أسباب الوحدة وطرق التخلص من الوحدة
يعاني الكثير من الأشخاص من الشعور بالوحدة؛ وللأسف، يعتبر هذا الشعور مؤلماً للغاية، ولذلك لابد من البحث عن الطرق التي من شأنها أن تخلصنا من إحساسنا بالوحدة. قررنا في موقع حلوها، أن نسير معاً ضمن هذا المقال في رحلة عميقة للتعرف على أسباب الشعور بالوحدة وطرق التخلص من هذا الإحساس المؤلم؛ فتابعوه معنا لتعرفوا أكثر عن الموضوع.
لماذا يشعر الإنسان بالوحدة؟
لا يأتي الشعور بالوحدة من العدم، بل لابد من وجود بعض الأمور والأسباب الخفية خلف هذا الشعور القاسي، على سبيل المثال[1]:
- تغيير مكان الدراسة أو العمل.
- العمل من المنزل بدلاً من الاختلاط بالزملاء والموظفين الآخرين.
- الانتقال إلى مدينة جديدة، أو منزل جديد.
- انتهاء علاقة عاطفية أو علاقة صداقة.
- العيش لأول مرة في منزل خاص بدون أهل أو شريك.
كما تقول خبيرة تطوير الذات في موقع حلوها الدكتورة سناء عبده أن الشعور بالوحدة قد ينشأ نتيجة تعرضنا لمواقف سلبية عززت فينا هذا الشعور كالخيانة من قبل من نثق بهم مثلاً! لذلك لابد من وضع حد لهذا الشعور عن طريق استغلال نقاط قوتنا والتطوع مع المنظمات الخيرية والسفر والاستكشاف؛ كما تقول الدكتورة سناء بأنها جاهزة دائماً للتواصل مع الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة عن طريق موقع حلوها.
كما يحتاج الإنسان إلى بعض الوقت من أجل التأقلم مع أي من الظروف السابقة التي ذكرناها، ولذلك من الطبيعي للغاية أن يشعر الشخص منا بالوحدة ريثما يتأقلم بشكل جيد مع ظروف حياته الجديدة. ليس من السهل عزيزي القارئ أن يتخلص الإنسان من شعوره بالوحدة، ويزداد هذا الشعور صعوبةً عندما يكون الشخص الوحيد غير اجتماعي ويواجه مشاكل في التأقلم مع الآخرين.
من الأسباب الأخرى التي تدفعنا للشعور بالوحدة هو قلة روابطنا الاجتماعية، فالإنسان الذي لا يملك أصدقاء أو الشخص الذي لا يتواصل مع الآخرين يشعر بالوحدة في الكثير من الأحيان؛ ليس هذا فقط، بل قد يكون الشخص منا يملك الكثير من الأصدقاء إلا أنه لا يملك أي صديق مقرب يتكلم معه عن مشاعره ومشاكله الخاصة.
كيف تعرف أنك تشعر بالوحدة؟
هناك الكثير من الأعراض التي تدل على شعور الإنسان بالوحدة، ولكيلا تختلط الأمور عليكم أعزاءنا القراء، قررنا في هذه الفقرة أن نتعرف على أهم وأشهر الأعراض التي قد تعني أنكم تشعرون بالوحدة؛ وبهذه الطريقة تستطيعون فهم مشاعركم أكثر والبحث عن الطرق الملائمة للتخلص من هذا الشعور[1].
- الخمول وانخفاض الطاقة.
- عدم القدرة على التركيز.
- الأرق وقلة النوم ومشاكل النوم بشكل عام.
- انخفاض الشهية.
- الشك الكثير واليأس وعدم الاكتراث بأي شيء.
- المرض بشكل متواصل.
- الشعور بالألم بأماكن متفرقة من الجسد.
- التسوق لوقت طويل بلا هدف محدد.
- استعمال المواد المخدرة.
- متابعة الأفلام والمسلسلات بشكل متواصل لوقت طويل.
ما الذي سيحدث لك في حال استمر شعورك بالوحدة لوقت طويل؟
إن كنت تعتقد أن الشعور بالوحدة أمر بسيط، فأنت مخطئ! يعتبر الشعور بالوحدة من أصعب الأحاسيس التي يشعر بها الإنسان على الإطلاق، ولابد من البحث عن حل لهذا الشعور لتجنب حدوث المضاعفات التي لا يحمد عقباها. تابعوا معنا هذه الفقرة لتعرفوا أكثر عن هذا الموضوع[1].
- المرض المزمن بسبب الوحدة
أثبتت الدراسات أن الشعور بالوحدة قد يسبب الكثير من الأمراض الجسدية الخطيرة، حيث ربطت إحدى الدراسات الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية مع ارتفاع خطر الوفاة المبكرة والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتدهور الصحة العقلية[2].
