حل مشكلة تدخل الأهل بين الزوجين ووضع حدود لأهل الزوج والزوجة
أهلي يتدخلون في حياتي الزوجية!، كيف أمنع أهل زوجتي من التدخل في حياتنا؟ كيف أواجه تدخل حماتي في خصوصياتي؟... هذا لسان حال الكثير من الأزواج والزوجات الذين يواجهون واحداً من أعقد تحديات الحياة الزوجية وهو تدخل الأهل في حياة الزوجين والوقوع بين نارين "نار الأهل ونار الشريك".
في هذا المقال نحاول أن نقدم حلولاً لمشكلة تدخل الأهل بين الزوجين، من خلال استعراض آثار تدخل الأهل في الحياة الزوجية وطريقة التعامل مع أهل الزوج وأهل الزوجة، ونقدم أيضاً نصائح بالغة الأهمية لحل المشاكل التي تنتج عن تدخل الأهل بين الزوجين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، مستفيدين من القصص والقضايا التي يتداولها أعضاء مجتمع حِلّوها ويجيب عليها خبراء الموقع.
أهل زوجي يتدخلون بكل كبيرة وصغيرة!، كيف أمنع أهل زوجتي من التدخل بحياتنا، حماتي تتدخل بتربية الأولاد ....
من المؤسف أنّ حالة تدخل بيت الاحمى والأهل في الحياة الزوجية ليست حالةً نادرة، حيث نواجه في مجتمع حِلّوها الكثير من القصص والقضايا المتعلقة بتدخل أهل الزوج أو تدخل أهل الزوجة بحياة أبنائهما إلى درجة تصل حتى انتهاك الخصوصية، وقد تناولنا الأسباب التي تدفع الأهل للتدخل في حياة أبنائهم الزوجية وأساليب تدخلهم بالتفصيل في مقال سابق يمكنكم مراجعته بالنقر هنا، فيما نقدم في هذا المقال حلول مشكلة تدخل الأهل بين الزوجين.
ونبدأ مع استعراض سريع لآثار تدخل أهل الزوج وأهل الزوجة على العلاقة الزوجية واستقرار الأسرة كالآتي:
1- انتهاك خصوصية الزوجين: وذلك يكون من خلال تدخل الأهل في أمور تخص الزوجين وحدهما أو التدخل في كيفية تعامل الزوج مع زوجته والزوجة مع زوجها، كذلك زيارة أهل الزوجة أو أهل الزوج الطويلة أو الزيارات المفاجئة -والتي غالباً ما تضع الزوجة بشكلٍ خاص في موقف محرج- قد تكون نوعاً من انتهاك الخصوصية، وبطبيعة الحال فالأزواج وحدهم المسؤولون عن رسم حدود أسرتهم الصغيرة وإلزام العائلة الكبيرة بهذه الحدود، بيد أن انتهاك خصوصية الحياة الزوجية من قبل الأهل قد يكون شعلة لا تنطفئ للشجار والنزاع بين الزوجين.
في إحدى القصص المطروحة على موقع حِلّوها تعاني الزوجة من إقامة أهل زوجها معها في بيتها وكأنه بيتهم وانتهاك خصوصيتها بعد أن استقدمهم الزوج ليعيشوا معه بالغربة بصفة مؤقتة، لكن البقاء طاب وطال واستقروا رافضين الاستقلال والزوج أيضاً يرفض الاستقلال، ويبدو أن الحماية من النوع المتسلط، حتى حرمت الزوجة أدنى حقوقها في بيتها، وتفكر صاحبة القصة بترك زوجها والعودة إلى الوطن واستكمال تعليمها والعمل لتجد مصدر رزقها.
وقد أيدها الكاتب والخبير في موقع حِلّوها ماهر سلامة في هذا الطرح، وأكّد عليها أن تتسلح بالعلم والعمل لتستطيع الحفاظ على كرامتها وخصوصيتها واتخاذ خياراتها بشجاعة.
