أشكال وعقوبة الابتزاز الإلكتروني وحماية الأطفال
يعتبر الابتزاز الإلكتروني أحد أكبر المخاطر التي تواجه مستخدمي شبكة الإنترنت والأجهزة الذكية ممن لا يمتلكون أي معرفة عن أمن المعلومات، فقد يؤدي الابتزاز الإلكتروني إلى حدوث مشاكل تؤثر على الوضع النفسي للشخص الذي يتم ابتزازه وخاصة في مجتمعاتنا وبسبب عاداتنا وتقاليدنا.
ومع التطور التكنولوجي السريع الذي وصلت إليه غالبية بلدان العالم العربي والغربي، أصبح بإمكان أي شخص وهو جالس في منزله الحصول على ما يريد، فبكبسة زر واحدة يمكننا تصفح مئات المواقع الإخبارية وآلاف المتاجر الإلكترونية، وغيرها العديد من مواقع التواصل الاجتماعي التي بات يستخدمها الصغير قبل الكبير. ومن هنا بدأت مشاكل الانترنت تزداد وذلك بسبب استغلال بعض العصابات الإلكترونية هذه الحسابات واستبزاز اصحابها بهدف جمع الأموال، والأطفال هم الفئة الكبيرة المستهدفة لهذه العصابات.
لذا إليكم بحث عن الابتزاز الإلكتروني وتعريفه وصوره وطرق حماية الأطفال والمراهقين من الابتزاز الإلكتروني.
إذا أردنا أن نبسط شرح وتعريف الابتزاز الإلكتروني فيمكننا تشبيه الوضع بعملية سرقة البيوت وإجبار الضحايا على جلب جميع الأموال الموجودة في المنزل تحت التهديد بالقتل، ولكن إلكترونياً يختلف الأمر قليلاً فالابتزاز الإلكتروني هو عملية تهديد الضحية بنشر صور خاصة أو مقاطع فيديو أو فضح معلومات سريّة مقابل دفع مبالغ طائلة من الأموال، ويمكن أيضاً استخدام الابتزاز للإفصاح عن معلومات سريّة خاصة بشركة أو مكان عمل، ويحدث هذا الابتزاز عن طريق استدراج الضحايا عن طريق البريد الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي التي تستخدم من قِبل جميع الفئات العمرية.
يتم تصيّد ضحايا الابتزاز الإلكتروني عن طريق الإنترنت مثل:
فيسبوك.
سكايب.
واتس أب.
البريد الإلكتروني.
تويتر.
الإنستجرام.
أو أي وسيلة إلكترونية أخرى يمكن من خلالها الوصول إلى معلومات سرية أو حساسة عن الضحية.
1- تبدأ بعلاقة صداقة مع الشخص المستهدف.
2- ثم تنتقل لمرحلة التواصل عبر برامج المحادثات المرئية.
3- المبتز يستدرج الضحية ويسجل أي محتوى مسيء وفاضح، بالنص أو الصوت أو الصورة أو الفيديو.
4- أخيراً، يهدد المبتز ضحيته مقابل مبالغ مالية أو تسريب معلومات سرية، وقد تصل درجة الابتزاز إلى مطالب مخلة بالشرف.
كيف أحمي ابني من الابتزاز الإلكتروني والجرائم الإلكترونية؟
هنالك مجموعة من القواعد العامة التي يجب معرفتها من قبل الأطفال والمراهقين حتى لا يقعوا ضحية للابتزاز الإلكتروني وهي:
1- توعيتهم بعدم نشر معلومات خاصة بهم على الإنترنت مثل كلمات المرور .
2- عدم مشاركة الناس حتى المقربين بأسرارهم وصورهم وفيديوهاتهم إن لم تكن مقبولة ضمن المعايير العامة.
3- التفكير ملياً قبل إضافة أو قبول طلبات الصداقة، ورفض طلبات الصداقة من الأشخاص غير المعروفين أو غير المقربين.
