الخوف من الطلاق (حلول فوبيا الطلاق)
لا يقتصر الخوف من الطلاق على النساء فقط، بل ليس من المستغرب أن يخاف بعض الرجال من الطلاق فيمتنعون عن الزواج أصلاً، وربما يحدث الطلاق لأسباب تافهة هذه الأيام، لكننا سنناقش في مقالنا هذا الخوف من الطلاق بشكل عام، ما هي أسباب الخوف من الانفصال والطلاق؟ وكيف تؤثر حالة الرعب من الطلاق على الحياة الزوجية؟ كيف يمكن أن يعيق الخوف من الطلاق قرار الزواج؟!
أسباب الخوف من الطلاق
ولا أتحدث فقط عن الخوف من الزواج قبل الإقبال على هذه الخطوة في الحياة، أو على اعتبار خوف أي شخص من الزواج يقوم أساساً على خوف من طلاق وانفصال في المستقبل، لكن الحديث عن الخوف من الطلاق وما يعنيه ذلك باختفاء الثقة الأساسية بالزواج كمصدر للأمان العاطفي، خاصة إذا كان أحد الطرفين هو من يفكر بالطلاق والآخر لم تردْ الفكرة على باله أصلاً؛ فبينما يتأمل الزوج بإصلاح العلاقة الزوجية، تتحضر الزوجة لمعركة الطلاق والحصول على حقوق حضانة الأطفال، أو بينما تتعامل الزوجة مع كل مشاكل العلاقة الزوجية بروية في محاولة لتجاوز المرحلة الصعبة، يقوم الزوج بالتخطيط لربح معركة الطلاق وتخليص الزوجة من حقوقها لا سيما حضانة الأطفال!
تخاف المرأة الطلاق في ظل تسلط الرجل
عندما يقع الطلاق يبحث الجميع في الأسباب التي أوصلت أي ثنائي إلى هذا الانفصال، لكن لا أحد يبحث في أسباب الخوف من الطلاق قبل وقوعه أو مجرد الخوف من الطلاق دون أن يحدث، لأن الخوف من الطلاق يبقى في أكثر الأحيان وسيلة لترهيب الزوجة وتعبيراً عن تسلط الزوج، بالتالي اعتبار الرجل المسبب الأساسي بالطلاق، حيث غالباً ما تقنعنا الصور النمطية أن الرجال هم من يقومون بالخيانة الزوجية، فلا يمكن أن ترتكبها النساء وأن الرجال أقل عاطفية من النساء، والأهم من كل ذلك أن الرجال أقل اهتماماً بأطفالهم، فغالباً ما يُنظر إلى الأمهات في ثقافتنا؛ كضحايا للطلاق أو كضحية لرجل ارتكب خطأ الإهمال أو الخيانة.
هناك تفاوت في الآراء حول مؤسسة الزواج بكل تأكيد، وهذا لا يعني أن الخوف من الطلاق هو السبب الأساسي في ارتفاع سن الزواج أو تأجيل هذه الخطوة لدى الكثير من الشبان والشابات في المجتمعات العربية المعاصرة، لكن الخوف من الطلاق يبقى مساوياً للخوف من دخول قفص الزوجية، من حيث المبدأ الذي تحدثنا على أساسه، أي فقدان الثقة بالحياة المشتركة التي يمكن أن يهددها الانفصال في أي لحظة.
أسباب تمنع الخوف من الطلاق
إذا أجريت مقارنة ما بين ألم البقاء في علاقة زوجية يهددها الطلاق وبين ألم الانفصال؛ ستجد أن قرار الطلاق هو الصحيح رغم أنه أبغض الحلال، وعلى الرغم مما سيعنيه تغير حياتك بفعل الطلاق، بعد عيش الاستقرار وتأسيس عائلة، فهناك أسباب تجعل من الطلاق قراراً سليماً، كما أنها بمثابة حلول منطقية لمنع خوفك من فكرة الطلاق [1] [2]:
- الطلاق أفضل للأطفال: عندما تكون في علاقة زوجية سيئة ومتعبة لكلا الطرفين، سيكون الطفل شريكاً في هذه التعاسة، كما سيتأثر بكل المشاعر السلبية الناتجة عن الانفصال العاطفي للوالدين، وبالطبع من المهم أخذ مشاعر الأطفال بسب الطلاق على محمل الجد والتعاطف معهم ومساعدتهم على تجاوز المحنة، لكن فكرة أن البقاء في زواج سيء ستكون أكثر ضرراً للأطفال بقضاء وقتهم في منزل مليء بالتوتر والصراع المزمن، حيث يميل الأطفال إلى الاعتقاد أنهم مسؤولين عن المشكلة بطريقة أو بأخرى.
