مشاكل السكن الجامعي والتعامل مع زملاء سكن الجامعة
يستعد الطلاب بشكل حماسي لمرحلة ما بعد الدراسة الثانوية حيث تبدأ مرحلة الجامعة التي تحمل في جعبتها الكثير من التجارب المميزة والمزيد من الاستقلالية والاعتماد على الذات واستقبال الصداقات الجديدة، وتعد تجربة السكن الجامعي من أكثر التجارب المميزة في حياة الطالب الجامعي؛ ففي كثير من الأحيان يكون موقع الجامعة بعيد عن سكن الطالب في نفس المدينة أو حتى في مدينة أخرى.
ويبدو السكن الجامعي في مثل هذه الحالات أحد أهم الخيارات المتاحة والمقبولة مادياً واجتماعياً والتي توفر للطالب سهولة العيش و استكمال تحصيله الدراسي بجانب جامعته التي يدرس بها.
في مقالنا هذا سنتطرق إلى أهم مشاكل السكن الجامعي، التي قد تصادفك وكيف تتعامل مع زملاء السكن الجامعي وماهي أهم المحاسن والمساوئ للعيش في السكن الجامعي.
ماهي أهم المشاكل والتحديات التي تواجه طلاب السكن الجامعي
يبدو العيش في سكن جامعي أشبه بتحدي لبعض الطلاب؛ حيث أن هناك تجربة تعايش جديدة مع وضع جديد يشمل التعامل مع زملاء غرفة السكن وتنسيق الأمور الشخصية وتلبية متطلبات الغرفة وغيرها من أشياء كثيرة، يجب أخذها بعين الاعتبار والتي قد تسبب للطالب بعض من القلق والتفكير في البداية، ومن أهم مشاكل السكن الجامعي [1]:
- الضغط والتوتر النفسي: سواء تجاهلت هذا الشيء أم لا.. غالباً ستضطر إلى مواجهة بعض من مشاعر عدم الارتياح والقلق الناتجان عن الانخراط في تجربة جديدة عليك كليّاً، وفي بعض الأحيان الاضطرار إلى التأقلم مع عادات جديدة مختلفة لـزملائك في غرفة السكن الجامعي.
- الخروج عن منطقة راحتك: في السكن الجامعي هناك عادات ستُستبدل بعادات جديدة، وقد تكون عادات معاكسة تماماً لما كنت تقوم به سابقاً؛ قد يبدو هذا الشيء سلبيّاً ومزعجاً للوهلة أولى؛ ولكن بالتأكيد له أثر إيجابي عليك مع مرور الوقت، فمن المهم للتفاهم مع زملائك في الغرفة تبني عادات مناسبة للجميع.
- اختلاف عادات النظافة والترتيب: فإذا كنت من الأشخاص المعتادين على رمي أشياءهم هنا وهناك في المنزل، فغالباً ستواجه من لديه قواعد صارمة في الترتيب والنظافة، وسيكون على الجميع التفاهم من أجل الاتفاق على أمور الترتيب والنظافة الخاصة بالغرفة.
- قلة النوم: قد تختلف عادات النوم من شخص لآخر في غرفة السكن الجامعي؛ فهناك من سيستيقظ مبكراً للدراسة وهناك من سيسهر لأجلها.. ستحتاج هذه الأمور للاتفاق ما بين سكان الغرفة الواحدة أيضاً للتمكن من تنظيم وقت النوم.
- الالتزام بقواعد السكن الجامعي الجديدة: تكون بعض قواعد السكن الجامعي صارمة وغير مريحة لكثير من الطلاب، ومع ذلك سيكون من الواجب على الطالب الجامعي أن يلتزم بالقواعد الجديدة والتي قد تشكّل تحديّاً وإزعاجاً لما هو معتاد عليه في السابق.
نصائح للتعامل الجيد مع زملاء السكن الجامعي الجديد
مع وجود الكثير من التحديات والتغييرات الجديدة عليك في السكن الجامعي، تحتاج إلى مجموعة من السلوكيات والأفكار التي ستساعدك أنت وشريكك على جعل تجربة السكن المشترك تجربة مميزة مليئة بالمرح والدعم الدراسي والعاطفي، وإليك بعض هذه النصائح [2]:
- كن واضحاً منذ البداية: اتفق أنت وزملائك في غرفة السكن الجامعي منذ البداية على بعض الأساسيات في التعامل فيما بينكم، إضافةً إلى تقسيم المهام بشكل عادل، ذلك سيساهم في تلافي حدوث مشاكل كثيرة خلال فترة السكن.
