فوبيا الأماكن المغلقة والضيقة (كلوستروفوبيا)
"أخاف من الأماكن المغلقة"، "لدي فوبيا من الباب المقفول"، "أعاني من التوتر والقلق في الأماكن المزدحمة"، "أشعر بالاختناق في الزحام"، "الغرف الضيقة تخنقني وتجعلني أرغب بالصراخ"! وغيرها الكثير من الأسئلة والمخاوف التي تصلنا من رواد موقع حلوها حول مشكلة الخوف من الزحام والأماكن المغلقة والضيقة، دون أن يعوا أنهم يعانون مما يسمى فوبيا الأماكن المغلقة والضيقة أو مرض رهاب الأماكن الضيقة والمغلقة أو فوبيا الزحام أو كلوستروفوبيا (Claustrophobia). وهذا المقال يقدم تفاصيل حول تعريف وأعراض وأسباب وعلاج فوبيا الأماكن المغلقة والضيقة.
ما هي فوبيا الأماكن المغلقة والضيقة؟ وما هو مرض رهاب الاحتجاز أو فوبيا الزحام؟
كلمة "فوبيا" تعني في اللغة العربية "رهاب"، إلا أن شريحة كبيرة من الناس تستخدم كلمة فوبيا في اللغة العربية العامية، فنجدها متداولة بين الناس أكثر من كلمة رهاب.
مرض رهاب الأماكن المغلقة باللغة الإنجليزية، أو المصطلح المقابل لمصطلح فوبيا الأماكن الضيقة والمغلقة في اللغة الإنجليزية هو "Claustrophobia"، وينطق "كلوستروفوبيا".
ويقابل "كلوستروفوبيا" في اللغة العربية عدة مصطلحات؛ منها، رهاب الأماكن المغلقة، رهاب الأماكن الضيقة، رهاب الاحتجاز، رهاب الزحام، الخوف من الأماكن المغلقة، الخوف من الأماكن الضيقة، الخوف من الاحتجاز، الخوف من الزحام، فوبيا الأماكن المغلقة، فوبيا الأماكن الضيقة ، فوبيا الاحتجاز، فوبيا الزحام، أو فوبيا الأماكن المزدحمة.
ويمكن تعريف رهاب الأماكن الضيقة والمغلقة أو فوبيا الأماكن المزدحمة على أنه رهاب ظرفي ناجم عن الخوف غير المنطقي والمكثف من المساحات الضيقة أو المزدحمة أو المغلقة. يمكن أن تصيب الحالة المريض نتيجة ظروف معينة مثل التواجد في غرفة بلا نوافذ أو الصعود في مصعد مزدحم أو القيادة على طريق سريع مزدحم[1].
الكلوستروفوبيا هو أحد أكثر أنواع الرهاب شيوعًا، إذا كنت تعاني من رهاب الأماكن المغلقة والضيقة، فقد تشعر بأنك تعاني من نوبة فزع (Panic Attack)، على الرغم من أن فوبيا الأماكن المغلقة والضيقة ليست من اضطرابات الهلع[2].
بالنسبة لبعض الناس، قد يختفي الخوف من الأماكن المغلقة بمفرده، بينما يحتاج الآخرون إلى علاج الكلوستروفوبيا لإدارة أعراضهم والتعامل معها.
ما هي أعراض رهاب الأماكن الضيقة والأماكن المزدحمة؟ ما هي أعراض رهاب الاحتجاز (أعراض الكلوستروفوبيا)؟
تظهر أعراض الخوف من الأماكن المغلقة كأثر لمحفزات الرهاب أو العوامل التي تحفز رهاب الزحام، مثل التواجد في غرفة مغلقة أو في مكان مزدحم. مقياس المريض الخاص لمساحة الأماكن الضيقة يعتمد على شدة حالة الرهاب لديه.
عند مواجهة أعراض فوبيا الزحام أو رهاب الزحام، قد يشعر المريض أنه مصاب بنوبة فزع، وستبدأ الأعراض بالازدياد والاستفحال كلما طال بقاء المريض في المكان المحفز لأعراض الرهاب، وقد تصل الحالة إلى البكاء والصراخ ومحاولة الخروج من المكان بأي طريقة ممكنة![3].
