حماية ابنتي المراهقة من صديقات السوء
من هي الصديقة الجيدة لابنتكِ؟ وكيف تساعدين ابنتك المراهقة في مشاكلها مع الفتيات السيئات وصديقات السوء؟ كذلك كيفية حماية ابنتك من صديقات السوء، نتكلم في مقالنا عن هذه النقاط لتقديم النصائح حول كيفية تعاملك مع مشاكل ابنتك المراهقة وحمايتها من تأثير صديقات السوء عليها وتأثّرها بهن.
كيف تتحدثين مع ابنتك حول صديقات السوء؟
في حال لجوء ابنتك لك وشكوتها من صديقات السوء في المدرسة ساعديها وأشعريها بأنه من السهل عليها اللجوء إليك لأجل الشكوى وإيجاد الحل واتبعي الخطوات التالية في تحدثك معها[1]:
- تأكدي من صحة مشاعرها: لا يجب أن تسخفي المشاكل التي تمر بها ابنتك المراهقة مثل عند بكائها بسبب عدم دعوتها إلى حفلة عيد ميلاد صديقتها لأن ما هو سخيف وبسيط في نظرك قد يكون له شأن كبير في حياتها فلا تخبريها كلمات مثل "لا تقلقي" أو "كبري عقلك" أو "تجاوزي الأمر" وعوضاً عن ذلك اجعليها ترى أنك تأخذين مشاكلها بشكل جدي وساعديها في التعبير عن وجهة نظرها حول القصة فقولي لها "أعلم أنه لم تتم دعوتك إلى الحفلة وأظن أن هذا أمر مزعج وأنا أشعر بك".
- لا تملي عليها ما يجب أن تفعله مع صديقاتها: تجنبي رغبتك في إصلاح مشاكلها فلا تخبريها أن تبحث عن صديقات جدد أو أن تواجه اللئيمات منهن، بل اجعليها تستنتج ذلك بنفسها إذ أن فتيات السوء يشعرنها بالعجز والضعف فارجعي لها ذلك عن طريق سؤالها عن الموضوع ثم استمعي إليها من دون تقديم نقد سلبي ثم دعيها تتكلم عن كل تفاصيل القصة بدون خوف أو خجل لعلها تستنتج الحل بنفسها وحتى لو لم تستطيع الوصول إلى حل مناسب فإن مجرد تحدثها معك دون انتقادك لها سيشعرها بالتحسن لأنه هناك من يفهمها ويستمع إليها.
- تأكدي أنها ليست إحدى الفتيات المتنمرات: قد تصبح بعض الفتيات متنمرات رغبةً منهن في البقاء مع الجانب الأقوى في الصف أو المدرسة حتى لو كان ذلك عبارة عن صمتها أثناء تعرض إحدى الفتيات للتنمر، لذا علمي ابنتك أن تكون طيبة ولطيفة وتقف مع الجانب الأضعف، على الرغم أنه لا يكون على حق دوماً! لكن على ابنتك أن تتعلم كيفية تميز ذلك بمساعدتك
- ساعديها في بناء ذاتها الداخلية: وهو الحجر الأساس في داخل كل نفس منا الذي يخبرنا إن كان هناك خطب ما أخلاقياً أو إنسانياً فيرشدنا إلى الصواب ويبعدنا عن الخطأ لذا علمي ابنتك أن تتبع هذا الشعور الداخلي عند قيامها بشيء لا يشعرها بالرضا أو الأمان أو عدم الصواب وعند مصادفتها لمكان يحوي فتيات سوء، ستمتلك الأدوات الضرورية لمواجهتهم أو تجنب الوقوع في المشاكل معهم.
- شجعي صداقاتها خارج المدرسة: من المهم حصول فتاتك على صديقات من خارج المدرسة مثل شقيقتها الكبرى أو قريبتها أو صديقة من مدرسة أخرى أو ابنة صديقتك هكذا تتمكن من كسر العزلة والتنمر الذي قد يفرض عليها من قبل زميلاتها في المدرسة كما إنه يمنحها شخص ما تلجأ له خارج المدرسة كما سيزيد ذلك من ثقتها بنفسها.
