ما هي مجالات تطوير الشخصية وكيف أعرف شخصيتي؟
كل منا يسعى نحو الأفضل، ويتمنى أن يتطور ويطور شخصيته على كافة الصعد، سواء من حيث العلم والمعرفة أو من حيث الصحة أو من حيث العلاقات الاجتماعية.
في هذا المقال سنتعرف كيف يتم تحديد مجالات تطوير الشخصية من خلال معرفة شخصيتك؟ وما هي مجالات تطوير الشخصية؟ وخطوات نجاح تطوير الشخصية.
كيف يتم تحديد مجالات تطوير الشخصية؟
أول ما يخطر ببالك عند الحديث عن تطوير الشخصية هو كيف تحدد مجالات تطوير الشخصية؟ بمعنى ما هي الجوانب الشخصية لديك التي تشعر أنها يجب أن تصبح أفضل، إذا كنت تعرف المستوى الذي تريد أن تتطور به شخصيتك في المستقبل، فيجب عليك أولاً أن تتعرف على شخصيتك الحالية، كي تتمكن من تحديد الجوانب التي تحتاج فيها لتحسين مهاراتك وقدراتك[1].
فكيف تعرف على شخصيتك الحالية؟
قد تستغرب عندما يقول أحد لك تعرف على شخصيتك الحالية! على اعتبار أن كل إنسان المفروض أن يعرف كل شيء عن ذاته وهذا من البديهيات، لكن إذا أردت تطوير شخصيتك فيجب أن تتعمق في التعرف على ذاتك أكثر، كي تعرف ماذا تريد أن تطور في شخصيتك، لذا يتم التعرف على الشخصية من خلال القيام بعدة خطوات [1]:
الخطوة الأولى تطوير الشخصية وتحديد نقاط القوة والضعف لديك: يعد تحديد نقاط القوة والضعف خطوة مهمة جداً كي تستطيع تطوير شخصيتك، فإذا كنت لا تعرف نفسك بشكل جيد سيعيق ذلك من تطوير شخصيتك وتفاعلك مع الآخرين، وللمساعدة في التعرف على نقاط ضعفك وقوتك يمكنك الاستعانة بالأصدقاء والمعارف كي يصفون نقاط القوة والضعف لديك من خلال وجهة نظرهم، وما هي الأشياء التي يجب ان تستمر في القيام بها والأشياء التي عليك التوقف عن القيام بها.
الخطوة الثانية تحديد مستوى المشكلة: من المهم تحديد مستوى المشكلة، بمعنى نقاط الضعف التي تعاني منها وتحتاج لتطويرها كي تصبح نقاط قوة، وتتوزع نقاط الضعف في عدة مستويات:
- البيئة: كأن تقول "لا يمكنني العمل في مكان صاخب".
- السلوك: كأن تقول "هذا صعب لا يمكنني القيام به".
- القدرة أو الكفاءة: كأن تقول "لا أعرف كيف أفعل ذلك".
- المعتقدات: كأن تقول "هذا الشيء لا يناسبني ولا أريد إضاعة الوقت فيه".
- الهوية والروحانية: كأن تقول "الناس مثلي لا يفعلون ذلك".
يمكن أن يساعدك تحديد مستوى المشكلة على تأطير حل فعال للمشكلة (نقطة ضعفك) التي تعاني منها، بالتالي تطوير شخصيتك.
الخطوة الثالثة التركيز على المهم "ترتيب الأولويات": لتطوير الشخصية تحتاج لخطوة أخيرة وهي تحديد ما يجب عليك العمل عليه، أي التركيز على المهم من نقاط الضعف وتقويتها، فمثلاً أنت كثير الانتقاد للمواقف والأشخاص من حولك، ويمكن أن يشير ذلك إلى كونك سلبي بعض الشيء، يمكن أن تحاول تطوير نقطة ضعفك هذه بمحاولة رؤية النواحي الإيجابية في الأشخاص، أو الاستفادة من المواقف الصعبة التي تنتقدها في تطوير كيفية تصرفك مستقبلاً عندما تواجه مواقف شبيهة، فلا تنتقدها لكنك تسخرها لصالحك بطريقة ما، مثلاً زملائك في العمل لا يتحملون مسؤولية العمل الإضافي، يمكنك أن تطور مهاراتك في العمل تحت الضغوط بالتزام العمل دون انتقاد للموقف برمته أو الانسحاب أسوة بالزملاء.
