تنظيم الحياة بعد التقاعد ومشاريع ما بعد التقاعد

"مشاريع ما بعد التقاعد" تنظيم الوقت بعد التقاعد والبحث عن غرض التقاعد والهدف منه
بدايةً لتنظيم وقتك بعد التقاعد؛ عليك البحث عن الهدف الذي ستعتمد عليه كعملٍ بديل أو كنشاط أساسي لتملأ به ساعات نهارك، هناك العديد من الهوايات والأنشطة التي تمنح المتقاعدين الرضى عن ذاتهم وعن وقتهم الفارغ ما بعد التقاعد، والتي ستساعدك بدورها على تحقيق الفائدة والإنتاجية والتخصص واكتساب الخبرة في مجالٍ معين مع اكتساب القليل من الأموال في الوقت ذاته.
كل ما عليك فعله هو تحديد أهداف قوية تناسب شخصيتك وتساعدك على ملئ وقتك ما بعد التقاعد وجعل حياتك سعيدة ومفيدة .. إليكَ مجموعة من الأنشطة المفيدة التي يمكن تحويلها لمشاريع استثمارية مثمرة بعد التقاعد[1] :

1. إصلاح الأجهزة الإلكترونية: إن كان لديك القليل فقط من المعرفة في إصلاح أجهزة المنزل الإلكترونية؛ استغل معرفتك هذه وقم بتطويرها لتشمل إصلاح أجهزة الجيران والمعارف والأصدقاء، بذلك تكون قد ملأت وقتك الفارغ إضافةً إلى كسب المال بالعمل من منزلك.
2. الحياكة وإصلاح الملابس والتعديل عليها: فمن منا لم يقم بحياكة أو التعديل على أي قطعة ملابس موجودة لديه، وهذا النشاط شائع بين عدد كبير من المتقاعدين، وبقليلِ من الجهد ستصبح لديكِ شعبية وستتمكنين من الحصول على عملك الخاص بك في منزلك.
3. زراعة أو شراء النباتات: وتعلم زارعة الأشجار (أو النباتات مع العناية بها بشكل كامل، لتتمكن فيما بعد من كسب المال من خلال بيعها، إذ أن العديد من الأشخاص يهتمون بشرائها بغرض الزينة أو كهواية الحصول عليها أيضاً.
4. مجالسة الأطفال: وهي طريقة جيدة لملء وقت الفراغ وكسب الأموال من المنزل كل ما عليه فعله وضع إعلان عبر حسابك على موقع فيسبوك أو أنستغرام، والقيام بإخبار كل من يقطن في الحي بنشاطك الجديد؛ لتجد العديد من الآباء والأمهات يتوافدون إليك ليوكلوا إليك رعاية أطفالهم فترة ذهابهم إلى أعمالهم أو فترة انشغالهم بأمور أخرى.
5. الطهو وإعداد الأطعمة والحلويات: إذ أنه نشاط لا يحتاج إلى خبرة ولا حتى إلى معرفة متخصصة، كل ما عليك فعله هو إحضار كتاب الطبخ أو اللجوء إلى موقع متخصصٍ على الإنترنت والقيام بتحضير مجموعة من الأطعمة والحلويات وبأصنافٍ مختلفة (عربية – فرنسية – إيطالية – تايلندية)، وبيعها على الانترنت.

الحفاظ على الدائرة الاجتماعية وتنظيم أوقات التواصل الاجتماعي
يقوم معظم المتقاعدين بالاعتكاف في المنزل فور تقاعدهم مهملين حياتهم الاجتماعية ومحيط الأصدقاء والمعارف، علماً أنها النافذة الأهم التي تبقي تواصلنا مع العالم بشكل أقوى وأوسع، كما أن لها تأثير هائل على الصحة العقلية والبدنية للناس، والتقاعد هو فرصة عظيمة للبقاء على اتصال دائم بالأقارب والأصدقاء والأبناء والأحفاد في حال كنت جداً أو جدّةَ.