2- إفساد تربية الأولاد: الأصل أن يكون الجدان أعواناً ومساندين في عملية التربية، لكن التدخل الفج في قواعد التربية التي يرسمها الأهل قد يكون له عواقب وخيمة تصل إلى التقليل من احترام الأطفال لوالدهم ووالدتهم أو للجدين، أو تعرضهم للأذية النفسية نتيجة زجهم بصراع الكنة والحماية وصراع الأصهار وأهل الزوجة.
3- الخلاف المستمر بين الزوجين نتيجة تدخل الأهل: تدخل أهل الزوج وأهل الزوجة قد يكون السبب المباشر أو غير المباشر للخلافات طويلة الأمد بين الزوجين، خاصّةً عندما لا يجيد الزوجان التعامل مع تدخل الأهل أو رسم الحدود لهم، أو على الأقل الاتفاق على كيفية استيعاب الأهل، ومع غياب قدرة الزوجين عن حل جذر المشكل -تدخل الأهل في حياتهما- ستبقى النتائج قائمة وسيظل التوتر سيد الموقف في العلاقة الزوجية.
4- الخيارات الصعبة بين الأهل والشريك: يثقل تدخل الأهل كاهل ابنهم أو ابنتهم بخيارات صعبة بين الوقوف بصف الزوج -أو الزوجة- وشريك الحياة من جهة، وبين الوقوف بصف الأم والأب والأخوة من جهة أخرى، حيث تضيع المعايير المنطقية للعدل والحق في صراع لا طائل منه بين عزيزين، وتصبح أحلى الخيارات مُرّةً.
5- الانفصال العاطفي والطلاق: كثير من حالات الطلاق كانت نتيجة تدخل الأهل وانتهاك خصوصية الزوجين، أو حتى نتيجة تحريض الأهل للزوج أو الزوجة على الطلاق لاعتبارات وأسباب يضيق المقام عن شرحها، كما نجد حالات كثيرة تصل إلى الانفصال العاطفي بين الزوجين نتيجة عدم قدرتهما على حل مشكلة تدخل الأهل أو على حل مشاكلهما الناتجة عن تدخل الأهل في حياتهما، وقد يكون هذا الانفصال أو القطيعة بين الزوجين وأهلهما وهو أيضاً ليس وضعاً طبيعياً أو مريحاً.
إذا أردنا أن نتمتع بحُسنِ النيَّة؛ يمكن القول أن معظم حالات تدخل الأهل في حياة الزوجين مصدرها الحرص على سعادة الأبناء واستقرار حياتهم الزوجية والأسرية، لكن للأسف قلّما تكون النتائج كذلك، فالنوايا الحسنة لا تكفي؛ سنقدم لكم في السطور القادمة بعض النصائح والاقتراحات لحل مشكلة تدخل الأهل بين الزوجين[1,2]:
1- فهم دوافع الأهل للتدخل بين الزوجين
ليست النية الحسنة حاضرةً دائماً عند أهل الزوج والزوجة، وقد تكون النوايا الخبيثة طاغية، لكن الأصل في التعامل مع تحدي تدخل الأهل بين الزوجين هو فهم دوافعهم مهما كانت وإجادة التعامل معها.
لنأخذ مثلاً تدخل أم الزوج في ترتيب ديكور منزل ابنها، يمكن أن يكون ذلك لأنها لا تجد نفسها جديرة إلا بأعمال المنزل والترتيب والتنظيف وتريد إثبات استمرار جدارتها حتى بعد زواج ابنها، وقد يكون ذلك لأنها تريد أن تستمر برعاية ابنها إلى الأبد والإيحاء له أنها ما تزال أمه التي ترتب أموره وشؤونه وإن تزوج أربع زوجات!، وقد يكون ذلك مجرد تعايش مع بيت الابن المتزوج بطريقة لا تعلم والدة الزوج أنها مزعجة، وقد يكون أيضاً تعمّداً لإزعاج الكنة...إلخ.
