أعراض وسواس الموت بالتفصيل وسبب وسواس الموت
هل الخوف من الموت مرض نفسي؟ الخوف من الموت خوف طبيعي موجود في داخل كل منا بنسب متفاوتة، ولكنه يتحول إلى مرض نفسي وإلى وسواس إن زاد عن حدوده الطبيعية وأصبح يؤثر على حياتنا اليومية وعلاقاتنا. ونلاحظ ذلك من خلال أعراض وسواس الموت الجسدية والنفسية التي تتكرر بشكل دائم عند التفكير بالموت بأي شكل من الأشكال.
فما هو وسواس الموت؟ وما هي أعراض وسواس الموت بالتفصيل والتي يجب أن ندركها وننتبه لها؟ ما سبب وسواس الموت ومحفزاته؟ وما أنواع الخوف من الموت؟ وهل يعي الناس جيداً دور المعتقدات الدينية في التعامل مع الخوف من الموت؟ كل ذلك وأكثر سنكتشفه في هذا المقال.
أشعر بالخوف من الموت... هل يمكن أن يصيبنا الخوف من الموت فجأة؟ ما هو وسواس الموت أو قلق الموت؟ هل الخوف من الموت مرض نفسي؟
يمكن تعريف وسواس الموت أو الثانتوفوبيا (Thanatophobia or Thantophobia) على أنه الخوف من الموت أو الخوف من عملية الموت (الاحتضار) أو ما سنمر به خلال الموت.
من الطبيعي أن يخاف الإنسان من الموت أو مما سيحصل له في الطريق إلى الموت، وأن يقلق على عائلته وأحبائه وما سيؤول إليه حالهم بعد موته. ولكن عند بعض الأشخاص، تتطور حالة الخوف هذه حتى تتحول إلى وسواس وحالة مستمرة من القلق والخوف، عندها يصبح الخوف من الموت حالة مرضية وغير طبيعية[1].
ويسمى وسواس الموت في اللغة الإنجليزية ثانتوفوبيا (Thanatophobia) أو (Thantophobia)، وهو نفسه قلق الموت (Fear of Death Anxiety Disorder)، وفي اللغة اليونانية، كلمة "Thanatos" تعني الموت، وكلمة "Phobos" تعني الخوف، لذلك يتم ترجمة مصطلح "Thanatophobia" إلى "الخوف من الموت"[2].
لا تصنف جمعية الطب النفسي الأمريكية (The American Psychiatric Association) وسواس الموت كاضطراب مميز[3]، بدلاً من ذلك،يُعزى القلق الذي قد يواجهه شخص ما بسبب هذا الخوف إلى القلق العام (General Anxiety)
ويربط بعض الأخصائيين مشكلة قلق الموت ببعض أمراض الاكتئاب أو اضطرابات القلق الأخرى، مثل اضطراب ما بعد الصدمة (Post-Traumatic Stress Disorder or PTSD)، واضطرابات الهلع أو نوبات الهلع (Panic Disorders and Panic Attacks)، واضطرابات القلق المرضي (Illness Anxiety Disorders).
يختلف وسواس الموت أو قلق الموت أو الثانتوفوبيا عن رهاب الموت (Necrophobia)، وهو الخوف العام من الكائنات الميتة أو الكائنات التي تحتضر أو الأشياء المرتبطة بالموت.
السؤال الآن، كيف نعرف أنه وسواس الموت؟ ما هي أعراض وسواس الخوف من الموت؟! الإجابة في الفقرة التالية.
كيف أعرف أنه وسواس الموت؟ ما هي أعراض وسواس الخوف من الموت؟ ما العلاقة بين أعراض وسواس الموت والهلع؟ ما العلاقة بين أعراض وسواس الموت والأحلام؟
سنتحدث هنا عن أعراض وسواس الموت الجسدية والنفسية والعاطفية بالتفصيل، قد لا ينتبه مرضى وسواس الموت إلى أعراض قلق الموت حتى يبدؤوا بالتفكير بموتهم أو موت أحد أحبائهم فيواجهوا حالة القلق، فتبدأ الأعراض بالظهور.
تشمل الأعراض الرئيسية التي قد يتعرض لها شخص ما عندما تهاجمه حالة الخوف من الموت، ما يلي[2]:
- الخوف أو القلق الفوري عند التفكير في الموت أو عملية الموت.