في حين ربطت دراسة أخرى بين الشعور بالوحدة وبين الإصابة بالكآبة والاضطرابات العاطفية[3].
- اضطرابات في النوم وعلاقتها بالوحدة
يجهل الكثير من الأشخاص أن الشعور بالوحدة أحد أهم الأسباب التي تدفعهم للسهر ليلاً؛ والسبب في هذا الأمر أن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة يعانون بشكل كبير من مشاكل النوم واضطراباته! وقد أثبتت الدراسات أن الوحدة والعزلة الاجتماعية تؤثر بشكل سلبي على جودة النوم[4].
- الاكتئاب والوحدة
يؤثر الشعور بالوحدة على الاكتئاب بشكل كبير، ومن الضروري للغاية الانتباه لمشاعرنا في هذه الحالة، فقد يتحول أي خطأ أو عدم اهتمام من قبلنا إلى مشكلة كبيرة بحاجة إلى اختصاصي لحلها! بينت نتائج الدراسات أن الشعور بالوحدة وقلة الارتباطات الاجتماعية، عامل رئيسي من العوامل التي تؤدي إلى إصابة الأشخاص بالاكتئاب، لذلك حاولوا أن تحموا صداقاتكم وتعززوها بشكل دائم![5].
كيف تتخلص من شعورك بالوحدة؟
لابد أنك بدأت تخاف من الشعور بالوحدة بعد كل ما قرأته، أليس كذلك؟ لا تقلق عزيزي القارئ، فنحن في موقع حلوها لا يمكننا أن نتركك بدون الحل الأنسب للمشكلة؛ حيث تنصح خبيرة موقع حلوها النفسية سراء الأنصاري الأشخاص الذين يعانون من الوحدة بالبقاء مع الأصدقاء أو البحث عن عمل أو التقرب من الشريك لتحسين المزاج؛ وعلى كل حال تابعوا معنا هذه الفقرة لتتعرفوا على أفضل طرق التعامل مع الشعور بالوحدة والتخلص منها[6].
- تحسين المهارات الاجتماعية
عزز مهاراتك الاجتماعية! يعتقد معظم الباحثين والمختصين في مواضيع الوحدة والشعور بالعزلة، أن السبب الرئيسي للشعور بالوحدة هو عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية سليمة والتعامل مع الناس وتعزيز الروابط الاجتماعية والمحافظة عليها؛ لذلك ينصح الخبراء بتحسين المهارات الاجتماعية عند الأفراد من أجل تحسين القدرة على التعامل مع الآخرين بشكل سليم من أجل الحفاظ على علاقاتنا الاجتماعية، وبالتالي تجنب الشعور بالوحدة والألم.
- تعزيز الدعم الاجتماعي
إن كنت تشعر بالضيق نتيجة شعورك المستمر بالوحدة والعزلة الاجتماعية، ابحث عن الدعم في الأماكن المناسبة. لا بأس بالقليل من الدعم من أجل التخلص من الشعور بالوحدة الملازم لك؛ تكلم مع صديق لك أو اسهر مع عائلتك، كما يمكنك أيضاً التواصل مع خبراء موقع حلوها وحجز موعد مع استشاري مختص في هذه المواضيع للتكلم معه عما يؤرقك ويزعجك.
- زيادة فرص التفاعل الاجتماعي
يجب عليكم أن تكسروا حاجز الخوف من التفاعلات والمناسبات الاجتماعية، فإن كنتم جادين برغبتكم بالتخلص من مشاعر الوحدة المزعجة، لابد لكم حينها أن تبحثوا عن أي فرصة ملائمة لتعزيز تفاعلكم الاجتماعي مع الأشخاص الآخرين. حاولوا أن تحضروا اجتماعات العمل أو أن تسهروا مع الأصدقاء في مطعم ما أو أن تمارسوا هوايتكم مع أشخاص آخرين. كل هذه النشاطات دافع مهم وطريقة رئيسية للتخلص من الوحدة والعزلة.
- لا تفكر بالسوء
يعتبر التفكير بالأشخاص بشكل سيء من المشاكل التي تعزز الشعور بالوحدة عند الآخرين. على سبيل المثال، عندما لا يلقي أحد زملاءك التحية عليك، لا تتوقع مباشرةً أنه لا يحبك أو أنه لا يريد التواصل معك، فربما كل ما في الأمر أن زميلك يمر بمشكلة ما ولم ينتبه لمروره بقربك فنسي أن يلقي التحية. تذكروا جميعاً ان النية الصافية والقلب الطيب مفتاح الحل لأية مشكلة.