مهما كان السبب يجب على الزوجين البحث عنه ومعرفته معاً، والاحتيال عليه وعلاجه من خلال توضيح الحدود لأسرتهما الصغيرة وتقديم بعض التنازلات البسيطة التي تشبع دوافع الأهل دون أن تفضي إلى انتهاك خصوصية الزوجين، تقول الأخصائية النفسية في موقع حِلّوها ميساء النحلاوي:
"العلاقة بين الزوجة وأهل زوجها تحتاج للكثير من التغاضي عن الأمور الثانوية، فجانب كبير من نجاح الحياة الزوجية يتوقف على حسن العلاقة بين الزوجة وأهل الزوج"
2- الاحترام هو القاعدة الكبرى بالتعامل مع أهل الزوج والزوجة
مهما كانت طبيعة التدخل الذي يمارسه الأهل في الحياة الزوجية للأبناء؛ لا بد أن يكون احترام مقامهما وسنهما هو المنطلق الأساسي للتعامل معهما، تقول الأخصائية النفسية ميساء النحلاوي في إجابتها على سؤال كنّة تعبت من تدخل أهل زوجها:
"أتفهّم حاجتك للخصوصية وهذا من حقك، عليك أن تجدي طريقة تحافظين من خلالها على خصوصيتك دون أن تجرحي شعور والدي زوجك، ودون أن تحرجي زوجك أمامهما، اتفقي مع زوجك على احترام آراء الأهل واستشارتهم للاستفادة من تجاربهم وخبرتهم في الحياة، لكن القرار الأخير يكون لكما وحدكما".
3- استيعاب أهل الزوج وأهل الزوجة وتدخلاتهم
إلى جانب الاحترام لا بد أن يتحلى الزوجان بالحكمة والذكاء اللازمين لاستيعاب فرق السن بينهما وبين الأهل، واستيعاب انتماء أهل الزوج وأهل الزوجة لعصر مختلف بكل ما فيه، بل وعليهما أيضاً استيعاب السمات الشخصية لكل فرد في أسرتهم الكبيرة وإجادة التعامل معها والاحتيال عليها، فإن كانت الحماية تتميز بنزعة السيطرة والتسلط، لا بد أن تكون الكنة ذكية بإرضاء هذه النزعة واحتوائها، من خلال إشباع نزعة التسلط عند الحماية بأمور لا تنتهك الخصوصية ولا تتجاوز الحدود، وإن كانت سمة والد الزوجة البخل ما يدفعه للتدخل بشؤون الصهر المالية؛ فلا بد على الزوج-الصهر أن يكون حيكماً باستيعاب هذه السمة، ربما من خلال إيهام والد الزوجة بالاهتمام برأيه، وصرف انتباهه عن المشتريات الجديدة أو العزومات، واستشارته حول نوايا شرائية وهمية يبدو العدول عنها استجابة لرأيه!.
4- رسم الحدود الواضحة للأسرة الصغيرة
لا يتعارض احترام واستيعاب أهل الزوج وأهل الزوجة مع رسم الحدود وفرضها، لكن يجب أن تكون الحدود واضحة وصارمة وملزمة، ولا بد أن تكون بالتفاهم بين الشريكين، لأن طرفاً واحداً لن يتمكن وحده من مواجهة رغبة الأهل الجامحة في التدخل.
في استشارة وردت إلى موقع حِلّوها تشتكي الزوجة من انتهاك أهل زوجها لخصوصيتها وطمعهم بمقتنياتها وأغراض بيتها ومحاولة الاستفادة من زوجها على الصعيد المادي، وكانت إجابة مدربة الحياة والخبيرة في موقع حِلّوها ميساء حموري كالآتي:
"طبعاً من حقكِ أن تضعي الحدود في حياتكِ ومنزلكِ حتى لو مع أهل زوجكِ، وليس من حقِّ أحدٍ التطفل على حياتك أو أن يأخذوا أغراضاً من شقتكِ، ومثلما كانوا جريئين وتمادوا بأخذ أغراضك؛ إذاً كوني أنتِ أيضاً جريئةً وبلطف أخبريهم بأنكِ لا تستطيعين الاستغناء عن هذه الأغراض وأنها تخصكِ وتعني لك، ولن يلومك أحد على ذلك.
