أعراض نقص الأكسجين في الدماغ عند الأطفال وأسبابه وأضراره
سنتحدث في مقال اليوم عن أعراض نقص الأكسجين في الدماغ عند الأطفال في جميع حالاته (اعتلال الدماغ الإقفاري بنقص التأكسج)؛ أعراض نقص الأكسجين عند الولادة وأعراض نقص الأكسجين عند الرضع بعد الولادة وأعراض نقص الأكسجين عند حديثي الولادة. وكذلك سنفصل أسباب نقص الأكسجين عند الأطفال في الرحم وعند الولادة وعند الرضع بعد الولادة، وأضرار نقص الأكسجين عند الأطفال ومخاطره وآثاره على المريض والعائلة.
ما هو نقص الأكسجين في الدماغ عند الأطفال؟ ما تعريف اعتلال الدماغ الإقفاري بنقص التأكسج؟ وما هو اختناق الولادة؟.
يطلق على مشكلة نقص الأكسجين في الدماغ عند الولادة أو اختناق الولادة مصطلح اعتلال الدماغ الإقفاري بنقص التأكسج أو نقص التأكسج الإقفاري أو الاعتلال الدماغي الناتج عن نقص الأكسجين، ومصطلحات أخرى كثيرة تعني باللغة الإنجليزية (Hypoxic Ischemic Encephalopathy) ويتم اختصارها (HIE).
المصطلح العام والمختصر المستخدم هو (Asphyxia) ومعنى أسفيكسيا في العربية نقص الأكسجين، و(Birth Asphyxia) هو اختناق الولادة.
أما هايبوكسيا (Hypoxia) فمعناها في اللغة العربية نقص الأكسجة أو نقص الأكسجين في الدماغ.
ويستخدم مصطلح أنوكسيا (Anoxia) للتعبير عن نقص الأكسجين الحاد، بحيث لا يصل الأكسجين إلى الدماغ مما يؤدي إلى إعاقات كبيرة أو حتى الموت.
يمكن تعريف نقص الأكسجين في الدماغ عند الأطفال أو اعتلال الدماغ الإقفاري بنقص التأكسج على أنه إصابة خطيرة في الدماغ، تحدث عندما يحرم الطفل من الحصول على كمية كافية من الأكسجين، حيث تبدأ الأنسجة والخلايا داخل الجسم، وخاصة في المخ، بالموت مما يؤدي إلى تلف دائم في الدماغ.
وصول الحرمان من الأكسجين وتلف المخ إلى مستوى معين، بسبب نقص الأكسجين في الدم أو انخفاض تدفق الدم في المخ (نقص التروية)، قد يسبب إعاقات دائمة للطفل، مثل الإعاقة الذهنية، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، والشلل الدماغي، وصعوبات التعلم، ومشاكل الأداء المعرفي أو مشاكل الوظائف الإدراكية، والتأخر في النمو، وغيرها من المشاكل والإعاقات.
يحدث نقص الأكسجين في الدماغ بين البالغين، ويحدث أيضاً خلال وجود الطفل في رحم الأم، كما يحدث للأطفال أثناء المخاض والولادة ويسمى عندها اختناق الولادة (Birth Asphyxia). في الواقع، فإن حالات الاختناق عند الولادة أكثر شيوعاً مما قد يتصور المرء، حيث تمثل 23% من وفيات الأطفال حديثي الولادة حول العالم، أي ما يقارب 900 ألف حالة وفاة كل عام. ويعتبر اختناق الولادة أحد الأسباب الرئيسية لوفيات المواليد المبكرة. [3]
ممكن أن يحدث نقص الأكسجين عند الولادة أو خلال وجود الجنين في رحم الأم، كما قد يحدث نقص الأكسجين بعد الولادة في أحيان قليلة بسبب بعض المشاكل الصحية عند الرضيع.
أهم أعراض نقص الأكسجين عند حديثي الولادة:
- يولد الطفل بوجه مزرق وصعوبة بالتنفس وغالباً ما يحتاج إلى الإنعاش.
- لا يبكي الطفل فور خروجه من رحم الأم.
- قد يعاني الرضيع من التشنجات خلال أول 12 ساعة بعد الولادة.
- ارتخاء المولود وعدم إظهاره أي نشاط بعد الولادة.
