علاج نبض المعدة وأسباب رجفة المعدة (خفقان المعدة)
من الطبيعي الشعور بنبضات قلبك في رقبتك أو معصمك، لكن ماذا إذا شعرت برجفة أو نبض قوي في رأس المعدة؟ خاصة إذا كان نبض المعدة بعد الأكل، أو شعرت بخفقان المعدة عند النوم. ربما قد تتجاهل الأمر دون أي قلق. حسناً من المرجح ألا يكون ذلك مقلقاً بالفعل، لكن في بعض الأحيان قد يكون علامة على مرض ما.
يرجع هذا النبض إلى الشريان الأورطي، وهو الشريان الرئيسي الذي ينقل الدم من قلبك إلى بقية جسمك، أي إلى أسفل وسط صدرك، ثم إلى بطنك، لذلك من الطبيعي أن نشعر بضخ الدم من هذا الشريان الكبير في بعض الأوقات. لكن قد يكون هذا النبض علامة مرضية على شيء أكثر خطورة.
إذا كنت تهتم بمعرفة المزيد عن خفقان المعدة، ومتى يكون مرضياً، وأسباب رجفة المعدة، وعلاج نبض المعدة فستجد كل ذلك في هذا المقال.
نبض المعدة بعد الأكل وخفقان المعدة عند النوم
قد تشعر بشيء كأنه خفقان فم المعدة، وتشتكي من ذلك على استحياء قائلاً: أحس معدتي تنبض بقوة، فماذا وراء ذلك؟ يردنا على موقع حلوها مثل هذه الشكاوى: أعاني من نبض في رأس المعدة، أو من يعاني من دقة في رأس المعدة مع ارتجاف، أو من ألم متقطع في رأس المعدة. حسناً، علينا تحديد الأوقات التي تشعر فيها بنبض في المعدة والبطن، وسنجد أن أعراض خفقان المعدة عند النوم تزداد أكثر من أي وقت آخر.
وقد وردنا على موقع حِلّوها شكوى من سيدة تسأل عن نبض قوي في رأس المعدة لم يجعلها قادرة على النوم بشكل طبيعي، وعندما استيقظت وجدت بقعة حمراء في عينها وكان وجهها متعباً جداً، وسألت إذا كان هذا الوضع يستدعي الذهاب إلى الطبيب؟
وأجابها طبيب الأسرة في موقع حِلوها، أن النبض في رأس المعدة أمر طبيعي، وقد يظهر بشكل أكثر قوة إذا كنا متوترين، وما دام هناك قلق وأرق ونوم غير طبيعي مسكون بالتعب والإجهاد، مع وجود هذه البقعة الحمراء في العين، فإن زيارة الطبيب أمر ضروري لقياس الضغط والتأكد من صحتنا.
هذا يعني أن هناك أسباباً طبيعية وراء نبض المعدة، وهناك أسباب أخرى مرضية، وهنا سنخبرك بأهم أسباب نبض المعدة الطبيعية والشائعة [1]:
- الحمل: العديد من النساء أكدن شعورهن بنبض قوي في رأس المعدة أثناء الحمل، وقد يختلط الأمر على الأم فتظن أن هذه نبضات قلب طفلها، لكن الحقيقة أنها مجرد نبض في الشريان الأورطي. فمع الحمل تزداد كمية الدم المنتشرة حول جسمك بشكل كبير، وهذا يعني المزيد من الدم المضخوخ مع كل نبضة قلب، وهذا ما يجعل نبضات المعدة قوية أثناء الحمل أكثر من الأوقات الطبيعية.
- تناول الطعام: عندما نأكل، تعمل أجسادنا بقوة أكبر من أجل هضم الطعام وامتصاص الطاقة والعناصر الغذائية، وعملية الهضم تحتاج إلى ضخ المزيد من الدم إلى المعدة والأمعاء، ويتم ذلك من خلال الشريان الأورطي، لذلك ستلاحظ أن نبض المعدة بعد الأكل يزداد غالباً عن أي وقت سابق.