كيف أبعد ابنتي عن صديقتها السيئات؟ وكيف أحمي ابنتي من صديقات السوء؟
- تقربي من ابنتك: إن كانت علاقتك جيدة مع ابنتك حينها تتمكني من معرفة صديقاتها وملاحظة السيئات منهن ومساعدة ابنتك في الابتعاد عن الصديقة التي تؤثر بشكل سلبي على حياتها.
- راقبي أوقات عودة ابنتك إلى المنزل: ومن الممكن أن توصليها إلى المدرسة لتكوني قريبة من الجو المحيط بها عن طريق ذلك تمنعي صديقة السوء من عزل ابنتك عنك وعن عائلتها.
- تجنبي عبارات مثل "لا أحب صديقتك": وذلك بدون شرح وتوضيح بل تحدثي عن رأيك حول صديقتها المراهقة بطريقة غير مباشرة فمثلا أشيري إلى التصرفات التي تزعجك منها وقدمي أسباب واضحة ومقنعة.
- ضعي حدود وقواعد يلتزم بها أبنائك: لا تجعلي ابنتك تشعر أنك انتقائية تجاه صديقاتها ولكن ضعي حدود لنوع المواقف التي لا تودين أن تتعرض لها أو تنخرط فيها مع أصدقائها وصديقاتها، كذلك حددي التصرفات المرفوضة في المنزل وخارجه، مثلاً قولي لها "إن وقعت صديقتك في مشاكل سوف تعاني من العواقب، حتى لو لم تكوني متورطة في الموقف"، كوني واضحة في قوانينك فلا تسمحي لها أن تمضي الوقت مع أصدقاء لا تعرفينهم أوفي أماكن لا تعرفيها جيداً.
- الوضوح والصدق والمباشرة في التواصل مع ابنتك: تأكدي من أن تفهم ابنتك أنها حرة في اختيار أصحابها ولكن بشرط أن تتحلى صديقاتها بصفات معينة توضحيها لها[2] [3].
كيف اعلم ابنتي أن تكون صديقة صالحة؟
تتعرض ابنتك في المدرسة لبيئة مختلفة عن تربيتها في المنزل ما يجعل من السهل على فتاتك المراهقة أن تنطبع بصفات لا ترغبي بها لذا يجب أن تعملي على جعلها فتاة طيبة وصديقة جيدة عن طريق اتباعك للنصائح التالية [1]:
- استمعي إلى كل ما تقوله ابنتكِ: إن رغبتي في تعليم فتاتك كيف تنشئ علاقات صداقة جيدة يجب أن تلاحظي أولا نمط علاقاتها مع صديقاتها وذلك عن طريق الاستماع والمراقبة لأنه في حال سؤالك المباشر لها حول صداقاتها وعن رأيها حول كيف يجب أن تكون علاقات الصداقة الصحية لن تتلقي إجابة صادقة بل ستجيبك بطريقة تطابق طريقة تفكيرك ورأيك حتى تثير إعجابك فالفتيات في سن المراهقة يرغبن في الحصول على القبول المديح من والديهم لذا عند عودتها من المدرسة ومباشرتها في التحدث حول قصص صديقاتها وأحداث نهارها انصتي بجدية إلى كلامها مع أنه قد يبدو أمراً متعباً ويحتاج لجهد منك ولكن هذه القصص مهمة جداً في حياة ابنتك وفي حال انصاتك بدقة إلى التفاصيل ستتمكنين من معرفة ما يجري في حياتها وطريقة تفكيرها الأمر الذي سيساعدك في توجيها وتقديم النصيحة الملائمة لها.
- قدمي الأسئلة وليس الأجوبة: في حال استماعك بشكل كافي إلى حديث فتاتك عن صداقاتها وذلك من خلال محادثاتك معها المبنية على الثقة بينكما تكون الخطوة الثانية أن تقاومي رغبتك في تقديم النصائح المباشرة لها لأن أبنتك المراهقة ستظن أن تجربتك السابقة مع صداقات المدرسة لا تشبه حياتها وتعتقد أن كلامك بعيداً عن واقعها ولا يعود ذلك لسبب شخصي بل هو طبيعي بالنسبة لعمرها فهي مرحلة في نموها وتطورها العقلي وعلى الرغم من أنه أمر مزعج وصعب عليك ولكن عليك الفصل بين تجاربك السابقة حول الصداقة وبين ما يجري في حياة ابنتك لذا فكري بشكل موضوعي حول محادثاتك معها ثم اطرحي عليها أسئلة وعندما تجيب اطرحي عليها المزيد من الأسئلة حول إجاباتها اجعلي كل موضوع على شكل أسئلة تحتاج لأجوبة وادفعي فتاتك إلى البحث عن أجوبة وفي النهاية ستتمكن من إيجاد الحلول بنفسها.