- المشاكل الزوجية المزمنة تسيئ للصحة النفسية والجسدية: وذلك ينطبق على كلا الطرفين مع الأطفال بالطبع، فتخيلي أنك على كل مشكلة تافهة تتعرضين لتهديد بالطلاق، وتعيشين في رعب دائم من فكرة الطلاق، ما الذي تتخيلين أنه سينتج على صحتك وصحة أطفالك وحتى على صحة زوجك العصبي؟ فالانفصال قد يكون هو الحل، ولا ينبغي التقليل من دور العلاقات السلبية في إلحاق الأذى بالصحة البدنية، حتى أن هناك بعض الأبحاث تشير إلى أن العلاقات السلبية أو المسيئة، يمكن أن تقصر من عمر الفرد، ثم أن النمو الشخصي والتغيير في الحياة أمر مهم وضروري، وهذا لن يحدث في ظل حياة قائمة على التوتر والقلق والخوف من الطلاق.
- الخوف يسمح لمزيد من نمو الخوف: سواء الخوف من مواجهة الحياة بمفردك، أو الخوف من قضاء حياتك مع شخص لا تشعرين بالسعادة معه، والخوف من أن تكون وحيدا/وحيدة، كل ذلك ليس سبباً كافياً للبقاء في زواج يزيد البؤس في حياتك بسبب رعبك من فكرة الطلاق، ستظلين متزوجة لكنك عاجزة ومحاصرة بخوفك طوال الوقت.
- الخوف من ألم الطلاق: لا يعني الحزن والألم الذي قد تعانيه من فكرة رعب الطلاق في حال وقع؛ أنه سيستمر طويلاً، لكنه مرحلة طبيعية وضرورية في معالجة تأثيرات الطلاق، فلا بد أن تأخذ/تأخذين وقتاً للحزن والتعامل مع مشاعر الوحدة بعد الطلاق، ولا يمكنك ربط نفسك بعلاقة زوجية قائمة على الخوف من الطلاق، بسبب خوفك من الحزن والوحدة والألم بعد الطلاق! فهذه هي الحياة في حلقة مفرغة لا تنتهي، ولا بد من إعطاء نفسك مساحة لتجربة الخسارة والتعامل مع مشاعرك الناتجة عن إنهاء هذه العلاقة الهامة في حياتك.
- على أمل أن تتحسن الأمور: قد يكون الأمل مضللاً، في حال العيش تحت ظل الخوف من الطلاق، فهناك فرصة لخيبة أمل كبيرة عندما لا تتحسن الأمور بينكما، إذا لم تتخذا خطوات فعالة لتحسين الزواج، مع عدم ملاحظة التحسينات الصغيرة، والتزام الطرفين بنفس القدر لتحسين العلاقة الزوجية، فإن الأمل أن تتحسن الأمور، يمكن أن يجعلك عالقة/ عالقاً في موقف لا تُحسد عليه.
هذا لا يعني أننا نؤيد الطلاق، ومن الأفضل أن يحصل الزوجان على استشارة احترافية؛ قبل اتخاذ هذه الخطوة، كما أنه من المهم حساب التأثيرات والاحتمالات، التي يعنيها قرار الطلاق على المدى الطويل.
لا تدع فكرة الطلاق سبباً للخوف... مهما كان السبب الذي يجعلك عالقاً في حياة زوجية قائمة على القلق والتوتر، سواء بحجة الأطفال أو عدم تحمّل فكرة العيش وحيداً/وحيدة، أو تغيير وضعك من الزواج إلى الانفصال، مهما كان سبب خوفك من الطلاق، لا بد أن تتخذ هذه الخطوة بوضع حد لنوع من الفوبيا أنت السبب الأساسي في تعزيزها لديك
هل تفكيرك مشلول خوفاً من فكرة الطلاق؟ إليك الحلّ [3]:
- تستحق أن تكون سعيداً، حيث يمكن أن يكون الطلاق تغييراً للأفضل في حياتك.
- التحرر من المسؤوليات وحرر الشريك من مسئوليات حياة لا أمل في إصلاحها.
- التركيز على الاعتناء بنفسك وأطفالك.
- من المهم إنهاء العلاقة الزوجية مع استمرار وجود بعض المشاعر الإيجابية مع من كان شريكا للحياة.
- المقارنة بين الاعتماد على نفسك وبين وجود ثروة وحياة رغيدة؛ في ظل علاقة قائمة على الخوف والقلق الدائم من فكرة الطلاق.