هذا ليس كل ما في جعبتنا، ويسعدنا أن نطلعك على بعض الطرق الإضافية للتخلص من شعورك بالوحدة، لنتابع التعرف على هذه الطرق معاً[1].
- لا تقطع علاقاتك مع من تحب
مهما شعرت بالوحدة ومهما رغبت بالبقاء في المنزل، عليك ألا تقطع علاقتك بالأشخاص الذين تحبهم على الإطلاق، تذكر دائماً أن هؤلاء الأشخاص هم الطريقة الرئيسية للتخلص من عزلتك الاجتماعية. يمكنك أن تزور أصدقاءك أو تتواصل مع أقرباءك؛ ولا تنس أبداً أنه عليك ألا تقطع صلة الرحم بتاتاً. وإن واجهت في البداية صعوبة في مقابلتهم وجهاً لوجه، جرب استعمال طرق التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والواتساب والسكايب.
- جرب هواية جديدة
إن كنت تشعر بالوحدة، فربما يكون الملل سبباً في ذلك. حاول أن تبحث عن بعض الهوايات التي تريد تجربتها، حاول مثلاً تعلم الرسم أو العزف على آلة موسيقية أو الرقص. لا تخجل من هواياتك وتذكر دائماً ان الأوان لم يفت بعد لممارسة هواية جديدة.
- الخروج من المنزل
لنفرض أنك لا تريد الالتقاء بأحد، وبأنك لا تستطيع التحدث مع أي شخص على الإطلاق لأسبابك الخاصة، ما الذي تفعله إذاً؟ هل تجلس في المنزل طوال الوقت؟ بالتأكيد لا! عليك أن تخرج من منزلك باستمرار وأن تمشي قليلاً في شوارع مدينتك التي تحبها؛ كما عليك زيارة الأماكن والمناطق التي لطالما أعجبتك. ومهما ساءت بك الظروف، لن يكون هناك أي مانع لشرب كوب من الشاي أو فنجان من القهوة في كافتيريا ما؟ أعط نفسك فرصة للانفتاح وستلاحظ أن وحدتك بدأت بالتلاشي بلمح البصر.
- الحيوانات الأليفة
قد تعتقد أننا نمزح، إلا أنه في الحقيقة اقتناء حيوان أليف وتربيته وقضاء الكثير من الوقت معه يخفف من شعورك بالوحدة بشكل كبير، بل من الممكن أن يخرجك بشكل كلي من هذه الحالة النفسية السيئة. وبالإضافة إلى تحسين مزاجك ورفع معنوياتك، قد يكون التكلم عن حيوانك الأليف مع الآخرين طريقة فعالة للغاية في التعارف وتكوين الصداقات المناسبة التي تحتاجها في حياتك! لا تتردد في هذه الفكرة على الإطلاق، حيث يوجد الكثير من الملاجئ الخاصة بالحيوانات التي لم تجد من يربيها، انتهز فرصتك وسارع بتبني أحد هذه المخلوقات اللطيفة وراقب الفرق في نفسيتك بنفسك!
في النهاية، لابد من التخلص من الشعور بالوحدة القاتل، ولابد من البحث عن أفضل الطرق لهذا الأمر! إن لاحظت أنك مصاب بالأعراض السابقة، لا تتردد في التواصل مع خبراء حلوها لطلب المساعدة.
[1] مقال "هل الوحدة المزمنة حقيقية؟"، المنشور في healthline.com، تمت المراجعة في 28/9/2019.
[2] دراسة Leigh-Hunt N وBagguley D وباحثين آخرين (2017)، "نظرة عامة على المراجعات المنهجية حول عواقب العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة على الصحة العامة"، المنشورة في ncbi.nlm.nih.gov، تمت المراجعة في 28/9/2019.
[3] دراسة Richard A وRohrmann S وباحثين آخرين (2017)، " يرتبط الشعور بالوحدة بشكل سلبي مع عوامل الصحة الجسدية والعقلية ونمط الحياة"، المنشورة في ncbi.nlm.nih.gov، تمت المراجعة في 28/9/2019.
[4] دراسة Bin Yu و Andrew Steptoeوباحثين آخرين (2018)، " ارتباطات محتملة بين العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة وبين نوعية النوم الرديئة لدى كبار السن"، المنشورة في link.springer.com، تمت المراجعة في 28/9/2019.
[5] دراسة Evren Erzen و Özkan Çikrikciسنة(2018)، "تأثير الوحدة على الاكتئاب"، المنشورة في journals.sagepub.com، تمت المراجعة في 28/9/2019.
[6] مقال البروفيسورة Heidi Grant Halvorson، "علاج الوحدة"، المنشور في psychologytoday.com، تمت المراجعة في 28/9/2019.