- وجود أحماض استقلابية في فحص غازات الدم.
- قد يظهر الرنين المغناطيسي والتخطيط الدماغي حصول أذى في الدماغ.
- في سن مبكرة من عمر حديثي الولادة، سيظهر الأطفال الذين أصيبوا بأذى في الدماغ نتيجة نقص الأكسجين بعض علامات الاضطرابات مثل الصراخ ومشاكل النوم واضطرابات الشهية، كما قد يظهرون أعراضاً تدل على وجود إعاقات أو مشاكل جسدية أو عقلية. وهنا تظهر المخاطر والآثار الكبيرة لنقص الأكسجين في الدماغ عند الأطفال!
ما هي آثار ومخاطر نقص الأكسجين في الدماغ عند الأطفال؟
قامت دراسة أجرتها جامعة كوليج كورك بمراقبة 60 رضيعاً عانوا من اعتلال الدماغ الإقفاري بنقص التأكسج، حيث لم تصل أدمغة الأطفال كمية كافية من الأكسجين في وقت الولادة. [5]
سجل الأطباء موجات دماغ كل طفل عند الولادة وعلى مدار السنوات الخمس اللاحقة بعد الولادة. فوجدوا أن قصور التعلم كان شائعاً في الأطفال الذين عانوا من نقص الأكسجين المعتدل والخفيف. حوالي من 18% إلى 20% من الأطفال الذين عانوا نقص الأكسجين الخفيف عند الولادة، واجهوا صعوبات تعليمية أو سلوكية عند سن الخامسة، بما في ذلك تأخر النطق والتوحد واضطراب نقص الانتباه.
بالإضافة إلى ذلك، تم ربط الحالات المعتدلة والخفيفة من اعتلال الدماغ الإقفاري بنتائج منخفضة باختبارات الذكاء وذاكرة أضعف وسرعة أقل في معالجة المعلومات.
يمكن أن يؤدي نقص الأكسجين عند الولادة إلى آثار طويلة المدى تؤثر على حياة الأسرة بأكملها!
الأطفال الذين يعانون من نقص الأكسجين الحاد في الدماغ عند الولادة أو خلال الوجود في رحم الأم غالباً ما يصابون بإعاقات دائمة، مثل الشلل الدماغي والتوحد وتأخر النمو ومشاكل النطق والسمع وضعف البصر ومشاكل القلب والرئتين ومشاكل العضلات والجهاز العصبي واضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه (ADHD) والمشاكل السلوكية وصعوبات التعلم النمائية والأكاديمية.
غالباً ما تتطلب هذه الحالات رعاية متخصصة طويلة الأجل، بما في ذلك الأدوية والعلاجات الجسدية والسلوكية والنفسية والأساليب التعليمية المتخصصة وحتى تعديل المنزل لتوفير بيئة آمنة ومناسبة للمريض.
هنا يظهر أثر تبعات مشكلة نقص الأكسجين في الدماغ عند الأطفال، ليس فقط على المريض نفسه بل أيضاً على عائلته التي ستعتني به وتوفر هذه المتطلبات التي تشكل تحدياً وعبئاً نفسياً وجسدياً ومادياً ليس سهلاً على الإطلاق. وقد يحتاج أفراد العائلة المسؤولون عن المريض، كالأم والأب مثلاً إلى الحصول على الاستشارة النفسية من وقت إلى آخر، والانضمام إلى مجموعات الدعم المكونة من عائلات المرضى الذين يعانون من حالات مشابهة. [2]
ما هي أهم أسباب نقص الأكسجين في الدماغ عند الأطفال؟ ما أسباب نقص الأكسجين عند الولادة؟ وما أسباب نقص الأكسجين عند الجنين في الرحم؟
أسباب نقص الأكسجين عند الجنين في الرحم
يتلقى الطفل الأكسجين في رحم الأم عن طريق الدم الذي يتم نقله عبر الأوعية الدموية في الحبل السري، بين المشيمة والرحم. وتعمل الأوعية الدموية، المشار إليها باسم الدورة الدموية الرحمية (Uteroplacental Circulation)، مثل الرئتين في تبادل للغاز يحدث في هذه الأوعية. يتدفق الدم إلى الطفل بهذا الترتيب[1]:
- دورة الأم
- الرحم
- المشيمة
- الدورة الدموية الرحمية
- الحبل السري
- الدورة الدموية للجنين
منع أو مقاطعة ترتيب دورة تدفق الدم إلى الطفل بأي شكل من الأشكال، يمكن أن يؤثر على مستوى الأكسجين الذي يتلقاه الطفل في الرحم أو أثناء الولادة. لذلك قد يؤدي انخفاض ضغط دم الأم أو أي مشاكل أخرى في الحبل السري أو المشيمة أو الرحم إلى التسبب بمشكلة نقص الأكسجين في الدماغ عند الطفل أو اختناق الطفل عند الولادة.