يمكن أن تشمل أعراض فوبيا الأماكن المغلقة والضيقة ما يلي:
- التعرق
- الارتجاف أو الارتعاش
- الهبات الساخنة
- الشعور بالخوف الشديد أو الذعر
- التوتر والقلق
- ضيق التنفس
- ضربات القلب السريعة
- ضيق الصدر أو الألم
- الصداع
- جفاف الفم
- الغثيان
- الشعور بالإغماء أو الدوار
- الشعور بالارتباك أو التوهان
- الشعور بأن الجدران ستُطبق عليك
- الشعور بالاختناق
- رنين في الأذنين
- الرغبة بالتبول، وربما عدم القدرة على السيطرة عليها.
- هذه الأعراض يمكن أن تكون خفيفة أو شديدة.
بعض العلامات الأخرى التي تظهر على مرضى فوبيا الزحام أو فوبيا الأماكن الضيقة، تحت مؤثرات ومحفزات معينة[4]:
- تجنب قيادة السيارة أو ركوب القطار أو الحافلة أثناء الازدحام وحركة المرور الكثيفة.
- الشعور بالضيق عند إغلاق جميع أبواب ونوافذ الغرفة، والبحث التلقائي عن المخرج.
- الصعود على الدرج بدلاً من المصاعد في البنايات.
- الوقوف دوماً بجانب المخرج في أي حفلة أو تجمع مزدحم، حتى وإن كان المكان واسعاً.
- في حالات الكلوستروفوبيا الشديدة؛ إغلاق باب الغرفة قد يصيب المريض بحالة من الهلع الشديد.
يوجد حالات كثيرة أخرى قد تحفز أعراض فوبيا الزحام أو فوبيا الأماكن الضيقة
الفضاء الشخصي للإنسان (Peripersonal Space) يحدد المساحة القريبة من الإنسان، والتي لا يمكن للآخرين الدخول فيها دون أن يشعر المريض بالضيق وببدء أعراض رهاب الزحام لديه.
تختلف مساحة الفضاء الشخصي من إنسان إلى آخر، وذلك لأن لدى كل شخص إحساسه الفريد بالمساحة الشخصية الخاصة به.
وجدت دراسة أجريت عام 2011 أن الأشخاص ذوي الفضاءات الشخصية الكبيرة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالرهاب عندما يتم اختراق دائرتهم. لذلك إذا كنت مصاباً برهاب الازدحام، وكانت مساحتك الشخصية على سبيل المثال ستة أقدام، وكان هناك شخص يقف على بعد أربعة أقدام منك، فقد تبدأ بالشعور بالذعر[5].
ما أسباب ضيق التنفس في الأماكن المغلقة أو الضيقة أو المزدحمة؟ ما أسباب الشعور بالاختناق في الأماكن الضيقة والمزدحمة؟ ما أسباب رهاب الزحام (أسباب الكلوستروفوبيا)؟
لا يُوجد الكثير من الإثباتات العلمية حول أسباب الخوف من الأماكن المغلقة والضيقة. العوامل البيئية قد تلعب دوراً كبيراً، وعادةً ما يصاب الأشخاص برهاب الزحام أثناء الطفولة أو في سن المراهقة.
يمكن أن يكون مرض رهاب الأماكن الضيقة مرتبطاً بخلل وظيفي في اللوزة المخية (Amygdala)، وهو جزء من الدماغ يتحكم في كيفية معالجة الخوف. يمكن أن يكون سبب الرهاب أيضاً حدثاً صادماً، مثل[1]:
- الاحتجاز في مكان ضيق أو مزدحم لفترة طويلة من الزمن.
- المعاناة من الاضطراب عند الطيران.
- التعرض لعقاب الحبس في مكان صغير، مثل الحمام.
- أن يعلق الشخص في وسائل النقل العام المزدحمة.
- أن يُنسى الشخص أو يترك في مكان ذي مساحة ضيقة، مثل الخزانة، عن طريق الغلط.
من المحتمل أيضاً أن تصاب برهاب الخوف من الأماكن المغلقة إذا نشأت مع أحد الوالدين أو أحد أفراد العائلة المصاب بهذا النوع من الرهاب. إذا رأى الطفل أحد الأشخاص الذي يحبهم عالقاً وخائفاً في مساحة صغيرة مغلقة، فقد يبدأ بربط الخوف والقلق بحالات مماثلة، وهو أحد أسباب ضيق التنفس في الأماكن المزدحمة أو الضيقة.