- معالجة المشاكل الصغيرة قبل الكبيرة: خلال فترة السكن ستتعرض لبعض المضايقات الصغيرة المتكررة، لا بأس من التفويت والتجاهل في بعض الأحيان، لكن من الأفضل التحدث بلطف مع زميلك في الغرفة عن أي شيء مزعج يحدث بينكم، بحيث لا تتكرر هذه التصرفات كثيراً وتؤدي لمشاكل أكبر.
- احترام خصوصية وأغراض شريك السكن الجامعي: مع اعتيادك على وجود شخص معك بالغرفة قد تستعمل على سبيل التعوّد بعض الأغراض الخاصة بزميلك، ويمكن أن يسبب مثل هذا التصرف الإزعاج لشريك السكن؛ خصوصاً إذا كان لا يحب مشاركة أشياءه الخاصة مع أحد، يفضّل بأي حال أن تطلب الأذن من زميلك في السكن قبل استخدام أي غرض من أغراضه الخاصة.
- انتبه أثناء دعوتك أحد معارفك لزيارتك: تحتاج إلى التشاور مع زملاء غرفة السكن قبل أن تكلّم أي أحد من أصدقائك أو أقاربك للقدوم لزيارتك في الغرفة، فقد يكون وقت قدومهم هو وقت دراسة زميلك، وسيسبب أي تصرّف كهذا دون إخبار زملاء الغرفة إزعاجاً كبيراً لهم.
- كن ودوداً ولطيفاً: تبدو كنصيحة تقليدية ولكنها مهمة للغاية في التعامل مع زملاء السكن الدراسي؛ السلوك الطيب والمحترم من القواعد الأساسية للعيش المشترك، بالطبع لست مضطراً أن تكون أفضل أصدقائهم، ولكن من الواجب وضع سلوكيات العيش الطيب والمتفهم في المقام الأول.
- كن منفتحاً للأشياء الجديدة: قد يكون لزميلك القادم من منطقة بعيدة عادات وتقاليد مختلفة تماماً عن عاداتك وتقاليدك وسلوكياتك، هل يعني هذا الخلاف مع كل سلوك مغاير يبديه شريك السكن الجامعي الجديد؟ بالطبع لا.. وعلى العكس من ذلك تذكّر أنك أتيت للجامعة والسكن الجامعي لتجرّب التعامل مع هذا النمط غير المألوف بالنسبة لك وتكتسب خبرات ومعارف جديدة.
- كن منفتحاً للتغيرات المستمرة: تكون بيئة السكن الجامعي مليئة بالتغيرات الكثيرة والمفاجئة في بعض الأحيان، من الواجب أن تتمتع بالمرونة أنت وزميلك في التعامل مع أي معطيات جديدة.
ماهي فوائد العيش في السكن الجامعي؟
يوفر العيش في سكن جامعي مشترك العديد من المميزات التي ستغني تجربتك الجامعية والدراسية ومن أهمها:
- إقامة صداقات مثمرة دائمة: البقاء في السكن الجامعي فرصة مميزة لتشكيل صداقات وعلاقات اجتماعية ممتعة والتي قد يستمر بعضها لمدى الحياة، ممارسة النشاطات المشتركة سيخلق لحظات جميلة لن تنسى.
- توفير المال: بالطبع سيوفّر السكن الجامعي عليك كثير من التكاليف اليومية مثل فواتير الكهرباء والماء والمواصلات، بالإضافة إلى وجود خيارات التسوق في محيط السكن الجامعي، والتي تكون ملائمة لما يحتاجه الطالب من مستلزمات وبأسعار مناسبة [3].
- الشعور بالمسؤولية والاستقلالية: مع تحملّك لمسؤوليات كثيرة خلال اليوم، بالإضافة إلى جهودك في الدراسة والتحصيل الأكاديمي، سيزيد ذلك من إحساسك بالمسؤولية، ومع التجارب الكثيرة التي ستمر بها خلال يومك سيصبح لديك خبرة كبيرة في التعامل مع أدق تفاصيل حياتك وتعلم كيفية اتخاذ القرارات السليمة.