في بعض المواقف الخطيرة، قد يحرم الجنين تماماً من الدم الغني بالأكسجين في الرحم، في هذه الحالة، يجب إخضاع الأم إلى الولادة على الفور وإخراج الطفل من الرحم قبل أن يصل حرمان الجنين من الأكسجين إلى درجة تلف الدماغ التام.
يمكن أن يحدث اختناق الجنين أو نقص التأكسج الإقفاري أثناء الحمل بسبب حرمان الجنين من الأكسجين في الرحم، على سبيل المثال، التفاف الحبل السري حول عنق الجنين قد يسبب له الحرمان من الأكسجين وبالتالي الاختناق والموت في رحم أمه. يتم تدريب أطباء التوليد على التعرف على هذه الحالة والاستجابة السريعة لها؛ والمعروفة أيضاً باسم حبل المشنقة السري أو الحبل القفوي (Nuchal Cord).
قد يتعرض الجنين أيضاً إلى الإصابة باعتلال الدماغ الإقفاري بسبب نقص الأكسجين في الدماغ إذا لم يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم لدى الأم ومعالجته في الوقت المناسب من قبل طبيب التوليد.
من الأسباب والعوامل التي تزيد من احتمالية خطر تعرض الجنين لنقص الأكسجين في رحم الأم:
- التفاف الحبل السري حول عنق الجنين
- ارتفاع ضغط الدم لدى الأم
- إصابة الحامل بمرض السكري
- إصابة الحامل بأمراض معدية أو التهابات خلال الثلث الأول من الحمل.
- مستويات غير كافية من الهيموغلوبين في دم الأم (نقص مستويات الأكسجين في الخلايا)
- أمراض المشيمة والحبل السري.
- تاريخ سابق مع حالات الإجهاض.
- استمرار الحمل لفترة طويلة تزيد عن 40 أسبوعاً.
- ضعف تدفق الدم بين الأم والجنين.
- تعاطي المخدرات وشرب الكحول
- التدخين
- الحمل بتوأم.
أسباب نقص الأكسجين عند الولادة
من الأسباب والعوامل التي تزيد من احتمالية خطر الإصابة بمشكلة نقص الأكسجين في الدماغ عند الأطفال أثناء الولادة:
- الولادة الطبيعية للتوائم
- الضعف العام لدى الأم
- الانفصال المشيمي المبكر، أي قبل ولادة الطفل.
- تعسر الولادة أو استغراق وقت طويل في عملية الولادة.
- تشنجات الرحم خلال عملية الولادة
- ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم لدى الأم أثناء الولادة.
- انسداد المجاري التنفسية عند الطفل.
- الإهمال الطبي أو الخطأ من جانب الأطباء أو موظفي المستشفى في عدم توقع المضاعفات عند الولادة أو عدم التعامل معها بشكل صحيح.
أسباب نقص الأكسجين بعد الولادة
يمكن أن يحدث نقص الأكسجين في الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة بعد الولادة وذلك لأسباب قليلة الحدوث، منها[4]:
- أمراض القلب الخلقية التي تسبب قصوراً في عملية التنفس
- إنتان الرضع أو ما يسمى خمج الدم أو تعفن الدم
- فقر الدم الانحلالي
تعرفنا أعلاه على أعراض وأضرار وأسباب نقص الأكسجين في الدماغ عند الأطفال في الرحم وأثناء الولادة وبعد الولادة. في حال كان لديك أية أسئلة أخرى أو استفسارات أو مشاكل لها علاقة بنقص الأكسجين عند الرضع وحديثي الولادة، يمكنك طرح سؤالك هنا.