هل الحمل يؤثر على العلاقة الزوجية؟ (ابتعاد الزوج عن زوجته أثناء الحمل)
هل يؤثر الحمل على العلاقة الحميمة؟ كيف يرى الرجل المرأة الحامل؟ هل الزوج يكره زوجته أثناء الحمل؟ ما أسباب النفور من العلاقة الزوجية أثناء الحمل والجماع؟ ما أسباب عدم رغبة الزوج بالجماع أثناء الحمل؟
في هذا المقال نتحدث عن تأثير الحمل على العلاقة الزوجية، ونصائح حول ممارسة الجنس خلال الحمل، كما نخصص الحديث عن نظرة الرجل إلى الحامل وأسباب نفور الزوج من زوجته الحامل وابتعاد الزوج عن زوجته أثناء الحمل.
هل يؤثر الحمل على العلاقة الحميمة؟
تتأثر العلاقة الحميمة بين الزوجين خلال الحمل، بناء على حالة الأم الجسمانية، والأعراض التي تترافق مع الحمل منذ الأشهر الأولى، وتكمن المشكلة الأساسية في فهم الزوج لهذه التقلبات لدى زوجته الحامل، التي لا يمكن إرجاع كل مشاكل الجماع إليها أثناء الحمل!
تؤثر الحالة المزاجية والتغيرات الهرمونية مثل زيادة هرمون الأستروجين على السيدة الحامل، فتتغير الحالة العاطفية لديها وقد تخشى الجماع مع زوجها، ومن الأفضل ترك المرأة لتختار الوقت الذي يحلو لها دون الضغط عليها، حيث يحقق الجماع فوائد عديدة للحامل والجنين، من خلال الهرمونات التي تُفرز أثناء الجماع، والتي تقلل من تقلصات الرحم وتمنع الولادة المبكرة .[1]
يبرز السؤال الأهم حول إمكانية ممارسة المرأة للعلاقة الزوجية خلال الحمل، نعم يمكنها ذلك.. فالجنس آمن تماماً خلال الحمل ولا يمكن أن يؤذي الجنين المحمي في رحم أمه، إلا في حال وجود بعض المحاذير التي يحددها الطبيب المتخصص حول ممارسة الجنس أثناء الحمل مثل: [2،3]
- عدم الإفراط في الممارسة الجنسية: أن لا تكون بمعدل زائد عن الحد، فلا يجب أن يشكل الجنس عبئاً على الحامل.
- عدم ممارسة الجنس في حالة عدم الرغبة: قد لا ترغب المرأة في ممارسة الجنس، لأنها تشعر بالتعب أو الحالة النفسية السيئة، وعلى الزوج مراعاة ذلك، وغالباً ما تقل شهوة النساء للجنس في النصف الأول من الحمل، وتزداد في النصف الثاني منه، ولكن لا يمكن تعميم هذا، ثم في الأشهر الأخيرة من الحمل تصبح البطن كبيرة ويكون الجنس غير مريح لدى بعض النساء أيضاً.
- وجود أي مشكلات تسببها ممارسة الجنس: ففي حالة شعور المرأة بألم وتقلصات أو نزول دماء، يجب التوقف عن الممارسة واستشارة الطبيب المتخصص على الفور.
- معاناة المرأة من مشكلة صحية: مثل قصور عنق الرحم أو المشيمة المنزاحة، فتزداد مخاطر حدوث الإجهاض، ولذا ينصح باستشارة الطبيب قبل الممارسة الجنسية.
- تعرض المرأة لمشكلة في حمل سابق: مثل التعرض للإجهاض أو الولادة المبكرة أو النزيف، فلا بد من التقيد ببعض القواعد الهامة، التي تقلل من فرص تكرار هذه المشكلات.
- حاجة الحمل إلى تثبيت: تحتاج المرأة الراحة التامة لا سيما خلال الأشهر الأولى لتثبيت الحمل، لذلك يحذر الأطباء من الجماع خلال هذه المرحلة.
- الممارسة الحميمة بحرص: فعلى الزوج أن يكون حريصاً ولا تكون الممارسة عنيفة تؤثر على الأم، ويمكن أن يسأل الطبيب حول وضعيات الجماع المناسبة للحامل والتي لا تحدث أضراراً على الحمل، وتكون مريحة للمرأة في نفس الوقت.