- زيادة الثقة بالنفس: مع مرور الأيام ستعتاد اعتمادك على نفسك أكثر من اعتمادك على الآخرين، وسيزيد ذلك بالتالي من ثقتك بنفسك، وسيكون لذلك انعكاس إيجابي على تحصيلك الدراسي [4].
ماهي سلبيات العيش في السكن الجامعي
على الرغم من المميزات الكثيرة للعيش في سكن جامعي مشترك، قد تتعرض إلى بعض التحديات والإزعاجات التي ستضطر للتعامل معها بين فترة وأخرى، بعض من سلبيات السكن الجامعي المشترك:
- التعرض للضجيج: في مبنى سكني يعيش به عدد كبير من الطلبة يمكن توقّع سماع الكثير من الأصوات المتداخلة والضجة؛ والتي قد تكون مزعجة خاصة في أوقات الدراسة والنوم [4].
- صعوبة التركيز في الدراسة: مع وجود الكثير من عوامل تشتيت الانتباه في الغرفة وردهات السكن الجامعي، سيكون من السهل التشتت وقلة التركيز، يحتاج الأمر إلى مثابرة وتركيز زائد، لكي تمضي قدماً خاصة إذا كنت من المتفوقين في دراستهم.
- التعامل مع زميل السكن الدراسي المزعج: حسناً لنتفق بأنه ليس كل طلاب السكن الجامعي لطفاء ومتفهمين، بل يمكن أن يكونوا على العكس من ذلك تماماً؛ قد تضطر إلى التعامل مع شخيصات مختلفة تماماً عنك.. وسيحتاج ذلك منك الكثير من الصبر والحكمة [5].
- انعدام الخصوصية: بدءاً من الغرفة المشتركة والحمام المشترك إلى الانتظار في طابور غسيل الملابس أو الاستحمام.. وصولاً إلى وجود أشخاص مهمتهم التحديق بك في الذهاب والإياب؛ ستواجه بعض المواقف التي ستشعرك بقلة الخصوصية التي كنت معتاداً عليها في منزلك [1].
تجارب السكن الجامعي المشترك مع مجتمع حلوها
ورد إلى مجتمع حلوها العديد من المشاكل المتعلقة بالسكن الجامعي المشترك فقد ذكرت إحدى المتابعات مشكلة مع زميلتها في السكن الجامعي التي تمانع زيارة صديقات زميلتها لها وتسمح بزيارة صديقاتها هي فكان رد خبيرة مجتمع حلوها الدكتورة سناء عبده:
" السلوك العادل يكون بتطبيق نفس القوانين على كل الزملاء، فما تسمحي به لنفسك يجب أن تسمحي به لغيرك"، ونصحت الفتاة السائلة أن تركز هي وصديقتها على وضع قواعد مشتركة في العيش تناسب كل منهما والالتزام بها.
وفي مشكلة أخرى وردت إلى مجتمع حلوها من شاب يعاني من مزاجية وجفاء شريكه في السكن الجامعي، كان ردّ الدكتورة سناء عبده " زميلك في السكن هو شريك تحتاج أن تتعايش معه وتتقبله كما هو"، ونصحته أن يركز على نفسه ودراسته ويتغافل عن سلوكه. يمكنك متابعة الاستشارة كاملة في هذا الرابط.
ختاماً.. بلا شك تجربة السكن الجامعي "بكل تحدياتها ومغامراتها" مميزة للغاية، وبالتأكيد ستخرج منها شخصيّة أقوى وبعقلية متفتحة.. وكل ذلك له فائدة كبيرة في مجال حياتك المهنية بعد التخرج.
- مقال "التحديات التي تواجه طلاب السكن الجامعي" منشور على موقع highschoolcounselorconnect.com، تمت المراجعة في 22/2/2020.
- مقال Kelci Lynn Lucier "عشر نصائح حول التعايش مع زملاء السكن الجامعي" منشور على موقع thoughtco.com، تمت المراجعة في 22/2/2020.
- مقال "مميزات العيش في سكن جامعي مشترك" منشور على موقع collegebasics.com، تمت المراجعة في 22/2/2020.
- مقال "فوائد ومساوئ العيش في سكن جامعي مشترك" منشور على موقع bellerbys.com، تمت المراجعة في 22/2/2020.
- "العيش في سكن جامعي مشترك: فوائده ومساوئه" منشور على موقع المدونة essaytigers.com، تمت المراجعة في 22/2/2020.