وخلص باحثون من جامعة إيموري إلى أن الأشخاص الذين يدركون بشكل خاطئ المسافة البعيدة عن متناول ذراعهم هم أكثر عرضة لمخاوف فوبيا الأماكن الضيقة. في كل الأحوال، يبدو أن من يتمتعون بتاريخ من الشعور بالتوتر في الأماكن المغلقة قد ينتهي بهم الأمر مصابين بفوبيا الأماكن الضيقة والمغلقة![5].
يمكن أن تؤدي العديد من المواقف إلى الخوف من الأماكن المغلقة، وتسبب ظهور أعراض رهاب الأماكن الضيقة، مثل[1]:
- التواجد في غرفة صغيرة بدون نوافذ
- ركوب طائرة أو سيارة صغيرة.
- الخضوع للتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- ركوب مصعد مزدحم أو صغير.
- التواجد في مكان مزدحم، كحفل موسيقي، حتى وإن كانت القاعة واسعة.
- دخول خزائن تغيير الملابس.
الأماكن الأخرى التي تسبب تحفيز مشاعر الخوف وأعراض رهاب الازدحام أو الاحتجاز:
- المراحيض العامة.
- مغاسل السيارات.
- الأبواب الدوارة في المولات.
- غرف قياس الملابس في المتاجر.
- الكهوف.
- الأنفاق.
هل يوجد علاج لمرض فوبيا الأماكن الضيقة والمغلقة والمزدحمة؟ هل علاج فوبيا الزحام نفسي أم طبي؟ كم مدة علاج فوبيا الأماكن الضيقة والمغلقة؟ ما هو علاج الكلوستروفوبيا؟[2].
الخبر السار هو أن مشكلة الخوف من الأماكن المغلقة يمكن علاجها!؛ وفقاً للدكتور باورز: "علاج التعرض (Exposure Treatment)، وهو شكل من أشكال العلاج المعرفي السلوكي، عادة ما يؤدي إلى انخفاض إجمالي في أعراض القلق إذا أجري العلاج بشكل صحيح."
يتضمن العلاج السلوكي تحديد المحفزات والاعتراف بأن ردود فعل الفرد تجاه هذه المحفزات يتم تعلمها ولا تأتي بشكل طبيعي؛ فمن خلال تقنيات التصور والتمرن على التواجد في المساحات الصغيرة، يتعلم الفرد أن يفصل مشاعر الخطر عن المساحات الضيقة أو المزدحمة.
يمكن أن يشمل علاج فوبيا الأماكن المغلقة والضيقة أو علاج فوبيا الزحام الأدوية أو مزيجاً من عدة علاجات، تشمل الأدوية الموصوفة للمساعدة في علاج رهاب الزحام مضادات الاكتئاب ومثبطات بيتا (Anti-Depressants and Beta-Blockers)، والتي تساعد على تخفيف دقات القلب المرتبطة في الغالب بنوبات القلق والخوف، كذلك البرمجة اللغوية العصبية وهي نوع من العلاج السلوكي الذي يحطم النظرة المسبقة للفرد تجاه الواقع، مما يقلل من القلق الناجم عن موقف معين أو وضع معين.
طرق علاج رهاب الأماكن المزدحمة والضيقة والمغلقة كثيرة، ويحددها الطبيب بناءً على المريض وشدة حالته. تفاصيل أوسع وأكثر تحديداً أعددنا لكم مقالاً خاصاً حول تشخيص وعلاج فوبيا الأماكن المغلقة والضيقة يمكنكم مراجعته من خلال النقر على هذا الرابط.
ما هو طول مدة علاج فوبيا الأماكن الضيقة والمزدحمة؟
يحتاج مريض رهاب الأماكن المغلقة والضيقة إلى جلستين أسبوعياً لمدة تتراوح من 8 إلى 10 أسابيع. وقد يُفرض على المريض الإقامة في المستشفى خلال العلاج في حال كان يعاني من رهاب شديد[4].