أما موضوع مساعدته لهم مادياً فأنصحك بعدم التدخل بهذا الموضوع لأنه بينه وبين أهله، ولا يحق لكِ التدخل بعلاقتهم وما يقدمه لهم، فأولاً وأخيراً هم أمه وأخواته، وإذا كان ابناً وأخاً كريماً ومحباً فهو بالتأكيد سيكون زوجاً كريماً ومحباً، لذلك أنصحكِ عزيزتي بعدم التدخل بمساعدته لأهله"
5- فتح نوافذ ليدخل منها الضوء إلى العلاقة مع الحما والحماية
قد تكون المشكلة في حساسية الزوجة المرتفعة لخصوصيتها -أو حساسية الزوج- ما يجعل كل ما يقوم به الأهل يبدو تدخلاً فظاً وإن لم يكن كذلك، وقد يكون الانزعاج من أهل الزوج أو أهل الزوجة مبنياً على مواقف الأبناء منهم وذكرياتهم مع الأسرة الكبيرة!.
لكن الحكمة تملي على الزوجين ترك بعض المساحات للأهل لإبداء الرأي والنصيحة، وتجنب عزلهم بشكل يجدونه مهيناً وفيه نوع من قلة الوفاء لجهدهما في التربية، ويجب أيضاً على الأبناء الفصل بين ما كان عليه الأهل سابقاً، وبين الوضع الجديد للأسرة والمرحلة العمرية الجديدة التي يمر بها الأهل وخصوصيتها.
6- كن مخادعاً/ كوني مخادعة
أفضل الطرق لفتح نوافذ الضوء في العلاقة مع أهل الزوج والزوجة هي الاحتيال!، وأفضل طرق الاحتيال هي استباق التدخل بطلب المشورة، فقد يكون من الحكمة استشارة الحماية بتسمية الأبناء ونقاشها والتمسك بحق القرار الذي يعود أولاً وأخيراً للزوجين، وقد يكون من الحكمة أيضاً استشارة والد الزوجة ببعض الشؤون التي يمتلك بها المعرفة والدراية، ونقاش أهل الزوج والزوجة بآرائهما بدلاً من رفضها بشكلٍ فج.
ومن طرق الاحتيال أيضاً على رغبة أهل الزوج بالتدخل في شؤون الزوجين الخاصة؛ مديح احترامهم للخصوصية أمام الآخرين، والتأكيد على أنهم احترموا خصوصية هذا الزواج في كل محفل، ولا بد أن كل زوجة وكل زوج قادر على ابتكار طرق للالتفاف على المشكلة حسب سمات الأهل وطبائعهم.
7- الحديث مع الأهل مباشرة حول تدخلهم
قد يكون الحديث المهذب والمباشر مع أهل الزوج أو أهل الزوجة حول تدخلاتهم إجراءً مفيداً وفعالاً، واختيار الأسلوب يتعلق بالطبائع والسمات الفردية لأهل الزوج أو الزوجة ومدى تقبلهم للحديث.
ولا شك أن تجنّب الحديث عن تدخلات الأهل مع الآخرين من الأقارب أو الأصدقاء يساهم في نزع فتيل التوتر في العلاقة مع أهل الزوج والزوجة، خاصة إذا كان الحديث عن أهل الزوج أو أهل الزوجة قريباً من التشهير.
8- حل الخلافات الزوجية في الكواليس
استدعاء الأهل لحل الخلافات بين الزوجين أو حتى الفضفضة لهم حول مساوئ الطرف الآخر والنزاعات الزوجية يفتح الباب على مصراعيه لتدخلات لا تنتهي، لذلك على الزوجين أن يحلا مشاكلهما في الكواليس بعيداً عن الجميع، وإذا تعسر الحل قد يكون من الحكمة طلب استشارة زوجية مختصّة بدلاً من اللجوء إلى الأهل أو الأقارب خاصّةً لمن يتوجس أو يخشى تدخل الأهل في زواجه، أو دوران قصص بيته على الألسن وفي مجالس الجيران والجارات!.
