التنمر المدرسي وحلول ظاهرة التنمر في المدارس
خلال السنوات العشرة الأخيرة ازداد الوعي بظاهرة التنمر بشكل كبير، وبطبيعة الحال كان للمدارس نصيب كبير من التوعية بظاهرة التنمر المدرسي، حيث تتعامل المدارس مع أكثر الفئات العمرية حساسيةً على الإطلاق، وغالباً ما تكون نتائج وآثار التنمر المدرسي راسخة وقوية أكثر من أنواع وأنماط التنمر الأخرى.
- ما هو التنمر المدرسي؟
- معايير سلوك التنمر المدرسي
- أنواع التنمر المدرسي وأشكاله
- تنمر الأساتذة والمعلمين على الطلاب
- تنمر الطلاب على الأستاذة والمعلمين
- أسباب التنمر في المدارس
- تأثير التنمر المدرسي على الأطفال "أعراض وأضرار التنمر"
- حلول التنمر المدرسي
- نصائح التغلب على التنمر في المدرسة للطلاب
- تجربة واقعية لمعلمة مع تنمر الطلاب "طالب شوَّه سمعتي"
- المصادر و المراجع
يمكن تعريف التنمر بشكل عام أنه كل قول أو فعل متكرر أو قابل للتكرار يسبب الإساءة والأذى أو التهديد لشخص أو جماعة وينم عن سوء استعمال السلطة والقوة، والفرق بين التنمر المدرسي والتنمر بشكل عام هو تحديد الوسط الذي يجري فيه التنمر وهو المدارس.
حيث يمكن تعريف التنمر المدرسي أنه كل فعل أو قول أو سلوك يقوم به طفل أو مجموعة من الأطفال بقصد الإساءة والأذى والتهديد لطفل آخر -أو مجموعة من الأطفال- كذلك ما يقوم به يعض الطلاب تجاه المعلمين من إساءة وسخرية أو اعتداء بقصد الإحراج أو الانتقام، وما يقوم به المعلمون من تحقير أو سخرية علنية أو سرية من طالب أو مجموعة طلاب أو تعدٍ جسدي على التلاميذ.
أهم معيار من معايير تحديد سلوك التنمر المدرسي هو أن يكون المتنمر متفوّقاً على الضحية بشكل أو بآخر، فعندما تتساوى القوى الجسدية والنفسية بين طالبين؛ يتحول الأمر إلى شجار أكثر من كونه إساءة وتنمر، وإليكم معايير تحديد سلوك التنمر المدرسي لتشخيص إن كان ما يتعرض له الطفل في المدارس هو تنمر أم نوع آخر من المشاكل المدرسية:
- العدوانية سمة من سمات التنمر: التنمر المدرسي سلوك عدواني يتقصد الإساءة أو الإحراج أو إلحاق الأذى أو الترهيب والتهديد.
- عدم توازن القوى بين المتنمر والضحية: عادةً ما يحدث التنمر في وسط من عدم توازن القوى، سواء كان الطفل الضحية أضعف جسدياً أو عقلياً أو حتى كانت ضعيف الشخصية أو لا ينتمي إلى المجموعات المدرسية، حيث يستغل الطفل المتنمر في المدرسة التفوق الجسدي والنفسي والشعبية وفارق السن في توجيه الإساءة المقصودة والمتكررة إلى الطفل الأضعف.
- أن يكون سلوك التنمر متكرراً: عادةً ما يكون سلوك التنمر متكرراً أو قابلاً للتكرار ويولد خوفاً من تكراره، خاصّةً في المدارس حيث تجتمع الضحية بالمتنمر يومياً ولعدة ساعات، ويمتلك المتنمر القدرة على الانفراد بالضحية في أكثر من مناسبة.
