أسباب خوف الطفل من المدرسة (الرهاب المدرسي عند الأطفال والمراهقين)

أسباب خوف الطفل من المدرسة (الرهاب المدرسي عند الأطفال) وأعراض الخوف من المدرسة عند الأطفال وأعراض فوبيا المدرسة ورهاب المدرسة عند المراهقين والخوف من المشاركة في الفصل
أسباب خوف الطفل من المدرسة (الرهاب المدرسي عند الأطفال والمراهقين)
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

مشكلة رهاب المدرسة أو الخوف من المدرسة عند الأطفال والمراهقين هي مشكلة عالمية تنتشر بنسبة 2.4% بين طلاب المدارس حول العالم. فما تعريف الرهاب المدرسي؟ ولماذا يخاف الطفل من المدرسة؟ وما هي المرحلة العمرية التي تزيد فيها احتمالية إصابة الطفل برهاب المدرسة؟ ما أعراض الخوف من المدرسة عند الأطفال والمراهقين؛ أعراض فوبيا المدرسة الجسدية والنفسية والسلوكية؟ وما أسباب خوف الطفل من المدرسة؟ تفاصيل كثيرة عن مشكلة الرهاب المدرسي ومسبباتها ستجدونها في هذا المقال.

ما تعريف فوبيا المدرسة أو رهاب المدرسة عند الأطفال والمراهقين؟
يمكن تعريف الرهاب المدرسي أو فوبيا المدرسة أو رهاب المدرسة أو خوف الطفل من المدرسة على أنه مشكلة سلوكية شائعة عند الأطفال تشير إلى رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة. وغالباً ما يكون سلوك الرفض المدرسي هذا مصحوباً بمخاوف غير عقلانية وشكاوى جسدية ونوبات غضب وحالة هلع أو قلق متعلقة بالالتحاق بالمدرسة. من المهم أن لا يتم الخلط بين الرهاب المدرسي والتغيب عن المدرسة، لذلك من الضروري القيام بزيارة الطبيب الذي يمكنه إعطاء تشخيص واضح وصحيح.[1]

تتباين إحصائيات رهاب المدرسة بشكل كبير؛ فمثلاً في المملكة المتحدة، نسبة الأطفال الذين يكرهون المدرسة ويتجنبونها كلما أمكن الأمر حوالي 5٪ من طلاب المدارس. لكن تشكل نسبة الأطفال الذين يمكن تصنيفهم بالإصابة بمشكلة الرهاب المدرسي أو فوبيا المدرسة حوالي 1٪ فقط من طلاب المدارس في المملكة المتحدة، أي حوالي 90 ألف طالب! أكثر من نصف الأرقام هم من الطلاب الذكور، وتمثل الأعمار من 11 إلى 12 عاماً بداية الذروة بين الطلاب الذين يعانون من رهاب المدرسة؛ وهو العمر الذي يتحول فيه معظم الأطفال من المدرسة الابتدائية إلى المدرسة الثانوية وبالتالي يواجهون العديد من التغيرات الكبيرة في حياتهم. وتشير الأبحاث إلى أن سن انتهاء الذروة يبلغ 14 عاماً تقريباً وقد يرتبط بالاكتئاب! تنتشر أيضاً المشكلة في المرحلة العمرية بين 5 و7 سنوات، وهي فترة انفصال الطفل عن والدته والتحاقه بالروضة والمدرسة.[1]
 

animate

ما هي أعراض فوبيا المدرسة أو أعراض الرهاب المدرسي عند الأطفال والمراهقين؟ 
غالبًا ما ينكر الطفل أنه خائف من المدرسة ولكن الأعراض قد تكون واضحة جداً لأحد الوالدين؛ على سبيل المثال الشحوب، مشكلة في المعدة، ارتعاش، زيارات متكررة إلى المرحاض، غثيان قبل وقت مغادرة المنزل وآلام جسدية غير مفسرة. ستختفي هذه الأعراض فجأة إذا سُمح للطفل بالبقاء في المنزل، ولكنها ستعود للظهور مرة أخرى إذا تم الضغط على الطفل للالتحاق بالمدرسة. [1]

