"طفلي يشخر وهو نائم" أسباب شخير الأطفال وعلاجه
من الطبيعي أن يشخر طفلك الصغير عندما يكون مصاباً بالأنفلونزا أو البرد والزكام، كما يمكن أن يكون شخير الطفل مرتبطاً بمشكلات النوم لديه، لا بد أن يعرف الوالدين كل ما يتعلق بشخير الطفل بعمر سنة أو سنتين "الشخير عند الطفل الرضيع" أو عند الأطفال الأكبر سناً، سواء كان صوت شخير طفلك ناعماً أو صاخباً وبصوت واضح لأنه يترافق مع مشكلات في التنفس، في هذا المقال سنحاول التحدث عن ماهية الشخير عند الطفل ومتى يمكن أن يكون شخير الطفل علامة على مشكلة ما؟
الشخير هو مصطلح عام لصعوبات التنفس أثناء النوم، ونادراً ما يشخر الأطفال، لكنه سبب يدعو إلى القلق وتشتكي الأمهات: "طفلي يشخر أثناء النوم"، وما أسباب الشخير عند الاطفال أثناء النوم؟ وهل شخير الاطفال في عمر السنة أو السنتين طبيعي؟ وما أسباب الشخير المفاجئ عند الأطفال؟ وهل شخير الطفل يدعو للقلق؟ وهل يدل الشخير على مرض خطير عند الأطفال؟
تقول خبيرة موقع حلوها الاختصاصية في تربية الطفل الدكتورة هداية: "قد يصبح الشخير عند الطفل مؤشراً خطيراً يؤثر على صحة الطفل إذا استمر لفترة طويلة وعرقل عملية التنفس لديه أثناء النوم، إضافة إلى ملاحظة تعرق الطفل نتيجة إلى فرط نشاط الجهاز العصبي أثناء النوم، بسبب انخفاض كمية أكسجين التنفس وإغلاق مجرى الهواء أثناء النوم، لذا يجب على الوالدين الانتباه جيداً إلى الطفل الذي يعاني من الشخير، وتشخيص السبب لاسيما الفيزيولوجي، الذي يعيق عملية التنفس أثناء النوم".
دعنا نتحدث عن أسباب شخير الأطفال بداية، حيث يُعد الشخير من علامات اضطراب النوم عند الأطفال، كما أن العديد من الأطفال يعانون في بعض الأحيان من الشخير الذي يسببه انسداد مجرى الهواء في الأنف والفم أو نقص الأكسجين في الدم، خاصة بين سن سنتين وأربع سنوات، أو عند إصابة الطفل بالزكام أو الحساسية، أما إذا كان الشخير مزمن وغير مرتبط بنزلة برد أو حساسية، فإن الأمر يستحق التحقق لأن هذا الشخير العادي (بدون حدوث تغييرات في كمية الأكسجين في الدم أو لهاث في التنفس)، لا يزال يعوق نوم الطفل، ولا بد من معرفة سببه [1].
ورغم أن شخير الأطفال لا يبدو ضاراً بحد ذاته (فهو مجرد صوت ناتج عن الاهتزازات في مجرى الهواء العلوي) فإن هذه الاهتزازات يمكن أن تحدث بسبب انسداد مجرى الهواء العلوي كما ذكرنا، فلا يصل الأوكسجين إلى الرئتين بكفاءة، مما قد يؤدي إلى اضطراب النوم عند الطفل، ورغم أن الشخير عند الأطفال أحد علامات اضطرابات النوم لديهم، فإنه ليس مقدمة لاضطراب النوم كما هو الحال في شخير البالغين، لأن بعض الأسباب الشائعة للشخير عند الأطفال هي: التهابات الجهاز التنفسي، احتقان الأنف، أو تضخم اللوزتين و / أو اللحامات (اللحمية أو الناميات)، مع ذلك قد يعاني بعض الأطفال من توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم (Obstructive Sleep Apnea) بسبب الشخير، والذي يمكن أن يحدث للأسباب المذكورة أعلاه، حيث أن ما يصل إلى نسبة 2- 3 ٪ من الأطفال يعانون من توقف التنفس أثناء النوم [2].
وبالإضافة إلى العوامل التي تسبب الشخير لدى الأطفال نذكر أيضاً [3]:
- شكل الفك أو الأنف لدى الطفل: بحيث تؤثر العوامل الوراثية كما أنه كلما كانت ممرات الهواء العلوية (الأنف والفم) أصغر، كلما زاد الشخير عند الطفل.
- عمر الطفل: الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وأربع سنوات هم أكثر عرضة للشخير، وقبل عمل عمر السنتين، أي شخير الطفل في عمر سنة، هو أمر غير طبيعي إذا لم يكن بسبب الزكام والحساسية أو مرض معروف للأهل مثل الربو، لذلك عليك مراجعة الطبيب المتخصص لتحديد السبب واستبعاد كل ما يتعلق بأسباب لإعاقة في الفك أو اللسان وغيرها.
