اليوم العالمي للتسامح 2019
يحتفل العالم باليوم العالمي للتسامح أو يوم التسامح الدولي في السادس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، حيث تقوم المنظمات والجمعيات والحكومات حول العالم بتنظيم الندوات والمؤتمرات والأنشطة الهادفة للتوعية بقيمة التسامح وتعزيزها في المجتمع الإنساني.
في هذا المقال نتعرف وإياكم أكثر على اليوم العالمي للتسامح، ونتوقف مع يوم التسامح العالمي 2019 وشعاره، ويوم التسامح العالمي في الإمارات الذي يتزامن مع نهاية عام التسامح 2019، إضافة إلى أفكار ليوم التسامح العالمي وكيفية استغلال هذه المناسبة للمشاركة بالاحتفاء بالتسامح الإنساني.
أعلنت الأمم المتحدة عن يوم التسامح العالمي لأول مرة عام 1996 بعد عام واحد من إعلانها عن العالم 1995 "سنة الأمم المتحدة للتسامح"، وحددت يوم السادس عشر نوفمبر /تشرين الثاني من كل عام يوماً دولياً للتسامح[1].
وحسب الأمم المتحدة فإن الأيام الدولية تهدف إلى توعية وتثقيف الجمهور حول القضايا المحورية، والاحتفال بإنجازات الإنسانية، وبذلك تهدف الأمم المتحدة من إعلان يوم التسامح الدولي إلى توعية وتثقيف المجتمع الإنساني بأهمية التسامح كواحدة من أسمى القيم التي تضمن استمرار التعايش بين البشر على اختلاف الانتماءات العرقية والدينية والثقافية.
جائزة اليوم الدولي للتسامح
وفي سياق متصل كانت الأمم المتحدة قد أعلنت عن جائزة اليونسكو- مادانجيت سنغ لتعزيز التسامح ومناهضة العنف عام 1995، والتي يتم منحها في يوم التسامح العالمي 16 نوفمبر/ تشرين الثاني مرَّة كل عامين، ويتم منح الجائزة للجمعيات والمنظمات والأفراد الذين ساهموا بتعزيز قيم التسامح واللاعنف وحل النزعات الداخلية والدولية بشكل أو بآخر.
وقد عرفت اليونيسكو التسامح أنه التسليم بالحقوق العالمية للإنسان وبالحريات الأساسية للغير، وهو الضامن الوحيد لبقاء المجتمعات المختلطة والمتنوعة في كل مناطق العالم[2].
يصادف يوم التسامح العالمي 2019 يوم السبت 16نوفمبر، وحسب ما ذكر موقع منظمة يوم التسامح سيكون شعار اليوم العالمي للتسامح 2019 "إيقاعات التاريخ RYTHYMS OF HISTORY"، حيث ستعمل فعاليات يوم التسامح العالمي 2019 حول العالم على الاستفادة من الدروس المستقاة من التاريخ الإنساني والتي تثبت أن التسامح بين الشعوب والثقافات وتقبل الاختلاف والتنوع هو الضامن الوحيد للسلام والعيش المستقر[3].
والجدير بالذكر أن الدول التي تحتفل باليوم العالمي للتسامح تقوم بتنظيم مجموعة من المبادرات والفعاليات التي تصب في دعم وتعزيز التسامح الوطني والعالمي، وتأخذ الإمارات العربية المتحدة الزخم الأكبر في اليوم الدولي للتسامح 2019 الذي يتزامن مع عام التسامح 2019 في الإمارات، وسنتحدث بالتفصيل عن يوم التسامح العالمي في الإمارات خلال الفقرة التالية.
يتزامن إحياء يوم التسامح العالمي في الإمارات 2019 مع اقتراب نهاية عام التسامح، حيث قامت الإمارات بالعديد من المبادرات والفعاليات منذ بداية عام 2019 تحقيقاً لأهداف ورسائل عام التسامح.
وتحتفي الإمارات بيوم التسامح العالمي من خلال حدثين رئيسيين:
1- المهرجان الوطني للتسامح: انطلق المهرجان الوطني للتسامح 2019 في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني، ويستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر نفسه، وأعلنت إدارة المهرجان عن مجموعة من الفعاليات في يوم التسامح العالمي في الإمارات ضمن نشاطات المهرجان، أبرزها عروض تراثية مقدمة من السفارات المشاركة، وحفلات موسيقية واستعراضية متنوعة، إضافة إلى ورش عمل الأخوّة الإنسانية، لمراجعة برنامج المهرجان اضغط هنا.
2- القمة العالمية للتسامح 2019: على الرغم أن انعقاد القمة العالمية للتسامح 2019 في دبي يسبق اليوم العالمي للتسامح، لكنها تأتي في سياق الاحتفاء بعام التسامح 2019 وباليوم الدولي للتسامح.
حيث تنطلق فعاليات القمة العالمية للتسامح يوم الأربعاء 13نوفمبر/ تشرين الثاني في قاعات جميرا للفعاليات والمؤتمرات- قاعة الجوهرة، ولمدة يومين، وتتضمن محاور مختلفة حول التسامح الثقافي والتسامح الإعلامي والتسامح الاقتصادي والتسامح الإنساني والمجتمعي، ويتم اختتام القمة بالبيان الختامي في نهاية يوم الرابع عشر من نوفمبر.