يتعامل الأطفال مع مخاوفهم من المدرسة بعدة طرق؛ قد ينجز البعض طقوس الصباح الاعتيادية، ولكن بعد ذلك لا يتمكنوا من مغادرة المنزل أو يعودون إلى المنزل قبل إكمال اليوم الدراسي. قد يرفض البعض الآخر الاستيقاظ، أو يحبسون أنفسهم في مكان ما، أو يهربون حتى يصبح من الآمن العودة إلى المنزل! [1]

سيقسم الكثيرون، ويكونون صادقين في لحظتها، أن يذهبوا إلى المدرسة غداً إذا سمح لهم بالبقاء في المنزل اليوم. وستفشل مع بعض الأطفال الذين يعانون من أعراض الرهاب المدرسي محاولات الترغيب والإقناع للذهاب إلى المدرسة، وقد يصل بهم الأمر إلى تحمل العقاب كثمن لعدم الذهاب إلى المدرسة، فيفضلون العقاب على الالتحاق بالمدرسة! [1]

ابني يخاف من الذهاب إلى المدرسة، هل ابني مصاب برهاب المدرسة؟
يجب أن يقرع جرس الإنذار عند الأهل حول احتمالية إصابة الطفل أو المراهق بمشكلة فوبيا المدرسة، في حال لاحظوا عليه بعض أعراض الخوف من المدرسة أو أعراض فوبيا المدرسة المذكورة أدناه: [2]
1- أعراض جسدية متكررة مثل أمراض المعدة والغثيان والقيء والإسهال والدوار والصداع وآلام الصدر والمفاصل وتسارع دقات القلب أو التعب الشديد دون سبب طبي محدد فعلياً.

2- مخاوف مفرطة عند الطفل من أن يكون وحده، أو مخاوف غير عقلانية.

3- تبول الطفل على نفسه ليلاً أو تبول الطفل على نفسه في المدرسة. تشتكي إحدى الأمهات على موقع حلوها قائلة: "صدمني ما تفعله ابنتي؛ ابنتي عمرها 8 سنوات وتتبول على نفسها في المدرسة، فقط في المدرسة"!

4- إصابة الطفل بنوبات الغضب أو البكاء أو التشبث بالأهل أو البالغين أو إظهار علامات القلق عند الابتعاد عن الوالدين (قلق الانفصال)، وقد يصل الأمر إلى التهديد بإيذاء النفس.

5- صعوبة في النوم وكوابيس متكررة عند الطفل أو المراهق.

6- ظهور الأعراض على الطفل في أيام المدرسة، واختفاؤها في عطلات نهاية الأسبوع والعطلات المدرسية الأخرى.
قد يقاوم الأطفال والمراهقون المصابون برهاب المدرسة الذهاب إلى المدرسة لفترات طويلة من الزمن.

ما هي أسباب رهاب المدرسة عند الأطفال؟ ما أسباب فوبيا المدرسة عند المراهقين؟
تشتكي الأمهات على موقع حلوها بأسئلة مثل "ابني يخاف من المدرسة رغم أنه متفوق"، "ولدي يبكي مايبي المدرسه"، "طفلي يصرخ كي لا يذهب إلى المدرسة". إذاً، ما الذي يسبب خوف الأطفال من المدرسة وبكاء الأطفال في المدرسة؟ ما سبب خوف المراهقين من المدرسة؟ لماذا يخاف الطفل من المدرسة؟ لماذا يبكي الطفل في المدرسة؟ 

متى يظهر خوف الطالب من المدرسة؟ 
في بعض الأحيان يبدأ سلوك رفض المدرسة بشكل مفاجئ، وغالباً ما يأتي بعد غياب طويل عن المدرسة بسبب المرض أو بعد تغيير مفاجئ في الفصل أو حتى بعد الإجازة المدرسية الصيفية الطويلة. من غير المرجح أن يكون الحدث القائم قبل رفض المدرسة مباشرة هو السبب الوحيد أو الرئيسي للمشكلة، بل غالباً ما يكون القشة الأخيرة أو كما يقول المثل "القشة التي قصمت ظهر البعير"، أي أن الحدث جاء كإضافة نهائية إلى مجموعة من التراكمات السابقة. هذه التراكمات قد تشمل المشاكل العائلية، الصعوبات في المدرسة، القلق من البلوغ أو المسائل الجنسية المحيطة بها، المشاكل العامة في المواقف الاجتماعية، أو القلق من الانفصال عن أحد الوالدين. 