- كوني قدوة حسنة لابنتكِ حول الصديقة الجيدة: وهو الأمر الأكثر أهمية ففي حال رغبتك في تعليم فتاتك كيف تكسب صداقات ذات معنى يجب عليك أن تجعليها تشاهد ذلك في تصرفاتك ونمط صداقاتك وعلاقتك الاجتماعية فالبنات المراهقات يتعلمن عن طريق المشاهدة أكثر من الكلام لذا اجعلي صداقاتك جزء من حياة عائلتك عن طريق دعوة صديقاتك إلى المنزل لتشاهد فتاتك طبيعة الصداقات الحقيقية وكيف تبدو الصديقة الجيدة فلا تغتابي أو تنتقدي أو تتكلمي بالسوء عن صديقتك أمام ابنتك المراهقة.
- كوني أنتِ صديقة لابنتك المراهقة: وهنا تنصح الخبيرة في موقع حلوها الاختصاصية النفسية في تربية الأطفال الدكتورة هداية، في ردها على سؤال سيدة عن كيفية تعاملها مع ابنتها المراهقة، الغامضة مع عائلتها بسبب مشاكل والديها، حيث تقول د. هداية:
"التقرب من طفلتك أكثر والحديث معها في الأمور الحياتية المختلفة التي تهمها، بهدف كسر الحاجز الموجود بينكما، ويمكنك اصطحاب الطفلة خارج المنزل معك ولوحدكما واطلبي منها أن تعطيكِ رأبها في بعض الأمور؛ حتى تجددي الثقة بينكما وتساعديها على الإحساس بالثقة بنفسها، كما عليكِ كأم احتواؤها وقت الضعف، سواء شكت لك حول علاقتها مع صديق أو صديقة، كذلك أظهري تفهمك حول علاقتها العاطفية وساعديها أن تدرك أنها لا تزال صغيرة وعليها الدراسة والتفوق من أجل تحقيق أهداف مستقبلية أولاً".
في النهاية.. جميع الأهل مهتمين بحماية بناتهن من رفاق ورفيقات السوء، لكن أحياناً يكون من الصعب كشف الخطر فصديقة مراهقة في سن ابنتك قد تبدو علاقة طبيعية لذا ابذلي جهداً إضافياً في التعرف على أصدقاء ابنتك المراهقة،فصديقة السوء لها قدرة على خداع كل من حولها بدهاء حتى أن ابنتك نفسها لا تستطيع معرفة أن علاقتها مع صديقتها سامة، ولا تتمكن من إدراك الأذى الناتج عن صاحبتها السيئة، لذا ابقي قريبة من ابنتك وكوني على دراية بتصرفات صديقاتها وفي حال ملاحظتك لأفعال ضارة وتتناقض مع تربيتك لابنتك والقواعد التربوية في بيتك،لا تترددي في التدخل لمصلحة ابنتك ولأي مساعدة مهنية خبراء حلوها هنا لتقديم النصح، شاركينا رأيك من خلال التعليق على هذا المقال.
- مقال Maria Lally "الفتيات اللئيمات: كيف تتحدثين مع ابنتك عن الصداقات السامة" منشور على موقع telegraph.co.uk تمت مراجعته في 16/12/2019
- مقال "نصائح لإبعاد الصديقة السوء عن الابنة" منشور على موقع pnti.netتمت مراجعته في 16/12/2019
- مقال Mary Beth Sammons "ماذا تفعل عندما يكون صديق ولدك ذو تأثير سيئ عليهم؟" منشور على موقعpopsugar.com، تمت مراجعته في16/12/2019.
- مقال Calah Alexander "ثلاثة نصائح لتعلمي ابنتك المراهقة كيف تكون صديقة جيدة" منشور على موقع aleteia.org تمت مراجعته في 16/12/2019