اقرأ أيضاً مقالنا: كيف أعرف أن طفلي يتعرض للتنمر؟
أنواع التنمر باتت معروفة مع الوعي المتزايد لدى الناس بظاهر التنمر، لكن لكل وسط أو بيئة أشكال خاصة بها من التنمر، وهذه أبرز أنواع التنمر المدرسي وأنماط التنمر في المدارس:
- التنمر اللفظي: ويشمل كل لفظ يتم قوله أو كتابته أو لقب يتم إطلاقه وترسيخه بقصد السخرية والإيذاء، إضافة إلى التعليقات الجنسية غير المرغوبة والشتائم، والتهديد بالإساءة والضرب.
- التنمر الجسدي: ويشمل الإساءة وإلحاق الأذى الجسدي بمستويات مختلفة، مثل الضرب والتدافع والدفع، ويعتبر التنمر الجسدي من الأنماط الأكثر شيوعاً بين الطلاب في المدارس.
- التنمر الاجتماعي: يشمل التنمر الاجتماعي في المدرسة الأفعال التي يقوم بها طالب أو مجموعة من الطلاب بقصد الإيذاء الاجتماعي، مثل النبذ والمقاطعة المقصودة والمنظمة، إيذاء السمعة ونشر الشائعات، إحراج الطالب في الأماكن العامة، التمييز بناء على السمات الاجتماعية كالوضع المادي أو الأسري، ونشر الفضائح والأسرار وتداولها.
- التنمر النفسي: على الرغم من عدم تصنيف هذا النوع من التنمر كنوع مستقل في معظم المصادر المتاحة؛ إلا أن الترهيب النفسي يعتبر شكلاً صارخاً ومنتشراً من أشكال التنمر، ويشمل الإخافة والترهيب بشتى الوسائل، ووضع الضحية تحت الضغط النفسي بهدف السخرية والإحراج والإساءة، كما يحدث عندما يخترع الطالب المتنمر كذبة ويقولها للطالب الضحية بهدف إخافته وإحراجه أمام الآخرين (الأستاذ يريد ضربك، والدك جاء إلى الإدارة، الإدارة اتصلت بوالدك...إلخ).
وهناك تصنيف آخر للتنمر المدرسي يتضمن:
- التنمر المباشر في المدارس: مزيج من التنمر اللفظي والجسدي يتعرض له الطالب بشكل مباشر من خلال الضرب أو النعت بالألقاب أو الشتائم أو التهديد.
- التنمر غير المباشر بين الطلاب: هو تنمر لفظي- اجتماعي، كنشر الشائعات المحرجة.
- التنمر الإلكتروني أو التنمر على الإنترنت: ويتضمن التنمر الإلكتروني نشر الأخبار المسيئة عن الطالب وتداولها، وتداول الصور والفيديوهات المسيئة أو المحرجة، إضافة إلى النبذ من خلال إخراج الضحية من مجموعات الطلاب، اقرأ مقالنا عن التنمر الإلكتروني والتعامل مع التنمر على الإنترنت. [2]
تعرفوا من خلال هذا الفيديو إلى أعراض التنمر وكيفية معرفة إن كان أطفالكم يتعرضون للتنمر
هل يتنمر الطلاب على المعلمين؟ وماذا عن تنمر الأستاذ على الطالب؟
لا يمكن تجاهل تنمر الطالب على المعلم أو تنمر المعلم على التلاميذ في الحديث عن التنمر المدرسي، حيث لا يقل تأثير تنمر بعض الأساتذة على طلابهم عن تأثير التنمر بين الطلاب أنفسهم، كما أن بعض الأساتذة يتعرضون لإساءات نفسية شديدة أو حتى جسدية من طلابهم.
في دراسة استقصائية عن التنمر المدرسي نشرت عام 2006 اعترف 45% من المعلمين أنهم مارسوا أنواع الترهيب والتنمر على طلابهم بشكل منتظم، ويمكن اختصار حالات تنمر الأساتذة والمعلمين على الطلاب كالآتي:
- استخدام كلمات مهينة بحق الطالب بشكل علني أو شخصي (غبي، متخلف، الشتائم...إلخ)، إضافة إلى الألفاظ العنصرية التي تستهدف السخرية من الشكل أو العرق أو الدين أو العيوب الخلقية.