- الرشح ونزلات البرد: هذا الشخير هو الشخير العادي والطبيعي، وليس فيه ما يثير القلق عادة، لأنه يتوقف بزوال السبب.
- الربو والتهاب الجيوب الأنفية: تجعل من الصعب على الطفل التنفس أثناء النوم، مما قد يؤدي إلى الشخير.
- التدخين السلبي: عندما تدخن فأنت تعرض طفلك للتدخين السلبي، الذي يسبب لديه حساسية الجيوب، مما يتسبب في حدوث التهاب، بالتالي يؤدي إلى الشخير.
- السمنة وزيادة الوزن: الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن هم أكثر عرضة للشخير، بسبب ضغط الرقبة الثقيلة على مجرى الهواء العلوي لديهم أثناء النوم.
- تضخم اللوزتين أو اللحمية أو انحراف الوتيرة (انحراف الحاجز الأنفي): يمكن أن تسد ممر الهواء كما قلنا سابقاً، وهي من حالات الشخير التي تستدعي العلاج.
- الحساسية الموسمية: حساسية حبوب الطلع خلال فصل الربيع مثلاً، تؤدي إلى أنف مسدود ومليء بالمخاط، يجعل من الصعب على الطفل التنفس بالتالي يعاني من الشخير.
هل شخر الأطفال دليل اضطراب أو مرض؟ متى تقلق من شخير طفلك؟ هل يمكن أن يكون شخير الطفل دلالة على مشكلة ما؟
شخير الأطفال أمر شائع بين عمر سنتين وأربع سنوات كما ذكرنا، وهناك ما يصل إلى نسبة 30 % من الأطفال يعانون من الشخير خلال هذه المرحلة العمرية، لكن نسبة 15 % من الأطفال يعانون من الشخير العادي أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع، وحوالي نسبة 2 % من هؤلاء الأطفال يكون لديهم مشكلة توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم وارتباطه بمشكلات، قد تكون لها عواقب سلبية على نظام القلب والأوعية الدموية، (لم يتم الجزم بالموضوع بعد، ويحتاج لدراسات أكثر) [4]، كما أن الشخير الصاخب هو مصدر قلق طبي، عندما يرتبط بالتنفس غير الطبيعي ويقطع النوم الطبيعي لدى الطفل.
حيث أكد خبراء منظمة النوم العالمية (National Sleep Foundation) أن علامات معاناة الطفل من مشكلة توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم هي [5]:
- شخير بصوت عال وبشكل منتظم.
- توقف تنفس الطفل الذي يعاني من الشخير (مدة 10 ثواني أو أكثر) فيعاني من اللهاث، بحيث يُوقظه ذلك مما يعيق نومه (النوم المضطرب لدى الطفل).
- لا يهدأ الطفل خلال النوم أو أنه ينام في أوضاع غير طبيعية ورأسه متقلب في أوضاع غير عادية.
- يتعرق الطفل بشدة أثناء النوم.
- السعال أو الاختناق أثناء النوم.
- الرعب من النوم والتبول اللاإرادي.
هذه علامات توقف التنفس الانسدادي أثناء نوم الطفل ليلاً، أما في النهار فإن معاناة الطفل بسبب توقف التنفس الانسدادي خلال النوم ليلاً؛ تبرز في الأمور التالية:
- لديه مشاكل سلوكية وفي المدرسة والحياة الاجتماعية (صعوبات التعلم والمشاكل السلوكية).
- يكون من الصعب عليه الاستيقاظ في الصباح.
- يعاني الطفل من الصداع أثناء النهار، خاصة في الصباح.
- يعاني الطفل من فرط النشاط أو العكس أي الشعور بالتعب خلال النهار.
- يكون الطفل سريع الانفعال ومشاغب وعدواني وغريب الأطوار أحياناً.
- يكون الطفل نعساناً للغاية خلال النهار، حيث يغفو بشكل متقطع ويعاني من أحلام اليقظة والشرود.
- يتحدث الطفل من أنفه، كما يكون التنفس لديه بانتظام (شهيق وزفير) من خلال الفم.
- معاناة الطفل من تأخر النمو، والبدانة، وضغط الدم مرتفع.
عليك أن تقلق من هذه العلامات والأعراض التي تترافق مع شخير الطفل العالي خلال نومه، وتعرض طفلك على الطبيب الاختصاصي فوراً، خاصة بعد أن تراقب عدد مرات الشخير ومدى ارتفاع الصوت، وبالطبع ليس الشخير هو العلامة الوحيدة على وجود مشكلة ما، لكن عليك أن تراقب طريقة نومه وتغييرات نومه المفاجئة أو تعرضه لمشكلة الشخير فجأة دون إصابة بالحساسية أو الزكام، كل هذا قد يترافق مع / أو يتسبب في تغيرات في مزاج الطفل وسلوكه، لذا حاول تدوين ملاحظات من خلال مراقبة أطفالك، كي تشرح للطبيب المتخصص ما يحدث تماماً، لتشخيص توقف التنفس الانسدادي ومشكلة الشخير أثناء النوم بشكل صحيح، حيث يسأل الطبيب حول الأعراض، ويقوم بالفحص ويحدد موعد لتشخيص مشاكل النوم لدى الطفل.
