ما يجب معرفته عن دواء ليريكا Lyrica وإدمان ليريكا
يعد دواء ليريكا LYRICA الاسم التجاري الأكثر تداولاً للمادة الدوائية بريغابالين Pregabalin، وقد تم تصنيفه كعقار مضاد للصرع من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA؛ لدوره المهم في إبطاء النبضات العصبية المسببة لنوبات الصرع في الدماغ.
لاحقاً.. تمت الإضاءة على استخدامات جديدة ومهمة لدواء ليريكا في علاج آلام الأعصاب المرافقة لحالات مرضية أخرى مثل: السكري (الاعتلال العصبي السكري) وآلام الأعصاب المرافقة لمرض الهربس النطاقي (Herpes Zosete) والآلام العصبية المرافقة للحوادث التي تصيب الحبل الشوكي.
- استعمالات دواء ليريكا
- حبوب ليريكا والجنس "هل دواء ليريكا مقوي جنسي؟"
- طريقة استخدام ليريكا
- الآثار الجانبية لدواء ليريكا
- أضرار دواء ليريكا " موانع استعمال دواء ليريكا"
- دواء ليريكا خلال الحمل والإرضاع
- تداخلات دوائية مع ليريكا
- أعراض الجرعة الزائدة لدواء ليريكا
- الإدمان على دواء ليريكا
- علامات وأعراض انسحاب دواء ليريكا
- "تجربتي مع ليريكا" من مجتمع حِلّوها
- المصادر و المراجع
دواعي استعمال دواء ليريكا عند البالغين وعمله
يملك دواء ليريكا تأثيراً مشابهاً لتأثير الناقل العصبي الموجود في الدماغ والذي يدعى بـ (GABA)، والذي يعمل على تقليل الإشارات العصبية المنبّهة للدماغ، وهذا ما يساعد على تهدئة الخلايا العصبية مفرطة النشاط، بالتالي الحصول على تأثير مهدّئ ومسكّن للدماغ والجسم وتخفيف القلق وتحسين جودة النوم[1].
تحذير هام: لا يعتبر موقع حلّوها مسؤولاً عن إساءة استخدام الدواء بأي شكل من الأشكال، كما ينصح الموقع بعدم تعاطي أي نوع من الأدوية (مهما تطابقت لديك الأعراض المذكورة تالياً) بدون استشارة الطبيب المختص.
تمّ استخدام دواء ليريكا كعلاج مهدّى ومخفف للآلام العصبية المرافقة للحالات المرضية التالية:
- اعتلال الأعصاب المرافق لمرض السكري (الآلام العصبية المترافقة مع مرض السكري).
- الآلام العصبية المرافقة لمرض الهربس النطاقي، أو كما هو متعارف عليه شعبيّاً بـ اسم (زنار النار)، وهو مرض جلدي يسببه فيروس جدري الماء ويترافق مع طفح جلدي مؤلم وحارق وآلام عصبية شديدة.
- حالات نوبات الصرع الجزئية (نوبات صرع تشمل منطقة صغيرة في الدماغ).
- الألم الليفي العضلي (Fibromyalgia): وهي حالة من الشعور بالتيبّس والألم في عضلات وأوتار وأربطة الجسم.
- الآلام العصبية المرافقة لإصابات الحبل الشوكي. [2]
على وجه العموم فإن أدوية علاج القلق والحالات العصبية غالباً ما تؤثر على الرغبة والقدرة الجنسية بطرق ودرجات متفاوتة، أما بالحديث عن فوائد ليريكا للجنس أو تأثير دواء ليريكا على الرغبة والقدرة الجنسية فليس هناك ما يؤكد كيفية تأثير ليريكا على القدرة أو الرغبة الجنسية.
في تقرير طبي عام2011 أبلغ مريضان يتم علاجهما بعقار Pregabalin عن حدوث زيادة بالرغبة الجنسية بعد تعاطي الدواء[3].
