هل ينسى الرجل حبه بسهولة؟ ولماذا لا ينسى الحب الأول؟
نسيان الحبيبة واستمرار الحياة بشكل طبيعي، من الأمور التي يبدو أن الرجل يتقنها كإحدى مهارات العيش، لكن من قال إن الرجل ينسى حبيبته بسهولة أو بسرعة؟ كيف ينساها ولماذا؟
في مقالنا لا نتحدث عن نسيان الرجل لحبيبته كقاعدة ثابتة، لكننا سنناقش بعض الأمور المتعلقة بالحب والنسيان وسرعة نسيان الحب الأول عند الرجل.
لماذا لا يمكنك نسيان أول حب في حياتك؟
يحمل الحب الأول في حياة أي إنسان؛ معاني عاطفية قوية رغم البساطة التي يتمتع بها، وعندما تجرب حالة حب للمرة الأولى، من الصعب أن تنساه، لكن هذا ليس السبب الوحيد وراء صعوبة نسيان حبك الأول.
لا تنسى الحب الأول في حياتك لأن دماغك يتذكر ويكون أكثر حساسية للتجارب الممتعة التي تعرض لها خلال فترة الحب الأول، بالإضافة لما يعلمك إياه الوقوع في الحب عن نفسك، وعندما تقع في الحب، فإن الهرمونات مثل: الدوبامين والأوكسيتوسين والسيروتونين؛ تغمر المخ "تشعر بالرضا"، ويمكن أن تسبب المواد الكيميائية الشعور بالنشوة وبالمتعة الشديدة، لا سيما عندما يتم دمجها بلمسة جسدية، خاصة عندما تختبر الحب لأول مرة في مرحلة المراهقة، وهكذا تصبح تجربة الحب الأولى متأصلة في الدماغ بطريقة لا تُنسى. [1]
يؤثر حبك الأول على كافة علاقات الحب في حياتك فيما بعد، وعلى الرغم أنك قد تحب مرة ثانية وثالثة وتكون التجربة أقوى من المرة الأولى، لكن حبك الأول أشد كثافة من حيث المشاعر، الأمر الذي يجعلك تعتقد أنك أحببت أول مرة فقط، وذلك لأن تجربة الحب كانت جديدة عندها.
وينبع تأثير الحب الأول على علاقاتك اللاحقة؛ مما تعلمته خلال هذه التجربة، ومن أنك كنت مرغوباً ومطلوباً ومهماً في حياة الحبيب، وعرفت من خلال ذلك ماذا تريد من الطرف الآخر، بالإضافة إلى الحسرة التي شعرت بها لأول مرة في حياتك عند نهاية علاقة حبك الأول.
الحب الأول هو تجربة تعليمية في المقام الأول، قد يكون من القوة بأن يستمر بين شخصين ويتزوجان (في حالات نادرة)، وفي أكثر الأحيان يأتي بعده حب ثاني وثالث وعاشر! بحيث تتمتع كل تجارب الحب لديك؛ بقوة المشاعر التي عشتها خلال تجربة الحب الأول، لكن ليست بنفس الكثافة والجِدة التي تعرّف عليها دماغك في أول حب وخاصة في سنوات المراهقة كما ذكرنا.
تحدثنا عن كيف يؤثر الحب الأول على مشاعرنا وعلاقاتنا اللاحقة، لكن دائماً ما نجد سؤالاً مطروحاً في الأذهان "لماذا لا أنسى حبي الأول؟" إليك أسباب صعوبة نسيان الحب الأول:
- الحب الأول قوي: فإنك لأول مرة اختبرت الإمكانات المثيرة للرومانسية، بالإضافة إلى الخوف من فقدان الحبيبة.
- الحب الأول سبب أول حسرة في حياتك: من الصعب التخلي عن الحبيب الأول، وصعب عليك فقدان تلك المشاعر السحرية المبكرة.
- الحب الأول بريء: لا دوافع ومصالح أو نوايا في تجربة الحب الأول، فإنها تجربة تعتمد على قوة واندفاع المشاعر الصادقة بدون مقدمات.
- يحمل الحب الأول ذكريات جميلة: وتغلب المودة على هذه الذكريات بالتجارب التي خضتها لأول مرة، مهما كانت المشاعر التي تبعت الحب الأول.. قاسية وصعبة.
- حبك الأول.. أول تجربة شراكة: من الصعب أن تنسى أولى التجارب التي كنت فيها شريكاً مع شخص عزيز، وتشكلان معاً كلاً واحداً؛ يتمتع بنفس العاطفة ويسعى لنفس الشيء.
- لا ينتهي الحب الأول باختيارك: بل تكون نهاية تجربة الحب الأول لسبب قد يفوق قدرتك على الاختيار، مثل السفر أو زواج الفتاة المبكر أو اختلاف ظروف الدراسة.. الخ.
- يمثل الحب الأول فترة الشباب الأول: تلك المرحلة الأبسط في الحياة، ومن يستطيع نسيانها؟!
