أسباب التنمر وعلاج ظاهرة التنمر

ما هي أسباب التنمر؟ كيف يمكن علاج ظاهرة التنمر؟ تعرفوا معنا إلى أسباب التنمر عند المراهقين والبالغين وأفضل أساليب التغلب على التنمر والتعامل مع المتنمرين
أسباب التنمر وعلاج ظاهرة التنمر
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعد التنمر ظاهرة عدوانية تنطوي على ممارسة العنف والإساءة من قبل فرد أو مجموعة أفراد بحق غيرهم، تنتشر هذه الظاهرة بكثرة في كل مكان، وتتصف بالتكرار حيث أنك قد تتعرض لها أكثر من مرة. ونظراً لأهمية هذا الموضوع فإن موقع حلوها يسلط الضوء في هذا المقال على أبرز أسباب التنمر وكيفية التعامل مع المتنمرين، تابعوا القراءة لتعرفوا أكثر عن الموضوع. 

لا تأتي دوافع التنمر من العدم، حيث توجد عدة أسباب مختلفة لهذا السلوك البشع، إليك بعضاً منها في هذه الفقرة[1]:

  1. ضحية تنمر سابقة: غالباً ما يكون المتنمر ضحية تنمر سابقة؛ حيث قد يكون تعرض للتنمر من قبل أحد أفراد أسرته أو أصدقائه، مما جعله يشعر بالغضب وعدم القيمة، ونتيجة لذلك أصبح يرمي هذا التنمر على غيره.
  2. الوحدة والتنمر: إن الشعور بعدم الأهمية والوحدة يولدان التنمر، حتى وإن كان المتنمر ينتمي إلى مجموعة، فهذا لا يعني أنه يشعر بالانتماء والأهمية. لذلك يسعى المتنمر إلى اكتساب الاهتمام ولفت الأنظار من خلال تنمره على الآخرين.
  3. مشاكل منزلية تؤدي إلى التنمر: من المهم جداً أن ندرك بأن المتنمر هو أيضاً ضحية! فالكثير من المتنمرين يعانون من مشاكل في منازلهم كالتعنيف الجسدي والعاطفي وغيرها من الأساليب التي تدفعهم للتنمر على الآخرين لتفريغ غضبهم المكبوت.
  4. التعبير عن الغيرة بالتنمر: تعد الغيرة من أبرز الأسباب التي تدفع المتنمر إلى صب غضبه وانزعاجه على الآخرين، وغالباً ما تكون شهرة الأشخاص الآخرين ومستواهم الاجتماعي هما الدافع الأساسي لتنمره. حيث يسبب له نجاحم الإحباط والشعور بقلة التقدير، مما يدفعه إلى التنمر ليشعر بأنه أفضل منهم.  
  5. الانتماء إلى مجموعة المتنمرين: إن سعي المتنمر إلى القوة والأمان يجعله ينتمي إلى مجموعة من المتنمرين، حيث أن وجوده معهم سيكسبه المزيد من القوة والثقة بفضل دعم أفراد المجموعة له.
  6. الأنانية: يعاني المتنمرون من التكبر والأنانية الشديدة، وتشكل هاتان الصفتان الدافع الأساسي لتسلطهم وتنمرهم على الآخرين. حيث يعتقدون بأنهم أفضل الناس الموجودة على هذا الكوكب، وكل شيء يجب أن يكون كما يريدون.  
  7. حب التأثير: في أغلب الأحيان يفتقر المتنمر إلى موهبة معينة أو مهارة تجعله مثيراً للاهتمام وملفتاً لأنظار أقرانه، فيسعى إلى اكتساب إعجابهم عبر إضحاكهم وتسليتهم من خلال تنمره على غيرهم.
  8. الاختلاف: لا يتقبل المتنمر ما يختلف عن أهدافه وسلوكه، سواء في العادات الدينية أو الميول الجنسية أو غيرها من الأمور الشخصية. فبمجرد رؤيته لشخص مختلف عنه، يبدأ بالتنمر عليه بطريقة ساخرة وعلنية ليسلط الضوء بسخريته على هذا الاختلاف.
animate

ما هي دوافع التنمر عند المراهقين؟
إن المراهقة مرحلة عمرية معقدة ما بين الانفعالات والمزاجية، ولعل التنمر فيها من أكثر الأمور التي يمكن ملاحظتها على المراهق. تتعدد أسبابه في هذه المرحلة، فعلى سبيل المثال[2]:

  • إظهار القوة: يلجأ المراهقون إلى التنمر على أقرانهم وبشكل خاص على من هم أضعف وأصغر سناً منهم، وذلك من أجل إظهار قوتهم ولفت الأنظار إليهم. حيث يمكننا ملاحظة ذلك بشدة بين الطلاب والرياضيين الأقوياء الذين يتنمرون على الأخرين من أجل التسلط والتقليل من مكانة منافسيهم.
  • الشعبية: كثيراً ما يكون التنمر لدى المراهقين دافعاً من دوافع الاهتمام الاجتماعي، فالأطفال الذين هم أقل شعبية من غيرهم، سيقومون بالتنمر ونبذ الأخرين من أجل التقليل من المكانة الاجتماعية للطرف الآخر والحصول على الاهتمام  والشعبية سواء في المدرسة أو في المنزل.
  • السعي للانتقام: كما ذكرنا مسبقاً، علينا أن ندرك بأن المتنمر هو أيضاً ضحية. فالمراهقون الذين تعرضوا إلى تنمر سابق، سيقومون بالتنمر على الآخرين من أجل الشعور بالراحة والانتقام من المضايقات التي تعرضوا لها مسبقاً. عادةً ما يشار إلى هذه الفئة من المراهقين على أنهم ضحايا التنمر.
  • المشاكل العائلية: إن غياب التساهل والثقة عن الأبناء وتعرضهم إلى العنف والضغط من قبل الأخوة الأكبر أو الآباء، سيخلق لديهم شعوراً بالعجز، مما سيدفعهم إلى التنمر على الأخرين كي يشعروا بالقوة والسيطرة اللذان ينقصان حياتهم الخاصة.
  • المتعة: يعاني بعض المراهقين من الشعور بالملل والفراغ في حياتهم ويفتقرون إلى اهتمام آبائهم، مما يشكل الدافع الرئيسي لتنمرهم على الأضعف منهم بهدف إضافة بعض الإثارة والمتعة لحياتهم. ونتيجة لذلك يصبح إيذاء مشاعر الآخرين سلوك اعتيادي لهم.
  • التحيز: إن التحيز أحد جذور التنمر الأساسية التي تظهر بشكل علني، وهو لا يختلف بين المتنمرين الصغار والكبار، ففي الحالتين يكون المتنمر ساخراً من آراء وسلوك غيره لمجرد أنه يرى الشخص الآخر مختلفاً عنه.
  • ضغط المتنمرين! إن التعرض للتنمر أمرٌ سيء وبشع قد يجعل المرء يعيش حالة من الضعف والارتباك. ونتيجة لذلك يتجه بعض المراهقين إلى تفادي هذا الشعور، من خلال الانضمام إلى مجموعة من المتنمرين ومشاركتهم التنمر، كي يكسبوا القوة من دعم أفراد المجموعة لهم ولكي لا يكونوا هدفاً للتنمر.

كيف يمكن علاج التنمر؟
يعد التنمر مشكلة خطيرة ولا ينبغي تجاهلها، حيث يجب حلها بشكل مباشر وتقديم الدعم للمتنمرين أنفسهم ولأولئك الذين يتعرضون للإساءات والمضايقات، فهذا يساعد على استعادة ثقتهم بأنفسهم، كما سيقلل من الوقت الذي تستغرقه عملية العلاج. نقدم إليك بعضاً من استراتيجيات العلاج في هذه الفقرة[3].

  1. استشارة مدربي حياة: إن مناقشة الأحداث والتجارب السيئة التي تعرضت لها في حياتك مع خبراء ومدربي الحياة سيساعدك على التخلص من الصدمة والعودة إلى حياتك الطبيعية فضلاً عن تعزيز ثقتك بنفسك. وفي ضوء هذا يمكنك التواصل مع خبراء موقع حلوها للحصول على استشارة تفيدك في حل مشكلتك.
  2. الاستعانة بالمقربين: لا تخلو حياتنا اليومية من طلب المساعدة في أبسط القضايا، ولعل الوالدين هم أول من يخطر على بالك عند وقوعك في مشكلة ما؛ كما تؤكد الخبيرة سراء الأنصاري على ذلك، حيث تقول: "إن التنمر مشكلة معقدة ويجب أن تلقي الدعم من المنزل والأسرة لزيادة الثقة بالنفس والحد من آثار المشكلة". فعلى سبيل المثال حين يتنمر طالب على آخر، ويقوم الوالدين بالتدخل ومناقشة مشاعر الضحية وتجارب طفله مع والد الطالب المتنمر، سيحد ذلك من المشكلة.
  3. تغيير المكان: لا يقتصر التنمر على مكان محدد، ففي بعض الحالات قد تضطر إلى الانتقال بشكل كامل من المكان الذي تتواجد فيه، وهذا ما ينطبق على الذين يعانون من التنمر بشكل مستمر دون توقف. فعلى سبيل المثال إذا كان رئيسك المشرف عليك في العمل لا يستجيب لك ويقوم بالتنمر عليك بشكل يومي، ستضطر إلى البحث عن مكان عمل جديد أكثر راحة.
  4. علاجات طبية للتنمر: قد تتطور الأثار المؤلمة التي يعاني منها ضحية التنمر وتبلغ مراحل طويلة الأمد مثل القلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية وغيرها. وفي هذه الحالة يجب أن يتم التدخل الطبي من قبل الأطباء النفسيين والمستشارين من أجل المعالجة بالسرعة القصوى. 
    وفي ضوء ذلك صدر تقرير عن أطباء مشفى بوسطن تم فيه توضيح معنى المعالجة الطبية النفسية بالإضافة إلى الدواء المناسب، بما يساعد الضحية على العودة إلى طبيعة حياتهم السابقة بشكل أفضل[4].
    ذكر أطباء المشفى أن العلاج النفسي يساعد الضحية على إعادة الشعور بالتفاؤل والتعبير وإدارة مشاعره حول الخوف، وقد يكون هذا العلاج فردياً أو مع ضحايا آخرين في جلسات جماعية، حيث يسمح فيها للوالدين وأفراد الأسرة بالمشاركة فيها كاستراتيجيات فريق. ومن أبرز نقاط المرحلة العلاجية:
    • وضع خطة مساعدة على مواجهة الإساءة 
    • إعادة الاحترام والثقة للضحية في نفسه
    • تعليم أنماط تفكير جديدة مساعدة على التخطيط والنجاح  
    • كما صرح فريق أطباء المشفى بأن الدواء عنصر ضروري إلى جانب العلاج النفسي. ففي حال عدم استجابة المريض للعلاج النفسي بشكل كافي، يمكن حينها أن يتم وصف بعض الأدوية مثل مضادات للقلق وبعض مضادات الاكتئاب وغيرها من الأدوية التي تجعل المريض يشعر براحة بأكثر. 