- إتباع تعليمات الطبيب: لا بد من التواصل الدائم بين المرأة الحامل وطبيبها المتخصص.
- استخدام الواقي الذكري: في حال وجود أي التهابات أو تحسس في منطقة المهبل، يُفضل أن يستخدم الزوج واقي ذكري خلال الممارسة، مما يحمي الجنين من أي أمراض منقولة جنسياً في حالة إصابة الرجل بها.
- تنظيف وتطهير المهبل: يجب على المرأة الحامل أن تقوم بتنظيف وتطهير منطقة المهبل جيداً بعد الممارسة الجنسية، حتى لا تصاب بأي التهابات أو مشكلات صحية في هذه المنطقة الحساسة.
- تجنب الممارسة في الأسابيع الأخيرة من الحمل: لأن هذا يمكن أن يزيد من التقلصات والانقباضات المبكرة لدى الحامل خلال هذه المرحلة.
عدم رغبة الزوج بالجماع أثناء الحمل
لا يشعر الرجل بالتغييرات الجسدية لزوجته، أو بوجود الجنين من خلال حركته داخل الرحم إلا في فترة متأخرة من الحمل، حيث يشعر بتحركات طفله من خلال لمس بطن زوجته، وبهذا فإن تراجع إقبال الرجل على الجنس عادة ما يظهر في خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.
ويجب هنا عدم التعميم إذ يشعر بعض الرجال بتزايد رغبتهم الجنسية مع تقدم الحمل في حين أن رغبة البعض الآخر تتأثر بشكل سلبي ما أن يتأكد الزوجان من الحمل، حيث لا يمكن التنبؤ برغبة الرجل الجنسية خلال حمل زوجته، ويمكن أن تدفع التغييرات في جسد المرأة الرجل إلى كبح رغبته وأخذ الحيطة، كما يخشى معظم الرجال إيذاء الجنين، والبعض الآخر لا يشعرون بأي تغيرات تجاه زوجاتهم ويمارسون الجماع بشكل طبيعي إلا في حال وجود المحاذير الطبية والصحية من الجماع خلال الحمل
ويمكن إرجاع أسباب عدم رغبة الزوج بالجماع أثناء الحمل إلى:
- عدم استعداده لدور الأبوة.
- عدم تحمل الرجل رؤية زوجته تعاني من أعراض الحمل كالغثيان والتعب والمزاجية المتقلبة.
- نفور الحامل من زوجها وابتعادها عنه.
- عدم انجذاب الزوج لشكل زوجته الجديد في الحمل
- خوف الزوج من أن يؤذي الزوجة والجنين قد يخلق عدم الرغبة بالجماع أثناء الحمل.
ما أسباب ابتعاد الزوج عن زوجته أثناء الحمل؟ هناك الكثير من التساؤلات التي تطرحها متابعات موقع حلوها حول بُعد الزوج خلال الحمل، وتغير الزوج بعد الزواج وغيرها، فقد يبتعد الرجل عن زوجته الحامل بحكم ظروف عمله أولاً وقبل كل شيء، فتشعر الزوجة بسبب تقلب حالتها المزاجية بإهماله لها وعدم تمكنه من التواجد معها لأطول وقت ممكن خلال هذه المرحلة الحساسة من حياتهما الزوجية.
ولأن الرجل لا يمر بكل التغيرات النفسية والجسدية التي تمر بها الحامل، فإنه لن يقدّر الأمور كما تفعل الزوجة، وهنا يقع العاتق الأكبر من العمل على العلاقة خلال فترة الحمل على المرأة! فلا تستغربي الأمر، ما عليك إلا أن تكوني أكثر وضوحاً وصدقاً مع نفسك أولاً.
ما أسباب نفور الزوج من زوجته الحامل؟ هل الزوج يكره زوجته الحامل؟
أسباب نفور الزوج من زوجته الحامل تختلف من رجل إلى آخر، ولا بد من إدراك هذه الأسباب ومعرفتها كي تتمكن المرأة من تخفيف الضغوطات النفسية عليها وعلى زوجها أيضاً، فقد تكون الأسباب التي تدفع الرجل للنفور من زوجته الحامل هي: [5]
- نفور الزوجة من زوجها: وهي حالة ليست نادرة والكثيرات يكرهن لمسة الزوج أو رائحته.. الخ، خلال فترة الحمل، فيختار الزوج في مقابل ذلك النفور من زوجته الحامل هو أيضاً.