فيما أشارت دراسة أجريت عام 2018 إلى وجود تأثير سلبي للـ بريجابالين -المادة الدوائية لحبوب ليريكا- على الرغبة الجنسية، حيث تم تسجيل حالات من الخلل الوظيفي الجنسي مثل ضعف الانتصاب وفقدان الرغبة الجنسية، وخلصت الدراسة إلى أن هذه التأثيرات الجنسية غير مرتبطة بالجرعة[4].
الاستنتاج الذي يمكن بناؤه على ذلك؛ أن تأثير ليريكا الجنسي غير محدد بدقة وقد يختلف من شخص لآخر، خاصّةً وأن الأطباء يعزون تحسّن القدرة والرغبة الجنسية المرتبط بتعاطي ليريكا بتحسّن الحالة النفسية وتخفيف القلق والتوتر، وليس بتأثير كيميائي مباشر.
جرعة دواء ليريكا وطريقة الاستخدام عند البالغين
يتوافر دواء ليريكا على شكل حبوب فموية بالجرعات التالية للكبسولة الواحدة: 25 ملغ (ميللي غرام)، 50 ملغ، 75 ملغ، 100 ملغ، 150 ملغ، 200 ملغ، 225 ملغ،300 ملغ.
ويختلف اختيار الطبيب المشخِّص لجرعة دواء ليريكا المناسبة لكل حالة مرضية، بحيث تكون الجرعة المبديئة لـ دواء ليريكا في حالة الآلام العصبية المرافقة لمريض السكري: 50 ملغ ثلاث مرات في اليوم مع أو بدون وجبة الطعام، سيقوم الطبيب المعالِج برفع جرعة الدواء تدريجياً وفقاً لاستجابة المريض لدواء ليريكا وتحملّه له، بحيث ألا تتجاوز الجرعة الكليّة 300 ملغ في اليوم الواحد.
تكون جرعة دواء ليريكا في الآلام العصبية المرافقة لمرض الهربس النطاقي (150-75) ملغ تُؤخذ مرتين يومياً أو (100-50) ملغ تُؤخذ ثلاث مرات يوميَاً.
يملك دواء ليريكا دوراً مهماً في علاج نوبات الصرع الجزئية حيث تتراوح الجرعة العلاجية بين 75 ملغ تُؤخذ مرتين يومياً أو 50 ملغ تُؤخذ ثلاث مرات يومياً، بينما تكون الجرعة 75 ملغ/مرتين يومياً هي الجرعة المناسبة لعلاج حالة الألم الليفي العضلي، وفي تخفيف الآلام العصبية المرافقة لإصابات الحبل الشوكي. [2]
يترافق تناول دواء ليريكا في بعض الأحيان ببعض الآثار الجانبية المزعجة للمريض، والتي تكون واضحة في بداية العلاج، ثمّ تتراجع هذه الأعراض خلال عدة أيام أو عدة أسابيع مع الاستمرار بالعلاج والالتزام به.
ومن أكثر الأعراض والآثار الجانبية لدواء ليريكا شيوعاً:
- الدوخة والنعاس
- صعوبة التركيز
- ضبابية الرؤية وجفاف الفم
- تورم اليدين أو القدمين
- زيادة الوزن. [2]
يشكّل دواء ليريكا خطراً على حالات صحية معينة وفئات خاصة من الناس، بحيث لا يمكن إعطاءه في العديد من الحالات ومن أهمها:
- ظهور أعراض تحسس بعد تناول دواء ليريكا والتي تشمل؛ الطفح الجلدي والبثور وتورم اللسان والشفتين.
- تناول المشروبات الكحولية بالتزامن مع أخذ دواء ليريكا، يؤدي لزيادة الدوخة والنعاس.
- مرضى الاكتئاب والحالات النفسية المختلفة، يزيد دواء ليريكا من الأفكار الانتحارية والعادات السلوكية العدوانية عند هذه الحالات.
- الأمراض القلبية؛ قد يزيد دواء ليريكا حالة مريض القلب سوءاً، حيث أنه من أهم آثاره الجانبية تورّم القدمين أو اليدين واحتباس السوائل، وهذا ما سيشكل عبء مضاعف على عضلة القلب.