كيف تتصرف بعد تعرضك للتنمر؟
هل سبق أن قام أحدهم بالتنمر عليك؟ وهل وجدت نفسك ضعيفاً أمام هذا الشعور المؤلم؟ حسناً موقع حلوها يقدم لك عدة أساليب بسيطة يمكنك من خلالها مواجهة المتنمرين، إليك بعضاً منها في هذه الفقرة[5].

  • الاستجابة مبكراً: يجب عليك أن تكون مستعداً لمواجهة المتنمر بشكل مبكر عند الإساءة إليك، ولا يجب ترك الوقت لصالحه من أجل إذلالك بشكل أكبر. في البداية قد يستغرق الأمر بعضاً من الجهد لفهم ما يحدث، ولكنك مع تكرار التجارب والمواجهة مرة بعد مرة، ستجد نفسك قادراً على الاستجابة بشكل سريع ووضع حد لكل متنمر. 
  • ضع حدوداً: من المهم جداً أن تقوم بوضع حدود بينك وبين الآخرين، بحيث يكون من غير المسموح أن يتجاوزوها. فأنت بذلك تكون قد أدركت حدود المتنمر وامتلكت وسيلة للمواجهة في أسرع وقت ممكن؛ إذ تقول الخبيرة سناء عبده " إن التنمر يعتمد على شخصيتك، يجب أن تكون قوياً و واثقاً في نفسك، حيث يجب عليك معرفة كيفية التعامل مع الآخرين وعدم السماح لأحد بتجاوز حدوده معك".
  • ابق هادئاً: إن الغاية الأساسية للمتنمر هي استفزازك وجعلك تعيش حالة من الارتباك والغضب، لذلك يجب عليك أن تبقى هادئاً وتحافظ على ردودك دون عداء أو انفعال. بذلك تكون قد تجاهلته ومنعته من الوصول إلى ما يريد.
  • تقرب من الذين يدعمونك: من المهم جداً أن تختار الأشخاص الذين يشاركونك تفاصيل حياتك بشكل دقيق، ولا سيما أصدقائك لأنهم يشكلون المصدر الأبرز للثقة والدعم وغيرها من المشاعر الإيجابية التي تساعدك على مواجهة المتنمرين واتخاذ القرارات في المواقف الصعبة.

وفي النهاية، لا بد من منح أطفالنا الثقة والحنان الكافيان من أجل مكافحة التنمر وتوابعه، فالحياة اليوم أكثر تعقيداً مما سبق.

  1. مقال "تسعة أسباب للتنمر"، المنشور في mightyfighter.com، تمت المراجعة 12\10\2019.
  2. مقال "ثمانية أسباب لتنمر المراهقين"، المنشور في verywellfamily.com، تمت المراجعة 12\10\2019.
  3. مقال "طرق لعلاج التنمر للكبار والصغار"، المنشور في perspectivesoftroy.com، تمت المراجعة 12\10\2019.
  4. تقرير صادر عن أطباء مشفى بوسطن، "التنمر، التشخيص والعلاج"، المنشور في childrenshospital.org، تمت المراجعة 12\10\2019.
  5. مقال البروفيسورة Abigail Brenner، "خمس طرق للتعامل مع المتنمرين"، المنشور في psychologytoday.com، تمت المراجعة 12\10\2019.