- إرهاق الزوج: وتحمله المسؤوليات المترتبة على وضعه المستقبلي القريب، وتفكيره الدائم في توفير الراحة لزوجته والحياة الكريمة لعائلته النامية، كل ذلك قد يسبب نفور الزوج من زوجته الحامل.
- الأعباء المالية: التي بدأت بالتزايد وتتطلب من الرجل بذل المزيد من الجهد والوقت في ترتيب ميزانية الأسرة، بينما تتفرغ الزوجة للعناية بنفسها وحملها.
- مزاجية الزوجة الحامل: ما لم يكن الرجل على دراية بالتقلبات التي تمر بها زوجته الحامل وخاصة في المرحلة الأولى، سينفر من تغيرها دون أن يعرف أن ذلك مرحلة مؤقتة وطبيعية من الحمل بطفلهما.
- العلاقة الحميمة: إن لم يدرك الرجل حاجة زوجته لمساحة أكبر من الخيارات لممارسة الجماع والعلاقة الزوجية أثناء الحمل؛ سينفر من تعبها الدائم وغثيان الحمل والمشاكل والأعراض المصاحبة أيضاً.
يمكن أن تحسني علاقتك بزوجك خلال فترة الحمل من خلال هذه النصائح: [4]
- تعزيز التواصل: تحدثي مع زوجك عن مشاعرك ومخاوفك وكل ما يتعلق بالحمل من تغيرات، كما يمكن أن تتيح لك التكنولوجيا المتطورة قدرة التواصل مع زوجك خلال فترة غيابه عن المنزل، كلما احتجتِ للتحدث معه.
- الاشتراك في تخطيط مهام الحمل: يمكن أن تعملا معاً على تجهيز غرفة المولود القادم واسمه، كذلك مناقشة كل ما يتعلق بالميزانية والمصاريف ورعاية الطفل بعد نهاية إجازة الأمومة، كما يمكنك خلال فترة الحمل قراءة الكتب الخاصة بالحمل وتربية الطفل بالاشتراك مع زوجك، بالإضافة إلى مشاركة مقاطع الفيديو والمقالات الهامة حول هذه الفترة من حياتكما الزوجية.
- أبقي نفسك مشغولة: فشعور الوحدة والملل أثناء الحمل يؤدي إلى الحزن وشعورك بإهمال الزوج وابتعاده عنك، يمكنك أن تمارسي هواية تحبينها أو تعودي لأمر مهم في حياتك كنتِ تقومين به قبل الزواج، مثل كتابة اليوميات، فربما تقررين كتابة رسائل لمولودك القادم عن رحلتكما معاً حتى يوم الولادة.
- التواصل مع الأشخاص الإيجابيين: من الأصدقاء والمعارف والأقارب، وقد تعيدين التواصل مع صديقاتك من أيام الجامعة، كما تُنشئ العديد من الحوامل شبكات دعم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو عن طريق الانضمام إلى منتديات الدردشة عبر الإنترنت.
- الاعتناء بالذات: هو من الأمور التي ينبغي أن تزداد خلال فترة الحمل، من خلال طهو الوجبات الصحية التي تخفف أعراض الغثيان لديكِ، وممارسة التمارين الرياضية المناسبة والمشي، والمشاركة في صفوف اليوغا للسيدات الحوامل وغيرها من النشاطات.
- عبري عن مشاعرك بصدق: خاصة إذا كنت حاملاً بِكراً، فمع كل التقلبات الهرمونية والمزاجية والإجهاد، قد ترغبين بالصراخ والبكاء أو الضحك بصوت عال تعبيراً عن الألم؛ عبري عن نفسك ولا تقمعي المشاعر التي تعتمل داخلك.
- قضاء أغلب الوقت مع الزوج: فلا ينبغي أن تتمحور حياتك خلال الحمل فقط حول الطفل القادم، ومع التخطيط للقيام بمهام الحمل معاً، لا بد لك من التخطيط لقضاء أوقات ممتعة ورومانسية مع الزوج أيضاً.