قم بتخصيص زيارات أسبوعية ومنتظمة لأبنائك والأشخاص المقربين منك من زملاء عمل وأصدقاء قدماء وغيرهم، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك؛ يمكنك أن توطد علاقتك ببقية الأشخاص البعيدين عنك مسافةً، كما يمكنك التوجه إلى مكان يخدم علاقاتك الاجتماعية والصحية كالتسجيل في نادٍ رياضي أو التوجه إلى أي مكان آخر يخدم مصلحتك الاجتماعية والترفيهية كمقهىى الحي، الذي يضم مجموعة معينة من الأشخاص الذين من المكن أن توطد علاقاتك بهم مستقبلاً.
 

اتباع أساليب عيش صحية للحفاظ على صحة جيدة بعد التقاعد
الصحة هي العنصر الأساسي للتقاعد السعيد؛ هذا ما قاله أكثر المتقاعدين، في دراسة أمريكية وجدت أن مخاوف أغلب المتقاعدين تكون حول مشكلة تأمين تكاليف الأدوية التي سيحتاجونها في مرحلة ما بعد التقاعد، كما أن الغالبية العظمى من الناس لا يضعون تكاليف الرعاية الصحية الخاصة بهم ضمن خطة ما بعد التقاعد[2] ، وأفضل خطة صحية بعد التقاعد تكمن في الاعتماد على العادات الصحية والتي تتجسد فيما يلي[3] :

• تناول الطعام الصحي باستهلاك أكبر كمية من الخضراوات والفاكهة والتخفيف من تناول اللحوم والسكريات؛ تجنباً للإصابة بأمراض السكري والقلب.
• الابتعاد عن التدخين وتناول المشروبات الكحولية، خاصة أن هذه العادات ستزيد من خطر إصابتك بأمراض خطيرة في الشيخوخة.
• التسجيل في نادٍ رياضي والذهاب بشكل دوري ومنتظم.
• ممارسة التمارين الرياضية المتنوعة؛ المشي الركض التنزه أو ركوب الدراجات أو التمارين الرياضية المنزلية.
• ممارسة الرياضة المفضلة لديك كالتنس أو السباحة أو كرة القدم وكرة السلة.
• ممارسة اليوغا والتأمل للاسترخاء.
   

نظراً لمجموعة الفوائد التي ستحققها من اتباع عادات صحية، ستعود على جسدك بالإيجابية والتي تتلخص فيما يلي:

1. تحسين الحالة المزاجية: فإن ممارسة التمارين الرياضية تقلل من مستوى الهرمونات المجهدة الموجودة في الجسد كهرمونات الأدرينالين والكورتيزول وتحفز على إنتاج الإندروفين والمواد الكيمائية في الدماغ، والتي تعمل بمثابة مسكنات طبيعية للجسم.
2. تساعد في الحفاظ على وزنك ثابتاً: من خلال قيامك بممارسة الرياضة بانتظام سيزداد معدل الأيض، مما سيساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية، بالتالي خسارة الوزن الزائد لديك.
3. فوائد تعود على عضلاتك وعظامك: إذ أنك عندما ستتقدم في العمر ستضعف عضلاتك بالتالي لن تعود قادرة كما في السابق على أداء وظائفها بشكل سليم، مما قد يؤدي إلى تعرضك لإصابات، ومن خلال ممارستك للرياضة ستتمكن من تقليل خطر إصابة العضلات والحفاظ على قوتها مع تقدمك في العمر.
4. تتحسن صحة المخ والذاكرة: عند ممارسة التمارين الرياضية، فإن معدل ضربات القلب سيزداد مما يعزز تدفق الدم والأوكسجين إلى الدماغ ويساهم في تعزيز وظائف منطقة الحُصَين في الدماغ)، وهي حيوية للذاكرة والتعلم لدى الإنسان وتزيد من قوة الوظيفة الذهنية لدى الكبار بالسن.
5. تساعدك العادات الصحية على النوم بشكل أفضل: فممارسة التمارين الرياضية التي تترواح بين المتوسطة للشاقة؛ حوالي 150 دقيقة أسبوعياً تعمل على تحسين النوم بنسبة 65%.
    