- مشاكل الكلية؛ قد لا يتمكن الجسد من التخلص من الدواء وبالتالي ستزيد مستوياته في الدم مسبباً المزيد من الآثار الجانبية لدواء ليريكا، قد يسمح الطبيب بتقليل الجرعة الدوائية المناسبة بحالة سوء وظيفة الكلية لتخفيف الآثار الجانبية.
يشكّل دواء ليريكا خطراً على كل من الأم الحامل والأم المرضع؛ حيث يملك تصنيف C خلال الحمل (category c) وأي دواء تحت هذا التصنيف ينطبق عليه نقطتان مهمتّان:
- أظهرت الأبحاث على الحيوانات تأثيرات ضارّة لهذا الدواء على الجنين عندما تناولت الحيوان الأم الدواء.
- لم يتمّ إجراء دراسات كافية على الأمهات من البشر، للتأكد من كيفية تأثير هذا الدواء على الجنين.
ينتقل دواء ليريكا إلى حليب الأم المرضع بكميات صغيرة، وقد يسبب ذلك آثاراً جانبية خطيرة للرضيع، ولم تتم دراسات كافية على استعمال دواء ليريكا لمن هم دون سن 18 عام؛ وبالضرورة لا يتم إعطاء دواء ليريكا تحت هذا السن.
دواء ليريكا خلال التخطيط للإنجاب
يسبب دواء ليريكا تغيير في الحيوانات المنوية وجعلها أقل خصوبة؛ لذلك يفضل الابتعاد عن العلاج بدواء ليريكا أثناء تخطيط الزوجين لإنجاب طفل. [2]
تناول دواء ليريكا مع الأدوية الأخرى
يسبب تناول دواء ليريكا مع بعض الأدوية الأخرى زيادة في ظهور بعض التأثيرات الجانبية، ومن أهم الأدوية التي يفضّل عدم مشاركتها مع دواء ليريكا:
- تناول دواء ليريكا مع بعض أدوية مرض السكري مثل روزيغليتازون (rosiglitazone) وبيوغليتازون (pioglitazone)؛ يسبب زيادة تورم اليدين أو القدمين وزيادة الوزن.
- تناول دواء ليريكا مع الأدوية المسكنة ذات التأثير المخدّر مثل أوكسيكودون (oxycodone) أو بعض أدوية القلق مثل لورازيبام (lorazepam)، يسبب زيادة حدوث الدوخة والنعاس
- تناول دواء ليريكا مع بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم مثل كابتوبريل (captopril) وليزونوبريل (Lisinopril)، يسبب زيادة تورم اليدين أو القدمين وقد يفاقم وضع العضلة القلبية سوءاً. [2]
يستمر العلاج بدواء ليريكا لفترة طويلة من الزمن نسبياً (قد يستمر العلاج حتى ستة أشهر أو أكثر) لذلك من الأفضل تناول الدواء وفقاً لتعليمات الطبيب وبالجرعة الموصوفة وعدم زيادة الجرعة أو تفويتها بقرار شخصي، ومن أهم التعليمات الخاصة بطريقة تناول دواء ليريكا:
- في حال نسيان جرعة وحيدة من دواء ليريكا؛ يتم تناول الجرعة حالاً عند تذكرها، ولا تحاول أخذ جرعة زائدة (حبة ثانية) من الدواء، لأن ذلك قد يعرّضك للآثار الجانبية.
- في حال تمّ تفويت عدّة جرعات، أو لم تأخذ الدواء في الموعد المناسب له؛ هنا قد لا يعمل دواء ليريكا بشكل جيد مع حالتك الصحية أو قد لا تستفيد منه أبداً، فلكي يعمل الدواء بشكل جيد يجب أن تبقى مستويات ثابتة منه في جسمك في كل الأوقات.
- في حال تم التوقف عن تناول دواء ليريكا فجأة؛ لن تتحسن الحالة الصحية التي تمر بها، وقد تزداد الحالة سوءاً.