- نوبات الهلع التي يمكن أن تسبب الدوخة، الهبات الساخنة والتعرق، ارتفاع معدل ضربات القلب أو عدم انتظامها.
- تجنب المواقف التي قد يكون من الضروري فيها التفكير في الموت.
- الشعور بالغثيان أو آلام في المعدة عند التفكير في الموت.
- مشاعر عامة من الاكتئاب والقلق.
الوسواس يمكن أن يؤدي إلى شعور الشخص بالوحدة والعزلة وتجنب الاتصال بالأصدقاء والعائلة لفترات طويلة من الزمن، وإذا كان قلق الموت مرتبطاً بقلق أو حالة اكتئاب أو اضطراب أخرى، فقد يعاني الشخص أيضاً من أعراض محددة تتعلق بالحالة الأساسية التي نبع عنها القلق من الموت.
أعراض وسواس الموت الجسدية[3]:
- التعرق
- الدوار
- الغثيان
- آلام المعدة
- الحساسية تجاه الطقس الحار أو البارد.
- عدم انتظام دقات القلب، أو خفقان القلب.
أعراض وسواس الموت النفسية والعاطفية، والتي سيظهر بعضها في الحالات المتقدمة فقط:
- القلق الزائد
- نوبات الهلع
- الحزن
- الغضب
- الشعور بالذنب
- تجنب العائلة والأحباء، وأحياناً تجنب المسؤوليات أيضاً.
هل وجدت الآن الإجابة الشافية لسؤال، كيف أعرف أنه وسواس الموت؟! هل تعرفت على علامات الخوف من الموت الجسدية والنفسية وأعراض وسواس الموت بالتفصيل (أعراض الثانتوفوبيا)؟
لننتقل في الفقرة التالية إلى أسباب الخوف من الموت. لماذا نخاف من الموت؟ هل يصيبك الخوف من الموت فجأة؟ هل تضايقك مشكلة الخوف من الموت والتفكير فيه؟ ما هو سبب وسواس الموت؟!
لماذا أخاف من الموت بشدة؟ ما سبب وسواس الموت لدي؟ لماذا أفكر بالموت كثيراً؟ ما أسباب الخوف من الموت؟ ما العوامل المحفزة لوسواس الموت والتي تزيد خطورة الإصابة بوسواس الموت؟ ما أسباب الثانتوفوبيا؟
تختلف أنواع وأسباب الخوف من الموت وتفاصيل هذا الوسواس من شخص إلى آخر. بشكل عام، فإن أنواع الرهاب والوساوس المختلفة يعود سببها أو محفزاتها عادة إلى حدث معين من الماضي، قد لا يذكره الفرد المصاب بالمرض. فمثلاً أسباب وسواس الموت أو قلق الموت قد تتضمن صدمة نفسية واجهها الشخص في عمر مبكر لها علاقة بحادثة واجه فيها الموت، أو فقدان شخص عزيز[2].
قد يعاني الشخص المصاب بمرض شديد من مشكلة وسواس الموت بسبب قلقه المستمر من الموت، ولكن سبب وسواس الموت هنا لا يكون المرض نفسه بل الضغط النفسي.
في معظم الأحيان يكون سبب وسواس الموت مرتبطاً بأحد اضطرابات القلق أو الهلع أو الاكتئاب؛ وأهمها[4]:
- رهاب معين (أنواع معينة من الفوبيا): يرتبط قلق الموت تلقائياً مع مجموعة من أنواع الرهاب التي يكون لها علاقة بأشياء أو أمور تسبب الأذى أو الوفاة؛ مثل الثعابين والعناكب والطائرات والأماكن المرتفعة.
- اضطرابات الهلع: يلعب الخوف من الموت دوراً في العديد من اضطرابات القلق والهلع. أثناء نوبة الهلع، قد يشعر الشخص بفقدان السيطرة والخوف الشديد من الموت أو الوفاة الوشيكة.
- اضطرابات القلق المرضي: قد يكون قلق الموت مرتبطاً باضطرابات القلق المرضي، والتي كانت تعرف سابقاً باسم التوهم المرضي (Hypochondriasis). حيث يواجه المريض في هذه الحالة خوفاً شديداً من المرض، وقلقاً شديداً على الصحة.
ما هي عوامل الخطر أو العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بقلق الموت أو وسواس الموت؟
- العمر: تشير دراسة أجريت عام 2017 إلى أن كبار السن يخشون عملية الموت (الاحتضار)، بينما يخشى الشباب الأصغر عمراً من الموت نفسه[5].