- الضرب والإساءة الجسدية للطلاب.
- مختلف أنواع الترهيب والتهديد والصراخ التي يتبعها بعض المعلمين.
- الإساءة النفسية للطلاب من خلال إحراج الطالب أمام زملائه، أو إطلاق لقب ما عليه.
- نبذ الطالب أو حرمانه من المشاركة بغير ما تنص عليه أدبيات العقوبات المدرسية.
- الأعمال الانتقامية التي يقوم بها بعض المدرسين العاطلين عن الضمير، مثل تخفيض درجات الطالب أو الافتراء عليه أو حرمانه من حقوقه التعليمية.
- التحرش الجنسي بالطلاب. [4,5]
وتظهر علامات تنمر المعلمين على الأطفال عادة بتغيرات في السلوك ورفض الذهاب إلى المدرسة ومشاعر القلق والخوف، إضافة إلى التراجع الدراسي وفقدان الحافز التعليمي لدى الطفل، راجع مقالنا عن أسباب رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة.
"على الطرف الآخر من المعادلة يتعرض المعلمون والمعلمات للتنمر أيضاً من الطلاب وأولياء أمورهم"
في دراسة عن التنمر المدرسي وتحديداً عن تعرض المعلمين للتنمر تبيَّنَ أن أكثر من 70% من المدرسين المشاركين تعرضوا للتنمر خلال 12شهراً من الطلاب وأولياء أمورهم، 30% من المدرسين تعرضوا للتهديد المباشر من طالب أو مجموعة طلاب، و10% من المعلمين تعرضوا للضرب والتنمر الجسدي!
وسجلت المعلمات الإناث معدلاً أعلى من التعرض للتنمر مقارنة بالذكور، وتشير دراسة استقصائية أخرى إلى أن غالبية الطلاب الذين مارسوا التنمر على المعلمين كانوا متنمرين أيضاً على زملائهم الطلاب، وعادة ما يكون تنمر الطلاب على المعلمين فردي أو في مجموعات صغيرة. [6,7,8]
ويمكن تحديد حالات تنمر الطلاب على المعلمين كالآتي:
- التنمر اللفظي على المعلمين والذي يشمل الإساءة والإهانة اللفظية والصراخ والتهديد.
- التنمر الجسدي والذي يشمل الدفع والضرب والإساءة الجسدية والتحرش الجنسي.
- التنمر الإلكتروني والذي يشمل إنشاء صفحات أو مجموعات للسخرية من المعلمين، أو تبادل ونشر الإشاعات والصور والفيديوهات التي تسيء للمعلمين، ويشمل أيضاً الاتصالات الهاتفية والرسائل النصية القصيرة والإلكترونية التي تدخل في إطار التنمر.
- التنمر الاجتماعي والذي يشمل إطلاق الشائعات أو الافتراءات على الأساتذة من قبل طالب أو أكثر، أو ملاحقة حياة الأستاذ الشخصية واستغلالها في إهانته وإحراجه.
- تنمر أولياء الأمور على المعلمين من خلال التهديد والإهانة والأعمال الانتقامية.
- العدوانية عند الأطفال والمراهقين: السلوك العدواني من السلوكيات الشائعة عند الأطفال وأكثر شيوعاً في مرحلة المراهقين، حيث يدخل الطفل أو المراهق في صراع مع نفسه ومع مجتمعه لإثبات الذات والوجود، ويعتبر التنمر على الأقران من أكثر الطرق فاعلية بإثبات الذات في مرحلة الطفولة والمراهقة.
- التعرض للتنمر: ليس غريباً أن يكون التعرض للتنمر دافعاً قوياً لممارسة التنمر، فالطالب الذي يتعرض للتنمر في المدرسة أو في البيت، هو أكثر عرضة لممارسة التنمر بدوره على من هم أضعف منه في البيت أو المدرسة أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
- المشاكل النفسية والأسرية: وقد يكون التنمر تعبيراً عن الضغط النفسي الذي يتعرض له الطفل أو المراهق في منزله نتيجة المشاكل العائلية أو إساءة المعاملة أو وجود ظروف قاسية تمر بها الأسرة.