ما هي مجالات تطوير الشخصية؟
بعد أن تعرفت على شخصيتك الحالية كما في الفقرة السابقة، ستتعرف في هذه الفقرة على مجالات تطوير الشخصية، فتطوير الشخصية ليس مجالاً واحداً عاماً، بل عدة جوانب وهي [2 و3]:
- مجالات تطوير الشخصية والتطور الروحي: من أهم مجالات تطوير الشخصية هو التطور الروحي، وقد تكون الروحانية ما يتعلق بالدين والعبادة وغيرها من مجالات التطور الروحاني للشخصية، وعندما تعمل على تحسين روحك، أنت تنشئ اتصالاً أعمق بالعالم والوجود من حولك، هذا يتيح لك معرفة المزيد عن نفسك وما تريده حقاً في الحياة.
- مجالات تطوير الشخصية والتطور العاطفي: أي أن التركيز على الجانب العاطفي من شخصيتك سيخدمك في جميع مجالات حياتك، ولكن تطوير المجال العاطفي في شخصيتك صعب على اعتبار أن العواطف عفوية.
مع ذلك تذكر أنه يمكنك تغيير هذا بأن تتطور في المجال العاطفي من خلال التحكم وإدارة العواطف وعدم السماح لعواطفك بالسيطرة عليك، وقد تستغرق هذه الخطوة وقتاً، لذا يجب أن تعمل على تطورك العاطفي تدريجياً، حتى لا ترهق نفسك وتغرق بتطوير شخصيتك في هذا المجال فقط.
- احترام الذات أو احترام الشخصية: من أبرز مجالات تطوير الشخصية هو احترام الذات أو احترام الشخصية الذي هو انعكاس لمقدار القيمة التي تعطيها لنفسك، كذلك موقفك تجاه نفسك كشخص، وهو يشمل المعتقدات مثل أنا جيد بما فيه الكفاية، ويشمل أيضاً العواطف مثل الخجل والانتصار والفخر وحتى اليأس.
إنه مفهومك الذاتي وكيف ترى نفسك؛ هل بشكل إيجابي؟ أم سلبي؟ هذا هو احترام ذاتك، وبالضرورة يؤثر على نتائج حياتك المهنية وسعادتك وعلاقاتك.
- مجالات تطوير الشخصية والتطور العقلي والفكري: من مجالات تطوير الشخصية التطور العقلي والفكري، حيث سيؤثر بشكل كبير على علاقاتك في العمل وعلاقاتك الاجتماعية، لأنه يتيح لك قدرة أفضل بكثير على التعلم والتحكم بردود أفعالك.
- مجالات تطوير الشخصية والعلاقات الاجتماعية: من مجالات تطوير الشخصية تطوير العلاقات الاجتماعية، فكل علاقة لديك، سواء كانت مع شريكك أو أطفالك أو جيرانك أو أصدقائك أو زملائك في العمل أو أقاربك، تقع تحت مظلة العلاقات الاجتماعية، فأنت جزء من هذه العلاقات، لذلك معرفة من أنت كشخص يؤثر على هذه العلاقات.
وإذا كنت تعاني من المشكلات في علاقاتك الاجتماعية، فقد تحتاج إلى إلقاء نظرة فاحصة داخل نفسك لفهم ما الذي يسبب لك التعثر في العديد من هذه العلاقات، ابدأ في التفكير فيما يمكنك أن تفعله لكل من هذه العلاقات والخطوات التي تحتاج اتخاذها لتحسينها.
وكي تتطور شخصيتك من ناحية العلاقات الاجتماعية يجب أن تكون قادراً على التواصل بفعالية مع جميع أنواع الأشخاص لتكون ناجحاً اجتماعياً، ابدأ في التحدث إلى أشخاص لا تتحدث إليهم عادةً واستفد من استكشاف الطريقة التي ستتواصل بها مع الآخرين والتي قد لا تستخدمها عادةً، كوِّن صداقات جديدة وتعرف على أشخاص جدد بقدر الإمكان كجزء من عملية تطوير الشخصية في مجال العلاقات الاجتماعية.