- الاستلقاء: في حالة الاستلقاء ورفع ركبتيك للأعلى، قد تشعر بنبض قوي في المعدة والبطن، وذلك يرجع إلى تدفق الدم عبر الشريان الأورطي، وإذا لم تكن تعاني من الدهون في البطن، يمكنك أن ترى بعينيك نبضات معدتك. حسناً، هذا أمر طبيعي جداً، وسيزول فوراً بمجرد الوقوف.
هل التوتر يسبب خفقان المعدة؟ ما هي أسباب رعشة المعدة؟
إن أسباب خفقان المعدة قد تكون طبيعية، سواء كانت بسبب الحمل أو الاستلقاء أو الأكل، وهذه الأسباب لا تدعو إلى القلق، لكن هناك أسباباً أخرى مرضية، ومن المفيد الاطلاع على أعراض وعلاج التهاب المعدة.
قد يكون سبب نبض المعدة ما يشير إلى مرض تمدد الأوعية الدموية والذي يحدث عند منطقة متضخمة بالقرب من الجزء السفلي من الشريان الأورطي، وعادة يتطور هذا المرض على مدار سنوات، دون أن نلاحظ أي أعراض أخرى. والمفزع مع تمدد الأوعية الدموية هو أنه في حال توسع المنطقة المتضررة أكثر من اللازم، قد يؤدي ذلك إلى انفجار الشريان الأورطي، مما يؤدي إلى نزيف داخلي خطير.[1]
تشمل أعراض تمدد الأوعية الدموية ألماً عميقاً في البطن أو بجانب البطن، وألماً في الظهر، بالإضافة إلى نبض في البطن.
ومن العوامل التي تؤثر على تمدد الأوعية الدموية [2]:
- ارتفاع الكوليسترول في الدم
- ارتفاع ضغط الدم
- التدخين
- كبر السن (فوق 65 سنة)
إذا لم تكن رعشة المعدة بسبب تمدد الأوعية الدموية -وهو ما يحدده الطبيب- فمن الممكن أن يكون سبب رجفة المعدة مجرد استجابة طبيعية للجسم أمام التوتر، فعندما يحتاج الجسم إلى المزيد من الأكسجين فإنه يطلق الأدرينالين، مما يؤدي إلى زيادة الدورة الدموية وبالتالي الشعور بالنبض بقوة في المعدة، وقد يحدث هذا كاستجابة طبيعية عند ممارسة الرياضة أو عند القيام بمجهود كبير أو عند الشعور بالاعياء. [3]
من الممكن أن يسبب نبض المعدة إزعاجاً كبيراً لنا، حتى لو لم تكن هناك مخاطر مرضية وراء ذلك، ففي بعض الأحيان نحتاج إلى زيارة الطبيب إذا شككنا بأن وراء رعشة المعدة أسباباً أخرى غير الأسباب الشائعة الطبيعية، وفي أحيان أخرى يكتفي البعض بالعلاجات المنزلية القادرة على مساعدتنا في وقف هذه الرجفة في المعدة، ومن هذه العلاجات المنزلية الأعشاب.
فإذا كان نبض المعدة يأتينا عند تناول الطعام، فهذا يعني أن المعدة تبذل مجهوداً كبيراً في هضم الطعام، لذلك من الممكن الاستفادة من هذه الأعشاب [4]:
- النعناع، من الأعشاب التي لها فوائد كبيرة في علاج أمراض المعدة، حيث يحتوي النعناع على مادة المنثول، وهي زيت يساعد في عملية الهضم ويعمل كمضاد لتشنجات عضلات الجهاز الهضمي وكذلك مهدئ للأعصاب. بالإضافة إلى ذلك، يخفف النعناع من أعراض القولون العصبي وبالتالي يساعدك على الاسترخاء، وتشير الأبحاث أن علاج القولون العصبي بزيت النعناع يعمل على تحسين الأعراض بنسبة تزيد على 50% بعد 4 أسابيع.