قد يكره الزوج زوجته الحامل، خاصة إذا حدث الحمل كمفاجأة غير متوقعة له، وقد لا تكون مشكلة على الإطلاق، فقد يحتاج لبعض الوقت للتعود على الفكرة، وتكتشفين أنه يحبك وأن كل شيء سيكون على ما يرام.
وفي رد على تساؤل سيدة تشكو من انزعاج زوجها لدى معرفة خبر حملها؛ تقول الاختصاصية النفسية لدى موقع حلوها ميساء النحلاوي: "كونك حملت شهراً قبل التاريخ المتفق عليه، هذا لا يشكل مشكلة كبيرة ما دامت رغبة الإنجاب موجودة، قد تكون ردة فعل زوجك باردة لأنه تفاجأ بالخبر، فلا تعطي أهمية للموضوع سيتقبله بالتأكيد، اتركيه فترة ليستوعب الأمر، وأحياناً لا يشعر الرجل بالأبوة مباشرة عند حمل زوجته، بينما تشعر المرأة بأمومتها منذ لحظة معرفتها بحملها، الآن ستمرين بمرحلة تكونين فيها شديدة الحساسية والتأثر بأي رد فعل نظرا لتغير الهرمونات في جسمك، لا تعطي الأمر أهمية كبيرة ولا تظهري أي انزعاج من زوجك ولكن وضحي له ما حصل وسيتفهم بالتأكيد فقد أنعم عليكم الله بنعمة الإنجاب وشهر قبل أو بعد لن يؤثر على حياتكما".
لا يمكن تعميم حالة الكراهية للزوجة الحامل على كل الرجال أو معظمهم، إنها حالات نادرة وترتبط بظروف خاصة بكل زوجين على حدا، فالحمل حالة لن يعيش مشاعرها ومتاعبها الرجل، لكنه يتعاطف مع زوجته الحامل وهذا يكفيها، وهو لا بد أن يدرك حاجتها المتغيرة عما كانت قبل الحمل للنوم والراحة وقدرتها على تلبية احتياجاته واحتياجات المنزل والأطفال الأكبر، بحيث يجب أن يعرف أن حجم مسؤولياتها يزداد، والحمل حدث عميق، وبينما تحمل طفلاً في رحمها، يتغير جسم المرأة بشكل كبير، لذا عليك أيها الزوج أن تدرك ذلك؛ قد تنتفخ قدماها وقد يتألم ظهرها، ومن المحتمل أن تعاني من غثيان الصباح وتقلب المزاج طوال الشهور التسعة، كذلك الرغبة الشديدة في تناول كل شيء من المخللات إلى الفشار، واعلم أن بعض الروائح قد تجعلها تعيسة، ومع ذلك هو وقت جميل من حياة كل امرأة رغم الإحباط الذي تمر به.
من الضروري للآباء تقديم الدعم للأم الحامل، وهل تعرف أن أفضل دعم لزوجتك الحامل هو ما يجب أن تقوله؟ حتى لو كنت مناضلاً فيما تفعله من أجلها! إن الأهم من ذلك هو:
- ما يجب قوله عن جمالها وتقديرك لألمها وإخبارها كم تحبها وما الذي تفعله كي تكون مرتاحة.
- سؤالها عما تحبك أن تفعله أو ماذا تريد أن تطهو لها.
- تعبيرك عن الأسف لأنك لن تستطيع حمل بعض الأعباء الجسدية عنها خلال فترة الحمل. [6]
- عليك أيها الزوج إدراك أهمية الصبر على الزوجة الحامل.
في النهاية.. بالطبع تأثير الحمل على العلاقة الزوجية قد يكون سلبياً، خاصة أن الأمهات الحوامل (البكر) لأول مرة قد يصبن بالبرود الجنسي، ومع تقدم الحمل وتكيف الأم مع هذه التغييرات، قد تزداد الرغبة الجنسية لديها، لكن يصبح الجماع صعباً بشكل تقني بسبب زيادة حجم البطن، هذا قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الألم، ولهذا قد تقل الرغبة الجنسية مرة أخرى في المراحل الأخيرة من الحمل. لا يوجد قيد على العلاقة الجنسية بين الزوجين حتى الولادة عندما تسير الأمور بشكل طبيعي.