- الحب الأول يمثل بداية مرحلة الجِدة والإثارة والمغامرة: حيث يمكن أن يذكرك باحتمالاتٍ.. لو كنت اتخذتها وكيف كانت غيرت حياتك.
- الحب الأول غيّرك: حيث تمثل تلك المرحلة النمو الشخصي والتطور في حياتك، وكيف كان فرصة من التجارب الجديدة ومواجهة مخاوفك وبدء تكوين الهوية التي أنت عليها اليوم.
- الحب الأول يبقى الأول: أمر بديهي مع كل ما تحدثنا عنه من أسباب.. في صعوبة نسيان للحب الأول.
لماذا ينسى الرجل حبه بشكل أسرع من المرأة؟ وهل ينسى للرجل الحب بسهولة؟
الصورة النمطية للانفصال عن الحبيبة، هي أن الرجل عندما ينفصل عن المرأة التي يحبها، يخرج مع أصدقائه ويلتقي الكثير من الفتيات وينشر صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي، أما المرأة بعد الانفصال؛ فالألم الرومانسي مستمر لفترة لا بأس بها.
بصرف النظر.. لا بد أننا نعرف جيداً أن الرجل يتألم بسبب الانفصال كما المرأة، إلا أنه يعبر عن ألمه هذا بطريقة مختلفة تماماً، كما تشير الدراسات إلى أن الرجال يلجؤون لسلوكيات مدمرة (التدخين وشرب الكحول وممارسة الجنس غير الآمن.. الخ) بعد الانفصال؛ بهدف الحفاظ على احترام الذات!
بعكس النساء اللاتي تكون سلوكياتهن بناءة، من خلال البحث عن دعم لمشاركة المشاعر الصعبة التي يسببها لهن الانفصال، حيث تساعدهن هذه الآلية للتكيف؛ على التعافي بشكل كامل و(أسرع) للخروج من علاقة فاشلة.. أقوى عاطفياً من الرجال.
لا سبيل لممارسة هذا النوع من التكيف بعد الانفصال لدى الرجل! لماذا؟ لأن لديه مقاربة مختلفة للتعامل مع المشاعر، بحيث يميل الرجال إلى قمع أحزانهم واتخاذ وضعية معكوسة لمشاعرهم إلى أن تصبح حقيقية (يحولون الحزن لحالة من اللامبالاة)، فيتحدثون مع أصدقائهم من الرجال لإغراق حزنهم أو يقومون بدفن أنفسهم بالعمل والانتصارات المهنية أو هواياتهم المفضلة، وأي شيء لإبعاد عقولهم عن خسارتهم وألمهم بعد الانفصال.
وربما المفاجئة.. في أن الرجال يستغرقون وقتاً أطول لنسيان الحبيبة بعد الانفصال، فربما يدوم ذلك لسنوات! أو عقود! إذا كانوا يحبون فعلاً، لكنهم لا يظهرون حزنهم للآخرين ولا حتى لأنفسهم!
في المحصلة.. ينشأ الرجل لإخفاء مشاعره وعدم إعلامكِ إذا قمت بإيذائه أو إذا ما كان حزيناً على الفراق عن حبيبته، وكلما كان الألم أسوأ، كلما كان عليه إخفاء حسرته بشكل أعمق.
يعيق هذا النقص في التطور العاطفي لدى الرجل؛ العلاقات بطرق مختلفة، بما في ذلك منع الرجل من الاتصال مع حبيبته بشكل عميق ومنفتح، الأمر الذي يدفعه لتقدير علاقات الحب باعتبارها (إنجازات)، بدلاً من كونها (شراكات) هادفة.
عندما يندب الرجل انتهاء علاقة الحب ويحزن على حبه الضائع؛ فالأمر يتعلق بـ(الفشل) أكثر من تعلقه بـ(فقدان) الحبيبة! وهذا ما يحمل الرجل للانتقال إلى العلاقة التالية بسرعة (ظاهرياً)، لكنه لا ينسى حبيبته بسرعة، هناك فرق وهي حلقة مفرغة، أساسها تربية وتنشئة الرجل فيما يتعلق الحب والعلاقات العاطفية في حياته، فهو يتألم وقد لا ينسى حبيبته بسرعة، لكنكِ لن تعرفي ذلك، في نوع من الحقيقة المخفية المتعبة لأي امرأة تدخل في علاقة مع هذا الرجل فيما بعد! [3،4]
نسيان الحبيبة أمر صعب على الرجل، لكنه ينساها!
عندما يفترق الرجل عن المرأة التي يحبها يصبح بلا مأوى "عاطفي"، حتى أن الرجل يعاني صحياً بعد الانفصال، حيث أظهرت الدراسات أن الرجال المطلقين لديهم وظائف مناعية أقل من الرجال المتزوجين، كما أن الميل الطبيعي لدى الرجل في حماية حبيبته يؤدي إلى صعوبة نسيانه لوجهها بعد الانفصال.