في استشارة بعنوان (زوجي لا يحترم خصوصية بيتنا ويتكلم مع الجميع عني) تشكو الزوجة من عدم كتم زوجها للمشاكل بينهما، ومن تحريض أهله له، وما أن اعتقدت أن المشكلة حُلّت حتى وجدته يستشير المعارف والأصدقاء بمشاكله معها ويأخذ بنصائحهم الخبيثة!.
أجابت الأخصائية النفسية في موقع حِلّوها ميساء النحلاوي:
"معك حق فإفشاء أسرار البيت عادة ذميمة وتفتح الأبواب للقيل والقال وتدخل الآخرين وتخلق مشاكل لا داعي لها بينكما، الأسلم أن تبقى أسراركما بينكما تعالجنها على طريقتكما.
كلمي زوجك بهدوء وذكريه أن صيتك جزء ممتد من صورته وصيته فلا يجوز أن يذمك أمام الآخرين، وأن من يصفك بألفاظ بشعة كما ذكرتِ فذلك إنما يهينه شخصياً، والرجولة الحقيقة في صون الأعراض وأسرار البيوت، كلميه مراراً ولكن بهدوء ودون اتهام، وأشعريه أنكما فريق واحد وأن ما يمس أحدكما يمس الآخر."
9- لا تتدخل بشؤون أهل شريكك أيضاً
تدخل الزوجة بأسرة زوجها وعلاقاتهم، أو تدخل الزوج بأهل زوجته وحياتهم؛ يفتح الباب أمام التدخل المضاد، وعلى العكس من ذلك عندما يلتزم الزوجان احترام خصوصية أهلهما وترك التدخل فيما لا يعنيهما، يكون لديهما الحق في رفض تدخل أهل الزوج والزوجة في زواجهما، بل أن التزام الأزواج باحترام خصوصية الآخرين يدفع الأهل لاحترام خصوصية أبنائهم المتزوجين.
10- عزل الأحفاد عن الخلافات الأسرية مع الأجداد والجدات
أيضاً لا بد أن يكون الأحفاد بغض النظر عن عمرهم خارج النزاع مع الجدات والأجداد، لا يجب استغلالهم للتأثير أو الضغط ولا يجب إشراكهم في صراع الكنة والحماية وصراع الصهر مع أهل الزوجة.
على الرغم أن الحالة الأكثر شيوعاً هي صراع الكنة/الصهر والحماية، لكن تدخلات الأخوة في الحياة الزوجية لا تقل انتشاراً ولا ضرراً على الحياة الزوجية، بل أن الزوج والزوجة قد يحترمون مقام الآباء والأمهات وسنهم، فيما يبدو تدخل الأخوة أكثر قسوة وانتهاكاً للخصوصية من تدخل الأب والأم.
ولا حل لتدخل أخوة الزوج أو الزوجة إلا صدهم وقول "لا" كبيرة في وجههم، وعلى الزوج أن يرسم حدوداً صارمة لأخوته وأخواته تمنعهم من إهانة الزوجة أو الإساءة إليها أو انتهاك خصوصيتها بأي حال من الأحوال، كذلك على الزوجة التعامل مع أخوتها بالمثل.
ومن القصص التي وردتنا عن تدخل الأخوة بين الزوجين استشارة بعنوان (أخو زوجي دايماً في بيتي)، حيث تشكو الزوجة التي تسكن فوق أهل زوجها من تواجد أخ زوجها الدائم في بيتها، وتدخله في الكبيرة والصغيرة حسب وصفها، بل أنه يطلب منها إعداد الأطعمة التي يحبها، وحتى عندما تذهب إلى عملها يبقى هو في بيتها، وزوجها يقول لها هذا أخي ولا أستطيع طرده من بيتي!.