4- تحذيرهم من عدم التفاعل أو الدخول على الروابط والإعلانات التي تتواجد بكثرة على المواقع الإلكترونية، فالكثير منها يكون بمثابة مصيدة للابتزاز الإلكتروني.
5- توعيتهم بشكل كبير حول الخصوصية، أي عدم نشر معلومات خاصة بالعائلة.
6- المراقبة والمتابعة من أهم خطوات الوقاية من ابتزاز الأطفال إلكترونياً، ننصحك برفع مستوى الرقابة وتفتيش جميع المواقع التي يتصفحها طفلك والملفات التي يحفظها على جهازه.
في حال وقع طفلك ضحية للابتزاز الإلكتروني وذلك بالرغم من كل محاولاتك لحمايته، ماذا ستفعلين؟ إليك النصائح التالية لك ولطفلك:
1- اقطع التواصل مع الشخص المبتز مهما كانت الضغوطات شديدة
2- لا تنصاع للمبتز ولا تقوم بتحويل أي أموال له، لأن المبتز بالنهاية هو لص ومجرم وسيستمر بطلب الأموال إذا شعر بضعفك من المرة الأولى.
3- لا تحاول أبداً طلب المساعدة من شخص آخر ليقوم بإختراق حساب المبتز وذلك لعدة أسباب منها:
- المبتز في الغالب يكون تابعاً لعصابة كبيرة ولديهم معرفة كافية ووافية بأساليب الاختراق.
- المبتز سيتواصل معك من حسابات وهمية وبالتالي اختراق أي من هذه الحسابات لن يؤثر عليه وسيعمل على إنشاء حساب وهمي جديد لابتزازك من جديد.
- ممكن أن توقع الأشخاص الذين ساعدوك في مشاكل مع الشخص المبتز وبالتالي تعرضهم للخطر.
4- في حال تم تسجيل فيديو فاضح لك أو لابنك أو تم دبلجته وتهديدك به، قم فوراً بالإبلاغ عن الفيديو للجهات المختصة لحذفه، وعند الإبلاغ عن الفيديو لن يكون قادراُ على رفعه مرة أخرى، ويمكنكم الإبلاغ عن الابتزاز الإلكتروني والجرائم الإلكترونية من خلال الروابط التالية وذلك بحسب مدونة المختص محمد السكران.
اليوتيوب
الفيسبوك
تويتر
انستجرام
سناب شات
5- قم بإبلاغ وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة لبلدك، التي ستقوم بفتح تحقيق وملاحقة المافيا.
6- كما ذكرنا سابقاً أن هدف الابتزاز في أغلب العمليات يكون مادياً وتكون مع أشخاص خارج بلدك فهي عصابات منظمة، لذلك لا تتواصل معهم ولا تحاول شتم المبتز كي لا تصبح غايته انتقامية.
تتفنن العصابات في اختراع طرق للابتزاز الإلكتروني بهدف جني الأموال مثل:
- شاب يتواصل مع شاب ويتخفى بشخصية فتاة عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي ثم تتطور العلاقة ليتواصلا سوياً عبر تطبيقات الفيديوهات مثل الإيمو وسكايب، يقوم الجاني بتسجيل وحفظ بعض الصور ومقاطع الفيديو التي تم إرسالها من قبل الضحية، ثم يبدأ بالابتزاز والتهديد بنشر هذه الصور والفيديوهات عبر شبكات التواصل أو إرسالها للأقارب الأصدقاء.
- من طرق الابتزاز الإلكتروني المستهدفة فئة الأطفال والمراهقين واستغلالهم جنسياً وتوثيق مقاطع مصورة لهم وتهديدهم بها إذا لم ينصاعوا لأوامرهم وطلباتهم.
- ومن طرق الابتزاز الالكتروني الجديدة أيضاً استغلال الدين في التواصل مع الشخص، حيث يقوم أحد افراد العصابة بالتواصل مع الضحية على أنه شيخ جليل سيقوم بمساعدته بفك سحر ويستدرجه حتى تؤمّن الضحية لهذا الشيخ بإرسال صور ومقاطع ثم يتم استخدام المواد المرسلة لتهديد الضحية وابتزازها.
