كيف يتم قياس وزن الجنين بالسونار؟
هناك عدة طرق حسابية للتنبؤ بوزن الجنين، ومعظمها تستخدم أشعة السونار بأخذ قياسات محيط رأس طفلك ومحيط البطن وطول عظمة الفخذ، وقد يحاول طبيبك التنبؤ بوزن الجنين من خلال (الجس) الفحص اليدوي لبطنك، وهي طريقة ليست دقيقة تماماً على الرغم من أن بعض الأطباء وبحكم الخبرة؛ أدق من غيرهم في تقديرات وزن الجنين وحجمه من خلال فحص البطن، في هذا المقال سنتحدث حول قياس وزن الجنين بالسونار.
كيف يتم قياس وزن الجنين بالسونار؟
يُستخدم قياس القطر ثنائي القطب (BPD) لرأس الجنين، عبر الموجات فوق الصوتية (سونار)؛ لتقدير وزن الجنين وعمر الحمل أيضاً، كما تشمل القياسات الأخرى المستخدمة من خلال السونار لحساب وزن الجنين، قياس محيط البطن وطول عظم الفخذ عند الجنين النامي [1].
ولتصوير قطر ثنائي القطب لرأس الجنين، تخيلي أخذ مقياس (مازوره مثلاً) ووضع أحد طرفيها في الجزء العلوي من أذنك اليمنى والطرف الآخر منها في الجزء العلوي من أذنك اليسرى، ولفها فوق قمة رأسك، وهذا ما سوف يمنحك فكرة تقريبية للغاية عن قياس القطر ثنائي القطب لرأس الجنين، فعندما يكون طفلك داخل الرحم، يقوم فني السونار أو الطبيب المتخصص؛ بإجراء هذا القياس أثناء النظر إلى صورة طفلك النامي على شاشة الكمبيوتر واستخدام أدوات القياس الرقمية، وعادة ما يتم أخذ هذا القياس في الأسبوع العشرين من الحمل.
تساعد قياسات محيط الرأس، ومحيط البطن وطول عظم الفخذ (أطول عظم في الجسم) معاً؛ على تقدير وزن الجنين ومدى طول فترة الحمل، حيث يمنحك هذا القياس ويمنح طبيبك تصوراً عن كيفية نمو دماغ الجنين، حيث يبحث طبيبك عن هذه القياسات ليتأكد أنها ضمن النطاق الطبيعي.. ويميل قياس القطر ثنائي القطب لرأس الجنين إلى الزيادة من 2.4 سنتيمتر تقريباً في الأسبوع 13 من الحمل إلى 9.5 سنتيمتر تقريباً عندما يكون الجنين قد اكتمل.
وقد يكون الأمر مقلقاً لك، إذا حصلتِ على نتائج السونار وكان لدى جنينك النامي أي نتائج خارج المعدل الطبيعي، ولكن هناك العديد من الأسباب بما في ذلك موضع الجنين والحركة أثناء الفحص، فلا تقلقي لأن طبيبك سيبحث في جميع النتائج لمعرفة حاجتك إلى مزيد من الاختبارات.
هل السونار يصدق في وزن الجنين؟
يشكل تقدير وزن الجنين والقياسات الحيوية الأخرى التي يجريها طبيب النسائية؛ تدابير للكشف عن أي اضطرابات في النمو الطبيعي للجنين، حيث تخضع الحامل لفحص السونار كل 5 أسابيع منذ الأسبوع 9 إلى 14 وحتى الأسبوع 40 من الحمل، وفي كل زيارة يأخذ الطبيب قياسات محيط رأس الجنين والبطن وطول عظم الفخذ، ولتحقيق توافق ثابت حول تقديرات وزن الجنين، قام باحثون بتطوير صيغة لتقدير وزن الجنين بناءً على القياسات الحيوية لوزن الجنين باستخدام السونار خلال فترة الحمل، ووزن الجنين الفعلي عند الولادة، وبناء معايير دولية لتوقع وزن الجنين أثناء الحمل من الأسبوع 22 إلى الأسبوع 40 [2]، وبالنسبة لدقة السونار في تحديد وزن الجنين؛ خلص الباحثون إلى أن هناك عيوب في استخدام مقياس واحد فقط لحجم ووزن الجنين، حيث يتم فقدان معظم المعلومات الدقيقة المتاحة عند استخدام القياسات الفردية، فيما يخص الهيكل العظمي للجنين وسرعة نموه القائمة على الدهون، ولأن أخطاء القياس الفردي بالسونار قد تتفاقم (محيط الرأس- محيط البطن – طول عظم الفخذ)، بالتالي فإن تقدير وزن الجنين يكون عرضة لعدم الدقة.