يبدو أن معظم حالات رهاب المدرسة عند المراهقين والأطفال  تتطور ببطء ويزداد الإحجام عن الالتحاق بالمدرسة تدريجياً، مع تزايد علامات القلق المرئية بشكل ملحوظ، حيث يتم الضغط على الطفل أو المراهق للذهاب إلى المدرسة. [1]

العوامل الرئيسية المرتبطة بخوف الأطفال من المدرسة (أسباب الرهاب المدرسي)
تشير إحدى الدراسات إلى وجود خمسة عوامل رئيسية مرتبطة بالرهاب المدرسي أو فوبيا المدرسة أو خوف الطفل من المدرسة وكذلك خوف المراهق من المدرسة، حيث تشكل هذه العوامل المظلة التي تقع تحتها جميع أسباب الخوف من المدرسة: [3]

1- المتغيرات الاجتماعية الديموغرافية
2- القلق
3- الاكتئاب
4- العوامل الأكاديمية
5- العوامل العائلية

مع وضع هذه الأمور في الاعتبار، عندما يلاحظ الأهل على ابنهم أو ابنتهم أعراض الخوف من المدرسة، ينبغي عليهم التفكير في القضايا الأساسية التي قد تلعب دوراً في خوفه ورفضه الذهاب إلى المدرسة؛ وقد يكون سبب خوف الطفل من المدرسة وكذلك المراهق  أحد أو بعض الأسباب التالية:  [2]
1- التحولات أو الانتقالات، مثل الانتقال إلى مدرسة جديدة، والصعود إلى المستوى التالي، والانتقال إلى صف مختلف. كتبت إحدى طالبات الثانوية في سؤال على موقع حلوها: "لا أستطيع تقبل المدرسة الجديدة، أشعر بالوحدة وأبكي كثيراً وأفتقد صديقاتي".

2- التغييرات في الحياة الأسرية مثل الطلاق والسفر والموت أو أي حدث آخر صادم للأطفال.

3- تعلق الطفل الشديد بوالدته وخوفه من الانفصال عنها وخاصة في الحضانة أو الروضة أو أول يوم في المدرسة. تقول إحدى الأمهات على موقع حلوها: "طفلي متعلق بي وكل يوم يبكي ولا يريد الذهاب إلى المدرسة".

4- مخاوف حقيقية بشأن سلامة أفراد الأسرة (على سبيل المثال، وجود شخص مريض في المنزل).

5- القلق الاجتماعي أو الخجل عند الأطفال (الطفل الخجول في المدرسة أو الصف)، وقد يكون الطالب المراهق خجولاً أيضاً، حتى في السنوات الأخيرة من المدرسة.

6- الحساسية الذاتية أو يقظة الإدراك الذاتي (على سبيل المثال، الطفل الذي يميل إلى التعرض لحوادث الحمام).

7- الخوف من ضعف الأداء المدرسي والدرجات السيئة ("خوف المراهق من الفشل").

8- تعرض الطالب للإغاظة أو الإزعاج من قبل الطلاب أو المعاناة من التنمر المدرسي. تتساءل إحدى الأمهات في مجتمع حلوها: "ابني كره المدرسة بسبب التنمر والسخرية… ماذا أفعل؟". وتقول إحدى الطالبات المراهقات: "زميلاتي يكرهوني ويضربوني بدون سبب ويطردوني من الجلسة معهم"

9- مخاوف بسبب العلاقات السلبية مع المعلم أو الزملاء. شاركتنا إحدى الطالبات المراهقات مشكلتها على موقع حلوها قائلة: "معلمتي تكرهني وتظلمني وتؤذيني نفسياً".