- في حال تمّ أخذ جرعة زائدة من دواء ليريكا؛ ستظهر أعراض الجرعة الزائدة الخطيرة ومن أهمها:
- الدوخة والنعاس
- فقدان السيطرة على حركات الجسم
- صداع الرأس وفقدان الذاكرة
- الهلع ومشاكل الكلام
على الرغم من أهمية مشاركة دواء ليريكا في الخطة العلاجية للعديد من الحالات المرضية التي يرافقها آلام عصبية مبرحة، إلا أنه يتصف بكونه دواء "سيف ذو حّدين"، حيث تمّ استخدام دواء ليريكا بشكل غير قانوني وبجرعات عالية للشعور بالنشوة والسُكْر، أو تمّ التعود والإدمان عليه من قبل مرضى وصِف لهم لفترات طويلة ضمن خطة لعلاج آلامهم عصبية.
يتعمّد بعض مدمني المخدرات على الجمع بين عدة أدوية مهدئة للأعصاب مثل دواء ليريكا مع شرب الكحول أو استنشاق المواد المخدرة للحصول على مشاعر نشوة معينة والانفصال عن واقعهم (الذي يكون سيئاً عند غالبيتهم)، معرضين أنفسهم لخطر الموت أحياناً.
يُستخدم دواء ليريكا لفترات طويلة في بعض الحالات الصحية المزمنة مثل: الاعتلال العصبي المحيطي المرافق لمرض السكري والألم الليفي العضلي؛ وقد يسبب ذلك التعوّد على الدواء بحيث تظهر أعراض تدعى بأعراض الانسحاب (وهي مجموعة من الأعراض المزعجة التي ترافق الإقلاع عن الإدمان أو التوقف المفاجئ عن تناول دواء).. وتظهر هذه الأعراض بشكل رئيسي مع معظم الأدوية التي تعمل على مستوى الدماغ والنواقل العصبية (مثل دواء ليريكا ودواء زولفت)
من أهم العلامات التي تظهر عند التوقف المفاجئ عن تناول دواء ليريكا:
- الصداع والارتباك
- الغثيان والتعرق
- زيادة القلق والاكتئاب والأفكار الانتحارية
- زيادة معدل ضربات القلب
- الرغبة الشديدة والملحّة للرجوع للدواء.
تختلف تجربة إدمان دواء ليريكا من شخص إلى آخر، وهناك تعليمات مهمة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند التوقف عن تناول دواء ليريكا:
- يُفضّل إيقاف الدواء بشكل تجريبي تحت إشراف رعاية طبية للتخفيف من شدة أعراض الانسحاب.
- الالتحاق بأحد برامج التعافي من تعاطي المخدرات التي يقدمها الطبيب النفسي المتخصص.
- يعد العلاج السلوكي النفسي مع معالج نفسي متخصص؛ مفيد جداً بعد الشفاء من الإدمان.
وحول موضوع إدمان دواء ليريكا يجيب طبيب الأسرة في مجتمع حلّوها عن مشكلة لامرأة تشكي من معاناة زوجها في التخلص من إدمان دواء ليريكا، والذي كان يأخذه لسنوات طويلة، وهو يرفض الذهاب إلى إخصائي للعلاج من الإدمان.
حيث كان ردّ طبيب الأسرة "بأنّ الإدمان أمر متعب جسديًا ونفسيًا للمريض وعائلته وهو ليس بالأمر المعيب على الإطلاق طالما أنّ أخذه كان بوصفة طبية، ويجب العلاج تحت إشراف الطبيب المختص ليتم سحب الدواء تدريجيًا وتعويضه ببدائل دوائية غير مسببة للإدمان".
وفي الختام.. ينطبق على دواء ليريكا عبارة " لكلّ مقامٍ مقال" فاستخدامه في علاج الآلام العصبية المرافقة للحالات المرضية مفيد وضروري للتخفيف من هذه الآلام، فيما يكون استخدامه لأغراض الإدمان مضر جداً لصحة الفرد النفسية والعقلية والجسدية، ومن الضروري أن يتابع إخصائيو الرعاية الصحية تناول دواء ليريكا بشكل يضمن صحة المريض وعدم وقوعه في مشاكل التعوّد أو الإدمان.