وهنالك الكثير من طرق الابتزاز الإلكتروني الخبيثة التي تستدرج الأطفال والكبار لأهدافها الدنيئة.
ما هي عقوبة الجرائم الإلكترونية والابتزاز الإلكتروني؟
نقلاً عن موقع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات فإن المادة الثالثة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية في المملكة العربية السعودية تنص على :
يعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن سنة وبغرامة لا تزيد على خمسمائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين؛ كل شخص يرتكب أياً من الجرائم المعلوماتية الآتية:
- التنصت على ما هو مرسل عن طريق شبكة المعلوماتية أو أحد أجهزة الحاسب الآلي – دون مسوغ نظامي صحيح- أو التقاطه أو اعتراضه.
- الدخول غير المشروع لتهديد شخص أو ابتزازه؛ لحمله على القيام بفعل أو الامتناع عنه ، ولو كان القيام بهذا الفعل أو الامتناع عنه مشروعاً.
- الدخول غير المشروع إلى موقع إلكتروني، أو الدخول إلى موقع إلكتروني لتغيير تصاميم هذا الموقع، أو إتلافه، أو تعديله، أو شغل عنوانه.
- المساس بالحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بالكاميرا، أو ما في حكمها.
- التشهير بالآخرين، وإلحاق الضرر بهم، عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة.
عقوبة الابتزاز الإلكتروني في الإمارات
تنص المادة رقم 16 من قانون مكافحة تقنية المعلومات ومكافحة جرائم المعلومات في دولة الإمارات تنص على:
"أنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على عامين والغرامة التي لا تقل عن 25 ألف درهم ولا تتجاوز 500 ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من ابتز أو هدد شخصاً آخر لحمله على القيام بفعل أو الامتناع عنه وذلك باستخدام شبكة معلوماتية أو وسيلة تقنية معلومات، وتكون العقوبة السجن مدة لا تزيد على 10 سنوات إذا كان التهديد بارتكاب جناية أو بإسناد أمور خادشة للشرف أو الاعتبار ."
إحصائيات الجرائم الإلكترونية في العالم حسب موقع رؤيا الإخباري:
- الكلفة السنوية المقدرة من الأمن المعلوماتي هي 100 مليار دولار، والتي بلغت 63.1 مليار دولار في عام 2011، ويتوقع أن تبلغ 120 مليار دولار في عام 2017.
- أما عن ضحايا الهجمات الإلكترونية، فقد أظهرت الدراسة أنه يبلغ عددهم 555 مليون مستخدم سنوياً، وأكثر من 1.5 مليون ضحية يومياً، وأكثر أنواع الجرائم هي سرقة الهويات حيث يبلغ عددها 224 مليون حالة.
- مواقع التواصل الاجتماعي هي أكثر المواقع المخترقة إلكترونياً، حيث أن واحداً من كل عشرة مستخدمين يقع ضحية للجرائم الإلكترونية، وأكثر من 600 ألف حساب فيسبوك يتم اختراقه يومياً.
- أما عن الأنواع الشائعة للجرائم المعلوماتية فهي :
- 28% استغلال الثغرات الأمنية في قواعد البيانات.
- 28% سرقة بيانات على الأجهزة.
- 33% الجرائم من داخل الشركة.
- 50% فايروسات وملفات خفية.
- 17% الهجمات على شبكات الإنترنت.
- 22% رسائل مزيفة لسرقة الحسابات.
- بينت الدراسة أن الرجال أكثر تعرضاً للجرائم الإلكترونية بنسبة 71% أما الإناث 63%.
ختاماً ننصحكم جميعاً بأخذ الحيطة والحذر عند التفاعل مع الآخرين عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وتجنب مشاركة أي معلومات خاصة أو حساسة أو سرية مع الآخرين، ومراقبة أبنائكم عند استخدام الأجهزة الإلكترونية لحمايتهم وحماية أنفسكم من الابتزاز الإلكتروني والجرائم الإلكترونية.