- تعويض النقص: في بعض الحالات يعاني المتنمر في المدرسة من شعور بالنقص والدونية يدفعه إلى تعويض هذا النقص من خلال إثبات ذاته عبر التنمر والاعتداء.
- الانتماء وتأثير الأقران وعدوى التنمر: ينخرط بعض الطلاب في سلوك التنمر المدرسي انصياعاً لضغط أقرانهم المتنمرين، أو حتى عملاً بالمبدأ الذي يقول "إن لم تكن متنمراً ستكون الضحية"، حيث يتعرّض الطالب للتنمر لأنه لا يشارك بالتنمر!
- الشعبية والجماهيرية كدافع للتنمر المدرسي: رغبة الأطفال والمراهقين بالشعبية والجماهيرية غير محدودة، ويبدو أن الأطفال والمراهقين يدركون كيفية استعمال التنمر لتعزيز شعبيتهم بين مجموعة الطلاب أو حتى عند الأساتذة كما تشير الأستاذة في جامعة نورث كارولينا Dorothy Espelage، وتضيف أن تحقيق الشعبية يكون عن طريق دفع أطفال آخرين إلى أسفل الهرم!
- المزاحمة والتنافسية بين الأطفال: في سياق متصل تعتبر التنافسية المرتفعة بين الطلاب سبباً من أسباب التنمر المدرسي، فعندما يفشل الطالب بتحقيق نقاط متفوقة عبر التنافس الشريف والعادل؛ قد يلجأ إلى تشويه صورة خصمه بأي طريقة.
- غياب الروادع والنظام في المدرسة فيما يتعلق بالتنمر: حتى نكون منصفين؛ فإن الميل نحو التنمر يكاد يكون فطرة إنسانية، بمعنى أن معظمنا مارس التنمر في وقت ما أو على الأقل كان لديه الاستعداد للتنمر، لذلك فإن الفوضى التي تشهدها بعض المدارس وقلة اهتمام المعلمين والإدارة بظاهرة التنمر تشكل سبباً وجيها لانتشار التنمر المدرسي.
لا يقتصر تأثير التنمر المدرسي على الضحايا فقط، بل يطال أيضاً الطلاب المتنمرين، وهذه أبرز تأثيرات التنمر على كل من الطالب المتنمر والطالب ضحية التنمر في المدارس:
تأثير التنمر المدرسي على الضحية
- الاكتئاب والقلق: من الأعراض الشائعة للتنمر المدرسي، حيث يعاني الطفل من أعراض واضحة ومستقرة للحزن العميق وفقدان الدوافع، وينعكس الاكتئاب الناتج عن التنمر المدرسي على نظام النوم والأكل لدى الأطفال أيضاً، وقد يستمر هذا التأثير إلى ما بعد البلوغ.
في إحدى الاستشارات الواردة إلى مجتمع حلوها يقول صاحب الاستشارة أنه كان يتمتع بشخصية قوية ومستقلة، لكن تعرضه للتنمر المدرسي أثّر على شخصيته فأصبح يستمع إلى الآخرين ويمشي وراءهم ولا يستطيع تكوين رأي خاص أو اتخاذ قرار حاسم.
أجابته الخبيرة في موقع حلوها دكتورة سناء عبده: " أولاً عليك أن تتعلم قول لا لكل ما لا ترغب به، وقول لا وبحزم، ثانياً يجب أن تكون مثقف وواعٍ لما يحدث ومدرك للأمور من خلال البحث والقراءة ستجد أجوبة، لذا كن مثقفاً واعٍ وكثير البحث لتعرف ما تريد. كن حازماً في تعاملك ولكن بلطف وأدب، لا تؤذِ أي شخص بالقول أو الفعل أبداً وحاول أن تتعامل مع الجميع بلطف." - التراجع الدراسي بسبب التنمر: حيث يفقد الطفل الرغبة في الذهاب إلى المدرسة ويفقد الحافز الدراسي، كما يكون أقل جرأة على المشاركة في الحصص الدراسية نتيجة تعرضه لتنمر الأقران المستمر.