بدأت الإمارات عملها الحثيث على ترسيخ قيم التسامح محلياً ودولياً منذ عدة سنوات، وقامت بمجموعة كبيرة من المبادرات والإجراءات في سبيل ترسيخ قيمة التسامح، أبرزها كان الإعلان عن قانون مكافحة التمييز والكراهية عام 2015، واستحداث أول وزارة للتسامح في العالم عام 2016، وإنشاء المعهد الدولي للتسامح عام 2018، إضافة إلى الإعلان عن عام 2019 عاماً للتسامح في الإمارات وزيارة البابا فرنسيس مطلع العام نفسه.
كما تم إحياء يوم التسامح العالمي في الإمارات عام 2017 من خلال تسمية أجمل جسور المشاة على القناة المائية الجديدة في دبي باسم "جسر التسامح"، وعقد القمة العالمية للتسامح 2018 في دولة الإمارات وغيرها من الأحداث والمبادرات التي رعتها الحكومة الإماراتية في إطار رؤية الإمارات للتسامح.
المحور الأساسي للاحتفال بيوم التسامح العالمي حول العالم هو التثقيف والتوعية بقيمة التسامح الإنساني وأهميته، وذلك من خلال اللقاءات والحوارات والأعمال الإبداعية والنقاشات المفتوحة، ويمكن ذكر مجموعة من أبرز الفعاليات التي تنظمها الدول والجمعيات والمنظمات احتفاءً باليوم العالمي للتسامح كالآتي [4]:
- النقاشات المفتوحة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي والتي تهدف إلى تسليط الضوء على الآثار السلبية للتعصب والعنصرية والعنف، والآثار الإيجابية للانفتاح الثقافي والتسامح الإنساني.
- نشر المقالات والملصقات والمنشورات والبث الإذاعي والتلفزيوني لمواد تهدف إلى تعزيز قيم التسامح والتوعية بها.
- استغلال فرصة اليوم الدولي للتسامح للنقاش حول حقوق الإنسان وكيفية تحقيق السلام العالمي.
- انتهاز فرصة يوم التسامح الدولي في بيئة العمل للتوعية بأهمية التسامح في مكان العمل.
- يعمل المعلمون والمربون على تنظيم أنشطة طلابية ودراسية هادفة لفهم قيم التسامح.
كيف أشارك باليوم العالمي للتسامح؟ وكيف أستغل فرصة يوم التسامح الدولي؟ إليكم بعض الأفكار والاقتراحات ليوم التسامح العالمي:
- شارك في فعاليات يوم التسامح في بلدك، من نقاشات وندوات وأفلام سينمائية أو عروض مسرحية مخصصة للاحتفاء بيوم التسامح.
- حاول أن تتعرف إلى ثقافة جديدة، وابحث عن القواسم المشتركة التي تجمع بينك وبين من ينتمون إلى ثقافات أخرى.
- اقرأ كتاباً أو مقالاً أو بحثاً عن أهمية التسامح، وحاول أن تلخص الأفكار وتناقشها مع الآخرين.
- حاول أن تتمرد على الصورة النمطية والتصور المسبق عن الأمم الأخرى، اقرأ في اليوم العالمي للتسامح لتصحح معلوماتك عن الآخرين.
- يمكنك أيضاً دعوى الأصدقاء والزملاء الذين ينتمون إلى ثقافات مختلفة إلى حفلة تعارف لتقريب وجهات النظر وتقليص الفجوات بينهم.
- امنح نفسك فرصة لتحقيق التسامح في مكان العمل، اقرأ مقالنا عن أهمية التسامح الوظيفي وخطوات التسامح في بيئة العمل.
- شارك عائلتك الاحتفاء بيوم التسامح العالمي، من خلال مشاهدة الأفلام أو الفيديوهات التي يتم انتاجها احتفاءً بهذه المناسبة، أو تنظيم نشاط مشترك مع الأقارب، أو المشاركة الجماعية بفعاليات يوم التسامح العالمي في بلدك.
- استثمر تواجدك على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال مشاركة المنشورات والصور والمقالات عن يوم التسامح العالمي.
أخيراً... ينظر العالم إلى التسامح في العصر الحديث كضامن لاستمرار التعايش الإنساني خاصة في المجتمعات ذات التنوع الديني والعرقي والثقافي، وتهدف المبادرات الدولية إلى جعل التسامح قيمة مجتمعية راسخة، فإذا كان اليوم الدولي للتسامح فرصة للتوعية والتثقيف حول قيمة التسامح الإنساني، لا بد من العمل في جميع الأوقات على ترجمة قيم التسامح من خلال المشاريع والمبادرات والتشريعات.
[1] "اليوم الدولي للتسامح 16نوفمبر/تشرين الثاني" منشور في un.org، تمت مراجعته في 10/11/2019.
[2] "اليوم الدولي للتسامح" منشور في ar.unesco.org، منشور في un.org، تمت مراجعته في 10/11/2019.
[3] "اليوم العالمي للتسامح 2019 يركز على ما يمكن أن نتعلمه من التاريخ" منشور في toleranceday.org، تمت مراجعته في 10/11/2019.
[4] مقال "اليوم الدولي للتسامح" منشور في timeanddate.com، تمت مراجعته في 10/11/2019.