تصلنا على موقع حلوها عدة أسئلة حول فوبيا الأماكن المزدحمة والضيقة والمغلقة، حيث يشرح الرواد تجارب الخوف التي يعيشونها في الزحام أو في المساحات الضيقة أو الغرف المغلقة. اخترنا من مشاكل رهاب الأماكن المغلقة والضيقة، القصص والتجارب التالية:
تحت عنوان "لدي فوبيا من الباب المقفول"، يقول أحد أصدقاء موقع حلوها:
"سلام عليكم انا احمد عمري 17 انا عاني من مشكلة اني اخاف احد يقفل على الباب مرة اخاف خوف مهو طبيعية لدرجة اني ابكي المشكلة ذي بدىت يوم كان عمري 8 سنة انا كنت احب احد يقفل علي الباب عادي عندي الوضع لين جاء اليوم يلي حدث في مشكلتي كنا انا واخواني في غرفة نلعب يوم جاء اخوي الكبير قفل علينا الباب وراح نام في غرفة ثانية واخوي الثاني يلي معي في الغرفة قاعد يوسوس فيني يقول يويلنا حنا نبي نموت في الغرفة ثمن من ذيك اللحظة وانا اخاف من الباب".
وترد عليه الأخصائية النفسية في موقع حلوها، الدكتورة سراء الأنصاري: "أنت لديك رهاب الأماكن المغلقة، فإن كان يؤثر على حياتك وعملك أو إنتاجيتك فعليك معالجته دوائيا ونفسيا باستشارة الطبيب، وإذا كان أبسط حاول مواجهة الحالة تدريجيا وعرض نفسك إليها بين الحين والآخر وستجد نفسك أفضل".
أما صديقتنا من السعودية، فنشرت مشكلتها مع رهاب الأماكن المزدحمة تحت عنوان "أعاني من التوتر والقلق في الأماكن المزدحمة"، وقالت فيها:
"بعاني من توتر وقلق شديد في الاماكن المزدحمة والجلوس قرب الناس يداي تتعرق كثيرا وجسمي كله واتوتر من اتفه الاسباب مع انني قد اقدمت ع خطوات شجاعة كقاعدة الخمس ثواني الا انه يوجد هذا القلق والخوف وحتى ان رائحة عرقي كريه فقد سمعت تعليقات كثيره عن رائحتي هل ما عندي هي نوبات هلع ام رهاب اجتماعي انا لا اعلم".
وجاء الرد من الدكتورة سراء الأنصاري، الخبيرة النفسية على موقع حلوها: "نعم لديك بعض القلق الاجتماعي وهو يحتاج إلى تدريب وتمرين، استحمي يوميا واستعملي الكحول لمسح ما بين طيات الجسم لمنع الرائحة لترتاحي أكثر. لا تعتزلي الناس مهما يكن، تعودي عليهم رغم التوتر والقلق وقومي بأمور تخفف التوتر، مثل المشي وتمارين التنفس والاسترخاء وعمل مساج لنفسك والطعام الصحي والخروج لوحدك في الهواء الطلق احياناً. تحدثي مع نفسك أمام المرآة وتخيلي أنك معهم وتحدثي كتدريب مع الخيال. ستزول الأعراض مع الوقت، وإن قمت بكل هذا فلن تحتاجي للدواء".
هل ترغب بمشاركتنا تجربتك أو مشكلتك على موقع حلوها للحصول على استشارة مناسبة من خبرائنا؟ اطرح سؤالك هنا.
[1] مقال Annamarya Scaccia والدكتور Timothy J. Legg "كل ما تريد معرفته عن رهاب الازدحام" منشور في healthline.com، تمت مراجعته في 6/10/2019.
[2] مقال "رهاب الازدحام والأماكن الضيقة" منشور في epigee.org، تمت مراجعته في 6/10/2019.
[3] مقال Lisa Fritscher والدكتور Steven Gans "نظرة عامة على الخوف من الأماكن المغلقة" منشور في verywellmind.com، تمت مراجعته في 6/10/2019.
[4] مقال " الخوف من الأماكن المغلقة" منشور في betterhealth.vic.gov.au، تمت مراجعته في 6/10/2019.
[5] دراسة Stella F.Lourenco و Matthew R.Longoسنة 2011 "الفضاء القريب وعلاقته برهاب الأماكن المزدحمة والمغلقة" منشور في sciencedirect.com، تمت مراجعته في 6/10/2019.