- الجنس أو النوع الاجتماعي: وفقا لدراسة أجريت عام 2012، كانت النساء أكثر عرضة من الرجال لقلق الموت أو الخوف من عواقب وفاتهم والخوف على وفاة أحبائهم[4].
- آباء على أبواب الموت: يقال أن الصغار يعانون من وسواس الموت أكثر من الكبار. فالكبار قد يخافون من عملية الموت أو الاحتضار أو فقدان الصحة. بينما يخاف الأصغر سناً من الموت نفسه.
- التواضع: الناس الأقل تواضعا هم أكثر عرضة للقلق بشأن وفاتهم. يشعر الأشخاص ذوو المستويات الأعلى من التواضع بأهمية أقل للذات ويكونون أكثر استعداداً لقبول رحلة الحياة. هذا يعني أنهم أقل عرضة لخطر الإصابة بوسواس الموت[6].
- المشاكل الصحية: الأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية جسدية أكثر من غيرهم، يشعرون بمزيد من الخوف والقلق عند التفكير بمستقبلهم[7].
ما هي أنواع قلق الموت؟ ما هي أنواع المخاوف التي تسبب وسواس الموت؟ ما أنواع الثانتوفوبيا؟
لم ينته الحديث عن أسباب الخوف من الموت بعد، فقد يكون سبب وسواس الموت أنواع معينة من المخاوف تقود إلى الخوف من الموت، وقد أطلق عليها البعض "أنواع الخوف من الموت".
فما هي أنواع الخوف من الموت أو أنواع المخاوف التي تسبب وسواس الموت؟
- الخوف من المجهول (Fear of the Unknown)
قد تعود جذور وسواس الموت إلى الخوف من المجهول! الرغبة في معرفة وفهم كل ما يدور حولنا هي رغبة طبيعية عند الجميع، إلا أن ما يحدث بعد الموت هو من علم الغيب الذي لا يوجد أي إثباتات حوله، مما يخيف البعض من المجهول بعد الموت!
وجدت دراسة واحدة على الأقل أن زيادة الذكاء العاطفي عند الإنسان ممكن أن تساعده بالتعامل مع الخوف من المجهول، وبالتالي التقليل من قلق الموت[8]. - الخوف من فقدان السيطرة (Fear of Loss of Control)
يفضل البشر بالعادة التحكم بحياتهم والسيطرة عليها وعلى ما حولهم، لكن تأتيهم فكرة الموت كفعل خارج تماماً عن سيطرة أي شخص. أولئك الذين يخشون فقدان السيطرة قد يحاولون وقف الموت عن طريق الفحوصات الصحية الصارمة وأحياناً المتطرفة وغيرها من الطقوس.
مع مرور الوقت، سنرى هؤلاء الأشخاص المصابين بقلق الموت يتعرضون بسهولة إلى خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري (Obsessive-Compulsive Disorder)، والتوهم المرضي (Hypochondriasis)، وحتى التفكير الوهمي (Delusional Thinking). - الخوف من الألم أو المرض أو فقدان الكرامة (Fear of Pain, Illness, or Loss of Dignity)
بعض الأشخاص الذين لديهم خوف واضح من الموت لا يخشون الموت في الواقع؛ بل هم يخشون الظروف التي غالباً ما تحيط بعملية الموت أو الاحتضار. ربما خوفهم الحقيقي هو الخوف من المعاناة؛ الخوف من الألم الشديد المشل للقوى، أو المرض المنهك والموهن، أو حتى فقدان الكرامة المرتبط بكل ذلك. يمكن تحديد هذا النوع من قلق الموت أو الخوف من الموت من خلال طرح أسئلة دقيقة على المريض حول تفاصيل الخوف.