10- مخاوف حقيقية أو متخيلة من التعرض للسخرية أو العقوبة في المدرسة. تشتكي إحدى أمهات الطلاب لخبراء حلوها: "ابني يبكي من المدرسة ويستيقظ بالليل على الكوابيس بسبب أستاذه العصبي الذي يصرخ بالأطفال في الصف ويضربهم".

11- وجود والد شديد الحماية رغم أن نيته حسنة.

ومع ذلك، فإن دفع الأطفال لتحديد سبب تجنبهم للمدرسة قد يكون تحدياً حقيقياً للأهل في بعض الأحيان. فقد لا يفهم الأطفال تماماً سبب شعورهم بالغثيان أو القلق أو عدم الارتياح عند مواجهتهم فكرة الذهاب إلى المدرسة.

عوامل الخطر التي تزيد احتمالية إصابة الطفل بالرهاب المدرسي
في حين أن أي طفل قد يتخوف من الذهاب إلى المدرسة، تشير بعض الأبحاث إلى أن بعض الأطفال قد يكونون أكثر عرضة من غيرهم لتجربة فوبيا المدرسة أو الخوف من المدرسة:  [2]

1- الأطفال الوحيدون في العائلة؛ دون إخوة أو أخوات.
2- أصغر الأطفال في العائلة (آخر العنقود).
3- الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة.

وعن أهمية معرفة أسباب الخوف من المدرسة عند الطفل أو المراهق من أجل إيجاد العلاج المناسب، تجيب الدكتورة هداية، أخصائية تربية الطفل على موقع حلوها، على إحدى شكاوى الأمهات حول مشكلتها مع خوف ابنها من الذهاب إلى المدرسة لدرجة الشعور بالمغص وآلام البطن:
"سيدتي الكريمة، علينا في البداية التعرف على سبب الخوف لدى الطفل، أي مصدر الخوف لديه، لكي نتمكن من تقديم نصائح تتناسب مع أسباب المشكلة وحجم المشكلة التي يعاني منها الطفل. لذا، قومي بالتحدث إلى الطفل حول تجربته في المدرسة ومشاعره تجاهها، وما هي الأمور التي تخيفه من الذهاب إليها؛ هل هو المعلم، أم الزملاء، أم الدراسة أم شيء آخر؟! وما هي المواقف التي تعرض إليها والتي كانت السبب في نشوء الخوف لديه؟ نتمنى لك التوفيق عزيزتي".

ختاماً، إذا لاحظت عزيزتي الأم أي من أعراض الخوف من المدرسة (فوبيا المدرسة) على ابنك أو ابنتك، حاولي على الفور معرفة السبب وراء هذه الأعراض، فكما ذكرت خبيرة تربية الطفل على موقع حلوها، من المهم معرفة أسباب الخوف من المدرسة عند الطفل أو المراهق لتحديد خطة العلاج المناسبة. 

إذا واجهتك أي مشاكل مع طفلك بسبب الخوف من الذهاب إلى المدرسة، أو إذا لاحظت أي من أعراض فوبيا المدرسة أو علامات الرهاب المدرسي على طفلك، يمكنك مشاركتنا قصتك أو سؤالك هنا.
 

[1] مقال "القلق والرهاب عند الأطفال"، منشور في nopanic.org.uk، تمت مراجعته في 5/12/2019.    
[2] مقال  Ann Logsdon "كيف تساعد الطفل الخائف من الذهاب إلى المدرسة"، منشور في verywellfamily.com، تمت مراجعته في 5/12/2019.
[3] بحث Cándido J.Inglésa ,Carolina Gonzálvez-Maciáb وآخرين 2015 "الوضع الحالي للأبحاث عن الرفض المدرسي"، منشور في sciencedirect.com، تمت مراجعته في 5/12/2019.