الحقيقة هي أن الرجل مدمن على الحب وليس الجنس! ووجود حبيبتك يساعدك على تجنب الشعور بالتعاسة، على الرغم من أن الحياة معها أو من أجلها تعطيك متعة أقل مما كان عليه الأمر في بداية علاقة الحب أو الزواج؛ إلا أن وجودك بدونها يعني شعورك بالخسارة! لذا.. سنساعدك على نسيان الحبيبة بعد الفراق. [5]
يترافق الانفصال العاطفي مع ألم شديد وصعوبة في استقرار حياتك بعد الفراق، لا سيما إذا بادرت حبيبتك وأنهت العلاقة معك، ورغم قدرتك على كبح حزنك وإخفائه عن الآخرين حتى عن نفسك، فإن هناك بعض الطرق التي تساعدك على تجاوز ألم الانفصال والفراق بسرعة، مع أنها ليست نصائح للنسيان النهائي، لأن الحبيبة تحتفظ بمكانتها في قلبك ولا يمكن أن يشغل أحد هذا المكان!
- عليك أن تتحدث عن انفصالك عن حبيبتك: للأشخاص الذين تثق بهم من أهلك وأصدقائك، ويجب أن يعرفوا أنك تتألم، لا تخفي حقيقة مشاعرك، حتى لو كنت مضطراً للحديث عنها؛ لشخص بالكاد تعرفت عليه في الحديقة العامة مثلاً!
- عليك أن تخطط لحياتك: أنت الآن وحيد وتعلمت أن كل شيء مؤلم، هو تجربة تساعدك على النمو، لذا حاول قضاء وقتك في السفر أو مع الأصدقاء والعائلة، أو القيام بالتجارب المثيرة التي لم تخضها في السابق، فعيش حياتك وبقاؤك مشغولاً سيساعدك بطريقة صحيحة على "تجاوز ألم الانفصال العاطفي".
- مارس هواية ما: بالإضافة إلى تجربة أشياء جديدة؛ تعلم الرقص مثلاً، أو تعرف على أشخاص جدد، وشارك في مشاريع إبداعية جديدة في عملك، وبالطبع من الأفضل أن تنتهي مرحلة الحزن في أقرب وقت.
- اطلب الاستشارة المتخصصة: في حال انفصلت بعد علاقة حب أو زواج دامت سنوات، فربما تحتاج لمستشار علاقات متخصص، يساعدك على فهم الأمور التي يمكن أن تتعلمها عن نفسك، ويمكنك من خلال المساعدة المتخصصة؛ تقوية نقاط الضعف التي كانت تغلب عليك خلال علاقتك السابقة.
- لا تتواصل مع حبيبتك: ولا تسمح لها بالتواصل معك حتى، ولو لمجرد الاطمئنان، فأنت بحاجة لتجاوز ألم الانفصال، ولا يمكنك ذلك مع استمرارك بكتابة الرسائل النصية لها مثلاً.
- عليك أن تدرك أن ألم الانفصال العاطفي يحتاج وقتاً: فالوقت كفيل بمساعدتك على المضي بعد فراقك عن حبيبتك، وبمرور الوقت تنسى أغلب الذكريات بينكما، والتي كانت تبقيك مرتبطاً بها، وبعد فترة تتوقف هذه المشاعر المؤلمة، لأنك مشغول بأشياء أخرى وتلتقي أشخاصاً جدد، ومن كانت حبيبتك لم تعد موجودة في حياتك بعد الآن. [6]
بعض الفتيات أو السيدات يقاومن فكرة أن ينساهن الحبيب! وفي الغالب تنبع هذه الرغبة المؤلمة بعد الانفصال، من عدم نسيان المرأة لأفعال وكلام حبيبها، إذا كان شخصاً جيداً معها، بنفس الدرجة التي تتذكر فيها المرأة الأفعال والكلمات القاسية، تقول الخبيرة في موقع حلوها المدربة جينيا الصباغ للإجابة على سؤال صديقة الموقع حول إمكانية نسيان الرجل حبيبته بعد ارتباطه بغيرها:
"إن ألم الفراق هو ما يدفعك لسؤال مؤلم مثل هذا، لدرجة تبحثين عن أي شيء يخفف إحساسك بالألم والمعاناة نتيجة هذا الفراق، ولا يمكنكِ تعميم هذه الحال على الجميع، فهناك رجل ينسى الحب الأول ثم يرتبط ويتزوج ويتعلق بزوجته ويحبها وتصبح هي كل حياته، وهناك البعض ممن تبقى لديهم ذكريات فقط، وهناك من يبقى الحب في قلبه ولا يمكن أن ينسى امرأة أحبها، فليس على القلوب قيود".
في النهاية.. مع حالات الحب لا يمكننا التعميم كما قالت الصباغ، وبالنسبة للرجل؛ نسيان الحبيبة يعتمد على خصوصية كل علاقة حب وظروفها، واعتقد أنه لا يمكنك أن تضمن نفسك أيها الرجل لنسيان الحبيبة، إلا برهان لقائها يوماً ما بالصدفة، فهل سيخفق قلبك من جديد؟ هل تتمنى لو أنكما ما انفصلتما؟ ما رأيكم؟ شاركونا من خلال التعليقات.