وفي نصيحة قدمتها خبيرة موقع حلوها مدربة الحياة ميساء حموري رداً على استشارة شاب حول فشله في العلاقات الاجتماعية نقرأ ما يلي:
"لماذا لا تبدأ بخطوات بسيطة، كأن تدعو أحدهم لتناول فنجان قهوة معك وتبادل الحديث، ثم بعد أيام حاول الاتصال به والسؤال عنه والتواصل معه مرة أخرى دون أن تنتظر مبادرة الآخر، فالعلاقات الاجتماعية ليست صعبة، لكنها بحاجه لبذل الجهد والاستمرارية والاهتمام".
- مجالات تطوير الشخصية والتطور البدني: حيث يتيح لك تطوير الشخصية من الناحية البدنية معرفة حالتك الصحية وبدء العمل عليها لتطويرها، حتى لو كنت بصحة جيدة عموماً، فهناك أشياء يمكنك القيام بها لتطوير شخصيتك من الناحية الجسدية والصحية.
ابدأ تطوير شخصيتك من خلال زيارة طبيبك للاطمئنان على وضعك الصحي، تعرف على أفضل نظام غذائي يناسبك، ومارس التمارين الرياضية حتى تتمكن من تحسين صحتك، ابدأ بخطة مدتها ثلاثة أشهر ثم زد مدتها لتصبح خطة نصف سنوية مدتها ستة أشهر، ومن بين الأشياء الأخرى التي يجب استكشافها تطوير روتين جيد للعناية بالبشرة، والحصول على وزن صحي إذا لزم الأمر والتأكد من حصولك على قسط كبير من النوم والاسترخاء لضمان الصحة.
- تطوير الشخصية والجانب الوظيفي: هنا نتساءل هل لديك خطة مدتها خمس سنوات لحياتك المهنية أو ربما خطة مدتها سنة واحدة فقط؟ ماذا تفعل لتطوير حياتك المهنية؟ إذا كنت تنتظر عرض عمل مهم يبدو أنه لم يحن بعد، فقد حان الوقت لتسأل نفسك عن السبب، ماذا تفعل لتحسين فرصك؟
تحدث إلى رئيسك في العمل حول الخطوات الأخرى، التي يمكنك اتخاذها لتحسين حياتك العملية، تذكر أن حياتك المهنية هي ما يدفع وضعك المالي للتحسن أيضاً، لذا إذا كنت ترغب في تطويره وضعك المالي، فأنت بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتحسين فرصك المهنية.
- تطوير الشخصية والإبداع: من مجالات تطوير الشخصية الإبداع، فلدينا جميعاً نوعاً من الإبداع ويتعلق الأمر كله بالتواصل مع هواية لدينا تسمح لنا التعبير عن أنفسنا بشكل أكثر دقة، يمكن أن يكون العزف على البيانو، أو الكتابة، أو الرقص، أو حتى حياكة الصوف، لا يهم ما الذي يجعلك تشعر بالإبداع، فمن المهم أن تطور إبداعاتك وتمارس هذه الأنشطة بانتظام.
ما هي خطوات نجاح تطوير الشخصية؟
بعد أن عرفنا كيف نحدد مجالات تطوير الشخصية، ومجالات تطوير الشخصية، يبقى السؤال المنطقي هل هذا كافٍ كي أنجح في تطوير شخصيتي، أم أن هناك خطوات لنجاح تطوير الشخصية، بالتأكيد هناك خطوات لنجاح تطوير الشخصية وهذه الخطوات هي [4]:
- الأفكار الجيدة: تعد الأفكار الجيدة هي الخطوة الأولى لنجاح تطوير الشخصية، لذا لا تتوقف عن البحث عن الأفكار الجيدة لتطوير شخصيتك، فالعثور على الأفكار الجيدة يمكن أن يكون السبب لتغيير حياتك، كن باحثاً عن الأفكار الجيدة كالأفكار السياسية، والأفكار العائلية، والأفكار الصحية، ثم احتفظ بسجل للأفكار الجيدة لأنها تساهم في تطوير شخصيتك، "تذكر العيش دوماُ بأسئلة جيدة"
- خطط جيدة: تعد الخطط الجيدة هي الخطوة الثانية لنجاح تطوير الشخصية، فالخطط مهمة لأنها تأخذ الأفكار الجيدة إلى التنفيذ، وهو ما يساهم في تطوير شخصيتك، فالثروات على سبيل المثال لا تأتي من خلال التأمل والاعتماد على ذلك طوال اليوم، بل تحتاج إلى أفكار جيدة وخطط محددة.