هل يخطئ السونار في حساب وزن الجنين؟
في دراسة لمقارنة الموجات فوق الصوتية (السونار) والفحص السريري (جس البطن باليد) لتقدير وزن الجنين، وجد الباحثون أنه تم تقييم وزن الجنين بدقة أكبر باستخدام الموجات فوق الصوتية [3]، شريطة إجراء الموجات فوق الصوتية بواسطة فاحص خبير، حيث أجرى ثلاثة فاحصين خلال الدراسة نفس الاختبار على ذات جهاز السونار، وكان بينهم فروق في تقييم وزن الجنين تبعاً للخبرة والتدريب الذي تلقاه كل فاحص.
كما وجدت هذه الدراسة أن مؤشر كتلة جسم الأم (BMI) وعمر الحمل؛ يقللان بشكل كبير من دقة تقديرات وزن الجنين، حيث أنه كلما ارتفع مؤشر كتلة جسم الأم أو زاد عمر الحمل، زادت صعوبة تقدير وزن الجنين بدقة.
لاحظت دراسات أخرى لتقدير وزن الجنين عبر صورة السونار؛ أن الدقة تعتمد على الصيغة المستخدمة وأن التقديرات التي أجريت قبل الولادة بفترة تتراوح بين أربعة وسبعة أيام كانت الأكثر دقة، وشملت الدراسة التي تحدثنا عنها أعلاه؛ فقط النساء اللائي وضعن مواليدهن في غضون خمسة أيام بعد تقدير وزن الجنين عبر السونار، فكان متوسط الفترة الفاصلة بين تقدير وزن الجنين والولادة يومين فقط.
في المحصلة.. تشير نتائج هذه الدراسة إلى أنه في حالة توفر تكنولوجيا وخبرة تصوير أشعة السونار للحامل فإنها الأدق في تقدير وزن الجنين، كما ينبغي التركيز على توفير التدريب فيما يخص تقدير وزن الجنين بالموجات فوق الصوتية (السونار أو الألتراساوند)، حيث تتفق معظم الدراسات الحديثة على أن الموجات فوق الصوتية هي الطريقة الأكثر دقة، وتجدر الإشارة إلى أن دقة وزن الجنين المقدرة باستخدام الموجات فوق الصوتية في الدراسات الحديثة؛ كانت أعلى من الدراسات التي أجريت في التسعينيات من القرن العشرين أو حتى قبل ذلك، حيث أصبحت الموجات فوق الصوتية الآن أكثر دقة، وتحسنت التكنولوجيا بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
بالطبع.. تحسين موثوقية السونار في تقدير وزن الجنين؛ بحاجة لدراسات مستقبلية تطور صيغاً جديدة للتنبؤ بوزن الجنين بشكل أكثر دقة وتحديد العتبة التي تجمع بين تقديرات وزن الجنين السريري (الفحص بجس البطن) والتقديرات بالسونار، وإلى أن تتوفر نتائج مثل هكذا دراسات، فمن المستحسن التركيز على تزويد أطباء التوليد ومتخصصي رعاية الحامل؛ بتدريب منظم على استخدام أشعة السونار لتقييم وزن الجنين.
