحث عن عمل بجانبك؟ عيش الزوجين في بلدين أمر صعب ويفتح الباب للمشاكل ويؤثر على العلاقة، كما أن العلاقة عبر الانترنت ليست حلا، عالجا أصل المشكلة وستختصران الكثير من مشاكل بعدكما عن بعض". 
  6. مواجهة مشاعر الغيرة: وهي نتيجة في العلاقات بعيدة المسافة، وأفضل طريقة للتعامل معها، أن تكونا صادقين مع بعضكما البعض حول كل شيء، هذا يعني إخبار الشريك.. عند الخروج مع أشخاص آخرين، والتأكد من أن وضع علاقتك بهم واضح ومفهوم للشريك، كما لا بد من إخبار الشريك عند الخروج لوحدك، كما من المهم أن يضع أحدكما نفسه مكان الآخر في حال شعر بالغيرة، ومناقشة الأمر بصدق وهدوء للتوصل إلى حلّ منطقي.
  7. تأكيد مشاعر الحب للشريك: في المرة التالية التي تتحدثا فيها، أخبري شريكك عن مدى حبك وتقديرك للعلاقة، ومن الرائع أن تقولي كلمات الحب كلما سمع صوتك، ولا بد للزوج من التصرف بالمثل أيضاً.
  8. معرفة كيفية معالجة المواضيع الحساسة عن بعد: سواء كنت تعيش علاقة زواج تحت سقف واحد أو في بلدين منفصلين، تحتاج إلى تعلم طرق صحية للتحدث عن النزاعات وحلها، بحيث يمكن أن تنشأ مشاكل أكبر إذا تجاهلت الصراعات الصغيرة أو لم تكن راغباً في معالجة الموضوعات الحساسة.
  9. احترام سبب اغتراب الزوج: وهو من الأمور التي تجعل احتمالكِ ظروف هذه العلاقة أسهل، وعليكما التخطيط معاً لقضاء أطول وقت ممكن مستقبلاً، سواء من خلال قضاء عطلة الزوج كاملة معاً، أو التخطيط لانتقال العائلة إلى بلد عمل الزوج.

تعاني زوجة المغترب من صعوبة السيطرة على الرغبة الجنسية والحاجة لزوجها، وكذلك هو يعاني من شوقه لزوجته وحاجته للعلاقة الحميمة، لكن في كثير من الأحوال قد يعارض أحدهما -وربما عارض كلاهما- ممارسة العلاقة الحميمة على الانترنت أو على الهاتف.

قد لا تكون ممارسة الجنس والعلاقة الزوجية على الانترنت كافية لإنهاء الاشتياق أو إشباع الرغبة وربما كانت سبباً لزيادة الشهوة الجنسية ودافعاً للوقوع في المحظور! هذا ما يدفع الكثير من الخبراء للنصح بتجنب هذا النوع من العلاقات قدر الممكن أو الحفاظ عليها بحدود معينة.

ونذكر هنا بالرأي الشرعي القائل بضرورة تجنب العلاقة الزوجية الجنسية على الهاتف أو الانترنت لخطورة تسريب المكالمات واختراقها أو التجسس عليها من جهة، ولأنها قد تكون سبباً في زيادة شهوة أحد الزوجين ودفعه للزنا، وقد اختلف أهل العلم بين من قال هي محرّمة، ومن قال هي ليست محرمة لأنها لا توجب كفارة أو عقوبة إن وقعت، لكنها مكروهة ولا تجوز لما يترتب عليها من نتائج سلبية. اقرأ أكثر عن ممارسة العلاقة الزوجية على الانترنت من خلال النقر على هذا الرابط.

في النهاية.. اغتراب الزوج مشكلة قد تتفاقم لدى بعض الأسر، إلا أنك مع بعض الصبر والحكمة وأخذ النصح من الخبراء، قد تجد حلاً للبعد ومشاكل العلاقة الزوجية الناجمة عن سفر الزوج بعيداً عن زوجته وأولاده، ما رأيك؟ شاركنا من خلال التعليقات.

المراجع