ابقَ نشطاً وحافظ على مستوى ذكائك وقم بكل ما هو مفيد خلال تقاعدك
سيجعلك التقاعد بعيداً كل البعد عن التطورات التي ستحصل في العالم الخارجي، وإن اخترت الاعتكاف في المنزل ستلاحظ أن كل ما في الخارج يتطور ويتغير وستبقى وحيداً في مكانك، كما أنك ستشعر مع تقدم الزمن أنك أصبحت شخصاً عديم الفائدة، وتفادياً للوصول إلى مثل هذه الحال؛ عليك أن تحافظ على دورك في المجتمع من خلال الاستفادة منه وإفادته أيضاً، إليك مجموعة نصائح تبقيك نشطاً وفعالاً في مجتمعك وتقضي على الملل بعد التقاعد في نفس الوقت[1]:

1. إغاثة الجائعين: لن تحتاج سوى لخبرة قليلة في الطبخ لتتمكن من إطعام مجموعة من الجائعين القاطنين في منطقتك، ولا مانع إن قمت بالتحدث مع مجموعة من الأصدقاء والجيران لتوسيع دائرة الإغاثة وإطعام أكبر عدد ممكن من الجائعين، وبما يتناسب مع وضعك المالي وبالتعاون مع المساهمين في هذا العمل الطوعي.
2. التطوع للأعمال الخيرية: وهي الطريقة الأمثل للبقاء مشغولاً وبعمل مفيد ومحفز بالانضمام إلى الجمعيات الخيرية أو المنظمات التي تقوم بدورها برعاية المسنين والعجزة والمرضى أو التوجه إلى فرق المتطوعين لزراعة الأشجار، وبعيداً عن هذا الأعمال يمكنك وبشكل شخصي أن تقوم بتوزيع كل ما هو فائض لديك من ملابس وطعام وغيرها للأشخاص المحتاجين في منطقتك.
3. المشاركة في نشر العلم والمساهمة في تعليم الفقراء: من خلال وجودك في منزلك ستتمكن من تقديم المساعدة لكل عائلة تواجه صعوبة في تحمل نفقات التعليم والدروس الخصوصية لأطفالها، حيث تستطيع تنظيم حلقات دراسية صغيرة وتعليم الأطفال القراءة والكتابة ومجموعة من المعلومات الأساسية التي لديك مهاراتها.
4. تعلم لغة جديدة: باتباع دروس اللغات المجانية على شبكة الانترنت، من خلال اختيار لغة سلسة وسهلة التعلم، وبعد انتهائك منها انتقل إلى لغة أصعب قليلاً، أو يمكنك التسجيل في معهد مختص باللغات، حيث ستكون فائدته عليك أكبر وستتمكن من تعلم اللغة والتعرف على أشخاص جدد أيضاً.
5. كتابة مذكراتك: يمكنك القيام بذلك بكتابتها على شكل رسائل وقم بإرسالها لأقربائك وأحفادك وأولادك، أو قم بخطها يدوياً على دفتر يوميات خاص مشاركاً كل من حولك بتجاربك وخبراتك وانقل دروسك إليهم.

ختاماً .. لتنعم بحياة مفيدة ومفعمة بالنشاط والحيوية بعيداً عن حياة المتقاعدين الروتينية، عليك إيلاء الاهتمام لكافة جوانب حياتك في فترة ما بعد التقاعد؛ صحياً مهنياً واجتماعياً وشخصياً، مستعيناً بخطة منظمة ومتقنة متفادياً كافة المشاكل والعواقب التي يستسلم لها المتقاعدين حول كافة أنحاء العالم، ما رأيك؟ شاركنا من خلال التعليق على هذا المقال.
 

1. مقال بو هندرسون "7 طرق لاكتشاف الغرض من الحياة بعد التقاعد" المنشور على موقع richretirementletter تمت المراجعة في 7\2\2020
2. مقال كاثلين كوكسويل "65 طريقة لجعل تقاعدك صحياً وغنياً وسعيداً" المنشور على موقع newretirement تمت المراجعة في 8\2\2020
3. مقال كريستن فيلدمان "كيف تخطط لحياتك بعد التقاعد" المنشور على موقع retirementtipsandtricks تمت المراجعة في 9\2\2020