هل وزن الجنين يحدد نوع الولادة؟
أو هل وزن الجنين يؤثر على الولادة؟ وغيرها من الأسئلة المتعلقة بعلاقة وزن الجنين بنوع الولادة؛ وهو الأمر المسلم به حتماً، لأنه عندما يشير الوزن التقديري إلى جنين كبير بالنسبة لعمر الحمل، فإن بعض الأطباء يخططون لولادة تحريضية أو عملية قيصرية بموعد محدد، والهم الرئيسي للولادة المهبلية للجنين الكبير هو عسر ولادة الكتف، يحدث هذا عندما يكون جسم الطفل عالقاً في قناة الولادة، وقد يتسبب ذلك في تلف الأعصاب في الكتف.
بينما يتم إجراء عمليات قيصرية في بعض الأحيان للأجنة صغار الحجم رغم قدرة الأم على الولادة الطبيعية! لأن الأطفال قد يكونون أقل بعدة أرطال (الرطل تقريباً 450 غرام) من الوزن الذي قدره الطبيب من خلال السونار أو الفحص السريري ما قبل الولادة، هذا هو السبب في أن الكثير من الناس لا ينصحون باستخدام هذا التقدير لاتخاذ قرار نهائي بشأن نوع الولادة (قيصرية أم طبيعية).
وينصح الطبيب عادة بإجراء فحص روتيني لنمو الجنين في الثلث الثالث من الحمل (في الأسبوع 36 تقريباً)، وما لم يكن هناك قلق بشأن حجم جنينك ووزنه، فلا يوجد سبب يدعو إلى الموافقة على إجراء هذا الفحص.
بالنتيجة.. من المهم معرفة وجود خطأ معترف به بنسبة 15٪ في تقدير وزن الجنين بالموجات فوق الصوتية (السونار)، هذا يعني أن طفلك يمكن أن يكون أصغر بنسبة 15٪ أو أكبر بنسبة 15٪ من الوزن من خلال أشعة السونار، بحيث تكون فحوصات السونار عموماً؛ أكثر دقة لتقييم حجم طفلك خلال النصف الأول من الحمل، بالتالي تعتمد الدقة على ما إذا كان طفلك صغيراً أو متوسط الحجم، فأثناء نمو الجنين يمكن أن يكون ذلك في طفرات غير متكافئة، وبطبيعة الحال كلما اقتربتِ من تاريخ الولادة المقدّر، كلما أصبح طفلك أكبر، بالتالي كلما صعب قياسه [4].
إذا كان لدى طبيبك مخاوف بشأن نمو طفلك، فمن المهم معرفة ما إذا كانت هناك أي مشاكل أساسية تسبب ذلك. بحيث سيتم إجراء فحص بالسونار، ومن ثم بعد أسبوعين إلى ثلاثة يساعد فحص ثانٍ بتحديد ما إذا كانت هناك أية تغييرات في نمو طفلك، إذا كانت لا تزال هناك مشكلة، يجب أن يقترح الطبيب فحص بيوفيزيائي (Biophysical Profile) (مراقبة الجنين باستخدام الموجات فوق الصوتية واختبار يقيس حركة جسم طفلك وانقباض عضلاته، كما أنه يقيس مدى سرعة معدل ضربات قلب الجنين أثناء الحركة، وكمية السائل الأمنيوسي التي تحمي الجنين في الرحم) [5]، للتحقق من صحة الحمل ومعرفة ما إذا كانت هناك أي أسباب لاختلاف النمو. بمجرد أن يتم ذلك وإذا لم يتم اكتشاف أي سبب لمشاكل في نمو الجنين، فقد تتم مراقبتك عن كثب لبقية فترة الحمل، بحيث تستند أي قرارات طبية أخرى إلى جودة نشاط الجنين.
يُعتبر الشهر التاسع من الولادة كأي شهر آخر من الحمل، ويكون لكل أسبوع من أسابيع الشهر التاسع وزن تقريبي مثالي للجنين، وهي كالتالي [6]:
- الأسبوع الأول من الشهر التاسع: يكون وزن الجنين المثالي من 2.5 كيلوغرام إلى 3.8 كيلو غرام.
- الأسبوع الثاني من الشهر التاسع: وزن الجنين المثالي يصل إلى نحو 3- 3.5 كيلو غرام.
