أهداف عام التسامح 2019
أطلقت الإمارات نهاية عام 2018 واحدة من أضخم المبادرات الإنسانية تحت مسمى "عام التسامح 2019"، وقد صاغ القائمون على مشروع عام التسامح مجموعة من الأهداف والمحاور الأساسية لهذا الحدث، إلى جانب مجموعة كبيرة من المبادرات التي تخدم أهداف عام التسامح، نتعرف وإياكم أكثر إلى أهداف عام التسامح وأهداف وزارة التسامح.
في نهاية 2018 أعلن رئيس دولة الإمارات عن "عام التسامح 2019"، وذلك تتويجاً لجهود الإمارات العربية المتحدة الرامية لترسيخ قيم التسامح العالمي والتعايش الإنساني، وجعل الإمارات نموذجاً عالمياً للتسامح، وكانت الإمارات قبل ذلك قد أعلنت عن إحداث وزارة للتسامح هي الأولى في العالم، وأطلقت أيضاً برنامج التسامح الوطني، اقرأ أكثر عن إطلاق عام التسامح 2019 من خلال النقر على هذا الرابط.
"التسامح واجب... إذا كان أعظم العظماء -الخالق عزَّ وجل- يسامح، ونحن البشر خُلِقْنا وما نتسامح؟!" الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
يقوم التسامح في الإمارات على أربعة مبادئ أساسية، وهذه المبادئ هي: السلام، الإنسانية، التعايش، الاحترام... وينظر القائمون على عام التسامح في الإمارات إلى هذه المبادرة كاستمرار لنهج الإمارات العربية المتحدة في نشر قيم التسامح والتعايش بين الشعوب، وترسيخ التسامح كقيمة وتوجه مجتمعي وحكومي مستدام.
وقامت اللجنة الوطنية العليا لعام التسامح بتحديد أربعة أهداف أساسية لعام التسامح؛ هي:
1- ترسيخ قيم التسامح والتواصل والتعايش في المجتمع:
الهدف الأول من أهداف عام التسامح 2019 هو جعل قيم التسامح والتعايش قيماً راسخة في المجتمع، وذلك من خلال مجموعة كبيرة من المبادرات والمشاريع التي أطلقتها اللجنة الوطنية العليا للتسامح ووزارة التسامح وغيرها من المؤسسات والهيئات الحكومية بالتعاون مع جهات غير حكومية أيضاً، إلى جانب تقديم ما يثري المحتوى الثقافي العالمي حول التسامح.
2- تقديم النموذج الإماراتي بالتسامح للعالم ليصبح جزءاً من الفضائل الاجتماعية:
تسعى الإمارات من خلال عام التسامح إلى تقديم نموذج عالمي للتسامح والتعايش، وفي سبيل تحقيق ذلك خصصت الإمارات مجموعة من المبادرات في إطار عام التسامح 2019 داخل الإمارات وخارجها، والتي تسعى بمجملها لنقل رسالة التسامح الإماراتية للعالم.
3- تمكين التسامح في المجتمع من خلال السياسات والتشريعات:
بدأت الإمارات بوضع القوانين والتشريعات التي تكفل تحقيق التسامح المستدام قبل الإعلان عن عام التسامح فعلياً، وذلك من خلال القانون الاتحادي لمكافحة التمييز والكراهية 2015، وقانون ترخيص دور العبادة في الإمارات، وقانون تعدد الثقافات، وغيرها من القوانين والسياسات التي تساهم في جعل التسامح قيمة مستدامة وعمل مؤسساتي، وسنتحدث أكثر عن هذه النقطة في فقرة أهداف وزارة التسامح.
4- الانفتاح على الثقافات الإنسانية:
الهدف الرابع من أهداف عام التسامح هو الانفتاح على الثقافات الإنسانية، حيث يعيش على أرض الإمارات أكثر من 200جنسية من مختلف أنحاء العالم، ينتمون إلى ثقافات وأديان مختلفة، وتسعى الإمارات لتأمين بيئة ملائمة للتواصل الثقافي والتعايش، والاحتفاء بالجاليات الأجنبية المقيمة على أرض الإمارات، من خلال لقاءات التبادل الثقافي، وتعزيز التسامح الديني.