أجابها الكاتب والمدرب في موقع حِلّوها ماهر سلامة:
"هناك طرق عديدة لتحديد مواعيد زياراته لكم سيدتي، لا يصح أن يقتحم عليكم حياتكم، هو كبير وراشد، وليس طفلاً، لا يحق له خرق حرمة البيت ولا بأي صيغة، إما أن تفهميه بالعقل ذلك، أو تفهمين أمه أو والده وذلك بسرية كبيرة، وبعدها لا تفتحي له الباب، وقولي له أنك غير مستعدة لاستقبال أحد، تريدين أخذ راحتك في البيت، لا تعدي له الأطباق الخاصة إلا إذا كانت جزء من قائمة طعامكم، من لا يعرف الذوق، علينا تعليمه. بالتوفيق سيدتي."
اقرأ أيضاً من قصص تدخل الأخوة في الحياة الزوجية وانتهاك خصوصية الأزواج:
- ماذا أفعل بعد أن رأيت هذه الصور في هاتف أخ زوجي؟
- أخو زوجي يملك مفتاح بيتي!
- أخو زوجي يتصرف بوقاحة.
- هل أخطأت عندما واجهت أخو زوجتي؟
- إليكم ما فعله أخو زوجي بزوجة أخي
ليس تدخل الأهل بين الزوجين هو المشكلة الوحيدة!، بل أيضاً طريقة حل الزوجين لخلافتهما التي تنتج عن تدخل الأهل في حياتهما وعلاقتهما، فعند تحويل وتحوير المشكلة الأساسية -تدخل الأهل- إلى مشكلة شخصية بين الزوجين يصبح من العسير حلها، وعلى الزوجين أن يتبعا بعض النصائح المهمة لحل المشاكل الزوجية بسبب الأهل:
1- تحديد الأسباب الحقيقية لكل مشكلة على حدة، وتجنب خلط الأسباب ببعضها أو تحميل الأهل مشاكل لا علاقة لهم بها.
2- تجنُّب الخيارات الصعبة، وأصعبها وضع الزوج أمام خيار بين الزوجة وبين الأمّ، أو وضع الزوجة أمام خيارٍ مماثل.
3- احترام أهل الزوج وأهل الزوجة، فكما ذكرنا لا يوجد ما يبرر لأحد الزوجين إهانة والد أو والدة الشريك مهما كانت الظروف، فحتى في أسوأ أنواع تدخل الأهل وأكثر أشكال التدخل وقاحةً؛ لا بد أن يكون الاحترام هو المنطلق في التعامل المباشر مع أهل الزوج والزوجة.
4- إبقاء المشاكل داخل جدران البيت وعدم الحديث عن أهل الزوج أو الزوجة وتدخلاتهم على الملأ حتى للأهل والأخوة، وعدم السماح لأحد مهما كانت صلته بالعائلة أن يتدخل في مشاكل الزوجين الخاصة، أو مشاكل أحدهما مع أهل الآخر.
5- الحوار البنّاء والهادئ بين الزوجين، فالحوار الزوجي الهادئ والهادف هو السبيل الوحيد لاستمرار الزواج المستقر وتذليل العقبات بين الزوجين، والحوار الجدلي العقيم الذي لا طائل منه ولا هدف؛ يؤدي إلى تعزيز أسباب الخلاف مهما كانت، سواءً كانت تتعلق بأهل الزوجين أم لا.
6- طلب الاستشارة الزوجية، فلسنا جميعاً على نفس القدر من الكفاءة في التعامل مع تحديات الحياة الزوجية، لذلك سنجد لدى المختصين أجوبة ونصائح شافية لحل المشاكل الزوجي التي يسببها تدخل الأهل في العلاقة، ويمكنكم طرح قضاياكم واستفساراتكم على مجتمع وخبراء حِلّوها من خلال هذا الرابط، كما يمكنكم طلب استشارة خاصة من مدربي وخبراء موقع حِلّوها عبر خدمة ألو حِلّوها.
[1] مقال دكتور Laurie E.rozakis "عشرة نصائح للتعامل مع أهل الزوج والزوجة"، منشور في familyeducation.com، تمت مراجعته في 24/12/2019.
[2] مقال Kathy Beirne "تدخل أهل الزوج والزوجة- بيت الاحمى"، منشور في foryourmarriage.org، تمت مراجعته في 24/12/2019.