- الأسبوعان الثالث والرابع من الشهر التاسع: لا يحدث تغير كبير في وزن الجنين، خاصة في الوضع الطبيعي للحمل، وهو وزن مثالي لا يستدعي ولادة قيصرية إلا في حال وجود أسباب تتعلق بصحة الأم أو الجنين، أو مخاطر قد تنتجها الولادة الطبيعية.
هل وزن الجنين يحدد موعد الولادة؟
تحدث الولادات بشكل عام بعد 14 يوم من آخر فحص بالموجات فوق الصوتية (السونار)، أي بوقت متوسط من 7 إلى 8 أيام بين آخر عملية مسح وولادة، وكما قلنا هناك هامش خطأ محتمل عندما يتعلق الأمر بالحصول على الوزن الدقيق للجنين، لكن كيف يؤثر حجم الطفل على تحديد موعد الولادة القيصرية أو حدوث الولادة الطبيعية؟
إن حجم الجنين هو علامة على نموه بشكل طبيعي وأي نمو بطيء أو سريع عن الحد الطبيعي قد يكون علامة على مشكلات عديدة منها: (خلل النظام الغذائي للأم- سكري الحمل- تقييد نمو الرحم- ارتفاع ضغط الدم- أمراض وراثية..)، لهذا فإن حجم الجنين أمر مهم في تحديد موعد ونوع الولادة [7].
ويتم قياس حجم الجنين يدوياً بأخذ قياسات بطن الأم من قبل الطبيب، وهي طريقة غير دقيقة 100% بسبب الدهون على بطنك والسائل الأمنيوسي المحيط بالجنين أيضاً، وممكن معرفة ذلك عبر تصوير السونار، حيث يقيس طبيبك الرأس والبطن والفخذ عند الجنين والنتائج تقرأ الحجم والوزن المتوقعين، رغم أن الرقم المتوقع للوزن والحجم لا يبلغ الدقة المطلوبة لا سيما في الأسابيع الأخيرة من الحمل، ونظراً لهامش الخطأ الحاصل، وإذا تم إخبارك أن طفلك كبير الحجم؛ تذكري أن الحجم مجرد تخمين، وأن معظم الأطفال يولدون عن طريق المهبل دون أي مضاعفات على الإطلاق!
في النهاية.. سواء كان طبيبك قد قدر حجم طفلك أم لا، فلا داعي للقلق بشأن وزنه عند الولادة، ومن خلال تناول الطعام الصحي والبقاء نشيطة طوال فترة الحمل، يمكنك المساعدة في ضمان نمو طفلك بالمعدل الطبيعي، لذا تذكري.. أن أفضل طريقة لضمان وزن صحي للطفل، هي تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة وتجنب زيادة الوزن الزائد، شاركينا رأيك من خلال التعليقات.
[1] مقال Krissi Danielsson، "قياس القطر ثنائي القطب بأشعة السونار" 2019، منشور على موقع verywellfamily.com، تمت المراجعة في 18/09/2019
[2] دراسة J. Stirnemann وآخرون 2016، "المعايير الدولية لتقدير وزن الجنين"، منشور على موقع wiley.com، تمت المراجعة في 18/09/2019
[3] دراسة Jan-Simon Lanowski، وآخرين 2017 "حول تقدير وزن الجنين بمقارنة نتائج الموجات فوق الصوتية مقابل الفحص السريري"، منشورة على موقع nlm.nih.gov، تمت المراجعة في 18/09/2019
[4] مقال Sam McCulloch، "ما مدى دقة الموجات فوق الصوتية لوزن الجنين؟" منشور على موقع bellybelly.com.au، تمت المراجعة في 18/09/2019
[5] مقال Morgan Griffin، "اختبار الحمل بالفحص البيوفيزيائي"، منشور على موقع webmd.com، تمت المراجعة في 18/09/2019
[6] مقال Jeanne Faulkner، "علامات على أن حجم الجنين كبير"، منشور على موقع parents.com، تمت المراجعة في 18/09/2019