تسعى الإمارات أيضاً لنقل أهداف عام التسامح إلى معرض اكسبو العالمي- دبي 2020، حيث يعتبر المعرض الدولي إكسبو 2020 الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا[2]، وقد اختارت الإمارات شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل" كشعار لإكسبو دبي 2020.
فازت الإمارات باستضافة إكسبو2020 بتصويت المكتب الدولي للمعارض في باريس عام 2013، وإكسبو هو معرض عالمي يقام كل خمس سنوات ويستمر حوالي ستة أشهر، يضم مجموعة كبيرة من الفاعليات الثقافية من جميع دول العالم من مؤسسات وأفراد وحكومات، ويعتبر الحدث الأهم على مستوى العالم بعد كأس العالم لكرة القدم.
وسيكون عام التسامح حاضراً بأهدافه ومحاوره في معرض إكسبو دبي 2020، ذلك من خلال فعاليات معرض إكسبو الأساسية وفريق عمل إكسبو الذي ينتمي إلى العديد من الثقافات والجنسيات حول العالم[3].
الرسالة التي تسعى إليها الإمارات من خلال إطلاق مبادرة "عام التسامح" هي التأكيد على أن التسامح عمل مؤسساتي مستدام، يقوم على إطلاق التشريعات والقوانين والمشاريع التي من شأنها أن تكفل فتح أقنية الحوار بين الثقافات من جهة، وتعزيز القيم الإنسانية السامية من جهة أخرى، وفي سبيل ذلك أعلنت الإمارات عن استحداث أول وزارة للتسامح في العالم عام 2016، وقد حددت وزارة التسامح مجموعة من الأهداف الاستراتيجية.
رسالة وزارة التسامح
"تنمية روح الاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين جميع سكان الدولة، وبناء جسور التفاهم والتواصل والحوار ونبذ العنف والتمييز والكراهية، وتشجيع الحوار بين الأديان، وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام عبر مشروعات ومبادرات نوعية محلياً وإقليمياً وعالمياً".[4]
أهداف وزارة التسامح
تعمل وزارة التسامح على تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي من شأنها تحقيق رؤية ورسالة التسامح في الإمارات العربية المتحدة والعالم، وأهم هذه الأهداف:
1- تعزيز مكانة الإمارات كمثال عالمي للتسامح والتعايش: وذلك من خلال إشراف الوزارة على مجموعة من الدراسات والأبحاث في مجالي التسامح والتعايش الإنساني، إلى جانب التوعية بدبلوماسية التسامح على الطريقة الإماراتية.
2- جيل جديد متسامح: من أهداف وزارة التسامح أيضاً العمل على تنشئة جيل جديد قادر على تحقيق التواصل الإنساني الفعال وقادر على عيش قيم التسامح، من خلال دعم الأسرة المتسامحة، ودعم أنظمة التعليم التي تدعو للتسامح.
وقد أجرى معهد التسامح في الإمارات استفتاءً حول ضرورة تضمين المناهج التعليمية الدولية قيم التسامح والتعايش، وكانت النتيجة أن 82% من المشاركين أيدوا ضرورة وجود منهج تعليمي دولي خاص بالتسامح[5].
3- المجتمع المتسامح: وتسعى الوزارة إلى تأصيل قيم التسامح والتعايش في المجتمع من خلال إثراء المحتوى الثقافي بشتى أشكاله بقيم التسامح والتعايش الإنساني.
4- التسامح نمط حياة: ومن أهداف التسامح الاستراتيجية في الإمارات أيضاً تمكين الشباب في سوق العمل، وإعداد الكوادر القادرة على خدمة أهداف التسامح السامية.
5- التسامح العميق: كذلك تسعى وزارة التسامح إلى تطوير أنظمة العمل المؤسساتي وتحفيز الأداء الوظيفي وتحقيق الاستدامة في حسن إدارة الموارد بما يخدم رسالة ورؤية الوزارة والدولة.
6- ترسيخ ثقافة الابتكار في بيئة العمل المؤسساتي.
أخيراً... حاولنا أن نقدم لكم إحاطة كاملة بأهداف عام التسامح 2019، وذلك من خلال استعراض ما حددته اللجنة الوطنية العليا لعام التسامح، وما قامت به اللجنة بالتعاون مع وزارة التسامح والهيئات الحكومية وغير الحكومية المختلفة في خدمة عام التسامح.