- فن التعامل مع الوقت: يعد التعامل مع الوقت الخطوة الثالثة لنجاح تطوير الشخصية، لذا علينا جميعاً أن نتعلم كيفية إدارة الوقت، إنه أحد تحديات الحياة، من خلال تعلم الانتظار، فالصبر جزء من النجاح، وقد تحتاج بعض الوقت كي تنجح في مهنة معينة، كما أن تطوير شخصيتك يتطلب المزيد من الوقت.. فكن صبوراً، وثابر لا تنتظر واستغل كل دقيقة من وقتك.
- حل المشاكل: تعد القدرة على حل المشاكل الخطوة الرابعة والأخيرة للنجاح في تطوير الشخصية، وتتعدد المشاكل وأنواعها فهناك مشاكل في العمل، ومشاكل في الأسرة، بالإضافة إلى المشاكل الشخصية والمالية والعاطفية، فالجميع لديهم قائمة من المشاكل، وابتكار حلول ناجعة للمشكلات، هو الذي يساهم في تطوير شخصيتك.
ماذا يقول خبراء حلوها في أسرار تطوير الشخصية بمواجهة الجمهور؟
أكدت خبيرة تطوير الذات في موقع حلوها الدكتورة سناء عبده؛ أن تطوير الذات أو تطوير الشخصية أمر مهم للغاية، فعلى سبيل المثال إذا أردت أن تلقي خطاباً أو كلمة أمام جمهور فيجب القيام بما يلي:
- التركيز على الصوت: فطاقة الصوت وقوته تعتمد على التنفس، حيث يوجد نوعان من التنفس بطني وصدري، التنفس البطني هو الأفضل لأنه يزيد من سعة الرئة، ولأن الصوت يخرج من هواء الزفير، لذا يجب التركيز على رفع سعة الرئة، ويجب أن تخرج الهواء ببطء شديد مما يعطيك قدرة على التحدث بأكبر عدد من الكلمات.
- امتلاك الطلاقة اللغوية وعدد كبير من المفردات: يجب أن تمتلك القدرة على التحدث بأريحية وبسرعة، وأن تمتلك الكثير من المفردات لأن من شأن ذلك أن يجعل إلقاءك لكلمة أو خطاب أمراً سهلاً.
- التلاعب بنغمات الصوت: يجب تغيير نغمات الصوت باستمرار وتلوين نبرة الصوت، لأن من شأن ذلك أن يشد الجمهور إليك، كي يبقى مركزاً على كل ما تقوله.
- تجنب الصراخ والضغط على الأوتار الصوتية: إلقاءك لخطاب أو كلمة لا يعني أن تصرخ وترفع صوتك، فذلك قد يؤدي فقط.. إلى التهاب في الحبال الصوتية!
- الإكثار من شرب الماء الدافئ: يساعد الإكثار من شرب الماء الدافئ خلال إلقاء الخطاب في التخفيف من جفاف الحلق.
- التحقق من صحة مخارج الحروف لديك: يجب أن تكون مخارج الحروف صحيحة، كي تصل الكلمات بوضوح للجمهور المتلقي.
في النهاية.. يقول المثل "الطريق الطويل يبدأ بخطوة"، تطوير الشخصية يحتاج لإرادة وقرار وإدراك لما لدينا من نقاط قوة وضعف وكيفية تحويل نقاط الضعف إلى قوة بمثابرة لتحقيق الهدف، وبذلك تتطور شخصيتنا في مختلف المجالات التي نطمح لها، ما رأيك؟ شاركنا من خلال التعليق على هذا المقال
[1] مقال "تحديد مجالات تطوير الشخصية"، منشور على موقع skillsyouneed.com، تمت المراجعة في 19-1-2020.
[2] مقال "5 جوانب تنمية الشخصية"، منشور على موقع breakthroughpsychologyprogram.com، تمت المراجعة في 19-1-2020.
[3] مقال "6 مجالات لتطوير الشخصية"، منشور على موقع secondlifecoaching.com، تمت المراجعة في 19-1-2020.
[4] مقال Jim Rohn، "كل ما تحتاج معرفته لتحسين حياتك"، منشور على موقع success.com، تمت المراجعة في 19-1-2020.