تجارب الخوف من الطلاق على موقع حلوها
تصيب فوبيا الطلاق المرأة في مجتمعنا أكثر من الرجل على الأغلب، لأن العصمة بيد الزوج ولأنه المعيل الرئيسي للعائلة في أكثر تجارب الخوف من الطلاق التي نطلع عليها من خلال بعض أصدقاء موقع حلوها، بحيث تتضمن أسباب الخوف من الطلاق بالدرجة الأولى.
فهذه سيدة تشكو ألمها بسبب الخوف من الطلاق الذي تحول لديها لما يشبه الهاجس، بعد أن طلقها زوجها طلقة واحدة على أثر مشكلة، تقول السيدة أنها كانت مشكلة تافهة، ثم عادت إليه ولم تستطع التخلص من خوفها ورعبها من فكرة الطلاق، بل باتت تطلب الطلاق بلسانها عند كل مشكلة بسيطة مع زوجها!.
هنا تقول مدربة الحياة لدى حلوها ميساء حموري: "من الطبيعي أن تصيبك هذه المشاعر بعد أثبت زوجك أنه يمكن أن يستغني عنك بسبب خلاف بسيط بينكما، لكن تذكري أنك لست سلعة اشتراها وحياتك معه لا تتوقف على كلمة منه، ولو كان هذا هو حال كل البشر؛ لما بقي الناس متزوجين ولتطلق الجميع، ما يجري معك أنك تقدمين الإيحاء لزوجك بخوفك من الطلاق وهو ما سيشعر به وربما تكون هي نقطة ضعفك أمامه، لكنك عندما تحترمين نفسك وتعرفين قيمتك بأنك أساس في بيتك ولست مجرد خادمة أو ضيفه، عندها سيتوقف شعورك المؤلم بالخوف من الطلاق، ولأنك أنت من تسيطر عليك مشاعر القلق والخوف وغير واثقة من نفسك ومن قيمتك عند زوجك وفي بيتك، فإن ما عليك القيام به حتى تختفي هذه المخاوف هو:
1- أولاً أن تراجعي نفسك وتعرفي من أنت في هذه العلاقة.
2- أن تعرفي ما هي أهمية وجودك كشريك في حياتك الزوجية.
3- أن تحبي نفسك ثم تهتمي بزوجك.
4- تقربي من زوجك كثيراً وحاولي أن تكوني صديقته وليست فقط زوجته.
5- غذي فكرة أنك شخص مهم في حياة زوجك؛ يحبه ويفهمه وليس أي شخص يستطيع الاستغناء عنه"
وسيدة ممن يعانين فوبيا الطلاق تقول على موقع حلوها: "أعيش في خوف من أن يطلقني زوجي بسبب أبسط المشاكل ومنذ اليوم الرابع لزواجنا بدأ يهددني بالطلاق لأي مشكلة ولو كانت صغيرة وتافهة، إنه عصبي جداً وطلقني مرتين مع أنه يحبني وأنا أحبه جداً، لكني أعيش بحالة خوف من أن يطلقني، لأنه يظن بأنه يحل أي مشكلة عندما يهددني بالطلاق".
وحول هذه المشكلة تقول ميساء حموري: "يجب أن تكوني جادة وصارمة معه، لأنها حياة يومية ولن تستطيعي أن تتفادي ما يزعجه يومياً، وتعيشي في ظل هذا الخوف من الطلاق والضغط عليك لأبسط المشاكل، قومي بتذكيره دائماً؛ أن الطلاق ثلاث وأنه سيكون السبب في دمار علاقتكم الزوجية".
كما تنصحها الخبيرة النفسية سناء الأنصاري: "تحدثي مع زوجك في حالات الهدوء والرضى بينكما، وأقنعيه بأن يغير أسلوبه، وأخبريه بمحبة أنه إذا لم يكف عن تهديدك بالطلاق؛ ستتخذين أنت القرار بدل العيش في الخوف، كوني قوية وحازمة في هذا الموضوع".
في النهاية.. الخوف من الطلاق أمر نسبي ويخص طروف وحياة كل ثنائي يعانيه، إلا أن القاسم المشترك للخوف من الطلاق في مجتمعاتنا العربية، هو أنه شعور مشترك بين نساء متزوجات، بينما نادراً ما تجد رجالاً يعانون تبعات فوبيا الطلاق، ما رأيك؟ شاركنا من خلال التعليقات.
[1] مقال Cherilynn Veland، "أسباب كيلا تخاف من الطلاق" منشور على موقع psychcentral.com، تمت المراجعة في 13/01/2020
[2] مقال Jill P. Weber "يجب أن لا تخاف من الطلاق" منشور على موقع psychologytoday.com، تمت المراجعة في 13/01/2020
[3] مقال Kim Ades "تخطي شلل الخوف من الطلاق" منشور على موقع yourtango.com، تمت المراجعة في 13/01/2020