- الأفعال الانتقامية: يُعتقد أن أحداث إطلاق النار الشهيرة التي شهدتها وتشهدها المدارس الأمريكية قد تكون أعمالاً انتقامية نتيجة التعرض للتنمر.
- التنمر المضاد: مع تغيُّر المواقف وموازين القوى من بيئة لأخرى ومن فئة عمرية لأخرى يظهر على الطفل الذي يتعرض للتنمر المدرسي ممارسته للتنمر أيضاً، وقد يتطور الأمر إلى حالة أكثر عدوانية تصل إلى اضطراب السلوك المعادي للمجتمع.
- إيذاء الذات والانتحار: على الرغم من عدم تسجيل حالات انتحار بين الأطفال مؤكَّدة على خلفية التنمر المدرسي تحديداً، إلا أن التحذيرات تتزايد من إقدام الأطفال ضحايا التنمر على إيذاء أنفسهم وهناك شكوك عميقة حول تعرض الأطفال الذين أقدموا على الانتحار للتنمر المستمر، اقرأ مقالنا عن الانتحار عند الأطفال.
تأثير التنمر المدرسي على الطالب المتنمر
- الأطفال المتنمرون أكثر عرضة للانخراط في السلوك العدواني وحتى الإجرامي في مرحلة لاحقة من حياتهم.
- الأطفال المتنمرون أكثر عرضة للانقطاع عن الدراسة والتسرب المدرسي.
- الأطفال المتنمرون في المدارس أكثر عرضة لممارسة الإساءة بحق الشريك العاطفي.
- كما يبدو أن الأطفال الذين يمارسون التنمر في سن المدرسة أكثر ميلاً لتعاطي الممنوعات.
- قد ينخرط الأطفال المتنمرون بأنشطة جنسية مبكرة مقارنة بأقرانهم.
التعامل مع التنمر المدرسي وعلاج ظاهرة التنمر في المدارس يتطلب وعياً من الأهل والمربين والمعلمين، ومتابعةً دائمةً ومستمرة لظهور أعراض التعرض للتنمر أو ممارسة التنمر، علماً أن معظم حالات التنمر تستقر عميقاً في النفس وتؤثر على الشخصية بشكل غير مباشر، ما يجعلها أقل تواجداً في عيادات الطب النفسي وتحتاج لجلسات تحليل نفسي لاكتشاف أثرها، ما جعل حصول ضحايا التنمر على المساعدة في الطفولة محدوداً أيضاً، خاصّةً وأن نسبة كبيرة من ضحايا التنمر تكتم الإساءة.
إليكم بعض نصائح علاج ظاهرة التنمر في المدارس والتنمر المدرسي:
- دور الأهل في علاج مشكلة التنمر المدرسي وحماية أطفالهم من ممارسة التنمر أو التعرض للتنمر؛ يمكن اختصاره ببناء قنوات تواصل فعالة مع الأطفال، تسمح لهم بالبوح والحديث بحرية حول مخاوفهم وهواجسهم وكل ما يتعرضون له في المدرسة، كما على الأهل أن يكونوا في تواصل مستمر مع المعلمين والمرشد النفسي في المدرسة لتطويق مشاكل التنمر المدرسي.
- لا بد من وضع القوانين المدرسية اللازمة وتطبيقها بالشكل الملائم لمحاصرة ظاهرة التنمر وتمكين علاج آثارها، ليس فقط التنمر بين الطلاب، بل أيضاً تنمر الطلاب على الأساتذة وتنمر المعلمين على التلاميذ.
- تلعب حلقات التوعية والتمرينات الصفية دوراً حاسماً في علاج مشاكل التنمر المدرسي، منها مثلاً تمارين تبادل الأدوار لمساعدة الطلاب على فهم تأثير التنمر على الآخرين وتعزيز التعاطف لديهم.