- الشمرة، بذور الشمر استعملت لأجيال عديدة لتخفيف حرقة المعدة والحد من المغص والغازات، ويؤكد الباحثون الروس على قوة تأثير الشمر، فلا يؤثر فقط على الأطفال الرضع بل كذلك على البالغين، نظراً لتأثيره المهدئ على المعدة. ويمكن تناول الشمر من خلال إضافته إلى الحساء أو السلطة.
- الزنجبيل، لهذه التوابل تاريخ قديم في تحسين الهضم، خاصة لدى الذين يعانون من الهضم البطيء، ولا تقتصر فوائد الزنجبيل على ذلك؛ بل يساعد أيضاً على علاج الانتفاخ في المعدة والتخلص من أي غازات مزعجة في المعدة، بالإضافة إلى علاج الغثيان والقيء ودوار الحركة ومضاعفات العلاج الكيميائي أو الجراحة.
- اللافندر، زهرة بنفسجية اللون يمكن تناولها عن طريق الفم، وتعمل كمسكن للمعدة.
علاج نبض المعدة بالأعشاب هو ليس الطريقة الوحيدة للتخلص من هذه المشكلة، فهناك طرق أخرى تتعلق بتعديل نمط الحياة، ومنها [5] :
- تمارين الاسترخاء: التوتر هو من أهم أسباب نبض المعدة، لذلك فمواجهة نبض المعدة الناتج عن زيادة نبض القلب، لابد أن تتم من خلال التخلص من الشعور بالقلق والإجهاد أو الضغط؛ ويكون ذلك بممارسة تمارين الاسترخاء القائمة على التأمل أو التنفس العميق، أو ممارسة اليوغا، أو قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق، أو أخذ فترات راحة مناسبة بين ساعات العمل. لا شك أن هذه الطرق جميعها من الطرق الفعالة في هزيمة التوتر.
- التخلص من المنشطات: قد ترجع أعراض نبض المعدة إلى تناول كمية كبيرة من المنشطات، مثل القهوة والشاي والصودا، أو بعض الأدوية، أو التدخين أو تعاطي المخدرات، وأفضل طريقة للتخلص من نبض المعدة هو الابتعاد عن هذه الأشياء، أو تناول المشروع منها بدرجة معقولة دون مبالغة.
- تحفيز العصب المبهم: إن تحفيز العصب المبهم (العصب الرئوي المعدي) يمكن أن يساعد على تهدئة نبض القلب الزائد، والذي يؤدي إلى شعورنا بنبض المعدة، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق الضغط على النفس والدفع للأسفل، أو السعال، أو وضع الثلج أو منشفة باردة على الوجه لبضعة ثوان، أو الاستمتاع بحمام بارد.
- الحفاظ على شوارد الجسم بمعدل متوازن: الإلكتروليتات هي جزيئات تجري في الجسم وتساعد على نقل الإشارات الكهربائية، وتلعب دوراً هاماً في تنظيم نبض القلب، ويمكن أن تتم زيادتها عن طريق تناول الأطعمة الغنية بالصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم.
- شرب الكثير من الماء: إذا كان الجسد جافاً، فإن القلب يعمل بجهد أكبر لتدوير الدم، وبالتالي من الممكن أن يشعرنا ذلك بنبض المعدة، ولتلاشي ذلك، من الأفضل شرب الكثير من الماء طوال اليوم، خاصة بالنسبة لمن معدل ضربات القلب لديهم مرتفع، أو من يعانون من جفاف الفم، أو الصداع، أو الدوار. والحفاظ على ماء الجسم يساعد على تقليل هذه الأعراض المتعلقة بخفقان المعدة.
وفي الختام نؤكد على أن خفقان المعدة ليس أمراً خطيراً في أغلب الأحيان، لكن قد يكون وراءه مرض ما، لذا فإن زيارة الطبيب ليست رفاهية، وإنما واجب وضرورة. إضافة إلى أهمية تحسين نمط حياتنا والتخفيف من التوتر والإجهاد والضغط، وتناول الأعشاب المهدئة للمعدة.
إذا كانت لديك أي أسئلة أو استفسارات حول أسباب خفقان المعدة وكيفية العلاج، يمكنك طرح سؤالك هنا.