طرق علاج مشكلة شخير الأطفال
إن لم يتوقف شخير الطفل بعد شفائه من الحساسية أو الزكام، أو كان الطبيب المتخصص قد شخص إصابته بحالة انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، بمجرد أن يجد الطبيب السبب، سيقترح العلاج أو الحل الأنسب للشخير، وعلى العموم يشمل علاج شخير الأطفال ما يلي [3] [6]:
- علاج الشخير الجراحة: إذا كان سبب شخير الطفل تضخم الناميات أو اللوزتين، يمكنك اختيار الاستئصال الجراحي، كما سيوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية أيضاً، إذا كان طفلك يعاني من مشكلة في الفك أو الوجه أو الحلق.
- تقويم الأسنان: إذا وجد الطبيب مشكلة هيكلية في الفك، فقد ينصح باستخدام تقويم الأسنان أولاً، فالجراحة ليست هي الخيار الأول من العلاج لمثل هذه المشاكل، كما سيتعين على طفلك ارتداء تقويم مخصص أثناء النوم (Dental Mouthpieces)، يساهم في إبقاء الفك السفلي في وضع للأمام بحيث لا يعيق التنفس، بالتالي يعالج مشكلة شخير الطفل، وفي بعض الأحيان حتى بعد الاستئصال الجراحي للوزتين والناميات، يقترح الطبيب ارتداء تقويم الأسنان للتخلص من المشكلة إذا كان طفلك لا يزال يعاني من الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم.
- تغيير النظام الغذائي: إذا كان طفلك يعاني من زيادة الوزن أو السمنة، سيقترح الطبيب تمارين أو تغيير النظام الغذائي لخفض وزن طفلك، حيث يقوي التمرين عضلات الحلق والرقبة، بالتالي يتم علاج توقف التنفس أثناء النوم والشخير.
- المنشطات الأنفية الموضعية: لتخفيف احتقان الأنف لدى بعض الأطفال، وتشمل هذه الأدوية فلوتيكاسون (Fluticasone) وبوديزونيد (Budesonide)، بحيث يجب استخدامها بشكل مؤقت حتى يتم حل المشكلة، لأنها ليست مخصصة للعلاج على المدى الطويل.
- علاج الشخير بضغط الهواء: (Positive Airway Pressure).. يتضمن ارتداء قناع على الأنف والفم خلال النوم، يتصل القناع بمضخة تزود الممرات الأنفية بالأوكسجين، وهذا العلاج يوقف مشكلة توقف التنفس الانسدادي وشخير الطفل، لكن لا يعالجها، بحيث يتم اللجوء إليه في حال لم تنفع كل العلاجات المذكورة أعلاه ولم تتوقف مشكلة الشخير لدى الطفل، خاصة إذا كان الشخير العادي أحد علامات توقف التنفس الانسدادي والذي يجعل نوم الطفل مشكلة.
في النهاية... لاحظنا أن شخير الطفل في عمر سنتين إلى أربعة أعوام، أمر طبيعي ويحل نفسه مع تقدم الطفل في العمر، وفي بعض الحالات المرتبطة بمشكلة مثل تضخم اللوزتين أو الناميات (اللحمية)، يمكن أن يكون الحل الجراحي هو الخيار، والهدف من هذا المقال توضيح أن الشخير لا يشير بالضرورة إلى وجود مشكلة ما، لكن إذا عانى طفلك من الشخير حتى لو لم يُصب بالزكام أو بسبب واضح كالحساسية الموسمية، فيجب عليك توخي الحذر من أي مشكلة وهذا ما يحدده الطبيب المتخصص، شاركنا رأيك من خلال التعليق على هذا المقال.
[1] مقال "الشخير لدى الأطفال" منشور على موقع childmags.com.au، تمت المراجعة في 15/01/2020
[2] مقال Jennifer Hines "قد يعاني طفلك من اضطرابات النوم"، منشور على موقع alaskasleep.com، تمت المراجعة في 15/01/2020
[3] مقال K. MASTHOFF "الشخير عند الأطفال الاعراض والعلاج"، منشور على موقع momjunction.com، تمت المراجعة في 15/01/2020
[4] دراسة David Smith وآخرين "عواقب محتملة لتوقف التنفس الانسدادي أثناء النوم عند الطفل على صحة القلب والأوعية الدموية 2019"، منشورة على موقع uptodate.com، تمت المراجعة في 15/01/2020
[5] مقال "الشخير لدى الأطفال"، منشور على موقع sleepfoundation.org، تمت المراجعة في 15/01/2020
[6] مقال "ما تحتاج معرفته حول توقف التنفس أثناء النوم عند الأطفال"، منشور على موقع healthline.com، تمت المراجعة في 15/01/2020