- يجب أن يفهم الأطفال فكرة التنمر من خلال الحوار مع الأهل والمعلمين، ولا بد أن يتم منحهم الآليات الدفاعية اللازمة التي تحميهم من التنمر وتمنحهم قدرة الرد على المتنمرين والتعامل معهم.
- علاج المتنمرين لا يقل أهمية عن حماية الأطفال من التنمر، حيث يجب على المعلمين إرشاد الأهل وتوجيههم حول سلوك ابنهم العدواني تجاه أقرانه، ويجب على الأهل بدورهم استشارة الاختصاصيين لحماية ابنهم من آثار ممارسة التنمر والحفاظ على صحته النفسية.
- في حال لم يتمكن الأهل من حماية الطفل من التنمر المدرسي لسببٍ أو لآخر، عليهم استغلال فترة العطلة الصيفية في تقوية مهارات الطفل الاجتماعية وتعزيز قدراته الجسدية في الدفاع عن نفسه، وتقوية ثقته بنفسه، ثم نقله إلى مدرسة جديدة يدخل إليها دون تاريخ مسبق مع التنمر ويعيد فرض حدوده في التعامل مع الآخرين.
هذه بعض النصائح التي يمكن أن يستفيد منها الطلاب ضحايا التنمر في مواجهة المتنمرين والتعامل مع آثار التنمر المدرسي:
- لا تكن متنمراً؛ حتى وإن تعرضت للتنمر حاول أن تكتسب مهارات الدفاع عن النفس ومواجهة المتنمرين ولا تكن أنت متنمراً على الآخرين.
- إذا كان ذلك آمناً حاول التواصل مع الذين يضايقونك فربما لا يعلمون مدى الأذى الذي يسببونه.
- على أي حال لا تسكت على التنمر، اطلب المساعدة من المعلمين والمشرفين في المدرسة، وبلغ ولي أمرك بتعرضك للمضايقة والتنمر.
- تعلم كيف تسيطر على القلق وتواجه الضغط النفسي، اقرأ مقالنا عن تقنيات التغلب على القلق.
- تعلم فن التجاهل، فكلما أبديت اهتماماً أكبر بسلوك المتنمرين ازداد إصرارهم على مضايقتك، تجاهل المتنمرين ولا تعرهم اهتماماً.
- تجنب الأماكن التي يمكن التعرض لك فيها بسهولة، حاول أن تبقى حيث يمكنك طلب المساعدة إن كنت تشعر بالتهديد.
- اقترح وشارك بأنشطة مدرسية حول القضاء على التنمر وعلاج آثار التنمر المدرسي.
- اطرح مشكلتك على مجتمع حلوها للحصول على آراء القراء والخبراء، وتواصل مع خبراء حلوها بشكل خاص عبر خدمة ألو حلوها.
نصيحة الخبراء للتعامل مع التنمر المدرسي
تقول الدكتورة سناء عبده الخبيرة في موقع حلوها في ردها على سؤال أحد الطلاب الذي جرب العديد من تقنيات التغلب على التنمر المدرسي ولم ينجح: "موضوع التنمر يحتاج لتقوية باتجاهين جسدياً ونفسياً، ولنبدأ بالجسدي لأنه سيعطيك قوة بشكل عام وهو أن ترفع من كتلة جسمك وتكون صاحب بنية عضلية فقد وجدوا أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر هم الأقل حجماً، لذا بممارسة الرياضة وزيادة حجم العضلات والانضمام لنادي رياضي والمشاركة بالألعاب الرياضية في المدرسة سيعطيك شعور بالقوة والقدرة على الدفاع عن نفسك وحتى لو أنك لن تستخدم القوة في القتال ولكنها تعطيك القوة للدفاع عن ذاتك.
أما النفسية وهي أمور مهم جداً؛ فيجب أن تعمل على شخصيتك أكثر ورفع ثقتك بنفسك ومعرفة نقاط القوة عندك وإظهارها وتعرف كيف تقول لا، وإن شعرت أن أي شخص تنمّر عليك أريدك أن تقول وبصوت عالٍ وقوي (توقف فوراً) وبكل حزم أن ترفع يدك وكأنك تعطي إشارة توقف مثل شرطي المرور وكرر وبكل حزم (لو سمحت توقف والزم حدودك)، قل بصوت عالٍ وواضح ودع العالم كله يسمع (ابتعد ولا تقترب مني).