يعاني العديد من الأشخاص المصابين بهذا النوع من الخوف أيضاً من رهاب المرض (Nosophobia) أو التوهم المرضي (Hypochondriasis) أو اضطرابات جسدية أخرى[9]. - الخوف على العائلة والأحباء (Concerns About Relatives)
العديد من الأشخاص الذي يعانون من مشكلة الخوف من الموت، لا يكون سبب وسواس الموت عندهم خوفهم على أنفسهم بقدر ما هو خوفهم على ما سيحصل لعائلاتهم وأحبائهم من بعدهم! - الخوف من عدم الوجود (Fear of Nonexistence)
يخشى الكثير من الناس من فكرة أنهم سيتوقفون تماماً عن الوجود بعد حدوث الموت. قد نربط هذا الخوف عادة مع الملحدين أو غيرهم ممن لا يملكون معتقدات روحية أو دينية شخصية. لكن الحقيقة هي أن العديد من الأشخاص المؤمنين قلقون أيضاً من أن إيمانهم بالحياة الآخرة قد لا يكون حقيقياً على الإطلاق، أو أنهم لم يكسبوا الحياة الأبدية أثناء حياتهم! [10]. - الخوف من العقاب الأبدي (Fear of Eternal Punishment)
على غرار الخوف من عدم الوجود، لا ينطبق هذا الاعتقاد فقط على المؤمنين المتدينين أو الذين يتمتعون بالإيمان الديني أو الروحي. فكثير من الناس، بغض النظر عن قناعاتهم الدينية أو نقص معتقداتهم الروحية، يخشون أن يعاقبوا بعد الموت على ما فعلوا، أو لم يفعلوا قبل الموت، أي أثناء حياتهم على الأرض.
تصلنا بعض الأسئلة والتجارب التي تقول؛ "هل وسواس الموت ابتلاء من الله؟"، "هل العين تسبب وسواس الموت؟"، "هل يوجد دعاء يبعد وسواس الموت؟"، "صديقتي شفيت من وسواس الموت بالاستغفار"، "إليك طريقة علاج الخوف من الموت بالقرآن الكريم".
هل للمعتقدات الدينية دور في تحفيز قلق الموت أو وسواس الموت؟ وفي المقابل، هل للمعتقدات الدينية دور في علاج وسواس الموت؟
يرتبط خوف العديد من الناس من الموت بمعتقداتهم الدينية بغض النظر عن دياناتهم، يعتقد بعض الناس أنهم يعرفون ما سيحدث بعد الموت، لكنهم قلقون من أنهم قد يكونون على خطأ. يعتقد البعض الآخر أن الطريق إلى الخلاص مستقيم وضيق للغاية، ويخشون أن تؤدي أي انحرافات أو أخطاء إلى إدانتهم وخروجهم من النعيم إلى الأبد[9].
تعتبر المعتقدات الدينية شخصية للغاية، وحتى إن كان معالجك النفسي من نفس ديانتك العامة، قد لا يفهم تماماً معتقداتك الدينية الشخصية. إذا كان الخوف من الموت قائماً على أساس ديني، فيفضل في كثير من الأحيان التماس مشورة إضافية من عالم في الدين تثق به، وخاصة إن كنت تمر بأزمة إيمان، لأنه سيساعدك في حل النزاع الداخلي وفي فهم المعتقدات الدينية بطريقة سليمة توصلك إلى السكينة والسلام، وربما أيضاً تأخذ بيدك في طريق العلاج إلى الشفاء.
على الجهة الأخرى، يجب بالطبع أن لا يتم الاستغناء عن الاستشارة النفسية التقليدية في العلاج، والتي ستتعامل مع مرضك من ناحية علمية[11].
في الحقيقة، الدين لا يسبب أي نوع من الرهاب، فالعقيدة الدينية تمنح الكثير من الناس الراحة والسكينة والسلام والشعور بالطمأنينة والأمان بدلاً من الخوف والقلق والضياع.
أما أنواع الرهاب والقلق التي يقال أنها قد تحدث بسبب معتقدات دينية معينة مثل قلق الموت، ورهاب القيامة، والخوف من الفضاء، وغيرها من أنواع الفوبيا، لا تصيب أولئك المتدينين في الحقيقة. بل في معظم الأحيان، تصيب من يبدو أن المعتقدات الدينية الشخصية لديهم تكوًن جزءاً صغيراً من الصورة الكبيرة!
بما أن العلم لم يثبت بعد بشكل قاطع ما يحدث بعد الموت، فإن الخوف من المجهول قد يكون الدافع الأساسي وراء العنصر الديني في بعض أنواع الرهاب.
راجع أيضاً مقالنا عن أسرار وسواس الموت، تشخيص وعلاج وسواس الموت، وقصص عن وسواس الموت وتجارب وسواس الموت على موقع حلوها، ذلك من خلال الضغط على هذا الرابط.