والحل الآخر هو تغيير المدرسة، ولكن لا أريدك أن تهرب من المشكلة بل تواجهها، وصدقني رفع الثقة بالنفس وتحسين الشخصية هي الأساس وربي يوفقك".
وردت إلينا بالفعل قصة عن تنمر تلميذ على معلّمته، مستغلاً شرحها لدرس علمي عن التكاثر ليطلق تعليقات جنسية لإضحاك زملائه وزميلاته مدعياً أنه لم يفهم الدرس وطلب أن تشرحه له على انفراد، ثم لحقها إلى غرفة المعلمين، وبعد أن طردته وطلبت استدعاء ولي أمره؛ نشر إشاعة عن علاقة مشبوهة بينه وبين المعلمة ما جعلها في موقف محرج وحالة نفسية سيئة.
الخبيرة في موقع حلوها الدكتورة سناء عبده التي امتهنت التدريس لسنوات طويلة وتعاملت مع مثل هذه الحالات قدمت إجابة طويلة على استشارة المعلمة ضحية التنمر والتحرش، مما جاء في إجابتها:
"الحقيقة أنكِ اخطأتِ بالتغيّب عن المدرسة لأنك تركتِ مجال للقيل والقال، واسمعيني ومن خبرتي في التعليم لسنوات طويلة، أعرف صعوبة موقفك ولكن الهروب ليس حل، البكاء ليس حل، ترك المدرسة ليس حل. استغرب أين الإدارة وموقفهم مما حدث؟ الطالب جاهل ومراهق ويريد استعراض قدراته بل ويمارس عليك التنمر، ولعله يتنمر هكذا على زميلاته وصديقاته واصدقائه، وبالطبع من الواضح أن المشكلة عند الطالب نفسه وهي في الحقيقة مشكلة تأخذ بعد اجتماعي وأخلاقي ونفسي وسلوكي، وهو الحلقة الأضعف في قصتك وليس أنتِ.
أنتِ أستاذة ولك قيمتك ومهابتك ولا يجوز أن تنهاري بهذه البساطة امام طلبة أنت مسؤولة عن تقويمهم. ولا تتركي المدرسة أبداً ولا تذهبي لغيرها، عودي للمدرسة وأشيعي أنك تغيبت لظرف عائلي أو أمر له علاقة بإجراء مالي قانوني في بيتكم أي حجة قوية واعتبريها تورية لا كذب لتوضيح أن غيابك لم يكن ضعفًا منك، ولا تسمحي لأي من المعلمين بالحديث بالموضوع أو سؤالك عن الأمر. أنتِ لن تتركي لطالب جاهل ومراهق الفرصة أن يؤثر عليكِ، تحدثي مع المرشدة في المدرسة وقولي لها أنك تريدين معرفة وضع هذا الطالب، واجمعي عنه كل المعلومات لتعرفي كيف تتعاملين معه لاحقاً.
كوني قوية وتابعي حصصك وتدريسك بوضع طبيعي وبثي بعض الرسائل الأخلاقية بطريقة غير مباشرة وتحدثي عن التنمر وأثره السلبي على الشخص الضعيف، تابعي ولا تهتمي للأمر ولا تكبري القصة فتشيع وتصبح حديث على كل لسان، المهم أن تظهري قوتك كما تعرفين نفسك.
واعتقد أنه يجب أن نتواصل لأخبرك لاحقاً كيف تتعاملين مع هذه المواضيع للمستقبل وربي يوفقك وأرجوكِ طمنيني عنك وأي وقت تواصلي معي وأنا هنا لدعمك"
لقراءة تفاصيل القصة وإجابة الخبيرة الكاملة وتعلقيات القراء، ولإبداء الرأي وتقديم المساعدة؛ انقر هنا